الرئيس مع قناة الجزيزة
بقلم/ الجزيرة
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 14 يوماً
الثلاثاء 09 أكتوبر-تشرين الأول 2007 03:12 م

الجزيرة : سيدي الرئيس لو بدأنا بالمبادرة التي طرحتموها مؤخراً من أجل نظام سياسي جديد في البلد وإجراء تعديلات دستورية وخطوطها العامة التي تمثلت في نظام رئاسي في البلاد مع غرفتين للسلطة التشريعية مع تخفيض مدة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمس سنوات وغير ذلك من التفاصيل ..لماذا هذه المبادرة ؟

الرئيس : أولاً هي ليست مبادرة ، هذه تضمنها البرنامج الانتخابي للانتخابات الرئاسية في الـ20 من سبتمبر من العام الماضي.. الشيء الجديد هو تحويل شكل النظام من نظام برلماني رئاسي إلى نظام رئاسي هذا هو الشيء الجديد.. وتخفيض مدة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمس سنوات لأنني كنت متمسك بهذا الرأي عندما مددنا لمجلس النو اب ست سنوات من أجل تخفيض النفقات.. ومجلس النواب قام بالتمديد للرئيس سبع سنوات،أنا كنت ضد هذا المبدأ ، الآن نعيدها مرة أخرى إلى خمس سنوات.. إنما الشيء الجديد هو النظام الرئاسي بدلاً من النظام الرئاسي البرلماني .

الجزيرة : عفواً سيدي الرئيس حتى النظام البرلماني الرئاسي كانت الأولوية للرئيس أصلا .. اليمن كأغلب الدول العربية الكلمة الأولى للرئيس.. فما بالك بالنظام الرئاسي ..؟

الرئيس : يصبح (الخط) مطلق وبعض الصلاحيات أوسع.. لأنه حتى الآن الشعب اليمني لا يعفي الرئيس من كل صغيرة وكبيرة يحمل الرئيس كل المسئولية فهو يتحملها وهو المسئول أمام الشعب وهو مسئول أمام مؤسسات الدولة بدلاً من ضياع الوقت ما بين النظام الرئاسي - البرلماني.. نحن كنا موافقين على النظام البرلماني - الرئاسي وهو شكل جيد وممتاز وهذا موجود في فرنسا وكثير من الدول أخذت بهذا الخيار, لكن طبيعة الحال المعارضة عندنا وغير المعارضة كل صغيرة وكبيرة يتحملها الرئيس إذا ارتفعت أسعار الطماطم أو إذا أرتفع سعر القمح وارتفع سعر السكر كل ذلك يحملون الرئيس مسؤوليته ولا يخاطبون الحكومة, وإذا أخذنا بهذه المبادرة فالشيء الجديد فيها هو النظام الرئاسي وهذه مسألة مطروحة للحوار.. هي مطروحة للحوار مع الأحزاب السياسية والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني ،والى البرلمان وإلى السلطة المحلية ويجري عليها حوار و في نهاية المطاف سنستشف رأي الأغلبية وبالتالي سنجري التعديلات أكثر من نقطة أو أكثر من محطة ليس هي النظام الرئاسي أو الغرفتين البرلمانية والشوروية بل أيضاً توسيع صلاحيات السلطة المحلية والانتقال إلى حكم محلي ، وهذه جاءت كلها في البرنامج الانتخابي أما الشيء الجديد فهو تحويل النظام من نظام برلماني - رئاسي إلى رئاسي .

الجزيرة : المعارضة تعتبر أن هذه المبادرة أو المشروع هو نوع من الالتفاف على حوار أصلا قائم الآن, وقطع خطوات بين اللقاء المشترك والحزب الحاكم ،وكأنما في هذه المبادرة تجهضوا حوارا أصلا تقدم خطوات ؟

الرئيس : أولاً نحن الذين نحاور.. لن نتحاور معهم حول ما يريدون هم, فهذه وجهة نظرهم تضمنها برنامجهم الانتخابي فهم يريدون إصلاح النظام الانتخابي ويريدون نظام برلماني ونظام القائمة النسبية للبرلمان, هذا شأنهم وقد طرحت للشعب خلال الانتخابات الرئاسية وحصلوا هم على 21 في المائة وحصلنا على 77 في المائة ونحن مسئولون أمام الشعب لابد أن نوفي بالتزاماتنا في البرنامج الانتخابي .. وتلك وجهة نظرهم, أنت لا تستطيع تفرض وجهة نظرك علي ,ولا أقدر افرض وجهة نظري على الآخر إلا في إطار وفاق واتفاق ،إذا تحاور الناس يصلون إلى نقاط اتفاق وبعض نقط الاتفاق موجودة.. الخلاف يأتي في التفاصيل والشيطان يأتي هنا، الشيطان يأتي عندما يدخل الناس بالتفاصيل.. هناك نقاط متفق عليها.. نحن دعوناهم لحوار تعالوا اجلسوا معنا اسمعوا منا.. هم ارتكبوا خطأ فادحاً عندما لم يحضروا اللقاء وكانوا يعتقدون أن الشارع في أيديهم وهذا يسبب لهم مشاكل لقد دخلوا واهمين في الانتخابات الرئاسية معتقدين بأنهم سيكسبون الشارع وأن الشارع معهم وكانت هزيمة كبيرة بالنسبة لهم.. كذلك اليوم سينهزمون مرة أخرى نتيجة تحريضهم غير المسؤول للشارع واستغلال بعض الظروف، مثلاً استغلال ارتفاع أسعار القمح في العالم .. والشارع يدرك حقيقة هذا الأمر ويعرف أن أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية محليا يرجع إلى ارتفاعها في الأسواق العالمية.. ورغم ذلك تلك القيادات ركبت موجة المتقاعدين لتحصل مشكلة, مع أنه قد تم معالجة أوضاع المتقاعدين ، وإذا بقي هناك أي أشخاص من الذين ينادون بتسوية أوضاعهم من المتقاعدين يتم معالجة أوضاعهم , والآن أصبحت المسألة سياسية.

الجزيرة : تعتبرها حلت ؟

الرئيس : طبعاً .

الجزيرة : لأننا هناك الآن في حديث أن ما جرى هو عملية ترقيع وليست عملية معالجة نهائية ؟

الرئيس : نحن احتسبنا للعناصر التي تقاعدت بعد حرب صيف 94م حسبنا لهم فترة الانقطاع من 1994م إلى 2007م وجاءت لهم فترة الانقطاع ما يسمى باستحقاقاتهم للترقيات احتسبناها لهم حلينا مشكلة الذين تقاعدوا بناء على طلب منهم هم فكروا انه على ما كان يجري في الماضي التشطيري انه بعد الحرب يمكن يكون هناك في تصفيات فحبذوا أن يتقاعدوا بناءً على طلبهم فتقاعدوا بحسب طلبهم واستمرت الفترة 13 سنة.

الجزيرة : ولكن لماذا لم تعالجوها من قبل حتى لاتصل إلى الشارع أو إلى المظاهرات ورفع الشعارات ؟

الرئيس : أتحدث لك بأنه لم تكن هناك مشكلة, كثير منهم تقاعدوا بناءً على طلب منهم بعد حرب 94 خوفاً من التصفيات الجسدية كما تعودوا في جنوب الوطن بعد كل صدام أو خلاف أو حروب أو خلاف ، داخل الحزب تحصل تصفيات أيام قحطان وأيام سالم ربيع علي أيام علي ناصر وعبدالفتاح إسماعيل يعني كانت تحصل تصفيات بالبطائق فكثير منهم حبذوا أن يذهبوا للتقاعد والبعض منهم انقطعوا.. شاهدوا الأمور هدأت والأمور مستتبة بدأوا يتراجعوا.. إننا تقاعدنا بطريقة غير قانونية .. قلنا الذين تقاعدوا بطريقة غير قانونية على الرغم من وجود طلب مكتوب منه أرجعوه إلى الخدمة ومن انقطع يعود .. احتسبوا لهم فترة الانقطاع من عام 94 بناء على طلبهم .. الآن انتهت القضية تقريباً .. ولكن البعض أراد أن يسيس تلك القضايا.

الجزيرة : إذا لماذا لم يعالجوها من عام 94م ؟

الرئيس : هي كانت معالجة من خرج خرج عن قناعة فالآن عالجنا قضية المتقاعدين ، يبقى أشخاص لهم اتصالات.. وهناك بعض عناصر في الخارج يؤججوا الشارع باسم تضجيج مناطقي غير مقبول ويعتقدون أنهم يحركون الشارع في المحافظات الجنوبية.. الشارع ليس معهم .

الجزيرة : سيدي الرئيس ولكن المظاهرات الكبيرة ؟

الرئيس : هم يختارون الأسواق .

الجزيرة : لا يمكن أن تؤجج شيء إذا لم تكن هناك أرضية ؟

الرئيس : هم يتحركون في الأسواق محل التجمعات السكانية في الأسواق يختارونها تماماً يكون معهم 400 أو 500 أو 300 شخص, من دون شك أن لديهم عناصر موتورة عناصر مأزومة بطبيعة الحال وعناصر حزبية من اللقاء المشترك التي تركب الموجة ما من شك هؤلاء الذين يركبون الموجة والذين تتحدث عنهم مستغلين غلاء الأسعار .

الجزيرة : هناك مشكلة المتقاعدين ومشكلة الأراضي, هل هناك عناصر وراءها؟

 

الرئيس : لا.. هناك أفراد من الجيش الذين كانوا مع الوحدة وأفراد كانوا ضد الوحدة فحصل أن منحت أراضي بعد حرب 1994م, نتجت المشكلة عندما منحت أراضي لمن وقفوا مع الوحدة فحصل نزاع حول بعضها ولكننا عالجنا مشكلة الأراضي وقلنا انه يجب أن كل الناس تعطى لهم أراضي الذين كانوا ضد الوحدة والذين وقفو ا في صف الوحدة في حرب94م ووقفوا مع الشرعية الدستورية وعالجنا المشكلة ونزلت لجان برئاسة نائب الرئيس وعدد من الوزراء لمعالجة هذا الأمر وتعتبر المشكلة منتهية ..

الجزيرة: بغض النظر عن التفاصيل؟

الرئيس : هذه التفاصيل ضرورية من اجل أن نوضح للمستمع والمشاهد, ونخرس السنة المتسببين والراكبين للموجة بهدف إيجاد تصدع داخل الوحدة وإظهار اليمن أمام العالم, كأن هناك شيء سيحدث فيها .. والواقع أن اليمن مستقر و آمن وموحد ولا توجد هناك أي مشكلة..

الجزيرة: بغض النظر عن هذه التفاصيل الأحداث التي جاءت على خلفية يصفها الكثير من اليمنيين بأنها أجواء احتقان .. نتيجة قضايا الغلاء والفساد وعدم الديمقراطية ؟

الرئيس: أسألك سؤال كصحفي كيف تقول ذلك وهذا الذي تتابعه هو قمة الديمقراطية أم أنها غير ديمقراطية .. الإعتصامات قمة الديمقراطية والمقالات الصحفية قمة الديمقراطية, هل تريد معرفة أين تكمن الاحتقانات ولماذا؟ الاحتقانات لدى الحزب الاشتراكي الذي خرج من السلطة بعد أن كان شريكا ووقع على الوحدة, ثم أعلن الحرب في 94م, وأقصى من السلطة لذا هو يعاني من الاحتقان .. أما الاحتقان في الإصلاح فيعود إلى أن الإصلاح كان معنا في الائتلاف الحكومي ثم خرج منه نتيجة هزيمته في الانتخابات البرلمانية والمحلية والرئاسية, وكذا لضم المعاهد العلمية إلى الدولة بعد أن كان هناك, تعليم عام يتبع التربية والتعليم؛ وتعليم المعاهد العلمية بطريقة المعاهد العلمية؛ إذا هذا احتقان في رؤوس قيادات تأزمت نتيجة فقدان مصالحها وخروجها من السلطة سواء من الاشتراكيين أو من الإصلاح، والمحطة الثالثة احتقان الناصريين .. لماذا دخلوا في هذه الموجة؟.. هم قاموا بمحاولة انقلابية فاشلة في عام 78م، أما بالنسبة لإتحاد القوى الشعبية فهو اسم بلا جسم وهم مجموعة أشخاص دون ذكر أسمائهم عارضوا الثورة منذ بدايتها وعارضوا النظام الجمهوري وكانوا حتى معارضين لما يسمى بالنظام الأمامي الملكي, وهم يريدون ركوب الموجه فقالوا نحن نشكل القوى الثالثة ننشئ دولة إسلامية لا جمهورية ولا ملكية وكل هذه الأحزاب تشكل تكتل اللقاء المشترك.. وأزماتهم أزمة واحدة.. وهي فقدان السلطة.. الإصلاح فقد السلطة والمعاهد.. الاشتراكي خرج بسبب تصرفات بعض قياداته التي استلمت ثمن شهداء وجرحى الحرب والإضرار بالاقتصاد الوطني وخرج من السلطة .. إذا من حقهم يشكلون هذه المعارضة فقط .. والشعب في حقيقة الأمر يدرك أهدافهم فالشعب اليمني الذي يصل عدد أبنائه إلى 22 مليون شخص, يحلل ويقرأ ويعرف أين تكمن مصلحته ولو كان لدى تلك الأحزاب برنامج وفيهم خير للوطن, لكان الشعب صوت لهم في الـ20 من سبتمبر من العام الماضي في الانتخابات الرئاسية والمحلية، في الوقت الذي كنت أنا لا أريد دخول الانتخابات الرئاسية..

لكن لظروف عدم تهيئ القيادات البديلة لا في المشترك ولا في المؤتمر , المؤتمر لم يصدق والمشترك لم يصدق.. وأضطرينا أن ندخل الانتخابات

الجزيرة: إسمح لي فخامة الرئيس.. منذ البداية تتحدث كأن كل ما يجري في البلد نتيجته سوء تصرف هذه الجهة او بعض الأطراف؟

الرئيس: نتيجة لاحتقان المحتقنيين لخروجهم من السلطة .

 

الجزيرة: سيدي الرئيس.. سأعطيك بعض الأمثلة داخل الحزب الحاكم نفسه عندما يأتي نائب وقيادي من الحزب الحاكم نفسه مثل ياسر العواضي ويطالب تسليم السلطة للمؤتمر الشعبي، ويعتبر ان السلطة ليست بيد المؤتمر وان هناك حزب غير معلن يقوده الرئيس وكذا الميسري.. فهل هناك أزمة حتى...؟

الرئيس: الذين سمعت أصواتهم من المؤتمر وغيرهم هم يعتقدون أن الخلاف بيننا والمشترك وعلى وجه الخصوص الإصلاح, بأنه مناورة, وأن هناك أجندة مع الإصلاح , لكن هذا انتهى بخروج الإصلاح في حين مازال المؤتمر بالسلطة, فهؤلاء يعتقدون أن الإصلاح مازال له تأثير ولازال له وجود في المؤتمر, هذا على ما أعتقد وإذا افترضنا هكذا .

الجزيرة: ولكنهم يقولون أن المؤتمر مهمش وأن الرئيس مع مجموعة مقربة هي التي تحكم ..؟

الرئيس : عملنا عمل مؤسسي .. لدينا البرلمان وفيه أغلبية للمؤتمر، والسلطة المحلية كذلك والشعب صوت بأغلبية للمؤتمر وصوت للرئيس .

الجزيرة: الشعب صوت للرئيس بناء على مشروع انتخابي يقال انه لم يمض به قدما .. الرئيس تحدث في آخر مقابلة مع صحيفة الوسط عن الفساد ومقارعته وقلتم لن أكون مظلة للفاسدين وتحدثت عن إنشاء هيئة لمكافحة الفساد وقد التقيت بأعضاء الهيئة وقلت لهم بأن يتحروا من قمة هرم السلطة إلى الأدنى .. إذا الحديث عن محاربة الفساد واضح لكن لم يحاكم فاسد بل العكس, تبدو الأمور وكأن شيئا لم يكن ؟

الرئيس: أولا :نحن نعتبر أن البلد ديمقراطي وشمعة مضيئة في المنطقة وأي بلد ديمقراطي الحديث فيه عن الفساد أكثر مما هو في الواقع حقيقة.. لأن هناك ديمقراطية.. ففي البلدان غير الديمقراطية لا احد يستطيع أن يتحدث عن الفساد.. و جهودنا متواصلة لمكافحة الفساد فقد تم إحالة العديد من المخالفين إلى نيابة الأموال العامة.. ولا يمكن إدانتهم إلا في ضوء ما يقرره القضاء ..رغم أن هناك العديد من مرتكبي المخالفات بالعشرات والعشرينات من مختلف مؤسسات الدولة أحيلوا للمحاكمة,

وباستطاعتك أن تأخذ هذه المعلومات من نيابة الأموال العامة.. أما القول أن البرنامج الانتخابي للرئيس لم ينفذ .. فهذا كلام غير صحيح، فقد قطعنا خطوات مهمة؛ لتعزيز استقلالية القضاء، وإنشاء هيئة مكافحة الفساد، وإنشاء لجنة عليا للمزايدات والمناقصات، وهي كانت من الأهداف الرئيسية التي تضمنها البرنامج الانتخابي .. أما البقية فهي الآن في طريقها للتنفيذ سواء توسيع صلاحيات السلطة المحلية وإنشاء حكم محلي و إنشاء غرفتين لمجلس النواب والشورى بالتساوي بين كل المحافظات،كل هذه كانت ضمن الوعود هناك ما تحقق والبقية في طريقه للتنفيذ .. ولكن لا أستطيع أن أقول هذا فاسد إلا بناءً على ادلة وهيئة مكافحة الفساد هي من تدين وليس أنا.

الجزيرة: بعض القضايا خرجت إلى البرلمان ولم يحكم عليها مثلا محمد عبدالاله القاضي هو عضو مجلس نواب وهو قريب من السلطة حملكم عدم محاسبة الفاسدين ؟

الرئيس: هو الولد صرح لمصالحه الخاصة.. وهو إذا كان حمل الرئيس, صح هو كان أصله من الأشخاص الذين كانوا في لجنة التنمية والنفط، ومن الذين كانوا يسعون لأخذ وكالات لبعض الشركات طبعا عنده خبره فهو ولد مثالي، ودفعوا به بأن يتكلم، دفعوا به لأنه محسوب على السلطة وهو يريد أن يتنصل لأنه لم يحصل على جزء من الكعكة، وعلى كل حال إذا كان لديه شيء يطرحه في مجلس النواب ويقدم الأدلة, ونحن نأخذ برأيه.

الجزيرة: مسألة آخرى سيدي الرئيس الكل مثلما ذكرتم, يحملون الرئيس مسؤولية إرتفاع الأسعار رغم أنها ظاهرة عالمية, لكن هناك من يرى أن القمح زاد بنسبة 100 في المائة ولولا بعض الطبقة من التجار القريبين من السلطة لما حصلت هذه الموجة من الغلاء ؟

الرئيس: حتى أنت تقول بأنهم من التجار القريبين من السلطة يعني كل الناس قريبين من السلطة واحد فاسد قريب من السلطة تاجر قريب من السلطة أي فاسد قريب من السلطة إذا من يقود البلاد؟ .. ما شاء الله إن الفساد والغلاء وغيره كله مسؤولة عنه السلطة.. نحن بلد مؤسسي ديمقراطي لا احد يقدر يحكم وحده.. وهناك سلطات رقابية تتمثل بمجلس النواب والسلطة المحلية وغيرها من المؤسسات.

الجزيرة: هناك أصوات ترتفع خوفا على الوحدة والبعض يقول سنلجأ إلى السلاح لحماية الوحدة..هل هناك خطر يحدق بالوحدة؟

الرئيس: أولا الوحدة محمية بإرادة الشعب اليمني والوحدة تحققت بإرادة الشعب وعمدت بدماء زكية في عام 94م عندما حاول البعض الانفصال واستلموا ثمن دماء الشهداء.. فالوحدة لا خوف عليها فإذا طرأت مؤامرة خارجية أو لعبة دولية في المنطقة.. فالمنطقة تغلي وكل واحد عنده تصفية حسابات هنا أو هناك.. ونحن ليس لدينا خلافات مع جيراننا ولا مع الآخرين ولكن إذا فيه لعبة دولية في العراق وإيران وفلسطين، نحن في اليمن لنا موقف حول ضرورة قيام دولة فلسطينية نحن ضد الاحتلال ضد الجدار العازل ومع عودة الفلسطينيين المهجرين, وهذا موقف يبدو أن كثير من الدول لايعجبها .

الجزيرة : بعض الدول ربما تذكي خلافات , أوشي من هذا القبيل, وربما أن منها مايجري في المحافظات الجنوبية ؟

الرئيس :" دعني أكمل لك .. نحن نقول أن صوت اليمن مرفوع نحن ضد الجدار العازل وضد الخلاف بين حماس وفتح ومع قيام الدولة الفلسطينية على أراضي 67م ،وهذا الصوت اليمني لا يعجب ربما كثير من الدول، نحن ضد احتلال العراق من أول وهلة, ونحن ضد إيجاد بؤر توتر جديدة بين الأسرة الدولية وإيران, إيران دولة إسلامية وقد تحدثنا في هذا الأمر وقلنا إيران من حقها أن تمتلك التكنولوجيا النووية السلمية ولكن ليس من حقها امتلاك السلاح النووي، ويجب أن تكون المنطقة خالية من جميع الأسلحة النووية, وهذا الصوت لا يعجب البعض وربما تحصل مثل هذه التصرفات وتغذية لبعض الأفكار ولكن لكل حدث حديث .

الجزيرة: سيادة الرئيس هناك قضية تطرح باستمرار في اليمن السؤال معروف والإجابة معروفة ومع ذلك يستمر وهو قضية التوريث لماذا السؤال يتكرر وإجاباتكم تتكرر ومع ذلك القضية تستمر.. ما القصة؟

الرئيس: طيب إذا كانوا الآن يؤججون الشارع ويقولون إنهم سوف يستلمون الحكم عن طريق النظام البرلماني والرئاسي، فكيف يخافون أن يكون هناك توريث, ومن أي زاوية سيأتي التوريث ؟ إذا كانوا هم مهيئين لاستلام السلطة مثلما قالوا فكيف سيأتي التوريث؟ .

 

الجزيرة : هم يتحدثون على حساباتكم وليس عن حساباتهم إذا قالوا بأنهم مستعدين لتسليم السلطة مسألة أخرى لكنهم يتحدثون عن نية لدى الرئيس ؟

الرئيس: دعنا نبقى عند هذه المحطة, إذا كانوا جاهزون لاستلام السلطة فلماذا إذا نتحدث عن توريث السلطة ؟ خلاص انتهى الموقف .

الجزيرة : بالنسبة لموضوع (التوريث) أشرنا في بداية اللقاء عن المدتين الرئاسيتين المدة الرئاسية صارت 5 سنوات البعض يتحدث الآن أن القضية في اليمن الآن ليست التوريث وإنما التمديد وإن الرئيس علي عبدالله صالح ما زال أمامه ست سنوات ومع ذلك المشروع الذي قدمه لتخفيض المدة الرئاسية انه ما مضى قد مضى وعلينا أن نبدأ من جديد وبالتالي الرئيس نفسه 5 و5 ؟

الرئيس : جميل هذا رئيس ذكي لأنه يستطيع أن يمرر هذه الأشياء بكاملها ما شاء الله .

الجزيرة : يعني ليس هذا الغرض على الإطلاق ؟

الرئيس : لا ..طبعا.. أنا ليس لدي هذا الغرض.. لكن ما دام قالوا هذا الكلام سيتم .. يتم إذا أرادوا .

الجزيرة : سيدي الرئيس في فترة من الفترات قلت جملة شهيرة ولم يقلها أي رئيس دولة عربية ؟

الرئيس : وهي ؟

الجزيرة : لقد سئمت الناس وسئموني أو بهذا المعنى عندما أعلنتم أنكم لن تترشحوا.. هل تعتقدون أن جزء كبيرا من الحالة العامة في اليمن جزء منها صحيح، شيء صحي كنقاش وجدل سياسي, ولكن جزء منه أيضا تعبيراعن أزمة، الا تعتبر سيدي الرئيس الحكم لنفس الشخص لمد ة طويلة الآن ما شاء الله قارب الـ30 عاما والبعض يتهمكم أنكم ما زلتم ناويين إن شاء الله.. إلا تعتقدون أن هذا أيضا جزء من المشكلة ؟

الرئيس: لماذا هذه الظاهرة في اليمن ونتحدث عنها في اليمن ؟

الجزيرة : اليمن وغير اليمن .

الرئيس : لماذا .. لماذا اليمن أنا لا أريد أتحدث عن أي نظام عربي .. لماذا هذا الحقد والتركيز على اليمن؟ لأنه بلد ديمقراطي .

الجزيرة : صحيح .

الرئيس : جميل.. هذا بلد ديمقراطي, إذا نتحدث عنه كظاهرة ايجابية ونعمة من نعم الله.

الجزيرة : ولكنك قلت بأن الناس ربما يكونوا قد سئموك أو انك سئمت الناس, خاصة وقد مضى على وجودك في السلطة ما يقارب 30 سنة ؟

الرئيس : أنا لم أسأم الناس بل سئمت من يشاغلون الوطن انا لم اسأم المواطنين ولن أسأمهم, أنا اعتز بشعبنا لكن واحد يسأم المترددين والمتنفذين والمتمصلحين والوجوه نفس الوجوه التي تكرر نفسها على السلطة, طيب أنا بالنسبة لي إذا كان الشعب يكرهني كان ما منحني ثقته أنا تقدمت ببرنامج ولم أصعد على ظهر دبابة سعيا نحو الفوز بانقلاب عسكري ولم ألجأ إلى تحريض الشارع, ولا عملت انتفاضة ولا كسرت المحلات التجارية ولا قطعت طريق حتى أبقى في السلطة أنزلت بيانا سياسيا إلى الشعب والشعب منحني الثقة وأعطاني 77 % وأعطاني أكثر من 98 % للمجالس المحلية لبرنامجي .. إذا هل أنا سئمت الشعب والشعب سئمني ؟ هذا رد واضح لو كان الشعب قد سئمني لما أعطاني كل الأصوات هذه واحدة, أما أنا لم اسأم شعبي أنا أسأم المتنفذين والمتلونين والوجوه التي عرفناها والتي ليس فيها خير لهذا الوطن بل تبحث عن مصالحها وفعلا الواحد يسئمها .

الجزيرة : فترات عديدة كانت هناك مراحل تحالفتم فيها مع الإصلاح وهناك مراحل تحالفتم فيها مع الاشتراكي، الآن هناك حديث بأن الرئيس علي عبد الله صالح وحزبه تقريبا في مواجهة الجميع ..لا الإصلاح معهم ولا الاشتراكي معهم ولا احد معهم ؟

الرئيس : هذا شيء جميل .

الجزيرة : ومع ذلك هم ينكرون وجود أزمة.

 

الرئيس : جميل أننا حزب لوحدة, وحظي بثقة الشعب في السلطة الرئاسية والمحلية, معنى هذا انه حزب قوي .. كيف هذه الأحزاب لم تشكل ثقلا .. سواء كان الإصلاح أو الاشتراكي أو الناصري أو اتحاد القوى الشعبية, اذاً لو كان لهؤلاء وزن في الشارع لكانت حصدت الأصوت في الانتخابات الرئاسية او المحلية ولكن ليس لديها ثقل .. يعني مثلا نحن كنا متحالفين مع الإصلاح ضد الانفصال, هذا سؤال وجواب على الإصلاح الإصلاح وقف إلى جانب الشرعية وقف ضد الانفصال ,اليوم يطالب من ضمن برنامجه ضمن أطروحاته معالجة آثار حرب صيف 94 وهو كان شريك أساسي فيها وربما إذا كان هناك أخطاء ربما يكون هو من ارتكبها وجيرها على ظهر السلطة, أما الاشتراكي فكان حليفي في الوحدة ودخل معي في الوحدة وهو شريك أساسي في الوحدة في الوقت الذي كان في الإصلاح معارضين للوحدة وضد الوحدة بسبب المادة الثالثة من الدستور والتي تقول بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس وليس الوحيد, فهذا كان محل خلاف مع الإصلاح الذي وقف معنا فيما بعد ضد محاولة الانفصال وقلنا موقف طيب وباهر وحتى عندما خضنا الانتخابات المحلية والرئاسية كان معظم كوادر الإصلاح معنا ومعظم قيادات الأحزاب وكوادر الإصلاح مازالوا معنا, والإصلاح شكل رقم لان ليست جميع قياداته متأزمة وإنما بعض القيادات فقط , أما الاشتراكي فهو شريك أساسي في الوحدة لكن خدعته بعض القيادات, وليس كل القيادات الاشتراكية انفصالية, وإنما بعض قياداته, وهي متروكة الآن وغير قادرة على أن تعود للداخل رغم أننا عفونا عنها وألغينا الأحكام الصادرة بحقها لكنها غير قادرة أن تعود للداخل لأنها تشعر أن لا أحدا سيستقبلها ولا احد يقبل بها لكونها استلمت مليارات من الدولارات والآن تستثمرها في سويسرا وفي بريطانيا وفي الشارقة و دبي وفي الكثير من البلدان على حساب كذا شهيد وكذا جريح وكذا معوق, وهم لا يؤمنون على سلامة حياتهم رغم قرار العفو العام الذي أصدرناه لإغلاق ملف أحداث 94 م وتم إغلاق الملف بالفعل, إلا أن ضمائر تلك القيادات يمكن ما تزال تؤنبهم ولذا فهم يقولون كيف نعود ؟ ونحن خنا الشعب وعملنا أزمة وضربنا صورايخ الإسكود، وضربنا العاصمة وقتلنا الأبرياء ودمرنا الاقتصاد الوطني, والآن كيف يعود ؟ .

الجزيرة : سيادة الرئيس.. البعض منهم رفعت صورهم في المظاهرات في المحافظات الجنوبية مثلا على ناصر محمد هل هذا يزعجكم ؟.

الرئيس : علي ناصر وحدوي وهو مع الوحدة .. بالتأكيد أن هناك مخلفات للعناصر التي استخدمت المدفع والطيارة في وجه الوحدة, أكيد سترفع صور حيدر العطاس او على سالم البيض ليس هناك مشكلة ، لكن ما هو رد الفعل في الدولة هل حبسناهم هل انتقمنا منهم ؟ أبدا قلنا تظاهروا المهم أننا نقول لهم تظاهروا في إطار الدستور والقانون لا عنف لا إرهاب،الدستور كفل لك أن تعبر عن وجهة نظرك لا تمس بالوحدة الوطنية، وأكيد بعضهم مسجونين الآن على ذمة المظاهرات وهم من الذين رفعوا شعارات معادية للوحدة وبالتأكيد هؤلاء لا بد أن يحاكموا طبقا للدستور والقانون.

الجزيرة : الآن في علاقتكم مع المعارضة واضح أنا هناك أزمة أو خصومة ؟

الرئيس: لا.. لا يوجد .. الصحيح لازم تكون المعارضة معارضة ويكون هناك معارضة وسلطة وهذا ليس محل نقاش والتذبذب بين البين غير مقبول لأنهم كانوا يخدعون الشعب فعندما نتحدث في الغرف المغلقة يكون شيء ونجدهم يعملون في الشارع شيء آخر, فلابد أن يكون هناك وضوح, فهم معارضة ونحن سلطة .

الجزيرة : لكن المشكلة سيدي الرئيس أنه إذا كانت المسألة بهذا الشكل كأحزاب سياسية كمجتمع مدني جيد الآن في الفترة الأخيرة في اليمن, عادت بعض الظواهر التي تبدو مقلقة يعني مجالس القبائل والبعض يتحدث عن مجالس للعشائر في المحافظات الجنوبية ومثل المجلس, مجلس التضامن الوطني ..هل هذه الظواهر تزعجكم ؟

 

الرئيس: أولا هذه لن يعترف بها لأن أي شيء خارج القانون والدستور لن يعترف به .

الجزيرة: بكل ألوانها ؟

الرئيس: بكل أنواعها وألوانها، هذه التشكيلات لا تشكل أي مشكلة ولا تؤثر لأن الشعب اليمني تأطر بعد التعددية السياسية, تأطر بالإطار الحزبي لأنه مثلا للمؤتمر أغلبية كل الناس مع المؤتمر, لماذا ؟ .. لأنه حزب الوسط ولم يقبل أن يكون مع حزب إسلامي آخر ولا أن يكون مع حزب يساري لأنه كل حزب له أجندته الخاصة والشعب اليمني يفكر وأختار الأخذ بالمؤتمر الشعبي العام كخيار وطني وكحزب معتدل يضم في جنباته قوى سياسية كانت في أقصى اليسار و في أقصى اليمين أوفي التيار القومي، فالمؤتمر الشعبي العام صمام أمان، و استطيع أن أقول .. هو صمام أمان هذا البلد لأن في داخله قوى سياسية طاهرة ونظيفة ووطنية ومخلصة لهذا البلد .

الجزيرة: الآن نتحدث حول ظاهرة الإنفراد بالسلطة لأنه كان معك شركاء الآن أغلبهم في الصف المعارض وبالتالي قد يتقوى الحزب الحاكم وتتقوى صلاحية الرئيس ؟

الرئيس: أنا أريد أن أقول نحن انفردنا بالسلطة بناء على ماذا؟ هل نحن لوينا أذرع الناس بالعنف أو القوة، أم بالتعددية السياسية, حيث حصل المؤتمر على الأغلبية ما مكنه من الحكم بمفرده، فهذا أمر طبيعي في البلد الديمقراطي, ومن غير المنطقي أن أحصل على الأغلبية وتطلب أحزاب لم تنل ثقة الشعب أن تكون إلى جانبي تشارك في السلطة, فكيف يكون ذلك في ظل التعددية السياسية, ونتجاوز قواعد النهج الديمقراطي ونقول نعمل ائتلاف أو حكومة وفاق وطني خارج عن التعددية السياسية ومن غير الممكن في إطار التعددية السياسية أن تكون لأي حزب رجل في المعارضة ورجل في السلطة، فالإصلاح عندما شارك معنا في السلطة كان له رجل في المعارضة ورجل في السلطة, و قلنا لهم خليك في المعارضة أحسن لك .

الجزيرة: لو سمحت لي هناك بعض المسائل تتعلق بسياستكم الخارجية, ذكر بأن هناك أزمة صامتة الآن بينكم وبين السعودية وكان يفترض حتى.....؟

الرئيس: هذه قالتها الجزيرة نحن لم نقل ذلك .. و محطة الجزيرة تقول إنه بيننا أزمة مع السعودية, هذه وجهة نظر الجزيرة، لكن نحن ليس لدينا أي أزمة مع السعودية .

الجزيرة: لا الجزيرة لم تقل ذلك ؟

الرئيس: إذا كان لديكم في الجزيرة خلاف مع السعودية, لماذا تحشرون اليمن فيه ؟

الجزيرة: لا.. أبدا لا نحشر اليمن ولا نحشر السعودية ولكن هناك تقارير ذكرت انه كان هناك اجتماع سعودي يمني وكان يفترض أن يتم وألغي ؟

الرئيس: لا ..لا .. الاجتماع كان لمجلس التنسيق اليمني السعودي وكان موعده في رمضان ولكن ظروف الإخوان في المملكة في رمضان لم تسمح بأن يستقبلوا الوافدين نظرا لأداء العمرة فطلبوا تأجيل الاجتماع ولم يلغوه طلبوا التأجيل إلى الثامن من شهر شوال القادم, وليس في ذلك مشكلة, فكيف نعتبرها أزمة, هذا رأي الجزيرة أو صحافة معادية للمملكة وعلاقة اليمن بالمملكة.

الجزيرة: هذه أخبار نشرت وقالت فيه أزمة بين السعودية واليمن ؟

الرئيس: طيب كيف تقول في أزمة بيننا وبين السعودية أزمة صامتة ؟! أنا مثلا سأزور الهند, حصل لي ظرف داخلي فأطلب تأجيل الزيارة، فهل يعني ذلك أن هناك أزمة ؟! رئيس الهند قادم إلى اليمن حصلت له ظروف داخلية أجلنا الزيارة أسبوع أو عشرة أيام أو حتى عشرين يوم، فهل أقول أزمة ؟ كيف تفسروا ذلك أنه ناجم عن أزمة ؟..

 

 

 

 

 

 

الجزيرة: الهند هي الهند والسعودية هي السعودية ؟

الرئيس: افرض أنه لدي ارتباط في السعودية أو في اليمن, اطلب منك التأجيل لماذا نحولها إلى أزمة.. هل أتضح لك الأمر.

الجزيرة: ولكن نشر الموضوع في صحيفة القدس وبالمانشيت ؟

الرئيس: من نشر ذلك هو صحفي ومن حقه يعمل إثارة لأن هناك من الصحف من تنتهج الإثارة .

الجزيرة: إذا لا أزمة في العلاقات ؟

الرئيس: أكيد أنه لا أزمة.

الجزيرة: جيد وهذا لا يزعجنا ؟

الرئيس: إن شاء الله لا تنزعجوا .

الجزيرة: أكيد أكيد لم ننزعج .. وبالنسبة لعلاقة اليمن مع ليبيا وإيران كانت في فترة من الفترات هناك إشارات واتهامات أنهما يقفان وراء الأزمة في صعدة ؟

الرئيس: نعم .. نعم .

الجزيرة: أين هي الآن ؟

الرئيس: الآن استؤنفت العلاقات بيننا وبين الإخوان في ليبيا، كان فيه نوع من العتب عبرنا عن عتبنا والآن استؤنفت العلاقات وكما يقولون عادت المياه إلى مجاريها مع كل من إيران وليبيا وعاد السفراء إلى إيران وإلى ليبيا وكان هناك نوع من العتب في إطار معلومات كانت لدينا عبرنا عن وجهة نظرنا وأخبرناهم بالطرق الدبلوماسية وتم التواصل معهم ,وتم حل تلك الإشكاليات وإن شاء الله لن تعود مرة أخرى .

الجزيرة: بالمناسبة الوساطة القطرية مع الحوثيين إلى أين وصلت هل هناك هدنة ؟

الرئيس: جهود قطر مشكورة ونقدر جهود سمو الأمير حمد ومساعيه الجيدة التي بذلها ويبذلها من أجل إنهاء فتنة التمرد والإرهاب في صعدة, ونحن علقنا العمليات العسكرية من أجل إتاحة فرصة لمساعي الأخوة في قطر لإقناع الحوثيين للتسليم بالنقاط أو تطبيق الاتفاق الذي تم بحثه بيننا وبين قطر, وإذا التزموا به فلن تعود العمليات العسكرية أو تستأنف, ولن يكون هناك أي حوار مع المتمردين وليس أمامهم إلا الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين الأخوة في قطر, أما أننا نجري حوار ندا لند مع المتمرد, فهذا غير وارد .

الجزيرة: ولكنه لم ينفذ ؟

الرئيس: هو لم ينفذ ومازال متمردا, ويتنقل ما بين سوريا والدوحة وما بين سوريا وألمانيا, وهذا المتمرد الذي كان عضو سابق في مجلس النواب قد أقصي وأخوه موجود في الداخل وإن شاء الله المساعي القطرية تثمر ونحن لا نريد حرب مع هذا المتمرد ومازلنا معلقين العمليات العسكرية, وإذا نفذ بنود الإتفاق, فلن يكون هناك أي مشكلة .

الجزيرة: لديكم أمل بأنهم سوف يلتزمون بذلك ؟

 

الرئيس: التواصل موجود بيننا وبين الأخوة في قطر مع الأمير ورئيس الوزراء ووزير الخارجية لإقناع الحوثي بما تم الاتفاق عليه .

الجزيرة: بالنسبة لليبيا وضحتم الموقف وبالنسبة لإيران ؟

الرئيس: نفس الشيء.

الجزيرة: أيضا بذلتم مساعي فيما يخص الخلاف بين فتح وحماس وكان الانطباع أن قيادة فتح لم تتجاوب, هل من جديد ؟

الرئيس : نحن سلمنا أفكار إلى الإخوة في السلطة الفلسطينية، للأخ أبو مازن وسلمنا للإخوة في حماس ، وكلاهما رحبا بهذه الأفكار ، هذه مبادرة يمليها علينا ضميرنا القومي والإسلامي والإنساني لأننا لا نريد ان يتوسع الشرخ بين رفاق السلاح ، بين الفلسطينيين أنفسهم، والصراع أو الخلاف بينهم البين يخدم الكيان الصهيوني المحتل ،هذه كانت مبادرة لا نريد من مبادرتنا شهرة أو إننا أصحاب مشروع أو إننا نريد الظهور على الساحة بأننا وسطاء لرأب الصدع ، هذا واجب يمليه علينا الضمير القومي .

رحب الطرفان بذلك, رحبت فتح ورحبت حماس ولكن الإخوة في فتح قالوا يجب أن ينتهي الوضع أولا الذي حدث في عزة, والذي يسمونه عملية انقلابية، نحن قلنا لهم مادام أنكم رحبتم ، فلن ينتهي الوضع الذي في غزة إلا بالجلوس مع بعض على طاولة المفاوضات سواء في المملكة العربية السعودية أو في مصر أو في أي مكان تريدون .. اليمن هذا مشروعها ولا نقول لهم تعالوا إلينا ، ولكن اذهبوا إلى المملكة لأنكم سبق أن اجتمعتم هناك أو أذهبوا إلى مصر واجتمعوا، المهم أننا نريد إنهاء حالة الانقسام داخل الصف الفلسطيني، والإخوة في فتح يقولون يجب على حماس أولا أن تنهي الوضع الذي في غزة.. لكن كيف تنتهي الحالة أو الوضع الذي في غزة ؟ كيف يمكن أن ينتهي وانتم لم يرى بعضكم بعضا .. لازم أن تجلسوا مع بعض لكي تنهوا هذه الحالة .

الجزيرة : لا تشاركون شرط فتح بإنهاء حالة غزة قبل الجلوس لبحث الموضوع ؟

الرئيس : رأي فتح بأن ينتهي الانقلاب .. ورأينا أن ينتهي الانقلاب بالجلوس مع بعض لإنهاء هذه الحالة .

الجزيرة : مسألة تتعلق بسياستكم سيدي الرئيس في القرن الإفريقي، بعض المراقبين اعتبروا أن وقوف اليمن مع الحكومة الانتقالية قد لا يكون موقف موفق رغم ان بعض الدول العربية أيضا وقفت نفس الموقف ؟

الرئيس : من هذه الدولة التي تقول بأن هذا غير موفق ؟ هي نفسها غير موفقة بقولها ذلك .