الحب.. كيف نحافظ عليه؟
بقلم/ د جاسم المطوع
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 09 يناير-كانون الثاني 2013 06:29 م

قلق كبير يراود المحبين والعاشقين في كيف يحافظون على حبهم ويضمنون استمراره لأن الحب نعمة والحب صحة والحب يعطي للحياة معنى جميلا والحب استقرار للنفس والحب جمال في الروح والحب يشبع النفس من ملذات الحياة والحب اتصال والحب قوة ولو عددنا فوائد الحب لامتلأت صفحات الجريدة كلها وكما قيل «حياة لا حب فيها كجدول لا ماء فيه» وقد كتبت 8 وسائل تساعدنا على استمرار الحب والمحافظة عليه بين الحبيبين وهي:

٭ حب الحب: أول خطوة وأهم خطوة لمن يرغب في المحافظة على الحب أن «يحب الحب» ويشعر بسعادة عندما يحب أو يعيش الحب«فحب الحب» هو السبب الرئيسي في استمرار الحب والمحافظة عليه و«كراهية الحب» تميت الحب وتقضي عليه.

٭ اجعل حبك من أولوياتك: فمن كان يريد المحافظة على الحب لابد أن يخصص وقتا للحب رعاية وممارسة وسلوكا وتعبيرا لأنه لا يعقل أن نحافظ على الحب ونحن لم نخصص له وقتا ولا نعطي له أولوية فاننا ننجح في أعمالنا لأننا خصصنا لها وقتا وكذلك الحب.

٭ لا تهمل مشاكلك: من الأسلحة القاتلة للحب أننا نهمل مشاكلنا في علاقاتنا فتكبر المشاكل وتزداد الفجوة بين الحبيبين حتى يبنى جدار سميك يحجز الحب ويمنعه، وأذكر بهذه المناسبة أنني تدخلت للإصلاح بين زوجين فقدا الحب بكثرة الخلاف والمشاكل، فلما تمت معالجة المشاكل رجع الحب إليهما وتغيرت حياتهما.

٭ الاعتذار عند الخطأ: كثير من المشاكل المعقدة والتي سببت البعد بين الحبيبين انتهت بكلمة «آسف»، فالتكبر والعنجهية تزيد الفجوة والكراهية، أما الاعتذار عن الخطأ فإنه يساعد في رد المياه لمجاريها وكما قيل «الأسف يسقط الكلف».

٭ تخلص من مشاعرك المؤلمة: كلما ازدادت الملفات القديمة في حفظ المشاعر المؤلمة بين الحبيبين ازدادت فجوة الحب بينهما وإذا أردنا أن نحافظ على حبنا ينبغي أن ننظف هذه الملفات العالقة أولا بأول وذلك من خلال تكثيف جلسات الحوار والمصارحة.

٭ شدة الغيرة: من الأسباب التي تميت الحب عند الطرف الآخر وتؤذيه فيفضل الابتعاد عن هذا الحبيب ويتخذ قرارا للتخلص من الحب هو شدة الغيرة والشعور بالتملك من الطرف الآخر، فالغيرة قليلها جميل وكثيرها مميت ومدمر للعلاقة بين الحبيبين.

٭ المغامرات وتغيير روتين الحياة: تغيير روتين الحياة والبرامج اليومية من الأفكار التي تنشط الحب وتحافظ عليه بين الحبيبين وأجمل من هذا كله أن يشارك الحبيبان بالمغامرات البحرية أو البرية أو المسابقات والتنافس أو أي نشاط جديد في حياتهما فيضحكان معا ويعبران عن الحب الذي بداخلهما مع المزحة والطرفة كما فعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سابقها فقال لها (هذه بتلك) وكانا يضحكان.

٭ الدعاء: وهذا سلاح مهم للحفاظ على الحب بين الحبيبين، لأن المحبة من الله تعالى فيدعو الحبيبان ربهما بأن يعينهما على محافظة الحب بينهما وأذكر أنني ذكرت ذلك لرجل شعر بأن الحب بدأ يخرج من حياته فكان يردد «اللهم لين قلب زوجتي علي ورققها لي» فكانت النتيجة بعد زمن مبهرة.

وقد عاش نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ربع قرن من الحب مع السيدة خديجة رضي الله عنها فقد تزوجها وعمره 25 ونزل الوحي عليه وعمره 40 وتوفيت الطاهرة قبل الهجرة بـ3 سنوات يعني بعد الوحي بـ 10 سنوات فيكون المجموع 25 سنة من الحب ومع ذلك كان يهدي صويحباتها بعد وفاتها حبا ووفاء لها.

فهذا نموذج راق للحب طوال فترة الزواج 25 سنة واستمر كذلك بعد الوفاة، وهذا المثال يحتاج منا لبحث وتأمل حتى ننشره في بيوتنا وندرب عليه أبناءنا فقد قرر علماء كيمياء المخ أن عمر «الحب المتوقد» ثلاث سنوات ثم تتوقف شحنة الحب ويستمر دفؤه وإخلاصه وفي هذه الحالة علينا أن نحافظ على الحب ولا نلتفت إلى كثير من المفاهيم الخاطئة مثل «الزواج مقبرة الحب» والصحيح أن «الزواج حياة للحب» وليس مقبرة له، والأصل أن نطلب الحب من الله الودود ونسعى له في الأرض والوجود قال هرم بن حيان «ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقهم ودهم» فلنتأمل ذلك.