إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
فقط في اليمن ثورة في كل مكان، في كل شارع ومطعم ومقهى ومسجد وجامعة وسوق ونقابة وبيت، حتى الأذان والصلاة في اليمن تختلف عن كل بلاد الدنيا، فالأذان في اليمن ليس أذاناً ولا الصلاة في اليمن صلاة، بل ثورة وبركان عظيم.
في كل الدنيا حين تسمع النداء ب\" الله أكبر الله أكبر\" ينساب إليك الشعور بالسلام والاطمئنان، هذا الشعور لا تجده في اليمن أبداً، سيما إذا نقلَ المذياعُ الأذانَ من الجامع الكبير، فتسمع المؤذن يصدح بذلك الصراخ الهائل الذي يكاد يشقق الأرض ويزلزل الجبال، وكأن المؤذن يرى رأي العين الحرب العالمية الثالثة والرابعة إلى الحرب العالمية العاشرة دفعة واحدة..وبالتالي فلا تكاد تشعر بأنه أذان، بل ثورة، ومع ذلك لا يبالي أحد من اليمنيين بهذا الأذان، أو الصراخ، فهو أذان يناسب المزاج اليماني الثائر، والثائر جدا، فيما يبدوا.
وما يقال في الأذان يقال كذلك في الصلاة، فالصلاة في اليمن ثورة عالمية كبرى، فغالباً ما يصعب عليك ملاحقة الإمام، وغالباً ما يصعب عليك أن تجد في صلاتك طمأنينة أو خشوعاً أو سلاماً أو دمعة عابرة.. حقاً إنها ثورة وليست صلاة.
قل ذلك كذلك في خطب الجمعة والمواعظ ودروس العلم والفقه والحج والصيام والزكاة والجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام... فأحسن ما يتواصل به الأحباب والأرحام في اليمن هدية كلاشنكوف أو مسدس مكروف جميل وأنيق، أو قنبلة لطيفة معبرة عن حرارة الحالة الشعورية الثورية اليمنية المرهفة جدا!!!.
وبالجملة فاليمن في ثورة مستمرة أبدية سرمدية في كل مكان، وقلّ أن تجد اليمن في غير ثورة، ولا يمكنك أن تتخيل أن اليمن تعيش بغير ثورة، في أي وقت من الأوقات.
السلام والطمأنينة في اليمن حالة استثنائية نادرة، لم يعرفها اليمانيون إلا في عهد الحكيمة المؤمنة بلقيس رضي الهة عنها، التي قالت: (إني أسلمت مع سليمان له: رب العالمين) ولذا فإني ألتمس لإخواننا الدعاة المنادين بولاية المرأة سبعين عذراً، فلم يعرف اليمن السلام والاستقرار إلا في ظل حكمها الرشيد وحكمتها العبقرية الفذة، وليت لنا بلقيساً أخرى.
كما لم يهنأ اليمانيون بالسلام والأمن والاستقرار إلا بضع سنين، حين دخلوا في دين اله أفواجاً وآمنوا برسالة الإسلام، وفيهم نزلت سورة النصر: (إذا جاء نصر اله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الهت أفواجا..) حتى جاء اليهودي د. عبد الها بن سبأ و د. وهب بن منبه و د. كعب الأحبار، فأفسدوا على اليمانيين والعرب جميعاً سلامهم وطمأنينيتهم.
لهذا كله يخطأ ويتوهم من يعتقد أن اليمن يمكن أن تتوقف عن مسيرتها الثورية في أي عصر من العصور أو الأمصار، أو لحظة من اللحظات، وإذا كانت بلدان العالم تعيش ثورة كل قرن أو قرنين أو نصف قرن من الزمان على الأقل، فإننا في اليمن نعيش في كل يوم ثورة وثورة!!.
ها هو الرئيس عبد ربه منصور هادي لم يكد يجلس على كرسي السلطة المتفجر تحته بعشرات الحمم والبراكين، بيد أنه لم يتوقف قلمه رغم ذلك عن إصدار قرارات التعيين لأهله وزمرته وأهل قريته وأقاربه، على النحو الذي فصّله وبيّنه قاضي اليمن العلامة حمود الهتار، في دراسته المنشورة مؤخراً \"نصيحة للسلطة وبيان للشعب\" رغم أن اليمن لم تخرج بعد من أتون ثورة عظمى قادها الشعب بأكمله بكل قواه ضد سياسة التوريث، وسياسة الفساد، إلا أن الرئيس هادي لم يستوعب بعد حقيقة الثورة، وفي كل خطاباته يتجاهل الثورة الشعبية السلمية ولا يعيرها ولو جزءاً من ناظريه، المتوجس خيفة من المخلوع صالح وأمنه القومي، وبعضاً من حرسه الجمهوري، مما يؤكد أننا بحاجة إلى ثورة جديدة.
بل إني لأعتقد جازماً ولو حلفت لا أكون حانثاً أنه حتى العلماء ذوو الهيئات العظيمة الذين ينسبون أنفسهم أحيانا إلى ورثة النبوة، لو تولى أحدهم السلطة في اليمن في أي مستوى من مستوياتها، لسارع إلى تنصيب أبنائه وبناته وأحفاده وأهل قريته وعائلته وأقاربه على النحو الذي نراه في جامعاتنا العائلية ومؤسساتنا الحكومية الأسرية، ويرحم اله الإمام أحمد حميد الدين، فقد كان عالماً فذا مجتهداً، له العديد من المؤلفات والتصانيف والكتب القيمة، لو لا أنه سلك مسلك التوريث والاستبداد، فكانت الثورات اليمانية متوالية حتى أسقطته في سبتمبر من عام 1962م، ولا تزال الثورة مستمرة حتى لحظتنا هذه.
ثمة بصيص أمل ننتظره في دجى ليل الاستبداد الحالك والظلم والجور الماحك، أن يقيض الله لليمن مرسياً آخر، كما منّ الله تعالى على شعب مصر بالتحرر من نظام الفراعنة الذي ظل يجثم على صدر الشعب المصري، أربعة آلاف عام، وكلما هلك فرعون جاء فرعون آخر، إلى أن جاء السيد محمد مرسي فأعاد إلى المصريين والأمة الإسلامية الأمل من جديد، وإنه ليمر على شوارع مصر ذات الثمانين مليونا، أو يزيدون، الأسبوع والأسبوعين، ولا تسجل حالة قتل واحدة، فيما عجزت كل القوى الليبرالية بكل حلفائها وأحلافها في الداخل والخارج أن تحشد ولو بضعة آلاف، في ثورة مضادة، إلا أنها فشلت، فالأنصار ازدادوا نصرة للرئيس مرسي، وأعداء مرسي تحولوا إلى موالين ومناصرين، وتوقفت الثورة بكل أشكالها وأنواعها.
أحسب أنّ الصورة نفسها في اليمن.. فاليمن يحكمها الأئمة منذ قرون طويلة والكل اليوم ينتظر من مرسي اليمن أن ينفض عنه غبار النوم والكسل، وأن يرمي من فمه القات والدخان، وأن يصحو ويستيقظ، وأن ينهض، ليحرر اليمن من حكم العائلة، وليعيد إلى اليمن سلامها واستقرارها وريادتها، وعندئذٍ فقط ستتوقف الثورة، فلن يوقف الثورة في اليمن إلا من أوقفها في مصر، أسلوبا وممارسة، وإنا لمنتظرون.
والله من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين،،
Moafa12@hotmail.com