بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أصبح غلاء الأسعار حقيقة واقعية وقضية عالمية شغلت الرأي العام، وأصبحت ورقة يتلاعب بها الكبار فيما بينهم، والضحية هم الصغار من الفقراء والمساكين والأيتام، وغلاء الأسعار نار لا يكتوي به إلا البسطاء الذين يسكنون بيوت الصفيح والطين والخيام، وينامون على الأرصفة، ويجاهد أحدهم يومه كله؛ ليحصل على رغيف خبز مع قلة مبالاة من أهل الثراء الفاحش والغنى الطاغي، ويظن من جمع القناطير المقنطرة وجمّد الرصيد الهائل في البنك أن لا مسؤولية عليه شرعية أو أدبية تجاه هؤلاء الفقراء المعوزين؛ لأنه قد أمّن مستقبله وخطط لحياته، ولكن (إِنَّ رَبَّكَ لَبالْمِرْصَادِ( فتجد العقوبات الإلهية والسياط الربّانيّة تتهاوى على رأس هذا البخيل الكنود الشحيح الذي منع زكاة ماله وحبس صدقته وبخل بمعروفه؛ فيُبتلى بخسارات مالية هائلة وبأمراض فتاكة مضنية، بل إن غالب التجار الكبار يصابون بالسكري والضغط والقلق، ورأينا منهم من يداوم على عقاقير مسكّنة؛ لأنه تحوّل عبداً للمال وخادماً للثروة، فكلما تعرض لنكسة مالية أنفق من صحته ودفع من راحته وأمنه الداخلي ضريبة لهذه المصائب المالية والكوارث الاقتصادية.
وبالمقابل نجد الفقير غالباً يتناول رغيفه وينام نومةً هادئة، أما عبد الدنيا والدولار ففي قلبه نار من تذبذب الأسعار، وانخفاض الدولار، على مذهب (نار يا حبيـبي نار).
نحتاج نحن الشعوب في ظل أزمة غلاء الأسعار إلى قرار سياسي يعادل الكفة بين أبناء الوطن الواحد، وينقذ أرواح الجائعين والمحرومين والمعدمين، ويُحدد دخلاً خاصاً للفقراء، لا مجرد زيادة في الرواتب؛ لأن المستفيدين من الرواتب فئة قليلة وفيهم الغني، ولكن قطاعاً هائلاً من المواطنين ليس لهم دخل من دولهم، فلا رواتب ولا مخصصات ولا هبات ولا هدايا ولا إكراميات ولا منح ولا شرهات، بل تأخذ الدول منهم ضرائب وفواتير، فمنهم من يبيع بقرته؛ ليسدد أجور الكهرباء والهاتف، ومنهم من يقترض ليشتري طعاماً لأطفاله.
وقد اشتكى هؤلاء الفقراء وبكوا وصاحوا وناحوا ولكن هيهات لا مجيب، والواجب علينا جميعاً، صنّاع قرار وأغنياء وعلماء ورجال إعلام، أن نهب هبة رجل واحد لإنقاذ هؤلاء المنكوبين في بلادنا حتى ولو وصل الأمر إلى يوم إعلامي مفتوح لجمع التبرعات كما فعلنا مع البوسنة والهرسك والشيشان.. و(الأقربون أولى بالمعروف).
ففي عام الرمادة زمن المجاعة في عهد عمر بن الخطاب، فاروق الإسلام رضي الله عنه، رفض أن تميل الكفة لصالح الأغنياء، فأصدر قراراً سياسياً من على المنبر وأقسم فيه أن لا يأكل أحدٌ سمناً ولا سميناً حتى يتساوى الناس، وقام بعملية إغاثة وإنقاذ واستنفار، وأمر الفقراء من شتى الأقاليم أن يرتحلوا إليه في ضواحي المدينة، وحمل الطعام على رأسه، ودخل الخيام يوزعه على الفقراء والمساكين بنفسه، وأرسل إلى عمرو بن العاص والي مصر من قِبَله يستحثه في إغاثة المسلمين، فأرسل له قافلة، كان أولها في المدينة وآخرها في مصر، حتى رفع الله الضائقة عن الأمة.
ماذا ننتظر ساسة وأغنياء وعلماء ونحن نرى فقراءنا وأيتامنا في حالٍ مزرية لا يقرّها شرع ولا عقل؟ وإذا لم نبدأ بسد الخلل الداخلي والعوز الاجتماعي والحاجة الوطنية فلن ينتظر منا مواقف عالمية مشرفة.
سارعوا سارعوا يا صنّاع القرار، ويا أهل الدرهم والدينار، ويا كانزي اليورو والدولار، بإغاثة الفقراء من أهل الدار، وأهل الجوار، قبل أن يغضب العزيز الجبار، ويسخط الواحد القهار.
* الشرق لإوسط