الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
Mahmoud.harazi@gmail.com
لو صدقت اطروحة عن قرب لقاء سري يجمع السفير الامريكي بزعيم الحركة الحوثية كما ذكرت بعض الصحف المحلية, فذلك انما يقودنا الى القول ان اليمن اصبح مستنقع من التحالفات الداخلية والخارجية والتي وجدت في ضعف الدولة بيئة خصبة لمختلف هذه التحالفات وبما تشكله من صراعات وحروب طويلة الامد.
تركيز الضربات التي تنفذها الطائرات الامريكية بدون طيار بشكل يبدو بما لا يدع مجالا للشك انها اكثر مساندة للمليشيات الحوثية خاصة في المناطق والمواقع التي يتواجد فيها كلا الطرفين الحوثي والقاعدة, فضلا عن استثناء عبدالملك الحوثي من قائمة عقوبات مجلس الامن الدولي يؤكد وجود تحالف ولقاءات سرية امريكية حوثية.
كذلك فان تصريح السفارة الامريكية بصنعاء قبل عدة ايام للقنوات العربية والعالمية عن عزمها على تقليص عدد موظفيها الامريكيين يؤكد ان هذا التحالف قد يفضي الى صراع ليس بالهين وقصير الاجل.
الشيء الرئيسي في مثل هذا التحالف ان السفارة الامريكية بصنعاء ربما يئست من قيام الدولة بدورها في محاربة الارهاب والقاعدة وانها بذلك تنظم وتوجه وتسخر امكانياتها لمجابهة تنظيم القاعدة باستخدام حتى الطرق والوسائل غير الشرعية, كاستخدام المليشيات المسلحة والمتمردة.
اشيع في الماضي القريب ان تنظيم القاعدة هو نتيجة ممارسات الادارة الامريكية تجاه الدول الاخرى, ونتيجة الضربات الامريكية بواسطة الطائرات بدون طيار التي لا تكاد تخطئ في اهدافها لتصيب المدنيين, وان اسامة بن لادن هو نتيجة وتدريب امريكي استخدمته كاحد الاسلحة ضد الاشتراكية.
واليوم تجرى لقاءات سرية مع زعيم التمرد الحوثية وتستخدم مليشياته في حربها ضد تنظيم القاعدة وبشكل لا يكاد يختلف كثيرا عن سيناريو استخدام امريكا لتنظيم القاعدة واسامة بن لادن ضد الاشتراكية. والذي ما يلبث حتى تصبح حركة الحوثي اجير حرب وعصابات سبق استخدامها من قبل بعض الاحزاب والدولة ولا تزال يستخدمها بعض افراد المجتمع ضد بعضهم البعض.
تكمن خطورة مثل هذا التقارب الامريكي الحوثي انه لا ينفك حتى يحول اليمن الى منطقة ملتهبة بالصراعات والحروب اللامنتهية تماما كصب الزيت على الماء الساخن, فلا تكاد تتعمق امريكا في دولة ما بحجة محاربة التطرف والارهاب والقاعدة, وتنتهك سيادتها باستخدام الطائرات بدون طيار حتى تشتعل نيران الحروب الطائفية والمتمردة.
وليست ليبيا ومشاهدها المأساوية عنا ببعيد وكذلك العراق وافغانستان وسوريا, وربما كل الدول التي استطاعت امريكا ان تنتهك سيادتها وتتدخل في شؤونها الداخلية حتى العمق, والتي ما تلبث حتى تتدخل في هذه الدول باقامة التحالفات ودعم المليشيات المسلحة وغير المسلحة الى ان تصل بالدولة الى مرحلة النكوب كما في بنغازي اليوم.
الموقف الامريكي في التدخل في شؤون اليمن بما يمثله من تقارب بين سفير دولة عظمى ومتمرد على الدولة, الى حد تقديم الدعم والتحالف مع بعض المجاميع المسلحة لاي سبب كان انما هو خروج عن الاطار العام للاتفاقيات الدولية بشأن مهام السفارات والسفراء, ولا شك ان التقارب الامريكي الحوثي يتناقض تناقضا صارخا مع المصالح القومية للدولة.