نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
بقلم :جوزف سماحة
هدأت انتفاضة الضواحي في فرنسا. واجهتها السلطات بمزيج من القمع والتقديمات الاجتماعية. مثل وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الوجه القوي. مثل رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان الوجه الكريم. حاول رئيس الجمهورية جاك شيراك إمساك العصا من وسطها مع ميل إلى الاعتبار بأن فرض النظام العام له الأولوية. بالطبع دخلت فرنسا في سجال وطني واسع حول ما جرى، أسبابه وجذوره، وكيفية علاجه. فمن قائل بـ»فشل النموذج الجمهوري في الدمج«، إلى قائل بانتقال »صدام الحضارات« إلى قلب أوروبا. ومن قائل بأن تراجع »دولة الرعاية« هو المسؤول، إلى قائل بأن سياسة »الأبواب المفتوحة« هي التي أدت إلى ما أدت إليه. ومن قائل أن تصلّب الهوية الوطنية الفرنسية يهمش فئات إلى قائل أن العكس هو الصحيح وأن خطر تذويب هذه الهوية يهدد بنشوء حالة تعددية، طوائفية، تعزز الانتماءات المادون وطنية وتدفعها إلى التصادم فيما بينها.. المهم أن فرنسا وقفت وتقف مليا أمام »الأسابيع السوداء«، تحصي خسائرها، تعد السيارات المحروقة، تبحث في التوترات ضمن الأحياء الفقيرة، تناقش فعاليات الحل الأمني أو الحل الاجتماعي. وتراقب استقصاءات الرأي لتعرف المزاج العام وتلتقط تموجاته وتلاحظ ميوله. وإذا كانت المؤشرات الأولى تقول إن ساركوزي خرج قوياً فإن هناك من يدعو إلى الانتظار قليلاً قبل إصدار أي حكم. وتستند الدعوة إلى الانتظار إلى عاملين مهمين. الأول: هو أن خطر الإرهاب الأصولي يتربص بالجميع بمعنى أن المضي في منهج معيّن يمكنه أن يدفع بعض الشباّن إلى التجذر لتكون فرنسا قد خرجت من مشكلة لتقع فيما هو أدهى منها. الثاني: هو أن الانشطار السياسي في معالجة الأزمة كان بالدرجة الأولى انشطارا ضمن الفريق الحاكم حيث تميّز الحزب الاشتراكي بغياب مدو. ولم يكن ذلك غريبا طالما أن الحزب المذكور يعيش صراعات عنيفة على مستوى قيادته ويحضّر لمؤتمر عام يفترض فيه حسم هذه الصراعات. ولقد انعقد المؤتمر ونجح الأمين العام فرنسوا هولانو إلى حد ما، في توحيد الحزب حوله. وتوافق الجميع على برنامج يؤكد انغماس الحزب في مسار المشهد السياسي. ويعني ذلك أن الحزب بات أميل إلى تقديم تمثيل سياسي يراعي صلاته بالفئات المهمشة والمفقرة بما يعني أنه يتيح تجديد الصلة بشبان الضواحي ويقدم له حلا خارج انقسامات السلطة. بكلام آخر لا يزال مشهد ما بعد العاصفة يعاني من »سيولة« وعدم استقرار بحيث يصعب الجزم بالرأي الذي سيغلب ضمن الجمهور وباحتمال ترجمة تلك الغلبة في الانتخابات الرئاسية أواسط العام 2007. في هذا الجو الذي يشكو من ضبابية خرج أحد كبار المثقفين الفرنسيين شديدي الانخراط في الشأن العام ليدلي بآراء يحتمل أن تتحول إلى قنبلة سياسية فكرية في فرنسا. ماذا يقول هذا المثقف: ـــ ليس للتمرد الذي حصل أي سبب اقتصادي أو اجتماعي، انه تمرد ديني ـــ اثني بالدرجة الأولى، انه فعل عنصري وليس رداً على أية عنصرية. ـــ إن الثقافة السائدة في أوساط الشباب هي مصدر الكارثة وإذا كان الدين (الإسلامي) يشكل المصدر الأول لهذه الثقافة فإنها تغذّت من روافد أخرى (الموسيقى، الغناء، الخ) تشجّع على العنف. ـــ إن ما جرى هو تعبير أصلي عن كراهية للغرب، ولفرنسا الجمهورية، ورد فعل متأخر على الماضي الاستعماري الذي تدرّسه فرنسا بصفته ماضيا سلبيا بدل أن تقدمه على حقيقته بصفته نقلا للحضارة إلى »المتوحشين«. ـــ لقد قام المتمردون من أصول مهاجرة أو المهاجرون بتقليد الانتفاضة الفلسطينية التي »تميزت« بأن الأهل يبقون في المنزل ويرسلون أولادهم إلى الشارع لمواجهة رجال الأمن من دون أي اهتمام بمصيرهم ومن أجل إظهار الشرطة كقوة قمع لا ترحم. ـــ التمرد جزء من الحرب التي يشنّها بعض العالم العربي-الإسلامي على الغرب وحضارته المسيحية أو المسيحية-اليهودية، وهو مثلها، كناية عن تحميل الآخرين مسؤولية الفشل الذاتي. -ثمة خطر في أن يستبطن فرنسيون هذه الكراهية لبلدهم وحضارتهم. إذا حصل ذلك فإنهم سيتجهون نحو تدمير نظامهم التعليمي وهو أمر باشروا به أصلاً. ـــ إن شعار »الحرب على العنصرية«، أي على العنصرية »البيضاء«، شعار خاطئ ومسبب للعنف ولا يقيم أي اعتبار للأسباب الموضوعية الداعية إلى الحذر من »الآخر« ورفض الاندماج مع »كارهين«. ـــ إن الحل الأمني هو الحل الوحيد للمشكلة وإذا كان المهاجرون من أصحاب الجنسية لا يشعرون أنهم فرنسيون فما عليهم إلا...الرحيل.هذه بعض أطروحات هذا المثقف. وكان في وسعها أن تمر مرور الكرام لولا أن صاحبها يعتبر أحد مثقفي فرنسا البارزين. وأحد نجوم النشر والإعلام، وأحد المؤثرين في صناعة الرأي العام. وكان في وسعها أن لا تثير الاهتمام لولا أن صاحبها هو،بالضبط، الين فنكلكروت، وهو فيلسوف اكتشف صهيونيته متأخراً. ومضى يدافع عن ارييل شارون ويشن حملة على اللاسامية الفرنسية. ولقد اعتبر في المقابلة التي طرح فيها آراءه ونشرتها صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية انه لم يعد في وسعه التعبير عن رأيه في فرنسا علما أنه أحد أكثر الكتاب حضورا في وسائل الإعلام كلها والضيف شبه الدائم لعدد من البرامج التلفزيونية. خلاصة رأي فنكلكروت إن المشكلة مع شبان الضواحي ليست في أنهم يعانون مشكلة اضطهاد، المشكلة هي ببساطة، إنهم مسلمون علما أن بين المشاركين في أعمال »الشغب« نسبة كبيرة من السود الكاثوليك! تندرج طروحات فنكلكروت في سياق نظري عرف انتشاراً مذهلاً بعد تفجيرات 11 سبتمبر. ولقد انطلقت هذه الموجة من السؤال الذي طرح وقتذاك وهو: لماذا يكرهوننا؟ وجاء الجواب أنهم يفعلون ذلك ليس لخطأ جرى ارتكابه ولا لعيب فينا، وإنما لأنهم متخلفون. وفاشلون، ويريدون تحميل الآخر مسؤولية الفشل ومعاقبته بتدمير حياته، وتقدمه، وازدهاره. وبهذا المعنى لا ضرورة لأية مراجعة أو نقد ذاتي ولا بديل عن استخدام العنف ضدهم على صعيد كوني كما في ضواحي المدن الفرنسية. إن هذا التفسير هو الذي يقدمه »المفكر الصهيوني الفرنسي« للانتفاضة الفلسطينية. فهي ليست رد فعل على الاحتلال، والقمع، والإذلال، ومصادرة الأراضي، ومنع ممارسة حق تقرير المصير، الخ... كلا، إنها مجرد تعبير وحشي وإرهابي عن كراهية متأصلة في النفوس ولذلك لا سبيل إلى مواجهتها إلا باستئصال هذه الكراهية بالعنف أو تيئيس أصحابها من إمكانية تحليل أي حق لهم.بهذا التفسير لتمرد الضواحي الفرنسية تكون »صهينة« الوعي الكوني قد تقدمت خطوة إلى الأمام. البيان