مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح بعثة النادي الأهلي بصنعاء تصل مدينة صلالة بسلطنة عمان بن وهيط يناقش مع رئيس المنطقة الحرة بعدن استيراد المعدات والآلات الخاصة بتوزيع الغاز المنزلي وفق المعايير العالمية خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول المليشيات الحوثية تعتدي على مسؤول محلي بمحافظة إب رفض جبايات مالية الموت يفجع الديوان الملكي السعودي القوات المشتركة تفشل تحركاً غادرا للمليشيات الحوثية بمحافظة الضالع عاجل: عملية اغتيال غادرة طال أحد المشائخ وسط العاصمة صنعاء بنيران حوثية علي خامنئي يطالب بإعدام نتنياهو
بفضل ثورة الشباب الشبابية الشعبية في اليمن التي كسرت حاجز الخوف والرهبة التي كانت تفرضها قوات الأمن وتتصدى لأي مسيرة احتجاجية ، أصبح منزل الرئيس هادي في شارع الستين محطة للاحتجاجات المتتالية التي تأتي بشكل يومي للتجمهر أمام البوابة ، الاحتجاجات مطلبيه ولا احد يخالف هذا وهي نوع من الحرية لممارسة التعبير ، منزل الرئيس أصبح قبلة للمظلومين والباحثين عن التغيير .
ومجلس الوزراء هو الآخر يمثل محطة هامة للمظالم والباحثين عن الإنصاف والعدالة والتغيير ، وأصبحت بوابة مجلس الوزراء أهم المحطات بعد بوابة منزل الرئيس للفئات التي تبحث عن الإنصاف او التغيير ، ومع هذه الاحتجاجات المتواصلة التي تعكر الحياة وتتسبب في إحداث اختناقات مرورية وتعرقل سير الحياة بالنسبة للساكنين والمارة في الشوارع
الاحتجاجات دليل على مستوى الوعي الذي خلقته الثورة الشبابية التي حطمت قدسية الحاكم وصنميته وهي ظاهرة ديمقراطية وباعث ايجابي لتحفيز المؤسسات الخدمية وعامل يساعد على الحد من المحسوبية والفساد ، لان السكوت والامتثال السلبي للسلطات يساهم في خلق بيئة أعمال فاسدة وينشط في هذه البيئة الفاسدون وسماسرة الهبر واللطش .
لا اعتراض على المسيرات والاحتجاجات لأنها جرس الإنذار الذي يدق كل يوم في آذان المسئولين وتمثل هذه الاحتجاجات جهاز الرقابة الشعبية خاصة في ظل عجز المؤسسات الرقابية الرسمية وفشلها في تنشيط الرقابة الوقائية والحسابية والعقابية وهذه الأنواع من الرقابات ضرورية للمواطن وللبلد
السبب في استمرار الاحتجاجات المتواصلة بشكل يومي أنها ناتجة عن قصور وفشل المؤسسات الخدمية المركزية ومنها الوزارات والوحدات المستقلة وغيرها إضافة الى فشل السلطات المحلية والمكاتب الموجودة في المحافظات ، جميع هذه المؤسسات والسلطات المحلية كانت سببا رئيسيا للتمرد على النظام السابق وهذا يعني ان التغيير يعتبر أولوية واستثناء ، وان التغيير وليس التبديل او التحريك هو الهدف ، و التغيير الذي حدث في بعض المؤسسات المركزية والفرعية والسلطات المحلية لم يكون هو التغيير الذي يلبي الطموح الذي خرج من اجله المواطن
التغيير الذي نالته المحافظات والمكاتب الوزارية لم يكون على مستوى الحاجات والمظالم المتراكمة والمتزايدة والمتوارثة بعضها من عقود طويلة ورغم محدودية التغيير او بمعنى أوضح التبديل الذي حدث لبعض المسئولين في المحافظات كان بدوافع سياسية أكثر منه تلبية لحاجات الناس في التغيير
التغيير يعني تغيير السياسات والآليات والقضاء على الاختلالات الإجرائية والتعقيدات وهذا لم يحدث ، وما حدث هو تبديل المواقع وتوزيع للأشخاص مثلا (س ) ينقل بدل (ص ) من الناس وهو عبارة عن نقل من وظيفة الى أخرى ويتغير معها جغرافية المكان والمعروف ان ( س) و (ص ) معروف عنهما الفشل في مواقعهما السابقة وان هذا الفشل ناتج عن عوامل متعددة منها عدم توفر الشروط للوظيفة ومع هذا لن يتغير بسبب تغير المكان
سياسة الرئيس السابق كانت تعتمد في إدارة البلاد على حاجات ورغبات شخصية وليس حاجات ورغبات المهمة ذاتها ولهذا تراكمت معه المشاكل وتراكمت التعقيدات الناتجة عن عدم ملائمة شروط شغل الوظيفة مع الوظيفة ذاتها وهذه السياسة تحولت على مدى السنوات الى عبئ أثقل كاهل الزعيم الذي خلعته شخصنته لإدارة البلاد ووصل الى تحقيق فشل كامل في إدارة البلاد ، وهذا ما يجب ان يجعله الرئيس والحكومة عبرة لهم فالتجريب بالمجرب فساد ولا داعي لاستحضار التجارب الفاشلة الموروثة من النظام السلف .
الاحتجاجات دليل على الأخطاء والاستمرار في ممارستها وان التبديل الذي تكرم به الرئيس والحكومة على الشعب ليس هو المطلوب والاستمرار في سياسة التبديل والتجريب بالمجربين هو استمرار لتأصيل الفشل وتعميق الفساد وتمكين الفاسدين ، المطلوب هو التغيير ولا بديل عن التغيير
وستظل الاحتجاجات تخنق العاصمة وعواصم المحافظات والمدن وسيظل منزل الرئيس وبوابة مجلس الوزراء والوزارات المعنية قبلة للمحتجين ولن تتوقف إلا بتوقف سياسة التبديل التي يتكرم بها ولاة الأمر على الشعب الذي يعاني من أعباء الفاسدين وفشل الأداء في تأدية الوظيفة .
المحافظين ومدراء المؤسسات والشركات العامة والخدمية والمكاتب الوزارية بحاجة الى التغيير وبحاجة الى تعيير السياسات وطرق الأداء التي تعمل على اقتلاع المحسوبية والمحسوبين ، يتوقف وضع المسئول وقبوله من عدمه على مدى رضا أغلبية الناس عليه وبدونه فلا حرج من استبداله وفق قياسات التغيير وليس التبديل
الرئيس هادي ورئيس الحكومة ستظل أبوابهما قبلة للمحتجين ومحطة للمظلومين وستظل الشوارع مخنوقة بالمحتجين الذين يأتون من كل أرجاء الوطن ، سيظل هذا الوضع قائما وستظل الصورة مشوهة والمظهر العام غير مستقر والتدهور عنوان المرحلة إذا لم يتخذ بحق هؤلاء المقصرين والفاشلين قرارات تعزلهم عن هذه الوظائف
مثلا أبناء ريمة وذمار وبعض المحافظات وبعض المؤسسات يخرجون بشكل يومي ووصلوا الى منزل الرئيس والحكومة ووعدوا بالتغيير ومرت أشهر على تلك الوعود ولا حس ولا خبر ، وهذا يعني انه اذا أراد الناس تغيير مسئول في مكان ما يحتاجون الى عام او أكثر حتى يتجاوب القصر مع مطالبهم ، حتى المغتربين في الخارج لم يتم التجاوب مع مشاكلهم وننتظر احتشادهم من أصقاع الأرض والتجمهر بشارع الستين امام منزل الرئيس هادي
أريحوا الناس من هذه الاحتجاجات وأريحوا المدن وساكنيها، وأريحوا أنفسكم يا سيادة الرئيس ولبوا رغبات الناس في حاجاتهم للتغيير ، وبدون هذا لا راحة لكم ولا للمواطنين وأصبحتم عبئا ومصدر إزعاج ... والسلام