خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مأرب برس – خاص
غدا ذكرى الشهيد الأستاذ محمد أحمد محمد نعمان رحمة الله عليه (28 يونيو 1947م)، والذى إن كتبناعنه فسوف تشعر الكلمات بالعجز وسيجف القلم قبل أن يكتب خجلا منه و خوفا من أن لانوفيه حقه.
الشهيد محمد أحمد نعمان الذى وصفه الكاتب والمفكر السعودي الأستاذ عبدالله القصيمي والقاضي عبدالرحمن الإريانى بــ" الطاقه التى لاتطاق " والذى وصف بــ" الغوبة " والتى تعنى العاصفة أوالدوامة التى تدور دون توقـف وذلك لسرعة حركته وقوة تأثيره والذى كان ملهما بتفكيره وأفكاره التى كان يطرحها بكل شجاعة وصراحة والتى كانت سببا فى إكرامه و اغتياله عندما كان وزيرا للخارجية اليمنية بالرصاصات الخمس التى أطلقها أحد الجبناء أثناء توقف سيارته عند إحدى نقاط المرور فى العاصمة بيروت .
الشهيد النعمان الذى قال مُعلقا على الإغتيالات التى تحصل ( لا أريد أن أصدق ، رغم مايجرى من اغتيالات مجنونة هنا فى بيروت وهناك فى صنعاء ، أن الإنسان ممكن يتحول إلى ذئب !! لماذا لانـتحاور باللسان بدلا من لعلعة الرصاص؟ هل لأنـنا مانزال فى مرحلة التخلف أم لأن الغرائـز ماتزال تغلى فى عروقنا؟)
الشهيد النعمان المعروف برجل الحوار والذى كان ضد القتل والعنف حتى العنف الكلامى والذى كان نافذة الكثيرين من اللبنانيين والعرب والأجانب على اليمن يموت بنفس الأسلوب الذى كان يحاربه ويستنكره علنا وبشدة.
الشهيد النعمان الذى أطلق فى محاضرته الأخيرة فى نادى ضباط القوات المسلحة:
(لنطلق أصواتـنا فى وضح النهار بدلا من لعلعة الرصاص فى الظلام) نسته الذاكرة اليمنية والعربية ولم تنصفه ، ولايسعنى إلا أن أقول كما قال المثقف والسياسي السعودي خالد التويجري السكرتير الخاص للعاهل السعودى الملك عبدالله فى ذكرى وفاة والد الشهيد الأستاذ أحمد محمد نعمان ( نسته الذاكرة العربية وتجاوزته بصلف وغرور كما فعلت مع غيره.. لاأدري.. لكننا لو حاولنا أن نستنطق الكثير من شباب الجيل ونسألهم عنه لوقفوا طويلا يبحثون عن الإجابة وسيعودون بخفى حنين ، فلا مكان للنعمان فى ذاكرة شباب امتلأت مساحتها بالأقزام..).
لاندري هل الذاكرة اليمنية نسته قصدا أم عجزا من أن لاتوفيه حقه!؟
بما أننى لست أديبا ولا مؤرخا لأكتب عنه ولإننى لم أشهد حياة الشهيد إلامن خلال ماسمعت وماقرأت عنه،وماقرأت له فى كتيباته وهي (1- إلى الشعب اليمني 2- فيساع فيساع الإمام مريض 3- لكى نفهم القضية 4- الحركة الوطنية فى اليمن (حركتنا أين تقف اليوم؟) 5- التاريخ الأثم 6- التأميم فى اليمن 7- ليقف النزيف فى اليمن 8- أبجديات نقابية 9- أحاديث نقابية 10- من وراء الأسوار 11- أزمة المثقف اليمني 12-الوطنيه لا الحقد 13- الزبيري داعية السلام لم يمت 14- الأطراف المعنية فى اليمن) والتي قد قام ابن أخ الشهيد لطفى فؤاد أحمد محمد نعمان بجمع تلك الكتيبات وإعادة نشرها فى كتاب بعنوان " الشهيد محمد أحمد محمد نعمان الفكر والموقف " مارس 2001 .
أحببت فى ذكرى وفاته أن أطرح الرسالة التى تركها للشعب اليمني فى كتيبه ( إلى الشعب اليمنى) وفصل من فصول الرسالة التى تركها للأطراف المعنية فى اليمن فى كتيبه ( الأطراف المعنية فى اليمن).
كما أحببت أن أقتبس مقدمة مختصرة لأحد أصدقائه الذين عايشوه وتعرفوا عليه فى النصف الأول من الخمسينات وهوأستاذ العلوم السياسة بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ويقول :
(ليس هناك كلمات أو أسفار يمكن أن تفى محمد أحمد نعمان وإذا كان قد ظلم فى حياته وحورب لتفوقه فلا يجوز لنا أن نظلمه بعد استشهاده. فمحمد أحمد نعمان ليس رجلا عاديا أو نموذجا لعشرات من الأفراد الذين أفرزهم مجتمعنا خلال القرن العشرين. إنه رجل غير عادي بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ،بل إنه واحد من أولئك الفلتات والنوابغ التى لايتكرر ظهورها داخل المجتمعات إلا بصعوبة وبمدى كبير.
كان محمد مفكرا مبدعا ، ومتحدثا لبقا ، ومناضلا جسورا ، ومبادرا فى كل الظروف ، كان رجل دولة متميزا ، ورجل حوار لايشق له غبار وكان صانع أحداث ومواقف يعجز عنها من سبقوه ومن لحقوه.
وكان فوق ذلك إنسانا رقيق المشاعر يحب بعمق حتى لاتجد الكراهية فى نفسه مكانا.. أحب أطفاله وأحب أسرته ، وأحب اصدقائه وأحب وطنه ومواطنيه وأشفق دوما على أعدائه ومبغضيه.
كانت ثقة محمد فى نفسه عالية فلم تغره المناصب ، ولم يـُدر رأسه مال ، فكلما ازداد رفعة فى موقعه ازداد تواضعا فى مسلكه ، وكلما اشتد بغض الناس تطرفا ونكرانا لأصدقائهم بالأمس وخصومهم السياسيين باليوم كلما كان محمد نعمان وفيا لعلاقاته وصداقاته لايخلط بين عمله السياسى وواجبه الإنسانى ، وكان يربط دوما بين واجبه الوطني وواجبه الأخلاقي). "الشهيد محمد احمد نعمان الفكر والموقف"
( إلى الشعب اليمني )
إلى الشعب اليمني الواحد.. وإلى الحالمين بيمن مستقر موحد ، نبني الحياة فيه ونغني.
إلى المتطلعين بقوة لمستقبل حى وفعال وبناء..إلى دعاة السلام والتقدم.
إلى الممسكين بسياسة اليمن التقليدية.. الإنفتاح على بنى الإنسان جميعا.. من أجل أن يحيا إنسان بلادنا..إنسان اليمن المقهور المضطهد التعيس فى سلام ويسر وسرور ، وحياة ديمقراطية فى أرضنا .. وحوار
هادف بناء.
أخي اليمني الكريم: سلام عليك حيث كنت وأينما حللت ، لقد خلقنا الله فى هذه الأرض لنحيا سعداء هانئين فى عيشنا أعزاء مكرمين فنحن أبناء أدم الذى كرمه الله فأمر الملائكة أن يسجدوا له:(فسجدوا إلاإبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين)
لقد خلقنا الله مزودين بأسماعنا وأبصارنا وقلوبنا كما خلق بقية بني الإنسان وأكرمنا بالأرض الطيبة أرض اليمن ذات الخير الوفير والرزق الغزير وأروى أرضها بالماء العذب الزلال الهنئ وزينها بالجبال الشامخة الخضراء والبطاح العريضة ذات الثمر اليانع والخير الوفير.
فلماذا نحيا أذلاء أشقياء فى بلادنا وخارجها....
الحكم الفاسد: السبب هو فساد الحكم فى بلادنا فقد أذل الفلاح وأرهقه بالضرائب حتى ألجأه إلى التشرد والفرار ليمتهن ولو أحقر المهن خارج بلاده وأجاع الجندي ثم أنفذه على الفلاح ليوفيه مصاريفه فى حياته وأجاع الموظف ثم تركه يعبث بالفلاح ويشاغله حتى يسدد له مايحتاجه من مصاريف ، فأصبح الفلاح وأغلب الأمة فلاحون ، أصبح يشقي ويتعب طيلة العام ثم لايجني مايكفيه ويكفي هؤلاء الجياع بجانبه الذين هم فى الأصل بعض منه ، فالجندى أخو الفلاح والموظف أخو الفلاح وماأراد الجندى ولا الموظف أن يسئ إلى الفلاح ولكنه لم يجد مايأكله فقد أجاعه الحكام الكبار وحرموا عليه أن يحيا سعيدا.
ماذا تصنع ستة ريالات للجندي فى الشهر وهى مايستلمه من راتبه بعد خصم قيمة الكسوة ومقابل الرخص و.و.و.
وماذا تصنع العشرة الريالات والعشرون والثلاثون للموظف المنقطع الفقير صاحب العائلة الكبيرة؟
إن البطن الخاوية هي التي تشق الطريق للإستلاب والنهب.
مطالب الأحرار: والأحرار الذين ينادون بإصلاح الأوضاع فى اليمن لايريدون من وراء هذه المطالبة إلا أن يشبع الجائع ويأمن الخائف.
وإنما يطالب الأحرار أن تخرج الأموال التى اعتصرها حكام اليمن من دماء الشعب فتنفق على أوجه للعمران فى البلاد وتفتح الأعمال للعاطلين من أبناء الشعب الذين لايجدون مايصنعون غير المطالبة بالوظائف كي لا يعودوا لإستلاب الأموال من إخوانهم وآبائهم.
الأحرار يريدون للجيش الغذاء الوافي والعلاج الكامل ويريدون لأبناء الجنود منزلا نظيفا يأوون إليه. الأحرار يريدون أن يحيا الجندي حارسا للوطن مزودا بالسلاح النظيف لاحارسا لأطماع الحاكمين وسلاحا فى أيديهم لتهديد الفلاح وإرغامه على أن يحيا ذليلا مهانا جائعا خائفا.
الأحرار يريدون للفلاح أن يطمئن كل الطمأنينة إلى أن الحكومة لن تسرف عليه فى أخذ الضرائب ولن تشتد عليه فى جبايتها ولن يرسل عليه الجنود بعد اليوم ليشاركوه المسكن والمأكل ويستأثروا بالخير دونه.
والأحرار يريدون أن يعيش الإنسان فى اليمن آمنا من الأنذال الذين لايجدون مايعيشون من ورائه غير الدس والوقيعة بين الحكومة والناس ولا سبيل لذلك مالم يصب الحاكمون على آذانهم الشمع فلا يؤاخذون أحدا قبل أن تتضح الحجة عليه فى محاكمة قانونية.
والأحرار يريدون أن لايسجن أحد إلابحكم من إحدى المحاكم لا أن يكون للإمام حق السجن ولأولاد الإمام حق السجن ولأذناب الإمام حق السجن ولخدمة بغال الإمام حق السجن ولعكفى الإمام حق السجن وبدون محاكمة ولا علم لسبب السجن ولالمدة السجن فإن الله لم يخلق هذا الشعب ليعبث به أهل النفوس المريضة التى لاترتاح إلا للإيذاء والإتعاب والإشقاء وإنما خلقه ليحيا فى هذه الأرض الكريمة كما تحيا سائر الأمم.
هذا مايريده الأحرار لبلادهم وقد توجهوا به إلى حكام اليمن وحاولوا إقناعهم بشتى الوسائل والأساليب على أن يترفقوا بأمتهم وبلادهم فيوقفوا هذه الحرب العوان على الأمة ولكن :(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) فلا لانوا ولاسمعوا ولا أصاخوا وجاءتهم العبر والنذر فقتل الإمام يحيى وأ ُرغم الإمام أحمد بقوة الجيش ذات يوم على أن يتنازل عن العرش ويكتب بخط يده وثيقة التنازل موجهة إلى الجيش الذى أراد أن يحقق مطالب الأحرار بقوة السلاح وبالرغم من كل هذه العبر لم تـُـجـْدِ هذه المحاولات شيئا ولم يكن هناك معنى للحديث مع القوم : ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الأخرة عذاب عظيم).
أيها الأخ اليمني : هذه هى مطالب الأحرار يتقدمون بها إليك أنت لتنفذها بعد أن يئسوا من أن ينفذها الحاكمون فإن هؤلاء قد سبق عليهم حكم ربك العليم الخبير :(سأصرف عن أياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق وإن يروا سبيل الرشد لايتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا).
وأنت أيها اليمني الكريم سلالة قحطان الأبي الكريم تعرف كيف تنال حقوقك فلست غبيا ولاجاهلا وتاريخك القديم والقريب لايزال في ذاكرتك مطبوعا وهو يهديك الصراط المستقيم ولينصرن الله من ينصره.
(منشور صغير لم يلحق له تاريخا أو إشارة إلى مكان صدوره)."الشهيد محمد احمد نعمان الفكر والموقف"
(الأطراف المعنية فى اليمن)
المسؤلية التاريخية التى تواجهنا اليوم فى اليمن هي التوصل إلى صيغة موحدة لأهداف الشعب ،كل الشعب..
وإشاعة الفهم بين جميع الفئات لهذه الصيغة الموحدة التي ستحتاج حتما لكل القوى الشعبية كي تحققها وتحميها بقناعة واعية وإصرار دائم رصين.
" المخرج "
عبث أن تطلب التغيير لذات التغيير..
وأن تقترن محاولة التغيير بالدماء ، والخراب والدمار ، والحرب الطويلة القاسية ، دون أن يكون لهذه المحاولة فهم إنساني سليم ، نابع من واقع الحياة لمن يحاول التغيير،هادف للتطويروالتحسين فى جوهره وأسلوبه.
أن يكون ذلك كذلك ، له أمر أبعد من البعث .. إذ يجعلنا نرى من يحاول ذاك وكأنه محكوم بجبرية تلغي إرادة الإنسان وفهمه ، وتجعله قطعة كونية متحركة بغير إرادة ذاتية واعية ، شأنه شأن الزهرة تتفتح ويضوع شذاها دون تفكير أو إرادة ، لأن تنعشنا بنسماتها العطرة ، أو الرياح السافية تثور بلا قصد أو إدراك لأثرها على أعيننا ومظهرنا وحركتنا..هو كالمطر الذي يسقي الأرض بدون قصد ، أوالزلزال الذي يشق الأرض ويلتهم من عليها دون إرادة ولاوعي.
ولقد زود الإنسان بالعقل كي يعطيه إمكانية التفكير والتدبير لأفعاله حتى يصوغ حياته رخية رضية ، خلية من البؤس والفزع والمشقة ، يحياها فى يسر..سرور..وسلام..
وإذا لم نجرد أنفسنا من اليمن من العقل ، فإن الهدف الثابت لكل الأطراف المعنية فى اليمن خلال التاريخ كله ، قد كان الوصول إلى هذا النموذج من الحياة..وإن بدا الأمرعلى النقيض من خلال التجارب والمحاولات ، بسبب التصورات التي صنعتها مشقة اللقاء والإختلاط بسبب صعوبة الإنتقال ، واختلاف الأجواء وانحصار كل فريق في منطقته ، إلامن ضاقت به الحياة فيها.
وبإشعاع الحضارة الحديثة فى مطلع القرن العشرين ، تلك الإشعاعات الخافتة التي كانت باعثا من بواعث قيام الحركة الأحرار اليمنيين ، نرانا أمام التقاء لهذه الأشواق والتطلعات فى نفوس اليمنيين ، لتغيير وجهة حياتهم على نحو أفضل.وأيا كان الأسلوب وطابع كل محاولة ، فإن القاسم المشترك بينها جميعا قد كان الرغبة الملحة فى أن يحيا كل يمني حياة راخية هانئة.
وفي كل شعب ، وكل تحول تاريخي لانجد جماهير الشعب كلها تتحرك في موكب واحد نحو الهدف ، وكأنها طابور عسكري موحد الزي والشارة والخطوات ، يظله علم واحد..بل إن فريقا من أبناء الشعب يتميزون عن الآخرين بالقدرة على تحسس الرغبات الشائعة عند الجماهير ويقدرون على صياغتها فى أفكار وخطط وشعارات ، هم الذين يتولون قيادة الركب وقد يظلون لوقت طويل هم القيادة وهم الركب ، لأن لغتهم فى الغالب تكون غير مفهومة ولا واضحة للآخرين ، ويبدون وكأنهم فى حاجة لمن يفسرهم لشعبهم..وذاك شأن كل الدعاة الذين يحتاجون دائما لعامل الزمن ، حتى يلتحموا بجماهير شعبهم فى وحدة شعورية ، يتمكنون خلالها من قيادة شعبهم لتحقيق نموذج الحياة الجديد الذين يدعون إليه.
ومن الثابت المألوف أن هؤلاء الرواد يكونون فى العادة من الفئة المستنيرة ، الآخذة بنصيب من الثقافة الإنسانية ، والذين يقوون على النظرة الشاملة للأمور ، ولاينحبسون فى دوائر ضيقة من دوائر الفكر والحياة.
ولقد كان حظ اليمن من هؤلاء شحيحا عند قيام حركة الأحرار اليمنيين ن وجاءت الأحداث الدامية خلال الثلاثين السنة الماضية ، لتزيد من الشح إما بالإعدام ، أو الخنق الفكري والتشتيت ، أو التمييع والإرباك.
واليوم ونحن نتحسس الطريق باحثين عن المخرج لابد لنا من تحديد المسئولية أولا..ثم المسئول عن احتمال المسئولية القادر عليها.
والمسئولية التاريخية التي تواجهنا اليوم فى اليمن هي التوصل إلى صيغة موحدة لأهداف الشعب..كل الشعب..
وإشاعة الفهم بين جميع الفئات لهذه الصيغة الموحدة ، التى ستحتاج حتما لكل القوى الشعبية كي تحققها وتحميها ، بقناعة واعية وإصرار دائم رصين.
والجهد في الحالتين لايقوى عليه بحكم التكوين العقلي والنفسي ، غير الشباب المستنير من أبناء اليمن في الداخل والخارج..ومن السذاجة المفرطة فى تقييم الأمور ، أن يقول قائل بأن هذه أمور مفروغ منها ، وهي واضحة للعيان لاتحتاج إلى جهد أو عناء.
إننا كما أسلفت أطراف..وفئات..وعقليات..ونماذج بشرية مختلفة لاتعرف بعضها بعضا ، فنحن أحوج مانكون أولا لمعرفة انفسنا معرفة صحيحة وشاملة..معتمدة على الدراسة والإحصاء ، والتعمق فى بحث الجذور التاريخية لكل ظاهرة ، والآثار الاقتصادية والنفسية لكل قاعدة من قواعد مجتمعنا المتعددة ، فى المشرق وتهامة والشام " والعدن ".
ليس بين يدينا حتى اليوم كتاب يقدم لنا تاريخ اليمن في بساطة نتعرف من خلاله على العلاقات بين أنحاء اليمن خلال العهد الماضي؟! ولاماهي النظم السياسية التى تلاحقت على البلاد، ويحتاج المرء إلى جهد جهيد يضرب فى بطون عشرات الكتب ليستخلص تاريخ فترة من الفترات..
والخريطة الشاملة لليمن ، لم تعرف سبيلا لأعين الناس على اختلاف مستوياتهم..خريطة الأرض لمعرفة أقسامها ونواحيها ، ناهيك عن خرائط الإنتاج التى تبين منها مافي الأرض من محاصيل أومعادن.
وفنون اليمن فى التعبير سواء بالرسم ، أوالكتابة ،بالغناء أوالرقص ، لايعلم المرء عنه شيئا ولا يستطيع أن يميزه أويدركه.
والعادات والتقاليد الإجتماعية..والأحكام والقوانين العرفية بين القبائل المتعددة المجهولة..كيف يمكن الوصول لفهمها ، حتى يستطاع التعامل مع أصحابها ، والتفاهم معهم كي تأتي خطة التغيير معبرة عن هؤلاء كطرف من الأطراف المعنية..!ثم...ماحقيقة مانملك فى أرضنا..وماالذي نحتاجه لمواجهة تبعاتنا المالية العادية الرتيبة.
وهل عندنا من الفائض مايتكافأ وأحلامنا الواسعة فى تغيير وتطوير أساليب الحياة..حتى لايشط بنا الخيال ، أونظل أسرى أوهام باطلة تصور لنا القدرة على الإنطلاق الواسع ، فى مضامير التقدم بينما قدراتنا أضعف من أحلامنا..إننا أشد مانكون حاجة لدراسة أنفسنا..وبلادنا..تاريخا..وواقعا..حتى لاننطلق فى تخطيطاتنا راكظين
وراء الخيالات ، نتصارع ونتناحر على مجرد الاحتمالات والتصورات..لم نبلغ بعد ، مرحلة اكتشاف بلادنا ، لنقوى بالتالى على تخطيط سير حياتها .. فلنعرف انفسنا أولا.. وجيدا.
ولنقدم بهذه المعرفة ، لكل مواطنينا ، حتى نعى حقيقتنا وبالتالي نقوى على التفكير الأكثر واقعية وأقدر إنتاجا.. إننا أشد مانكون حاجة لمعرفة اليمن ، كل اليمن..حتى تتضح معالمها، وتبدو صورتها بملامحها جميعا أمام أبناء اليمن أنفسهم أولا ، فينموا إحساس الشعب بوحدة تكوينه ، ويتعمق شعوره بذاته المتماسكة ، وتتحول الأطراف المعنية إلى شعب موحد يخطو فى مجالات الحياة بإرادة موحدة وفكر موحد.
وطبيعي أن مسئولية اكتشاف اليمن الملقاة على جيل الشباب الأحرار اليمنيين لاتعنى الدعوة للإنغلاق على الذات داخل الحدود،وقطع الصلات مع العالميين..ولكنها إعداد النفس لتحمل التبعات الإنسانية لشعب اليمن على مختلف المستويات عربية ودولية، فإننا لانستطيع أن نكون ذوي أثر فى أي مجال مالم نكن أولا..أي مالم نوجد نحن.. ولن نوجد حقا إلا إذا عرفنا أنفسنا-بالطبع-ووضعنا قدمنا على أول سلم الوجود كشعب موحد الشعور والوجدان.
إنه لايمكن لنا أن نعيش فى عالم اليوم منعزليين..لكننا ايضا لايمكن أن نعيش فيه إذا بددنا مشاعرنا، فى كل اتجاه وانتقلنا من حالة التمزق الداخلي إلى حالة التيه الفكري ، والصعلكة الشعورية ، نوزع حماسنا في مختلف الاتجاهات ، ويولي كل فريق مناوجهه شطر حرم يختاره هنا أو هناك.
إن اليمن لايمكن أن تبني من خارج ذاتها ، أي أن نقطة البدء في التحول الحقيقي هي نفس المواطن اليمني لأنه هو وحدة الذات الداخلية لليمن.
مامدى وعيه بحقيقته كيمني ..وماهي الأبعاد النفسية داخله لكلمة اليمن..
ماحدود اليمن..وملامحها فى التاريخ..ومن هو شعب اليمن الذي ينتسب إليه..هل اليمن قريتنا..أوقبيلتنا..
أم هي أوسع من ذلك وأشمل..وإلى أى حد..؟حد اللواء أم حد المذهب الديني..أم حد المنطقة الجغرافية..؟
وأبناء من نحن..أنحن من سلالة واحدة معتزة بماضيها،أم نحن سلالات متعددة مختلطة،تتصارع في أعراقنا الدماء المتحاربة في القديم.
والأمل الكبير الذي يحدونا كشعب يحيا في الثلث الأخير من القرن العشرين .. ماهو؟.
وماأسلوب الحياة الذي نحرص على أن يسود حياتنا .. وماعلاقتنا ببعضنا ، وبالوجود من حوالينا.
من نحن .. زماذا نريد .. وها نحن "نحن" .. أم أننا مجرد جمع لــ"أنا"..
وهل نحن مانريد .. أم كل واحد منا يريد ..
لنكن أولا .. لتكن اليمن شيئا محسوسا ملموسا عند بنيها .. وليكن شعب اليمن شعبا، وليس مجموع أفراد..
ويومها .. يوم أن نكون .. يوم أن نكتشف بلادنا فى الواقع والتاريخ، سيكون لنا وزن إن اقتحمنا المجالات القومية والدولية نسهم فيها بدورنا.
ودون تحقيق ذلك لن نعدو أن نكون عبئا ثقيلا بغيضا على الغير، مهما كانت علاقته بنا ، فالمرء يضيق بعضوه المشلول وهو جزء من جسمه، فكيف بما دون ذلك.
وليس الأمر أمر ثقل أو استثقال .. ولكنه أخطر من ذلك وأكبر .. أوهو أسوأ وأحقر..
أن نظل مزقا متنافرة .. وفرقا متناحرة لايعني أكثر من أننا طاعون على أنفسنا ، لانقوى على غير الإفناء ، ولكن بشكل يضيف علينا إلى جانب الحمق والغفلة.. التواكل المهين ، والدونية المزرية .
( "المخرج" أحد الفصول الأخيرة من كتيب "الأطراف المعنية فى اليمن"مارس 1965م" القاهرة)
"الشهيد محمد أحمد نعمان الفكر والموقف"
سيرة الشهيد محمد احمد محمد نعمان:
• محمد نعمان نجل الأستاذ الأكبر أحمد محمد نعمان مؤسس حركة الأحرار اليمنيين.
• ولد عام 1933م-1352هـ فى عزلة ذبحان قضاء الحجرية لواء تعز.
• تلقى علوم الأولية على يدي أبيه فى ذبحان وتعز وأكمل دراسته الثانوية فى عدن وصنعاء ، واسهم فى الحركة من خلال بيعه للصحف وقيادة المظاهرات.
• سجن فى سجن الرداع بصنعاء إثر فشل ثورة 1948م.
• انتقل إلى حجة حيث سجن والده ، وبعد الإفراج عن أبيه أسهم فى إدارة المدرسة المتوسطة التي أنشأها أبوه وعمل مدرسا فيها.
• خلال إقامته فى حجة قام بأول دراسة استطلاعية عن مستقبل اليمن شاركه فيها العديد من الأحرار المسجونين حينذاك عام 1953م نشرت فيما بعد فى كتاب من وراء الأسوار.
• فر إلى عدن فى أغسطس 1955م بعد هروب أبيه إلى القاهرة ، وفي عدن أسهم فى تأسيس العديد من التنظيمات والتيارات السياسية ( الجبهة الوطنية المتحدة ) ، (حزب البعث العربي الإشتراكي) ، والنقابات العمالية ، أنشأ مطبعة الجماهير التي كانت تطبع فيها أدبيات الأحرار.
• ظل متنقلا بين القاهرة وعدن إلى أن قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وشارك فى العمل الدبلوماسي ، وعمل على دعم حركة التحرر في جنوب الوطن من خلال موقعه في الصفوف الأمامية فى شمال الوطن.
• استقر فى بيروت منذ عام 1966م حتى 1967م بسبب الخلافات في صفوف الجمهوريين واختلافه مع المسئولين عن شئون اليمن فى السلطات المصرية مما أدى إلى تسفيره إلى بيروت.
• عاد للمشاركة في العمل السياسي المباشر فى اليمن إثر قيام حركة 5 نوفمبر 1967م بفترة ، وقد تر ك النعمان الابن أثره فى حركة نوفمبر من خلال اشتراكه فى رسم السياسية العامة للدولة وعلاقاتها وسماتها ، ودعم المصالة الوطنية بإيقاف الحرب الأهلية بين اليمنيين فى عام 1970م (الجمهوريين والملكيين) وعام 1972 (الشطرين الشمالي والجنوبي) وخلق أجواء المودة والإخاء بين الأشقاء العرب ، وكان دعامة من دعائم الدولة الحديثة ورمزا من رموزها ، والعمل ما وانته الحيلة على تقوية علاقة اليمن بكافة الدول الشقيقة والصديقة.
• تميز طيلة حياته بالنشاط والديناميكية والذكاء والنضوج والفكر النير والرؤية الثاقبة والواقعية والصراحة الشديدة والشجاعة والجرأة في االطرح وحسن الأداء والتفوق والكفاءة في العمل والطموح والإنطلاق والتحرير والحوار الهادئ العقلاني والديمقراطية ، والإنفتاح فى العلاقات سواء مع من يوافقه الرأي أويخالفه.
• أستشهد بعد قيام حركة 13 يونيو 1974م بأسبوعين مساء الجمعة 28 يونيو برصاص كاتم الصوت أثناء توقفه فى إحدى نقاط المرور ببيروت.
المناصب التي تقلدها:
• سكرتيرا لسيف الحق إبراهيم رئيس مجلس الشورى فى حكومة ثورة 1948م.
• مديرا مساعدا بالمدرسة المتوسطة بحبجة ومدرسا فيها 1950-1954م.
• أمينا عاما للإتحاد اليمني ومسؤولا عن لجنة الثقافة والنشر 1955-1962م.
• مساعدا للأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب 1960م.
• القائم بأعمال السفارة اليمنية فى القاهرة 1962م.
• وزيرا مفوضا لليمن بيوغسلافيا وبون 1962-1963م.
• وزيرا للدولة لشئون رئاسة الجمهورية 1963م.
• عضوا في الكتب السياسي ونائبا لرئيس الوزراء الفريق حسن العمري 1964م.
• مندوبا دائما للجمهورية العربية اليمنية في الجامعة العربية يالقاهرة 1964م.
• سفيرا متجولا 1965-1968م.
• شارك في الإعداد لمشروع الدستور الدائم للجمهورية وصياغته والتحضير لانتخابات المجلس الجمهوري 1970-1971م.
• سفيرا مقيما في باريس 1971-1972م. وغير مقيم فى سويسرا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورج 1972م.
• نائبا لرئيس مجلس الوزراء القاضي عبدالله الحجري ووزيرا للخارجية 30/12/1972-6/12/1973م.
• مستشارا سياسيا لفخامة رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الإرياني 9/12/1973- 13/6/1974م.
ضياء محمد عبدالله محمد نعمان
علاقات سياسية ودولية
بريطانيا
Dheya_n@hotmail.com