نفاق الثقافة ام ثقافة النفاق
بقلم/ حمود الطيري
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و يومين
الجمعة 20 يوليو-تموز 2007 08:47 م

مأرب برس - خاص

وأنا أتصفح موقع مأرب برس وأذا بي انصدم بتصريح لامين عام احد الاحزاب السياسية يمتدح فية رئيس الجمهورية بمناسبة مرور 29 عاماً لتوليه مقاليد الحكم بأسلوب يثير الاستغراب والحسرة.

استغراب نابع من كون هذا التصريح صادر من امين عام حزب سياسي طالما انتقد الوضع وأدعي بأنة معارض لطريقة إدارة دفة الحكم وأنة يحمل مشروع قومي يسعى جاهداً من اجل تحقيقه .

وان الوطن لم يصل الى ما وصل إلية من تخلف في كل المجالات الا بسبب عدم وجود قيادة كفئة لادارة البلاد فإذا به يأتي بكلام يخالف ذلك.

وحسرة نابعة من الاسلوب المنتهج لذلك المديح فبعد ان استدعى كل مفردات اللغة لاستخدامها في وصف وتوصيف سيادة الرئيس بأنة قائد متوقد الذهن وقوي الأرادة وحكيم في رأية ورجل يصنع القيادة ويعرف كل واردة وشاردة ووووو .

لم يقف عند ذلك الحد وأنما ذهب بعيداً وإذا به يقارنه بعظماء العالم مرور بأبراهام لنكن وجورج واشنطن في امريكا من أقاموا دولة أصبحت تحكم العالم وانتهاء بالتاريخ الإسلامي والخلفاء الراشدين ليقارن سيادة الرئيس بهم .

ومع احترامي لسيادة الرئيس في شخصه فمقالي هذا ليس من اجل انتقاده (وأن كنت اختلف معه في امور كثيرة ) بقدر ما هو انتقاد لمثل هذه الأقلام التي طالما ساهمت في ترسيخ سياسة التمجيد والنفاق .

فبدلاً من هذا النفاق كنت أتوقع ان تكون هذة المناسبة فرصة لتذكير الرئيس بالاقتصاد الذي اصبح على وشك الانهيار والوضع الأمني المتردي والفساد المستشري في كل مرفق من مرافق الدولة والمحسوبية والرشوة والبطالة والفقر وغلا الاسعار.

كنت اتمنى من هؤولاء ان يكونوا الناصح الامين للرئيس ويذكروه بأن الاولى هو العمل لبناء هذا البلد بدلاً من الاحتفالات والنفاق الممنهج .

كنت اتمنى من هؤلا ان يذكروا الرئيس بانجازات عظما العالم وان هذة الانجازات هي التي وضعتهم في هذه المنزلة وليس التمجيد والتطبيل

كنت اتمنى من هؤلاء ان يسترجعوا تاريخ الخلفاء الراشدين ليبينوا للرئيس العدل الذي أقاموه والظلم الذي حاربوه والعلم الذي نشروة والعزة التي رسخوها والحرية التي جذروها والدولة التي بنوها والفتوحات التي جاهدوا من اجلها .

كنت اتمنى من هؤلاء ان يذكروا الرئيس بأن مثل هذة الاحتفالات في الوقت الذي تمرفية البلاد في أسوأ حالاتها في كل المجالات الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية انما هي استفزاز لمشاعر المواطنين الذين يرون ان الاولى هو اقامت المأتم بدلاً من الاحتفالات نظراً للوضع السيئ الذي تمر بة البلاد من فقر وظلم وفساد .

كنت أتمنى من هؤلاء ان يبينوا للرئيس ان مثل هذة الاحتفالات انما هي صفة من صفات الدكتاتوريات والحكم الوراثي وأن هذا يتناقض مع شعار الديمقراطية ذلك النهج الذي ارتضيناه اسلوبا لقيادة البلاد وكان احد منجزات رئيس الجمهورية .

كنت اتمنى من هؤلاء ان يكونوا بطانة خير لابطانة سوء وان يكونوا عوناً للاصلاح لا عوناً للإفساد وأن يذكروا الرئيس بواجباته التي بجب ان يوليها اهتمامة وان يكونوا عوناً له في الاصلاح ومنتقدين لة ومعارضين كلما حاد عن النهج الصحيح .