إصلاحي يعاتب الإصلاح..تتركون القبائل المتناحرة لمن ؟؟
بقلم/ ناصر محمد الشريف
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 03 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:15 م

مأرب برس-خاص

كلنا وعلى امتداد الساحة اليمنية نعرف معرفة جيده التجمع اليمني للإصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن التي لا شك أن هناك الكثير والكثير جداً في العالم يعرفونها وبالأخص في العالمين العربي والإسلامي .

الإصلاح ومثله فروع الإخوان في المنطقة لم يعرفها الشارع من خلال وجودها في السلطة فهي تكاد تكون غير موجودة في السلطة اصلاً و إن وجدت فهي محاربه وهناك محاولات كثيرة لإجهاضها أو إضعافها وعدم ترك أي فرصه لها للنجاح و إثبات الذات .

لكن الإخوان ومنهم حزب الإصلاح في اليمن أو كما عرّفتهم عجوز مصريه بـ ( بتوع ربنا ) كما أشار إلى ذلك الشيخ سلطان السامعي في مقال سابق له في الصحوة قد عرفهم الكثير بما يخدموا به المجتمع في جل الجوانب الخيرية والتعليمية والدعوية وإصلاح ذات البين وما إلى ذلك من أعمال جعلت الإخوان في المنطقة يمتلكون قاعدة شعبيه عريضة جعلت منهم رقم كبير يصعب تجاوزه رغم محاولات الإقصاء والتهميش أللتي يتعرضون لها بين الحين والآخر والتي تتفاوت في حجمها و حدتها من بلد إلى آخر .

لكن الملاحظ أن هناك بعض الفتور في فرع الإخوان باليمن في جانب مهم من الجوانب الاجتماعية الموجود في اليمن تحديداً دون غيره من البلدان المتمثل في القتل والقتل المضاد بحجة الأخذ بالثار ، هذا التقصير ليس له سبب مقنع يجعلنا نبرر للإصلاح تقصيره أو عجزه إن صح التعبير .

فعلى طول اليمن وعرضها تتناحر القبائل اليمنية المسلحة في مشهد أشبه بعصر ما قبل الدولة بل بوجود القليل من الدولة وهذا القليل السيئ يعمل على إذكا هذا التناحر إن صح التعبير ودون أن يبذل أدنى جهد لمعالجة هذه الظاهرة بل انه قد يكون احياناً سبباً في وجودها اصلاً وعامل من العوامل التي تزيد الطين بله لتوسيع رقعة التناحر والثار وتعميمه ليعم أرجا الوطن كجزء من انجازات الحاكم حتى وصل الثار والأخذ بالثار إلى بيت الدولة وأكثر الأماكن المفترض أنها تحمي المواطن وتعمل على الحفاظ على أمنه واستقراره وما مقتل صلاح الرعوي عنا ببعيد فهو شاهد حي على مأساة هذا البلد .

فنحن هنا لسنا بصدد الحديث عن الدولة وتقصيرها في هذا الجانب فالكل يعرف ذلك وليس لنا حتى بصيص أمل في أن الدولة ستعمل يوماً ما على معالجة قضايا الثار وهي التي لم توجد حتى المحاكم التي يمكن أن يلجا إليها الضحية للأخذ بمظلمته في أكثر مناطق اليمن صراعاً ودمويه وثارات وحروب واعني هنا مأرب والجوف حتى يضطر الناس هناك إلى اخذ ماهو لهم من مظالم أو دم بأيديهم .

ونتيجة كل هذا التقصير زادت الحروب والثارات وأزهقت الأرواح ألبريه بحجة الأخذ بالثار واتسع الخرق على الراقع وتحولت الكثير من المناطق اليمنية إلى مستنقعات للدم وقتل للنفس الإنسانية دون أدنى اعتبار والنتيجة لدى القاتل معروفه فليس هناك امن يقبض عليه ولا توجد محاكم لمحاكمته والقاعدة العرفية الكفيلة بزحزحة القضية من على ظهره موجودة في النص الموجود في الدستور القبلي الظالم احياناً ( القضا فيه وإلا في بني عمه ) وما هي إلا أيام حتى يقتل احد أفراد قبيلته وإذا به خارج القضية اصلاً وغير مطالباً ألبته بما اقترفت يداه .

وعلى هذا المنوال تعطلت الحياة في كثير من مناطق اليمن وبالتحديد في المناطق التي أعيش فيها واعرف الكثير عن حياة أهلها فقيام احد أفراد القبيلة بفعلة مجرمه وإقدامه على قتل احد أفراد قبيلة أخرى يجعل قبيلته تعيش في خوف كبير من اخذ قبيلة المجني عليه بثأرها من أي منهم فتتقلص حركتهم مما يحرمهم الكثير من فرص التعليم والعمل والحركة وبذلك يعيشون في مستنقعات من الجهل والفقر والفاقة التي لا يعلمها إلا الله .

ومع أن هناك أمل في أن يتحرك التجمع اليمني للإصلاح للقيام بدوره في هذا الجانب ومحاولة انتشال البلد من هذا المستنقع الذي غرقت فيه إلا انه للأسف لم يُظهِر اهتمام كافي أو رسمي منه بهذه القضية شديدة الفتك والتعقيد عداء محاولات فرديه من بعض رجالاته المعروفين على امتداد الساحة من اللذين يحظون باحترام الكثير و إلى جانب ذلك اكتفائه بنشر خبر عن أي قضية ثار في صحيفته الرسمية وموقعه الرسمي الصحوة والصحوة نت بهدف إظهار عورات السلطة التي هي ظاهره اصلاً ولا تحتاج إلى من يظهرها .

ليس هذا المأمول من الإصلاح بل أن دوره يجب أن يكون اكبر من خلال دوائره الرسمية التي يجب أن يضطلع كل منها بدوره وإلا فما الجدوى من وجودها فهناك دائريتين تتبع الأمانة ألعامه هي دائرة الوعظ والإرشاد والدائرة الاجتماعية ويمكن أن تشارك معها الدائرة الإعلامية في أن تقوم بعمل منظم للتوعية والتثقيف والصلح وحل المشاكل وإنها القضايا العالقة بين القبائل ضمن خطه منظمه تعالج كل الإشكالات في هذا الجانب وإلا فما فائدة أن نقول للناس أننا دعاه إلى الله وننشئ دوائر هي لا تقدم شيء حتى في صلب اختصاصها .

فإذا لم يقدم الإصلاح شيء في هذا الجانب ولم تتحرك دوائره الرسمية لمعالجة مثل هذه القضايا فالأولى أن يتم تجميد هذه الدوائر أو إلغائها لأنها ستبقى تشكل عبء فقط على التنظيم ومن ثم فإنها ستكون محل مسائله أمام أعضاء الحزب عن ماذا قدمت ومن خلالها ستترتب على الإصلاح التزامات أمام الرأي العام وأمام أنصاره عن دور هيئاته ودوائره المنتخبة .