يعيبون على القبيلة وهم أكثر تعصباً منها !!
بقلم/ عبدالغني المجيدي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 12 يونيو-حزيران 2012 08:33 م

‏تعريف القبيلة هي جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى، وتتكون من عدة بطون وعشائر. غالبًا ما يسكن أفراد القبيلة إقليما مشتركًا يعدونه وطنًا لهم، ويتحدثون لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك (أي عصبية) ضد الأخطار التي تحدق بهم من الخارج وعادة ما يكون لهم رأسا هو شيخ القبيله يمثلها ويطبق أعرافها ، قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"

فالإسلام جعل مقياس الناس ليس بقبائلهم أو مناطقهم أو اسرهم او مذاهبهم بل جعل تقوى الله هو مقياس الإنسان ، فالقبيلة كانت لها دور كبير في فتوحات الإسلام ونشره لكن ذابت أعراف القبيلة وعاداتها وتقاليدها بتعالم الإسلام وصار الناس سواسيه كأسنان المشط فليس لعربي على أعجمي ولا ابيض على اسود فضل إلا بالتقوى ، وذم الإسلام التعصب للقبيلة على باطلها فليس من الإسلام قول الشاعر الجاهلي

وما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

وقول الآخر:

لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا

والقبيلة في العصر الحديث لليمن كان لها فضل كبير في الشمال والجنوب فحاشد ونهم وبرط وأرحب ودهم و وقبائل مأرب وتعز والحديدة وإب وحجه والبيضاء و قبائل يا فع والضالع وأبين وردفان وشبوة وحضرموت كان لها قدم السبق النضالي في إنتصار ثورتي سبتمبر وأكتوبر ، والقبيلة لعبت دورا محوريا في الحفاظ على الوحدة ودحر الإنفصال عام 94م ولولا قبائل شبوة وأبين ووقوفها إلى جانب الوحدة صيف عام 94 لأبيد لواء العمالقة عن بكرة أبيه في أبين ولكن وقوفها إلى جانبه وقتالها معه هو من دحر لواء مدرم واللواء الخامس ولواء ما كان يسمى بلواء الوحدة كما ان القبيلة هي من حمت الثورة الشبابية الشعبية في صنعاء وفي تعز وفي البيضاء وفي حجه وفي إب وشبوة وحضرموت ولولا أرحب وحاشد ونهم وبني جرموز لكسرت أعناق الشباب في ساحة التغيير بصنعاء وقد جرب المخلوع ذلك في جمعة الكرامة ولكن الجيش المناصر للثورة والقبيلة هي من عقلته ثم جرب المخلوع ان يمارس استخدام القوة المفرطة في الحصبة ولو كسرت القبيلة هناك لمسحت الساحات بالدبابات والمدرعات ثم جربها في أرحب فوجد رجال أشاوس دحروا بلاطجته وقوته الضاربة في الصمع وردوهم على أعقابهم ، والقبيلة هي من ردت قوات المخلوع في البيضاء عندما أرسلت لحضرموت

والقبيلة من ثأرت لمحرقة تعز وشهدائها ولإنتهاك أعراض حرائر تعز واجبروا المخلوع على التوقيع على رحيله من السلطة

إن القبيلة التي أرسلت شبابها عراة الصدور إلى ساحة التغيير بصنعاء وكل ساحات الحرية في اليمن وضبطت النفس ولم ترد إلا دفاعا عن نفسها وفي حالات قليله هي مثال للقبيلة المتعطشة للمدنية ودولة المؤسسات

ومن الأشياء الملفتة للنظر عندما سيطر أنصار الشريعة على الحكم في زنجبار وجعار بأبين لمدة عام كامل وقاموا بتطبيق بعض الحدود على ألقتله والمجرمين ان قبيلة في أبين قتل احد أفرادها رجل من قبيلة أخرى فما كان من هذه القبيلة إلا ان أخذت هذا القاتل وسلمته لأنصار الشريعة لتطبيق شرع الله عليه وهي كلها ثقة أنهم لن يخرجوه في اليوم الثاني بالرشوة كما عودها نظام المخلوع ، إن القبيلة في اليمن بالفعل مسالمة بطبيعتها تطبق أخلاق وتعاليم راقيه إلا ان حكم الأسرة العفاشيه التي ما كانت تعطي مشروعا ولا حقا للقبيلة إلا بعد ان تخطف سائحا او تقطع طريقا أو تقطع كهرباء هي من جعلت هذه القبيله تنحى مناحي غير أخلاقيه في بعض الأحيان ومازلنا نعاني من هذه المفاهيم التي غرست في بعض عقول أفراد بعض القبائل وما زالوا ينتهجوا هذا النهج فأثار 33 عاما من قانون الغاب الذي تعمد المخلوع ان يطبقه في حكمه لا يمكن ان ينتهي بيوم وليله إلا بقوة الدولة وبسط نفوذها وصولها لكل مجرم وقاطع طريق مهما كان ولأي قبيلة ينتمي والمضحك المبكي أن في هذه الأيام أن اصواتا ترتفع تعيب القبيلة ومن يمثلها ويتهمون القبيلة ومن ينتمي لها بالتخلف والرجعية ويطالبوا بالحكم المدني كما يدعو فمثلا نجد الحوثيين يمارسوا التعصب المذهبي بأبشع صوره يصل إلى درجة القتل والإقصاء للأخر عبر التصفية الجسدية والسجون للمعارضين ويتشدقون بالدولة المدنية !

ونجد الإنفصاليين يمارسوا السخرية والتطرف والعنصرية على إخوانهم في الدين والنسب يصل إلى الضرب والقتل على الهوية دون مراعاة لدين أو أخلاق وينوحوا على الدولة المدنية المفقودة بل ويلعبوا على بسطاء الناس بأن من هذه أخلاقهم سيكونوا محررين من الظلم او بناة لدولة مدنيه مؤسساتية وتجد الحزبي المتعصب لحزبه على الفاضي والمليان والحق والباطل بغباء يفوق اي قبيلي يتعصب لقبيلته في الخير والشر بمئات المرات ومع ذلك ينادي بالدولة المدنية

إن الدولة المدنية إن لم نحيا في قلوبنا وواقعنا وبطرحنا وإختلافنا وتقبلنا للأخر وتسليمنا للقانون وضرورة تطبيقه على أنفسنا قبل غيرنا فلن يخرج حلمنا في الدولة المدنية الحديثة للنور على الإطلاق المدنية تعني سلوك واقعي يطبع على الأرض وليس مناداة بها من قبل جماعات تشكل عصابات خارجه عن الدولة القانون وتحمل السلاح!