مباحثات أمريكية فرنسة وتبادل معلومات لتعزيز استهداف مليشيا الحوثي
مَن هي هند قبوات؟.. المرأة الوحيدة في الحكومة السورية الجديدة
أنس خطاب.. من ظل الاستخبارات إلى واجهة داخلية سوريا..
إدارة ترامب تعلن رسمياً حلّ أحد الوكالات الأميركية الدولية بعد فضائحها الداخلية وفسادها الاداري
رئيس هيئة الأركان يصل الخطوط الاولى الجبهات الجنوبية بمأرب لتفقد المُقاتلين
تعرف على قيادات الشرعية التي قدمت من الرياض لأداء صلاة العيد بمدينة عدن
من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
رشاد العليمي يجري اتصالاً بالرئيس هادي والفريق علي محسن
وصول قاذفات نووية شبحية بعيدة المدى الى قواعد أمريكية بالقرب من إيران ووكلائها في المنطقة ... مشهد الحرب القادم
مليشيا الحوثي تعترف بتدمير محطات البث وأبراج الاتصالات وخدمات الإنترنت في محافظتي صعدة وعمران .. تفاصيل
رشاش على كتف شاب يأمر السيارات بالتحرك وعدم الوقوف عند أحد الأسواق على الشارع العام وعلى مقربة منه آخران يتصرفان مثله ويشبهان هيئته لا يختلفان عنه إلا في مكان السلاح إذ أصبح في أيديهما لا على الأكتاف.
هذه آخر صورة رمتني بها تعز في جولة القصر أثناء عودتي من الرحلة التي تمنيت لو أن عائقًا حال دون بلوغها.
ما قبل هذه الصورة كانت صور كثيرة تتزاحم في ذاكرة عمرها يومان فقط هي مدة الزيارة الأخيرة.
ذاكرة جديدة لمدينة هي بيتي ولكنها هي الأخرى بدت جديدة أيضًا.
في تعز سجلت الذاكرة الجديدة مسلحين يتجولون في المركزي نهارًا ولم تغفل إطلاق نار عند مستشفى الثورة بعد المغرب.
أما صبر القبلة التي أحج إليها ليلًا في كل زيارة فلم أستطع إليها سبيلًا هذه المرة.
أصوات أسلحة خفيفة ومتوسطة تصل إلينا من متنفس المدينة (صبر)علمت بعدها بأن حربًا حقيقية تدور بين قريتي قراضة والمرزح لا تبدو لها نهاية قريبة مع أن الطرفين لا ينتظرون أكثر من تدخل حقيقي من أبناء المدينة المشغولين بمدينتهم الجديدة وثقافتهم الجديدة وشبابهم المختلفين.
في العام 2011 زرت المدينة وعشت بعضًا من لياليها المرعبة.
في تلك الفترة ورغم استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وفي غمرة اليأس ما كان يبعث على الطمأنينة أننا كنا - فقط - ننتظر انتهاء المواجهات لتنام المدينة بمخدع ثقافتها المسالم أما التخوفات من وجود سلاح البعض فكان المبرر ضرورة دفاع لا تخضع لأية قاعدة، كيف لا ومن يدافعون عنها هي كرامة تعز؟
الوضع هذه المرة مقلق أكثر لأن المواجهات انتهت والفرقاء التقوا لكن ثقافة السلاح آخذة في التوسع بين الشباب يرافق هذه الثقافة تسرب الكثير منهم من المدارس وعدم الرغبة في إكمال التعليم وهذا ما لم يلتفت إليه الكثيرون.
بكل أسف تحاول الأزمات التي صاحبت ثورة التغيير وضع قدم راسخة لها في تعز،
فتوقف الدراسة حينها أوحى للطلاب والمدرسين في المدارس والكليات بإمكانية التوقف ثانية تحت أية ذريعة ولو كانت محض شخصية..
المقتاتون على الثورة لا يزالون يحملون السلاح بذريعة حمايتها بعد إتمام التسوية وانتهاء الفعل الثوري، ولو كانت أشكال الحماية في نهب وتقطع وابتزاز من لم يكن مع الثورة من المتنفذين هو الآخر لا يجد في غير السلاح ضامنًا لاستمرار نفوذه ومصالحه وإثبات وجوده.
اليمينيون من السلفيين والحوثيين فجأة وجدوا أنفسهم مضطرين لخوض معركة على ثأر ديني لا يعلمون عن تفاصيله سوى إدراكهم بأن تعز هي من ستخسر مجددًا من أية أزمة سياسية أو دينية.
وحده المواطن الذي نجا من فخ الاستقطاب، فتح جسر تواصل مع قيادة المحافظة الجديدة التي تواجه مشروعها التنموي عوائق الأمن المفقود برغبة الخراب متعدد الأطراف،
ووحدها المدينة إن بقي الوضع على حاله ستدفع ثمنًا باهظًا قد يكون أقله تنازلها عن اسمها المدني ومكانتها الثقافية.