الزعيم .. وتصّيد الفرص !!
بقلم/ صالح السندي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 29 يوماً
السبت 28 يوليو-تموز 2012 11:18 م

كم هو منظر مثير للشفقة والسخرية معاً , وانت تشاهد الرئيس السابق و’’الزعيم الفخري’’ للمؤتمر الشعبي العام , وهو يتصيّد الفرص و يخطف الأضواء و يسرق المناسبات والإحتفالات للظهور مؤخراً , ومع انتشار هذه الظاهرة الغريبة لزعيم تخلّى عن الرئاسة مرغماً بإرادة الشعب وتحت وطأة الثورة الشعبية , بعدما كان يتسابق الناس فيما مضى لزيارته او التشرف بحضوره , محاولاً اقناع نفسه بالظهور والتلميع انه مازال هو.. هو الرئيس والزعيم معاً , و تم تسخير قناة موالية (قناة اليمن اليوم)وصرف عليها من اموال الشعب المنهوبة وتم تأسيسها لخدمة العائلة و مخصوصاً لتغطية اخبار الزعيم الفذ , صولاته وجولاته .. تحركاته و رحلاته وتنقلاته بين المديريات والقرى في اطار (المملكة السنحانية) التي لا تتعدى قراها عدد أصابع اليد الواحدة , ولكنها كافية وكفيلة لتفي بغرض الظهور الإعلامي للرئيس السابق حتى وان بدا ماشيا منهكا مستندا بساعد البركاني وممسكاً بيد الراعي.

ومع انتشار هذه الظاهرة الفريدة -الغير طبيعية- نادرة الحدوث في عالم القادة والسياسيين, ساعد في لفت النظر إليها وتسليط الضوء عليها عدة عوامل أهمها طريقة وكيفية الظهور والحضور , وكيفية نقل الوفود والأعضاء المشاركة لإستقباله في خيمة حمراء في قصر الحمراء , فأكثر أعضاء الوفود المشاركة بالأغلبية تؤكد -فيما لايدع مجالا للشك- أنها ذهبت دون علمها مجبرة الى جهة مجهولة المقصد , ولا يعرف عنها شئ , ثانيا .. اجمع الحضور والأغلب طبعا ان عملية النقل تمت بصورة مفاجئه وعبر حافلات مؤجّرة و خطط مدروسة اعد لها مسبقا , يذكرك بزمن اختطاف العبيد والجواري والمتاجرة بهم في العصور السابقة , هكذا وفجأة وبدون علم أحد أو سابق انذار , يتم اختطاف قوافل بشرية وشبابية والزجّ بها في أتون التناحر السياسي والسير بها في طريق مظلم ونفق طويل من التآمر لينتهي بها المطاف في حضرة الوالي.

ثالثاً..علق أحدهم وحسب شهادة أغلب الحضور ان الزيارات التلميعية والمحاطة بهالة كبيرة من الأضواء والإعلام تمت بصورة مفاجئة وينفق عليها و لهم المال الكثير للإرضاء والصمت , والغريب و المتفق عليه في أكثر الحالات -السابقة الذكر- انه يتم تسمية جميع دفعات الخريجين المشاركة بأسماء تمجيدية تبجيلية , فمن (دفعة الوفاء للزعيم) الى (دفعة الصالح) الى (دفعة انصار الشرعية) و هلمّ جرّا , وتتم مظاهر الإحتفال في صورة خاصة وغير رسمية ويتم تسليم درع الوفاء للزعيم القائد, ولم تسلمْ حتى الكرة و الشباب والرياضة ايضا من السرقة و اختطاف الأضواء ولصق الإنتصارات بانجازات الرئيس السابق , ففريقي شعب وإتحاد إب يجدان نفسهما فجأة في قصره ليغدق عليهما بالنصائح والهدايا والأموال . ويقدمان له درع البطولة, يذكرنا باستقباله المنتخب الوطني للناشئين مباشرة بعد عودته من رحلته العلاجية في المملكة !!

وتسابق الجمع والحضور لعمل صور تذكارية بجوار الزعيم , علق احد الأخوة ساخرا كأنك تزور متحف ملئ بالتحف النادرة و التمائيل والأصنام والمجسمات والآثار البالية , التي أكل الدهر عليها وشرب , وتتكرر في مخيلتك وامام عينيك مختلف الصور والمناظر لشخصيات عامة التي لطالما شاهدتها في الشاشة الصغيرة وكنت تتمنى لقائها يوماً ما , وكما حصل ايضا ل (دفعة الصالح) لخريجي كلية الأعلام , واجمع الطلاب بأن ليس لديهم هم اي معرفة سابقة بالتسمية والترتيبات وعن كيفية اختيار الأشخاص الذين ذهبوا للقاء فخامته , اما طلبة خريجي دفعة الزعيم من معهد الزهرواي الصحي فهم الآخرون لم يخفوا مظاهر التذمر والتأفف والإنتقاد والشكوى عن الطريقة التي تم بها أدراة حفل التخرج والتعامل معهم.

فهنا .. وبصورة مبتكرة وحديثة وابتزازية جداً, تم المقايضة مقابل إنجاح حفل التخرج وإقامته في موعدة المحدد ودعم الحفل مشروط -فقط- بالذهاب لزيارة الرئيس السابق وإما إلغائه , وعليه لم يدفع الطلاب المشاركين رسوم الحفل والتخرج مجبرين ومكرهين تم إقامة الحفل في مراسم عزاء شبابية محبطة للغاية , وفي المقابل تم اختيار و إرسال هيئة ممثلة عن الطلاب لتقديم درع الوفاء للزعيم , في مظاهر احتفالية عظيمة .

ومما سبق .. ومع تكرر هذه الحوادث والظواهر الغريبة التي تحاول تلميع الرئيس السابق بأي طريقة وأسلوب رخيص , وإظهاره للعالم انه مازال حي يرزق وبأنه مازال به روح وحياة ونبض , ومتمتعاً بكامل قواه العقلية والذهنية والجسدية , وقادراً على التحرك بحرية مطلقة في مختلف الفعاليات والأنشطة الشبابية منها خاصة , ومن ناحية تتعمد الزمرة المحيطة والسوار المحكم بالأسرة الحاكمة , وتلك الوجوه المألوفة للقاصي والداني بتلميع الرئيس السابق, وربما حينها لم يهمس احد في أذنه مطلقا بالحقيقة المرّة , ان هؤلاء جميعا ضحايا مؤامرة وخدعة غادرة تم اختطافهم عنوة وتقديمهم قربانا لحب الظهور والأنانية , ذات الأسلوب المتبع إبان حكم النظام السابق في انجاز الفعاليات وتنظيم المهرجانات والقوافل وتقديمها للرئيس –حينها- بأنها مدينة بالولاء والطاعة له .

وذات الأسلوب من دفع الأموال من الخزينة العامة والتآمر المنظم , أتقنت مافيا الإجرام وعصابة السحت المتاجرة باحتفالات ومظاهر وأفراح الشعب , كما قال احدهم حتى يريدون ان يحرمونا فرحة التخرج , وتعود معظم الأسباب الى ان أكثر المرافق التي تسير وتهدى القوافل لمقابلته , يديرها اما محسوبون على النظام السابق او مقربون منه , او تعود ملكية الجامعات والمعاهد الخاصة لمشائخ وذوي نفوذ ومال , مازالت تحكمهم عقلية الإفلاس الوطني , وذهبت تتاجر بأحلام وآمال الشباب عند أعتاب وأبواب الجهل والتخلف , ولكم تمنينا ان يقوم أحد الأبناء أحمد علي وإخوانه - إن كان بهم عقل - بتنبيه والدهم أو حجره ومنعه عن تلك المواقف والأعمال المخزية التي لا تليق به لكبر سنه ومرضه وماضيه الأسود, وتسعى للحفاظ على البقية الباقية من ماء الوجه والكرامة – إن وجدت- والإنسحاب من الحياة السياسية و الإعلامية , فالوطن يكفيه ما يكفيه من محن ومصائب.. وليس بحاجة للتذكير بمساوئ النظام السابق ومآسيه وأوجاعه..