ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلاطون تفاصيل ثامن أيام محاكمة ترامب حول أموال الصمت أوكرانيا تعلن إسقاط 21 صاروخاً روسياً وموسكو تؤكد تدمير 68 مسيّرة في سماها قصف إسرائيلي ومقتل 8 وإصابة العشرات على مخيم النصيرات في غزة العلماء يستخدمون تقنية جديدة لرؤية الخلايا السرطانية من الداخل أميركا تعلن سحب قواتها العسكرية من ثاني دولة بعد النيجر واشتطن تكشف عن إصابة ناقلة نفط بريطانية بهجوم حوثي في البحر الأحمر الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري بالتعاون مع دولة العربية الكشف عن تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد والأكبر في في العالم وبميزانية ضخمة
ما زلنا نراهن على وعي شاب من جيلنا إسمه عبدالملك الحوثي. وعلى الأرجح، فدواعي الحياة وفرص البقاء والتطور لديه متوفرة بقدر ما يفتقدها بعض عواجيز السياسة اليوم. ما زلنا نراهن على فطنة الحوثي الشاب، وعلى ذكاء مستشاريه، وعلى أخلاق الذين من حوله، إذا كان مايزال فيهم رجل رشيد.
إننا نتوسم في جميعهم عقلا سياسيا مايزال نشطا؛ ويعمل بذكاء على طريقة من يحث خطاه المتزنة نحو مستقبل كبير. إن عليهم جميعا أن يدركوا أن التنازل عن موقف ما حقنا للدماء، هو من شيم الكبار. وأظن الحوثي ومستشاريه ومثقفي حركته، يدركون ذلك جيدا، وأظنهم قادرون على إلتقاط اللحظة التأريخية التي ستزيد من شعبيتهم، وستضيف لهم مكسبا سياسيا ستندم على التفريط به القوى المناوئة بمختلف أمزجتها وأمكنتها المؤيدة والمعارضة للعنف.
لقد تنازل الرئيس هادي ومعه أحزاب الحكومة الفاشلة عن موقفهم الذي لا يختلف اثنان حول تعدد الأخطاء المتوارية خلف هذا التموضع الإجباري. وأيضا، المؤسسة الأمنية والعسكرية التي بقدر ما تنتقد على أحداث اليوم العنفية وأحداث أمس اﻷول، فإنها ماتزال توصف بأنها تحلت بالصبر كثيرا.
وهذا ما يتوجب أن تكون عليه طبعا. لأن لا أحد يحمل ذرة إنسانية، يبتهج لرؤية قطرة دم تسيل من جسد يمني؛ أيا كان هذا اليمني، وأيا كانت أفكاره ومطالبه. باختصار، مايزال بوسع زعيم الحوثيين إظهار شجاعة أخلاقية ووطنية وإسلامية في خطاب قادم، يعلن فيه عن موقف ذكي، يجنب اليمن والعاصمة وحركته قبل كل شيء، حتمية الاندثار والهلاك.
لا أحد يختلف في مشروعية الاحتجاجية الشعبية التي تطالب بإسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتعيين أخرى تكون قادرة على اتخاذ تدابير إصلاحية للإقتصاد المتدهور ووقف عجلة الفساد. وإذا ما وافق الحوثي على المبادرة المطروحة على طاولته والتي شملت في بنودها جزءا كبيرا مماسبق الحديث عنه من مطالب، فإنها ستكون بداية إيجابية لتصحيح مسار التغيير الإيجابي في البلاد، والذي كان الحوثي أحد المساهمين الفاعلين في إرساء دعائمه.