الكهرباء والزمن الجديد
بقلم/ صادق يحي الروحاني
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 28 يوماً
السبت 29 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:51 م

جثم نظام علي صالح على اليمن أكثر من ثلاثة عقود إنتهج خلالها أسلوب الجراد المنتشر الذي يلتهم كل شي لم يبقى على اخضر أو يابس...حتى وصل به الحال إلى رهن الوطن إلى الخارج وقبض أثمان كل يمني تقتله المخابرات الدولية آلاف الدولارات...فقل خيره واستطار شره وأصبح وجوده على الحياة والأحياء حاضراً ومستقبلاً...زرع الموات في أحشاء الأمة كما يزرع السم الخفي البطيء المفعول فترى خور العزائم وذبول الآمال وحيرة الوجود وتهاوي الطموحات...فهجر أصحاب الأرض وطنهم فهربت النخب إلى ارض الله وتهرب الأطفال البراعم إلى ارض المملكة علها تجد لقمة عيش أو فضاء رحب لأحلامها يعوضها عن وطن مسروق.

مواتاً موحشاً زرعه في جنبات الوطن حتى صار أمره إلى إدبار فانحسرت في الناس خصائص الحياة العارمة الدافقة المفعمة بالخير العميم و بكثافة الإنتاج.

أرهقتنا الاحتفالات الجوفاء الكاذبة التي أنفق عليها ثروة الحاضر ورصيد المستقبل...دولة تزعم مهد الحضارة وعين الحكمة...منازل مواطنيها مطفأة المصابيح..آلاتها جاثمة لا حراك ولا إنتاج توقف تام عن السباق في مضمار الحياة ويعمد نظامها إلى إنارة الجبال والأشجار هل رأيتم سفهاً أكبر من هذا وهل عايشتم خداعاً أخبث من هذا تدفع البلد على شراء الطاقة مليارات لتسرج الجبال والأشجار لحساب من تم هذا التدمير والعبث.

إذا سألنا ما حال الكهرباء؟ فالجواب يعود إليك أخي القارئ خاسئاً وهو حسير ينطلق من شفاه كسيرة ووجه وجل كظيم لسوء ما بشر به.

كهربائهم وكهربائنا

كهرباء اليمن بأكملها 712 ميجاوات في الأساس هذه 712 ميجاوات هي طاقة كهربائية لإحدى القرى في ماليزيا كما صرح بذلك مهاتير محمد عند إجابة الوفد اليمني على سؤاله عن الكهرباء في اليمن لاحظوا ان كهرباء الحرم 3500 ميجاوات الحرم بمفرده ....جمهورية أرض الصومال تنتج كهرباء 1200 ميجاوات ...آه كم نشعر بالخجل من هذه المعلومات...ارض الصومال \\\"يوينت لاند\\\" التي لم يعترف بها أحد تنتج مئات الميجاوات ونحن خمسون عاماً من الثورة والدولة ولا زالت البلاد في الظلام منذ عهد آدم عليه السلام .

الأردن ينتج 7000 ميجا...البلد الصغير والفقير .

وهذه الـ 712 ميجا يديرها أكثر من (19.000) موظف وهي لا تحتاج إلا إلى 1200 موظف فقط.

محطات قديمة

1-محطة عدن الكهربائية خلفها الروس قبل رحيلهم عن جنوبنا الغالي عمرها الافتراضي انتهى منذ عشر سنوات.

2-محطة في رأس كثيب في الحديدة وهي أول محطة في الجمهورية العربية اليمنية وبنتها ايطاليا.

3-محطة في تعز قد أصبحت قديمة أيضاً.

4-محطة مأرب الغازية (1) والتي تبلغ طاقتها التوليدية 360 ميجاوات ومأرب (2) وهذه المحطة لا زالت في طور التنفيذ من قبل شركة بهارات الهندية وهو الجانب المضيء في عالم الكهرباء اليمنية.

مع وصول الوزير د/صالح حسن سميع إلى الوزارة كانت معظم المحطات هامده وكان الانطفاء هو السائد...كان تحدٍ كبير عمل مع رفاقه في المؤسسة طوارئ طول اليوم على تأهيل العديد من المحطات المتوقفة لا أسباب فنية وكانت قد خرجت عن الخدمة.

تم توفير الديزل والمازوت للمحطات التي تعمل بهاتين المادتين ...وهي تكلف الوزارة مليار دولار سنوياً ولا بد للوزارة من توفير هذا المبلغ وهناك خطط لذلك بإيجاد طاقة بديلة ورخيصة.

عادت الكثير من المحطات إلى العمل واشتغلت محطة مأرب من جديد بدء يستقر وضع الكهرباء بشكل دائم ولا ينقطع... هنا أطلت الفلول من جديد ووفقاً لخطة تدميرية ربما ثأراً من شخص الوزير لافشاله بسبب أن الرجل كان معولاً قوياً من معاول هدم الوثنية السياسة للعهد البائد فقرروا حرقه جماهيرياً...فتوالت الاعتداءات وتكبدت الوزارة عشرات الملايين فما أن يتم إصلاح ما خربه المخربون حتى يعودوا لضرب الأبراج أو رمي خبطات من جديد فريق يخرب وفريق يصلح معركة لم تنتهي بعد ولكن عنوانها في وجدان الشعب اليمني وفي الواقع إن البقاء فيها للأصلح واليكم البشرى ارتفعت الطاقة التوليدية من 712 ميجاوات إلى 900 ميجاوات رغم الظروف القاسية والحر بالمعلنة على منشآت الكهرباء وهو نجاح مقدر يحسب للأخ الوزير ولرفاقه في المؤسسة.