مشهد اليمن اليوم
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
السبت 09 فبراير-شباط 2013 05:09 م

إن المتأمل الغيور على هذا الوطن الكبير والأصيل ذوى التاريخ العريق والجغرافيا الجميلة والموقع الاستراتيجي الهام يرى مشهداً ضبابياً غير واضح المعالم، مشهدا تتقاذفه الأمواج، وترسو على شواطئه سفن المشكلات،كل ذلك بسبب شطحات الأبهات وأهداف ومآرب أفراد جماعات دعايتها خالية من المصلحة الشخصية والنزوات كدعاية خلو الخمرة من الكحوليات .

اليمن اليوم بعد سنوات عجاف عاشتها في ظل حكم المخلوع ألبسها صنوف المشكلات وأورثها الفقر والجوع لسان حالها يقول بقول الشاعر :

إذا كان عندك يا زمان بقية مما يُهان بها الكرام فهاتها

اقتصاد متدهور، وثورة لم تكتمل معالمها لأن من قامت عليه وبسببه لا زال يعبث بأمنها ومقدراتها، ومن كانوا بالأمس ثورا في الميدان صاروا معه حلفاً واحدا وهات كم يا مكر خلف القضبان وتنسيق واضح في الميدان..

يمن تنهشه المصالح الضيقة يمنة ويسرة، فقاعدة في الشمال والجنوب تحلم بالإمارات وتوزع الرايات وتجاهد الجيش لتنال اسمى الغايات إما نصر أو استشهاد وباسم هذا دُمرت البلاد وأهلكت العباد والجماد ...

وفي شمال الشمال حوثي يحلم بالولاية، والأخذ بالثأر في جهاد بني أمية إلى النهاية ، أغتصب جزء من الوطن، وتحالف مع انفصالي الضالع وابين، قمع الحريات وأنشئ المليشيات ونشر العنصريات، واستبدل العلم برقع ورايات يخفي خلفها سؤتها ليحقق الغايات ..

وفي الجنوب مطالب وحقوق منها مشروعة وأخرى لا تخلو من المطامع والعيوب وشراء للذمم بملء الجيوب ... فما بين حالم بدولة مستقلة يحكمها وما بين صاحب مصلحة يقضيها وفي النهاية خراب ودمار ولعب ومتاجرة بحقوق الأحرار التي نتفق معها كلنا بالاختيار ....

وحول منابع النفط وخطوط الكهرباء تعيش طحالب من المرتزقة تشكل خطراً على ذلك النفط وتلك الخطوط ، وهولاء هم شر الناس عديمي القيم وعبدة الدراهم وبائعي الضمير يُدفع لهم المال الحرام ليعملوا العمل الشين الحرام.

وما بين هذا وذاك فلول يقودهم زعيم معلول قليل العمل ولكنه مدمن على الفساد وحب الظهور ، له اتباع كما تتبع الجيفة النسور لا يفقهون شيئاً ولا يعرفون مرفوع من مجرور، كل همهم تنفيذ ما يُطلب منهم مقابل الأجور، وبهولاء حكم علي صالح سنينه العجاف وحكّم في شعبه الأنذال من الناس والأوباش بفتات قليل ومعاش ..

ومع هذا فهو متستر بحصانة وبنصف الوزراء كبطانة، وتحالف مع كل ذي شر سواء ببنطال أو عمامة،حالم بدولة مستقلة أو بالإمامة، أهم شيء نتفق على زعزعة الوطن ونجلب للمواطن المهانة ونوقع على البنود وننفذها بكل اخلاص وأمانة ...

وبين كل هولاء متسكعون لا يثبت لهم موقف ولا تعرف لهم وجهة يميلون مع الريح ويجرون وراء الزوبعة ،شعارهم من كان عطاءه أكثر فنحن معه وبه ومن يحتاجنا اليوم فنحن رجاله وعدته وليسدد فقط فاتورته.. وهولاء شر من كل ما ذكرنا فهم متلونون كالحرباء كل ما هدفت لتطلق سهما عليها تراها وقد غيرت بزتها ولم تعد تعرفها، وهكذا يتنقلون بين جيفة وأخرى والحساب يدفعه الوطن والمواطن.

والمصيبة أن كل الأصناف التي ذكرنا أعلاه مفردات خطابهم وغثاء السنتهم بأن همهم الوحيد هو الوطن والمواطن وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك.

لا أعني بهذا أنني يآس من الأوضاع أو أني أدعو للتشاؤم حاشا ولكني أصف مشهداً قد يأخر نجاح اليمن المرتقب -إن شاء الله- لفترة قد تطول أو تقصر، وإلا فمع سواد هذا الضباب وخطورته إلا أننا نرقب فجراً ساطعاً لهذا البلد فجراً يطارد منابع الظلام في كل مكان ويعدمها على رؤوس الجبال وفي الفيافي والقيعان، فجراً يقضي على حشرات الفساد بشروق شمس الحقيقة، ويتحقق حلم شعب عظيم يحلم بالأمن والحرية والعيش الكريم منذ فترة من الزمان، وسيتم له ذلك -إن شاء الله-بفضل الله ثم بحكمة وشجاعة ووطنية المخلصين الذين لا يخلون في هذا الوطن المعطاء الكريم المنبت..

وأردت بهذا فقط أن أبين مواطن الخلل ومكامن العلل ليتسنى لكل مخلص غيور البدء بالعمل الجاد تجاه أمته ووطنه. والله المستعان وعليه التكلان..