آخر الاخبار

قنبلة بقوة زلزال".. الجيش الروسي يدمر مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية بقنبلة فائقة القوة الدوري المصري.. هدف "عالمي" من لاعب الأهلي يثير تفاعلاً إنجاز أمني كبير يطيح بشحنة خطيرة وبالغة الأهمية لعمليات الحوثي الارهابية أبو عبيدة يزف خبراً غير سار لإسرائيل.. والقسام تنشر فيديو قد يشعل تل أبيب البحرية البريطانية تكشف نتائج هجوم حوثي مزدوج استهدف اليوم سفينة شحن مجدداً.. مشاط الحوثيين يوجه تهديداً مهينا شديد اللهجة الى قيادات مؤتمر صنعاء بحضور الراعي وبن حبتور ..بماذا توعدهم خلال الأيام القادمة؟ برلماني متحوث في صنعاء يفتح النار على سلطة الانقلاب الحوثية ويشكو الظلم والجوع والفقر تحذير أممي: اليمن سيواجه أربعة أشهر عجاف مع بداية الشهر المقبل القوات المسلحة السعودية تبدأ مناورات الغضب العارم في البحر الأحمر بمشاركة القوات البحرية الأميركية لقاء رفيع لقيادات قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب.. والعميد الصبري يوجه برفع الجاهزية واليقضة الأمنية

لماذا نعارض التوريث؟
بقلم/ منير الماوري
نشر منذ: 16 سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الجمعة 18 يناير-كانون الثاني 2008 10:18 ص

ما هي مشكلتنا مع الأخ أحمد علي عبدالله صالح؟

لماذا نحاول منعه من الوصول إلى حكم اليمن، ونضع العقبات في طريقه؟!

هل هو حقد شخصي في قلوب المعارضين، أم حسد، أم كراهية تعودنا عليها نحن الكتاب المشاكسين (قاتلنا الله)؟!

هذه أسئلة ستظل مطروحة مادامت المعارضة للتوريث قائمة ولكن السؤال الأهم هو لماذا نكره شخصا لا نعرفه؟

ملايين الباكستانيين لم يعرفوا زعيمهم الكبير ذو الفقار علي بوتو ولكنهم عرفوا آثاره، وإنجازاته، وسعدوا بانتخاب ابنته بنظير رئيسة للوزراء بعد سنين من اعدامه. كما أن محبي بنظير بوتو في حزب الشعب الباكستاني لم يترددوا أبدا في اختيار نجلها الشاب زعيما للحزب ، لعل وعسى أن يكون هذا الشاب امتدادا لوالدته الراحلة.

إذا كان الأمر كذلك فإني لن أبالغ لو قلت أن 80% على الأقل من الشعب اليمني لن يمانعوا من رؤية نجل إبراهيم الحمدي أو أخيه أو أيا من أقاربه رئيسا للبلاد بشرط أن يكون الحاكم الجديد امتدادا للحمدي القديم وفي مستوى إخلاصه لشعبه.

أما صديقنا العميد أحمد فنحن لا نرفضه لشخصه ولكننا نرفض أن يكون استمرارا لنظام الفساد والاستبداد والفوضى والنهب والسلب.

الشعب اليمني قد لا يهمه من يحكمه، ولكن يهمه جدا، أن يقوم الحاكم بواجباته خير قيام وأن يلتزم بصلاحياته المحددة في الدستور، وأن يتحلى بالعدالة والنزاهة، وهذه الشروط لم يثبت ولي العهد أحمد ولا أبيه أنهما أهلا لها.

أبو أحمد قدمت له اليمن كل شئ، ولكننا نسأله بكل جرأة ماذا قدم لليمن؟

حتى الوحدة التي يتغنى بها ليل نهار هل ضحى بشئ من أجلها؟ ألم يضحي علي سالم البيض بمنصبه وبثلثي البلاد من أجل الوحدة؟ فماذا قدم علي عبدالله صالح للوحدة؟! ألا يرى هذا الرجل أن البلاد في طريقها للتفتت بسببه؟ فهل يضحي بالرحيل من أجل بقاء الوحدة؟ أم أنه يريد أن يبقى هو وترحل الوحدة؟! وماذا قدم الرئيس للديمقراطية هل أرسى دعائمها بإعادة إنتاج نفسه فترة بعد فترة، أم أن الديمقراطية المزيفة هي التي أرست دعائمه؟

من حق العميد أحمد أن يطمح في الرئاسة ولكن من حقنا أيضا أن نمنعه من استخدام إمكانيات الدولة والمال العام والإعلام الحكومي لصالح ترشيحه. ومن حقنا أن نطمح بديمقراطية حقة لا نعرف فيها اسم الرئيس قبل نجاحه في الانتخابات.

ومن حقه أن يرشح نفسه للرئاسة، ولكن قبل ذلك عليه أن يدفع ضريبة الترشيح، وهو أن يقنع أبيه بتبني إصلاحات عملية يستفيد منها الأغلبية لأن العمل على كسب المؤثرين وشراء الدمم وقتل الخصوم لن يجدي نفعا في التمهيد للرئاسة.

نجل القذافي بدأ يحترم عقول الليبيين ويقدم ضريبة الترشيح من خلال تبني إصلاحات جذرية في بلاده، وجمال مبارك رغم معارضة المصريين له إلا أنه على الأقل سيكون أول رئيس مدني ولديه مشروع سياسي واضح. أما صاحبنا فما زال مختفيا خلف الحرس الجمهوري، لا ندري ماهو برنامجه وما مدى مشروعية طموحه.

وإذا كان العميد أحمد علي عبدالله صالح لم يستطع أن يقنع أبيه بالتخلص من وزير الكهرباء بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها هذا الوزير فكيف يمكن لنا أن نقتنع أنه قادر على كبح جماح الفساد أو لجم الاستبداد؟!

وربما نكون نحن أفراد الشعب اليمني قد تساهلنا في السماح لأبي أحمد في سرقة ماضينا وحاضرنا ولكننا لن نسمح له مطلقا في المضي قدما بسرقة مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا عن طريق توريث سلطة النهب والفساد لمن يواصل الدرب بذات الأسلوب. فهل يستطيع أن يثبت لنا الأب أو الإبن عكس ذلك؟ بصراحة لم يعد في العمر بقية، فإما أن يموت الشعب، أو يموت الأب، أو يموت الإبن، ولكن ستبقى اليمن، وسيفشل التوريث.

عن صحيفة المصدر