سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
لازال جيلنا الحالي في اليمن يعاني الويلات فمنذ نحو نصف قرن مضت اياماً صعبة وتجاوزها وأحيانا تم ترحيل تبعاتها لأجل غير مسمى فمنذ بداية الستينيات واليمنيون يبحثون عن هويتهم وغدو كفأر ان تجارب لمغامرات حكامهم ، فالأخطاء التي رافقت ثورة سبتمبر حيث والنخب الحاكمة آنذاك رغم نزاهتها ووطنيتها لكنها لم تكن تحمل مشروعاً مسبقا قبل قيام الثورة ففي علم الثورات أن الثورة تقترن بمشروع وبرنامج وقد فاجأ موت الأمام احمد تلك النخب بجناحيها المدني والعسكري فخلال أسبوع واحد فقط انتهزت الفرصة قبل ان تتثبت أقدام الأمام البدر الذي أعلن أثناء مراسم البيعة بأنه سينهج خُطا والده الأمام احمد ، وخلال نحو عقد من الزمن غدت المحافظات الشمالية مسرحا لحرب إقليمية ودولية ، راح ضحيتها عشرات الآلاف من اليمنيين والمصريين ، وقد كانت ثورة سبتمبر مصدر الهام لاندلاع ثورة أكتوبر وتوجت بالاستقلال ، ومن سخرية الأقدار بأن استقلال الجنوب تزامن مع ظروف صعبة يعيشها إخوانهم في الشمال بما عرف بحصار صنعاء الذي دام سبعون يوما وقد أسدل الستار عن تلك الفترة بصلح واندماج الطرفين المتنازعين وكانت تلك النخب ربما أكثر وطنية مما نعيشه اليوم ، وتجاوز اليمن تلك الفترة بعد أن تعثرت التنمية لنحو عقد من الزمن ،
ومن ثم توالت الانقلابات العسكرية في صنعاء ومغامرات الرفاق في عدن ، ومثلت فترة السبعينيات محطات مأساوية أخرى كون الشطران يمثلان الصراع الإقليمي والدولي فيما عرف بالحرب الباردة ، لقد كانت تلك الأجواء الدولية مصدر تثبيت واستقرار كلا النظامين المختلفين أيدلوجيا وتوالت المساعدات من المعسكران الشرقي والغرب، وكان مجرد التفكير بإعادة وحدة اليمن حلما يراود النخُب الثقافية بل ان الحزب الاشتراكي كان من أهم مبادئه فماذا جرى ألان؟ ولم تدرك تلك النخب الثقافية بأنه قد يأتي يوما يتاح فيه تحقيق ذلك الحلم ، وفي النصف الثاني من عقد الثمانيات كانت عاصفة أحداث يناير المؤسفة بين رفاق الاشتراكية العلمية القبلية والمناطقية كان ضحيتها آلاف من الكوادر اليمنية لا لشئ فقط من اجل السلطة فبأس الكرسي الذليل ، وقد ساعدت الظروف الدولية هذه المرة لفرصة سانحة لوحدة يمنية كانت تداعب خيال اليمنيين، ولكن للأسف كانت على أيدي قيادات اقصائية أنانية فما ان أفل نظام القطبية الثنائية بسقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية حتى لبى الرفاق لوحدة ارتجالية دخل أبطالها من الشطرين بروح إقصائية ونرجسية فظة وما أن تنفس اليمنيون الصعداء حتى تصاعد الصراع على الكرسي بين هؤلاء وأولئك والشعب كان مجرد (كمبرس) في مسلسل مكسيكي ممُل إلى أن توفرت الظروف لشن حرب شعوا ضد رفاق الوحدة ورغم أن ضحاياها من حيث العدد كان أقل بكثير مقارنة بأحداث يناير إلا إنها تركت جرحا عميقا لم يندمل ولاسيما بعد أن عانا آلاف من الإقصاء والتهميش سواء من الشمال او الجنوب ، وبدلا من تأسيس دولة مدنية دخل في حرب وبعدها أصبح ملكا غير متوج بدأ مسلسل التوريث الذي أثار حفيظة حلفائه بالأمس ليصبحون أعداء اليوم والشعب في نهاية المطاف هو الضحية ، ومنذ منتصف التسعينيات ووهم العظمة تلازم صاحب النصر الواهم في تلك الحرب ولازمته حتى اليوم وهو الأمر الذي عكر مزاج الشارع اليمني وجعلت البعض يكفر بالوحدة ويعيش قيما افتراضية ومسميات في غير محلها فلا ديمقراطية ولا جمهورية ولا وحدة وكل هذه القيم غدت عمليا مجرد أكذوبة كبرى ، وعليه لم يعيش المواطن اليمني منذ أكثر من نصف قرن حالة الحيرة والإحباط والترقب المتزامنة مع تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية مثلما هو عليه الحال اليوم ، فقد دلت الأحداث في علم الثورات بأنه كلما بقى الحاكم جاثما على شعبة اكبر مدة ينعكس ذلك في حالة التخبط وتباين الرؤى لدى النخب التي تأتي على أنقاض ذلك النظام الزائل مع إننا في اليمن نعيش حالة فريدة فلا هو نظام زائل ولا هو باقي فحكومة التوافق يحكم نصفها ويعارض النصف الاخر ليحلو له ممارسة سياسة الانتقام من معارضيه وفي نهاية المطاف الشعب هو من يتضرر ، فمثل هذا التيار الذي أفرزته المبادرة الخليجية غدا جزاء من المشكلة وليس الحل وعليه فأن المبادرة تحتاج لمبادرة أخرى والحوار سيفرز حوارا آخر وقد بدأ على شكل مفاوضات وخرج من مضمونة اللفظي ففترة انتقالية تلد أخرى وهكذا دواليك !
ومنذ نحو عامين والحالة كحياة البرزخ فلا بقى النظام كي يتحمل مسؤولية ويمكن محاسبته او الثورة عليه ولا توارى بعد عبثه ثلث قرن من الحكم المطلق وجعل الأمة في منزله بين المنزلتين .
من ضمن أسباب تصلب بعض أقطاب الحراك هو بقاء النظام القديم يلعب دورا وهو الأمر الذي يبرر عدم اطمئنان البعض ولهم حق في ذلك فلا يلدغ المؤمن من جحرة مرتين ، فنحن نعيش فترة حرجة فالحوار وصل لطريق مسدود ومنذ أكثر من نصف عام ينتهي الحوار بما يشبه المفاوضات والتنازلات ليتمخض في انفصال مبطن ناعم ، فالأفضل الانفصال الصريح اليوم خير من بريق الفدرالية في أجواء متوترة وتطلع للسلطة فلو تم مجاراة النفس الأمارة بالسلطة لأصبحت كل محافظة وكل مدينة إقليم بل وقد يصل العدوى للحارة والحي ، لم يتفق الرفاق عندما كان الشعب اعزل من السلاح ولم يذق طعم الحرية بينما اليوم أختلف المشهد ودخلت قوى متعددة والقاعدة غدت سيدة الموقف تسرح وتمرح في تلك المحافظات ، فمتى يشعر هؤلاء بالمسؤولية؟