الإدارة الأمريكية تدعو إلى قطع إمدادات الأسلحة عن قوات الدعم السريع في السودان
شيخة إماراتية يتم تعيينها أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
محمد بن سلمان يزور أميركا... وقمة اقتصادية تبحث رفع الاستثمارات إلى تريليون دولار
فضيحة مراهنات تضرب الدوري التركي: إيقاف مؤقت لـ102 لاعب بينهم دوليون
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن تنظم ندوة حول الإتيكيت والبروتوكول الدبلوماسي
الحوثيون يرفعون سقف التهديدات ضد السعودية.. تصعيد إعلامي وعسكري بعد توقف العمليات في غزة
العميد الأشول: الإرهاب لا وطن له والتحالف الإسلامي يجسد رؤية استراتيجية لمحاربته
نقابة المحامين في مأرب تشكل فريقاً قانونياً لمساندة جرحى الجيش المعتصمين
الحوثي يعلن الجاهزية للحرب مع إسرائيل... ويعبئ القبائل نحو جبهات اليمن.. تحشيدات مسلحة في خمس محافظات
بيان للدول السبع الكبرى بشأن التطورات في السودان وغزة
قبل أيام تابعت صدفة إحدى القنوات التابعة للتيار الشيعي في اليمن"الحوثيون" ووجدت خطابًا عقيمًا لا يملك أية رؤية مستقبلية سوى البكاء والعويل على أطلال ماضٍ قديم مر عليه أكثر من ألف عام والنوح على كربلاء والحسين.
كما أن ما لفت انتباهي لتلك القناة هو الخطاب التخويني والاتهام بالعمالة للمبادرة الخليجية والتأكيد على أنها صناعة أمريكية تهدف إلى زعزعة البلد, فقلت واعجباه من هؤلاء الروافض الذين يتباكون في قنواتهم على الوطن والوطنية في حين نجد أنهم يتصدرون قاعات موفمبيك في مؤتمر الحوار الوطني.
استغرب البعض غياب العديد من قيادات التيار الحوثي صبيحة افتتاح حفل"مؤتمر الحوار الوطني" في رئاسة الجمهورية, فتبيّن فيما بعد أن غياب تلك القيادات هو الهروب من كاميرات الصحافة أن تلتقط لأحدهم صورة وهو بمعية السفير الأمريكي.
لكن اليوم التالي لمؤتمر الحوار كان الحضور الحوثي بكل قياداته وأكثر جلاء عندما جمعت احدى الصالات العديد من النخب الحوثية للغداء بحضور عدد من السفراء، وفي مقدمتهم السفير الأمريكي, لم نسمع أية صرخة ولم نسمع "الموت لأمريكا أو الموت لإسرائيل".
في صالون الحلاقة:
قبل أيام كنت في صالون الحلاقة فدخل شاب يرتدي بنطلون جينز وتي شرت ويضع على شعر رأسه كاب شبابي, بدأ يحدث الحضور عن "أنصار سيده عبدالملك" أو كما علق الحلاق ساخراً منه "أنصار"الاة" في إشارة إلى اللات والعزي",وبدأ يتحدث عن فكرة شعار"الموت لأمريكا الموت لإسرائيل", فسألت الشاب الأمريكي "المظهر" الحوثي "حديثا" عن معنى الشعار، فبدأ يتخبط يمنة ويسرة في تفسير الشعار؛ خوفًا أن يقع في أي تناقض في حديثه أو الواقع, لكنه اختصر على نفسه وعلينا عندما قال خلاصة الأمر في شرح هذا الشعر: أن نملأ قلوبنا حقدًا وكراهية على أمريكا وإسرائيل, ثم اتبعها قائلاً بفخر لحظتها: تأكدوا أن النصر قادم.
فقلت له: حسناً يا صديقي.. تخيل أن قلبي حاليًا سيحرق الأرض حقدًا وبغضًا على أمريكا وإسرائيل، ماذا بعد ذلك, ما الذي سيحدث لو كره كل الشعب اليمني أمريكا وإسرائيل.
على مدار التاريخ لم يكن بناء الحضارات والأمم والشعوب عن طريق العواطف, الإسلام دين عمل ودين منهجية ودين رؤية, فما هي الرؤية التي يمتلكها الحوثي للمستقبل.
قلت للشاب: قبل أن تحدثني عن كره أمريكا وإسرائيل أراك غارقًا في حب الثقافة الأمريكية، وملبسك أحد هذه المظاهر، فرد عليّ قائلًا: لا هذا البنطلون هو سوري درجة أولى، قلت لم أسَلْك عن بلد المنشأ أو بلد التصنيع, هل تعلم أن ثقافة الجينز هي ثقافة أمريكية ثم تم تصديرها لبقية بلدان العالم.
وفجأة ظهرت قناة " mbc " للأطفال أثناء بحث الحلاق على قناة للترفيه، وظهر فجأة توم وجيري, فإذا بالحوثي يخاطب الحلاق "اقلب.. اقلب.. هذه هي الثقافة الأمريكية التي دمرونا بها", فقلت له: لماذا هذا الغلو أليس معكم أطفال في البيت، قال: بلا, قلت هم يشاهدون سبيستيون، قال: لا، فقلت له: إذن يشاهدون قناة كذا، وبدأت أذكر له عددا من قنوات أفلام الكرتون فإذا بالحوثي "أبو جينز" يقسم أيماناً مغلظة أنه لا يوجد أية قناة أطفال من "حق الكراتين" في منزلهم.
فقلت له بهدوء: هل ترى أنه وصل بك أنت وتيارك أن تحرموا حتى الأطفال من طفولتهم وتمنعوهم حتى من أفلام الكرتون,حتى الطفولة قُتلت في مذهبكم وفكركم, فلم يجد جوابا سوى أن خرج من باب الصالون، وهو يصرخ كالأحمق "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل".