نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
أجرت طهران مع مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) مباحثات "بناءة" حول البرنامج النووي الإيراني في اسطنبول في 14 أبريل/نيسان، دخلت بعدها العلاقات بين إسرائيل وإيران في مرحلة هدوء نسبي.
يبدو أن الزمن الذي كانت فيه إيران تهدد بغلق مضيق هرمز مهددة بتفجير أزمة في حال فرض حظر على صادراتها النفطية، قد ولى. كما ولى أيضا زمن التوافق الداخلي في إسرائيل حول الملف النووي الإيراني. وبصفة عامة فإننا نلاحظ منذ بضعة أسابيع أن اللهجة بين إسرائيل وإيران سجلت هدوءا يلفت النظر كونه غير معهود بين البلدين.
وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مستمر في تنبيه المجموعة الدولية من الخطر الإيراني ومقارنته بالخطر النازي، فإن بعض الأصوات بدأت تبتعد عن هذه السياسة العدائية وتعتبرها خطيرة بل وحتى كاذبة. ومن بين هذه الأصوات يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي -الشين بيت-، الذي لم يتردد الشهر الماضي في اتهام رئيس الوزراء ووزير الدفاع بـ "تضليل" الإسرائيليين حول حقيقة الخطر الإيراني.
ويقول يوفال ديسكين "كيف يمكن منح الثقة لقادة سياسيين يرتكزون على مشاعر دينية في اتخاذ قراراتهم؟" مؤكد أن هجوما إسرائيليا مفترضا على إيران لن يساهم في نهاية الأمر سوى في تسريع المشروع النووي الإيراني.
"بداية نهاية الملف الإيراني"
ولقي موقف يوفال ديسكين دعم العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية. وأكد الرئيس شمعون بيريز أن ضربة استباقية ضد إيران تبقى "الخيار الأخير". وقال رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس لصحيفة "هآرتس" إنه يستبعد أن يقوم آية لله علي خامئني "بخطوة إضافية" نحو السلاح النووي لأنها "ستكون بمثابة خطأ فادح يرتكبه. كما أن الفريق -الإيراني- الذي يتولى السلطة مكون من أشخاص عقلانيين". وكانت أقوال ديسكين الرزينة مفاجئة خاصة وأنها لقيت رواجا في طهران. فمنذ اجتماع 14 أبريل/نيسان مع مجموعة 5+1 في اسطنبول والتي اعتبرتها القوى الغربية "بناءة"، تبدو إيران أكثر ليونة وتعتمد ورقة التهدئة. فوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي توقع مؤخرا في تصريح نقلته صحيفة هيرالد تريبون "أن تحصل تطورات إيجابية خلال اجتماع بغداد" ويعقد الاجتماع المقبل بين إيران والقوى الكبرى في 23 مايو/أيار في بغداد.
"هدوء نسبي"
لكن آلان رودييه الاختصاصي في المخابرات العسكرية والصناعية وصاحب كتاب "إيران: الحرب المقبلة؟" حذر من هذا التحسن الظاهري في العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية. فهو يعترف بأن الجمهورية الإسلامية تبنت أسلوب تعامل جديد لكنه يبقى حذرا بشأن الأسباب الحقيقية لهذا التغير. فبالنسبة لرودييه ليس أمام إيران خيار آخر سوى تحسين العلاقات بسبب تضييق الخناق عليها عبر العقوبات الاقتصادية الدولية والغموض الذي يلف مصير النظام السوري وهو أكبر حليف لها. فيقول رودييه "أثقلت العقوبات الدولية كاهل البلاد من جهة. كما يمكن أن نرجح أن الإيرانيين يحاولون كسب الوقت من جهة أخرى. فطهران تخاف أن تخسر دعم سوريا وحزب الله في لبنان" المدعوم بدوره من دمشق. وفي ضوء هذه التوضيحات، يفضل رودييه الحديث عن سياسة "الانتظار" بدلا عن تحسن في العلاقات الدبلوماسية.
سياسة الانتظار الإسرائيلية
ويبدو أن بعض السياسيين الإسرائيليين يعتمدون أيضا سياسة الانتظار هذه. فيقول رودييه "صحيح أن الحكومة لم تعد تعتمد لهجة "حربية" كالتي اعتادتها بشأن الملف الإيراني، لأنه من المحتمل على الدولة العبرية في المستقبل مواجهة أعداء خارجيين جدد على غرار مصر". ومنذ سقوط نظام حسني مبارك، تبدو إسرائيل متوخية الحذر. ويضيف رودييه "الدولة العبرية تخشى من احتمال خطر إرهابي مصري ولديها صعوبة في التعامل مع الأزمة الإيرانية والملف المصري في نفس الوقت".
ومن الفرضيات الإضافية هو اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية التي ستجرى بعد ستة أشهر. فاحتدام الأزمة الإيرانية قد لا يكون مناسبا للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم يسحب رسميا دعمه لإسرائيل لكنه حذر مرارا تل أبيب من خطر ضربة استباقية ضد إيران. فالرئيس الأمريكي لا يريد من جهته أن تؤثر هذه الأزمة على الحملة الانتخابية في حين لا يمكن لإسرائيل أن تتخلى عن دعم الولايات المتحدة في حال شنت هجوما على الجمهورية الإسلامية. وهو ما يضطر الدولة العبرية إلى توخي سياسة دبلوماسية حذرة.
والسؤال الذي يظل مطروحا هو إذا ما كان هذا "الهدوء النسبي" سيدوم. ويؤكد آلان رودييه أن لا شيء يمنع من التفاؤل. فاجتماع بغداد في 23 مايو/أيار يمكن أن يتوافق مع اجتماع اسطنبول ويرسخ استمرارية فترة الهدوء الجديدة ويدشن "بداية نهاية" الملف الإيراني كما أوحى به موقف علي أكبر صالحي. لكن الاحتمال الثاني هو أن تكون فترة هدوء تسبق عاصفة تصعيد عسكري. فيقول بيرنار غيتا الاختصاصي في السياسة الدولية والمسؤول عن برنامج "جيوسياسة" التي تبثها إذاعة فرانس انتار "إن الأوروبيين متشائمون. يخشون أن يدفع هذا الهدوء الإيرانيين إلى التقدم بخطوة لا رجعة فيها نحو القنبلة وأن يدفع نفس الخوف الإسرائيليين إلى التدخل دون استشارة أي كان".
* فرانس24