قوات عسكرية إسرائيلية تقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل فلسطينيين 9 تصرفات من الأبوين تحطم الشخصية المستقبلية للطفل صفعة جديدة بعد طوفان الأقصى.. الجامعات والمراكز البحثية الأوروبية تقاطع الباحثين المنتسبين للاحتلال ثورة وغضب الجامعات الأمريكية يشتعل .. وجامعة سان فرانسيسكو تنضم لركب الاحتجاجات الداعمة لغزة من هو الزعيم المسلم حمزة يوسف رئيس وزراء اسكتلندا المستقيل الجيش الأمريكي يكشف عن عدة هجمات للحوثيين في البحر الأحمر وتدمير مسيرة متجهة نحو سفينتين حربيتين وزير الخارجية البريطاني يكشف تفاصيل هدنة مقترحة على حماس بشأن غزة كيفية إرسال الملفات على واتساب بدون اتصال بالإنترنت منتخب اليابان يتخطى العراق ويبلغ نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة
منذ عام تقريباً، وقبل عملية دار الرئاسة - حين رفض المشترك الحضور إلى قصر صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية – كان هذا ذكاء شديد منه؛ لأنه لو فعل ووقع في الفخ الذي نصبه له صالح، لكان هذا اعترافاً ضمنيا منه بشرعية حكمه، وكان هذا سيعتبر غباء سياسيا شديدا؛ خاصة بعد أن اعترف علي محسن بأن الرجل لم يفز في انتخابات 2006، وإنما فاز الراحل بن شملان.. حينها اتهم السذج البسطاء المشترك بأنه السبب في استمرار الأزمة، ونجح صالح في تصوير نفسه في صورة الملاك البريء والحمل الوديع وحمامة السلام، وتصوير المشترك بأنه الكيان الصهيوني الرافض للحلول السلمية.. وهؤلاء السذج البسطاء أنفسهم هم الذين نعوا وعابوا على العلماء رفضهم التصرف المزايد على الدين بامتياز من صالح لما رفع المصحف، قائلا: بيننا كتاب الله.. حينها ذكرنا بتصرف الخوارج في معركة صفين، وسلك العلماء نفس المسلك الذي سلكه علي بن أبي طالب؛ لما رفض هذا قائلا: كلمة حق أريد بها باطل..
الحق أن المشترك أثبت ذكاء سياسيا عدة مرات.. لكنه وقع في الفخ الصالحي، وكبا جواده كبوة عظيمة على وجهه؛ حين بادر لتوقيع المبادرة الخليجية؛ دون أن يضع فيها شرطا وبندا واضحا ينص على عدم السماح - لجميع من استفاد من الحصانة – بالعمل السياسي مستقبلا وليكن لدورتين انتخابيتين على الأقل.. وهذا هو نفس الخطأ الذي وقع فيه المصريون، وحاولوا تداركه بقانون العزل السياسي، الذي سقط، كاد شفيق يصل لكرسي الرئاسة؛ لولا دعم الثوار من خارج دائرة الإخوان لمرسي..
وإذا نجح الحوار الوطني، فإن أول ما سيبدأ التحضير له من قبل طرفي الأزمة المؤتمر والمشترك هو: الانتخابات الرئاسية القادمة؛ ولأن اليمن اختارت ثورة على النمط السلمي لا الدموي، فقد يجبر الثوار – نتيجة الخطيئة السابقة التي ارتكبها المشترك – على القبول بأحمد مرشحا رئاسيا للمؤتمر؛ حينئذ ستسقط آخر ورقة توت عن عورة المشترك، وقد يضطر للموافقة متجاوزا الثوار، والثورة وأهدافها.. وحينها سيظهر في صورة الانتهازي البرجماتي الذي اتخذ الثورة هدفا لوصوله إلى الكرسي، وهذا ما كان قد عرضه عليه صالح مرارا وتكرارا دون الحاجة إلى تدمير البلاد وتخريبها كما حدث.. وسيبدو صالح مرة أخرى في صورة الرجل الحكيم الخبير ببواطن الأمور، ونوايا المشترك، الذي سيبدو في صورة السياسي البرجماتي الذي ليس لديه أدنى مانع أن يخون الثورة وأهدافها مقابل تحقيق مكاسب سياسية، كانت معروضة عليه عرضا من قبل، كما كان الإصلاح شريكا لصالح في حكمه وفساده على طول العقدين الماضيين..
لا ننكر أن توقيع المبادرة كان له الفضل الأكبر في حقن دماء اليمنيين؛ فالفرق بيننا وبين مصر مثلا كبير: فقد حكم مبارك مصر ثلاثين عام، لم يعين فيها أحد من أقاربه في منصب عسكري فضلا عن مدني.. أما بلادنا فالأمر فيها معروف ولا يحتاج لشرح ورفض المبادرة كان سيعني بالتأكيد حربا شاملة طاحنة.. وقد كان الفضل للمشترك في إيقاف سفك الدم اليمني، وفي حقنه وهذه حقيقة لا يجوز إنكارها رغم كل شيء..
أما إذا قبل المشترك بترشيح أحمد للرئاسة، فسيكون هذا المسمار الأخير في نعشه؛ لأن معناه ببساطة: أن ما حدث في اليمن لم يكن ثورة، وإنما هو تضارب مصالح، واتفاقات سياسية من تحت الطاولة، وقد اتفق اللصوص بجميع أطرافهم في النهاية على تقاسم المسروقات، أما الملاك الأصليون لتلك المسروقات –وهم الشعب اليمني - فليذهبوا إلى الجحيم.. وهذا ما نجح إعلام صالح في تصوير المشترك عليه، وحاولنا ونحاول جاهدين نفيه عن المشترك؛ ساعين حتى لإجبار المشترك نفسه على أن يفهم أن ما حدث في العام الماضي كان ثورة، وأن تلك الدماء التي سفكت والخراب الكامل الذي أصاب البلاد، لم يكن من أجل عيني المشترك ووصوله للسلطة، لا ولا من أجل اتفاقاته السياسية، التي يبدو أنها سترمي بأهداف الثورة وراء ظهرها، وتتخلى عنها.. فعلى المشترك أن يحذر الوقوع في هذه الخطيئة مهما كان الثمن، وإلا فستكون ثورة ثانية هذه المرة على المشترك، الذي لن تنقذه من الثورة القادمة عليه أي مبادرات.