مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
alboox@gmail.com
مساحات الأعمدة الصحافية و قوالب مقالاتها،تشبه الي حدٍ كبير مساحات(الاراضي والبقع)في الواقع المعاش؛يمكن استعارة المشهد بكامل مساحته،وعلى طبيعة شكله الواضح،ما يميز هذا التشابه.النصيب الوافر التي تحظى به الصحافة،لو جرى إنشاء المقارنة.
وعبر ما يمكن ان نطلق عليهم بالمتنفذين من أصحاب الأقلام و الوجاهات في مهنتنا الصحافية،و أيضا صيدها الثمين من هذه المساحات عبر ركض زملائنا هنا.ربما لان للصحافة جاذبيتها المعهودة.
ولا احدا يدرك سرها الآسر أكثر من أبنائها.على الرغم من انها توصف بمهنة المتاعب.وصفها الشاق المخيف،لا يناسب سواها و المشتغلين فيها.إلا انها تظل في مسيرتها الحافلة؛تغوي الصحافيين بلا هوادة.
و تأخذ خصوصيتها من مهامها المتعددة.أهمها الحضور المشرف في مختلف الظروف الاكثر تعقيدا؛في الاوقات الصعبة الخطيرة منها و الآمنة،تقدم زادها اليومي بانتظام،كما ينتظرها الجمهور المتعطش بفارق الصبر.
وكلما ازدادت تمسكا بتقديم ما يناسب الناس، شعروا بأنهم أكثر حاجة إليها.خطها المهني الأخلاقي له دلالاته لدى القارئ الذكي،انه العامل الرئيسي في تطبيع العلاقة بينها والمجتمع.و دون ادنى شك- يزيدها تألقا كما يخلصها من اللون والطابع الواحد المهين.ذو المذاق السمج.
لهذه(الجريدة)تجربتها،استطاعت ان تلتقط اللحظة المناسبة،تخلصت من قالب الرسمية وسطوة الحكومية،حيث التحقت بالثورة،واكبت التغيير بما يناسبها.
ومنذ مايزيد عن ثلاثة اشهر تقريبا،تتخذ هذه المطبوعة خطا تحريريا مغايرا.و يلقى مجموعة من الصحافيين والكتاب،من اليسار واليمين.من الاشتراكيين،الاصلاحيين المؤتمرين والناصرين.اليهود،و النصارى و الحيارى.التقوا ضالتهم المنشودة على هذه الصفحات.لتبقى ساحة مناسبة للمواجهات اللذيذة.وان كانت مرة.
باتت جمهوريتهم الحرة (المستقلة)،لكنها مكشوفة للجميع.و لا يمكن لها بعد اليوم ان تفكر بالعودة للخلف،تفضل ان تتكيف بأدائها لصالح جهة بعينها،او تعمل لحساب طرف ينوي الاستحواذ بنصيب وافر من اراضيها والمساحات.
يدرك الآن الصحافيون قبل غيرهم بأنها استطاعت ان تفلت من مقص الرقيب ومهمة زوار الفجر.لذلك يطلقون عليها بأنها اول صحيفة حققت "السبق".وهذه ميزتها هي.لا تتمتع بها في هذه اللحظات صحف ولدت مستقلة،ويعشق الصحافي فكرة السبق،ووحدها تمنحه ألصدارة،كما يشعر معها بمتعة التعب،وقيمته.
لا اريد الخوض في متاهات بعض الاصدارات ودهاليزها،التي ترغب بأن يطلق عليها صحف او تتشدق بأنها تنتهج العمل الصحافي.الرسمية منها اسيرة ماضيها الممجوج.او تلك(مستقلة،حزبية،أهلية) اغلبها بعد الظهور انتهجت خط سير الممول،إصدارها يجري وفق مزاجه السياسي الغبي،وهو ما يبقي على سياستها التحريرية راضخة للمغدق.هذه ليست دعوة لإقصاء احد ومقاطعته،القارئ بات يسبقنا جميعا،يدرك ما الذي يريد؟،ولماذا يزور المكتبات وماذا يقتني؟
لكلا صحيفته المحترمة،ولمشاريع الإعاشة وأصحابها رصيفهم المكدس،لكن الالم الذي يعتصر معظم الصحافيين المهنيين.ان تلك الصحف يقف على ادارتها زملاء،عرفناهم منذ سنوات بالمهنيين،وسرعان ما تساقطوا كأوراق الخريف. وتبدلت معهم وبهم الصحافة الي فئات من نوع البطاقات البنكية وصفقات التظليل والتطبيل،ارتهنوا لمن يدفع اكثر. ينتظرون مكالمات زبائن المساء والنهار،وذلك ما أساء لهذه المهنة،ظل يشوهها من الداخل قبل الخارج.لم نعد نرجو من اصحابها سوى اعادة ولو شيء بسيط من السمعة للورق الابيض الملطخ بحبر تجارتهم،و بقيمة مهنية الصحافة المحترمة. وليس انقاذ لها قبل انقاذ سمعتهم الصحافية.
صدقوني يدرك مرتادو الأكشاك اليوم حالة الحذلقة والخداع المعلن.باتوا يميزون الغث من السمين.كما بتنا نشاهد صحف يومية وأخرى اسبوعية تتراكم كل يوم على رفوف الاكشاك وتحت طاولات المكتبات.
اخبرني صاحب مكتبة النداء وسط شارع بغداد – صنعاء،انه يبيع(من هذه المطبوعة)بما قيمته ثلاثون الف ريال ويزيد خلال الشهر الماضي،مع انه كان في السابق يبيع بثلاثة الآف ريال فقط خلال شهر،كما قال"الموزع ايضا عاده يرفض ان يزيد لي على الكمية الذي ااخذها ألآن لا اريد ان اذكر بأن هذا ناتج للتحول الذي تسلكه الجمهورية.ولست معني بالثناء عليها.غير انني احد المنتميين إلي هذه المتهمة،و اطمح إلي ان تصبح كل المطبوعات،والإصدارات الصحافية على هذا المسار الحر.
لم تأتي هذه الصحيفة بجديد اكثر من التخلص من خطها التحريري الرديء،وشكلها الكئيب،كما ان سقفها الذي كان منخفض،ومنخفض جدا،ارتفع وانتهى الامر.ونأمل ان (نخلعه)الي الابد.يكره الصحافي الأسقف المنخفضة كالعالية التي لا يطالها الضمير ألمهني،وحتى الجدران المحيطة،إذ تحجب الرؤية،وتمنعه من الاستمتاع برؤية الطبيعة بحدائقها ونظارتها و السماء بنجومها ومشاهدة القمر.مهنة الصحافة بمختلف وسائلها،لديها من الافلاك والكواكب والنجوم ما يكفي ان يطيل النظر إليها،إنها البر والبحار والطبيعة بكل تفاصيله.و ذلك ما يقوم به الآن قراء هذه الصحيفة.ويدركون الفارق بين طبيعتها المريحة،سمائها الشيقة،وليل شقيقاتها الدامس.فلا خضرة تحتويها ولا نجوم ولا سماء.لا شئ غير كآبة التدليس والتزييف تلبد افق الصحافة الحالك بطبيعتها المجدبة.
لا يريد الصحافي أكثر من نقطة ضوء ناصعة..أكثر من مساحة حرية.كنا ننتظرها..بحثنا عنها طويلا،وهاهي تقفز من حضن هذه المحبوبة وصدرها.قالوا ذات يوم بأن "جمهوريتنا" خرجت عن المألوف،يومها صرخنا : ما الذي تريدونه منا ومن حياتنا الورقية التي تنمو بالعرق والحبر.نريد تخليصكم وتخليص أنفسنا ومهنتنا من ذل نشط لازمتنا عقوده.اننا نرغب إطعامها من حقيقة الواقع المر لا من شبهات الكذب الذي أورثتنا وإياها عقودهم السوداء،بكل هالة الزيف والإحباط والدمار على كل المستويات.و التهم منا و من مهنتنا الذ سنينها.
إن أي عمل صحافي يطور نفسه من داخل التجربة.و الآن بدأنا،من هنا نسترجع حقيقة الصحافة الحرة.دور المهنة الحقيقية.من على صدر هذه المطبوعة. تواصلنا مع الناس،نحاول ان نعيد بنا جسر الثقة المدمر،نحاول كل صباح ترميم علاقاتنا المشروخة المتهالكة بمحيطنا.فلا تستغربوا أن (يشهق فجر الزميل عبد الرحمن بجاش،من هنا،ويبقى عبدالله الصعفاني مصلوبا فوق( فاصلة ونقطة) في مؤخرة الصحيفة.وتتبعهم بعض الاسماء من فريق صحافيين مؤسسة الثورة.على ما يبدو الزملاء وغيرهم من الصحافيين والكتاب هناك،(تربطني بهم علاقة طيبه) يرزحون تحت طائلة الشكل القديم لصحيفتهم حتى اللحظة.وذلك يجعلهم ينزحون الي صحيفة الجمهورية،طلبا لفائض الحرية،استنجاد بلحظة فضاء صحافي واسع.هل عليَ الآن ان اقترح على الزميل سمير أليوسفي رئيس مجلس ادارة الجمهورية،ان يغير ترويسة الصفحة الاخيرة،من الجمهورية إلي ترويسة (النازحين)ويجري تعريفها على هذا النحو،إن هذه الصفحة تعنى بالنازحين.مقالاتهم،إبداعاتهم،وتنفيسهم على شظف محبط يجري تصديره إليهم بقصد وبدون قصد.
بصراحة انا اشعر بالتذمر من الزملاء،الذين اصطدم بهم صباح كل يوم مشنوقين اعلى وأسفل هذه الصفحات،خاصة ممن يمتلكون صحف او يعملون فيها.اشفق على حالتهم المقيدة هناك في صحفهم،مع بقائهم هنا عالقين كمن يطلب النجدة.و أتساءل،هل من الضروري ان يطل علينا – مثلا – الزميل عبد الرحمن بجاش او عبدالله الصعفاني أو احمد عثمان من هذه الصفحة؟ او تلك.لماذا لم تخصص مساحات وأعمدة في صحيفة الثورة او ألصحوة والثوري وأكتوبر.وغيرها من الصحف.لهؤلاء المتدفقين بكلماتهم كأن مساحة الحرية هذه،كتبت علينا ان نبتلعها على مضض.بمجاورتنا لهم.شعرنا بأن التغيير يجري فعلا،غير اننا بدأنا الآن ندرك بأن "الثورات تولد الاستبداد"،ولا نريده من هنا.ان التغيير تحقق ويجب ان نتعامل نحن وانتم على هذا الاساس.لا نريد ان نشعر بالتوريث (ابناء الجمهورية لا يورثون للأخوة والأشقاء من ابناء الثورة أو حتى الصحوة ).لقد رحل صالح،صار الرئيس السابق،كما ان مهدي مقولة وقيران،وغيرهم من اصحاب الالقاب و الأوسمة المرصعين بالنياشين،بعضهم غادروا مواقعهم ويجري ترحيل الاخرين تباعا.لا نرغب ب( مقاوله و قيا رنة)جدد يعيدون لنا إنتاج ثقافة نهب الأراضي والبسط و حجز البقع.يجب ان تنتهي،تلك مخلفاتهم و تركتهم الخبيثة.نرفضها جملة وتفصيل.
يا رئيس مجلس الادارة يا رئيس التحرير،اين انتم يا نواب الادارات الاخبارية في السكرتارية،(الثقافية،والعلمية الرياضية، في التحقيقات،والتقارير ،والمقالات) أرجوكم قوموا بمهامكم،خلصونا من سياسة الفيد المقيتة.لا نريد البسط و تسوير الاراضي والبقع ينتقل الي بلاط صاحبة الجلالة،اعرف ان (بقع) الصحافة الآن صارت مهيأة لأن تصير(بقع)لأصحاب مد النفوذ والرتب.القريبين من رئيس التحرير او الذين تناولوا الغداء وقضوا معه جلست مقيل قبل خمسة سنوات.و لكن لا يمكن لهم ان يستقوا بالأيام الخوالي معه،او مع بقية الزملاء في هذه الصحيفة.
لا (سمير)عقيد متقاعد ولا زملائه مرافقين يكتفون بالهنجمة والنخيط.ولطالما حصلت الجمهورية على حق السبق،علينا ان نشعر معهم بذلك.على العصافير ان تأكل مع الغربان والحمائم،وعلى المشردين في عالم هذه المعشوقة مثلنا ان يجدوا لهم ولو شجرة يتفيؤ ظلها و ظلالها.
سامحني يا بجاش وعثمان والآخرين:حينما كتبت للسبت قالوا ان الافتتاحية ومن الصفحة الأخيرة جاهزة،
وعندما تجاهلت الأحد ونصر طه مصطفى.،فكرت بيوم الاثنين وجدت عبده الجندي حامل بقشته يتقفز بها بكرشه المندلق أمامه،من قرية إلي قرية ومن مقهى إلي أخر.مايزال يفكر بإلاخلاص الأول لمن تفضل عليه بقلص شاي،كما نصحه والده ذات يوم.
تساءلت عن مساحة الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة.كان طابور طويل من الحاجزين والمنتظرين،يتصلون باليوسفي.ويبحثون معه آليات وسبل نقل الصحيفة وشخصيتها إلي مستويات أفضل،هؤلاء كانوا غائبين طيلة السنوات الماضية.فجأة نطو إلي كل الصفحات أغرقوها برسائلهم و بكل الطرق الفكسات ترن والايميلات تئن،أزعجونا بهذه التنظيرات الخرقاء.يا كتاب اللحظة أين كنتم مشغولين كل الزمن القاسي علينا وعلى هذه المخطوفة؟ دعوا لنا يوما نندب حظنا على الزمن المغتصب من أول صفحة إلي أخر صفحة.امنحونا فرص الغناء بصوت مرتفع في حفلاتكم التنكرية المنفردة.
مللت من كثرة العروض التي تلقيتها،توزعت معها هنا وهناك،داخل هذه الجريدة و خارجها.لم تكن جميعها ابعد من فحيح صحافي واسع.يجب ان يفهم الجميع بأني لا اريد..ان استئجر بقعة احمد عثمان التي سورها قبل شهرين او يزيد وكتب على حائطها(شوارد) كأنه يقول لنا ممنوع الاقتراب.هذه المساحة اصبحت في ملكية عثمان.لا اريد..ان اخبر عبد الرحمن بجاش بأنني اتآمر مع مجموعة من النافذين في هذه المؤسسة للإطاحة بشهقته،بقصد الاستيلاء على ارضيته المحوطة التي ربما اتخذ قرار بان تكون مزرعة يحرثها بيده ويزرعها ولا يقطف ثمارها غيره عند الفجر.
و بخصوص أرضة(نقطة وفاصلة)التي تتبع عبدالله الصعفاني،خلف حديقة(خارج المألوف) التي أسسها ويملكها منير الماوري,يحض هذان الزميلان بمساندة مشايخ القبائل و مجاميع مسلحة.استقدمها الاول من حراز و الاخر من رداع.وانا من اصحاب تعز لا قبيلة لي وليس معي سلاح.بالإضافة الي شعوري بتواطؤ داخلي يجري افتعاله داخل هذه المؤسسة يصعب ترويضه يتمتع به الماوري مع رئيس التحرير وقد يكون امتد حتى اخر شخص في بوابة المؤسسة.ولمن لا يعرف لماذا هذا التواطؤ؛لأن هذا(الماوري) ببساطة يوقع الي جوار اسمه (من واشنطن)وهذا في العرف الصحافي يُدول الصحيفة.أما الصعفاني الذي يعرف بانتمائه وإخلاصه لدائرة اعلام حزب الحصان،عليه ان يقابل احمد عثمان الهابط توا من حزب الشمس.وعليه يجب ان تتساوى المساحات بالسنتيمتر ويبقى الشارع الذي يقطع الارضيتان متاح وواسع.يمر عبره أصحاب(الحافلات و العربات المستعجلين و سائقي الشيولات والموتورات،و حتى اصحاب المواكب من المسئولين الذين يرغبون بالتمشية، واخذ نزه قصيرة،في شوارع وأرصفة الجمهورية،حمود الصوفي مثلا،و على حسن الشاطر او احمد مفلس.أحيانا حتى تظل طريق للناس العاديين مثل الصديق صاحب الرأس الضرجاح(كما يسميه الزميل مصطفى راجح) لأنه رأس سامي نعمان ضخم ممتلئ،هو الآخر لم يعد يتصل بي كما كان او يزورني،قرر مؤخرا ان يكون دبلوماسيا لحساب السفارة الكويتية بصنعاء،ولا اعرف ما الذي يريده من الكتابة و المرور هنا.اخر هذه الصحيفة أو تحت مصباح الإضاءة على رصيف الجمهورية صباح السبت.
دعوني اعترف لكم بأنني بعد كل هذا التسوير والتسابق المحموم على مساحة مستقلة هنا.فكرة طويلا بان ابسط على بقعة الدكتور عمر عبد العزيز( يوميات )هذا من ابناء الجنوب،رجل بسيط مقيم في الإمارات،لا قبيلة له ولا مجاميع مسلحة ولا بلطجية.اراه هو الفيد وهدفي السهل،و هي بالمرة مواصلة لسلوكيات وممارسات رجل شمالي على ارضية اخر جنوبي.لكن سأنتظر قليلا،قد يجري مباشرة ذلك في حالة رفض الزميل(مصطفى رجح)العرض الذي قدمته اليه قبل شهر من الآن،اوشكت مدته ان تنتهي.طالبته بان ادفع من(خمسة إلي عشرة ألاف ريال)مقابل استئجار بقعته المحجوزة هنا في حي الجمهورية الاخير شارع الاضاءة.ليوم الخميس من كل اسبوع.اتفقنا في السابق،لكنني بدأت اشعر برائحة المماطلة.مع مرور مدة لا بأس بها.احساسي يكبر ان راجح سيتصل بي في الغد،بعد ان يكون اعد خطة محكمة،سيطلب مني ان اذهب الي أي مخلف.ولا اشك بأنه يوعز من خلال مكالمته الخبيثة،وبعد ان يكون حذرني وتوعد وقال (ايش معاك أنت..يعني ما حصلتني إلا انا،انا يا الله وحصلت هذه البقعه وسورتها،سير ابصر لك أي مخلف).اعرف انه يدفعني إلي( مخلف صعيب) وهذه ارضيه يمكن قياسها على مساحة لا تتعد (لبنه ونص)،اشعر انها تتناقص،وذلك لا تثير اهتمامي،مع انها على ثلاثة شوارع،وتستمد اهميتها هذه من كونها في الصفحة الثالثة،مساحتها قابلة لأن تضييق وتتسع. لكن من يقنع الزميل(ابو النصر)اني مجرد مستأجر،لا شيء يجبرني على الاقامة،و لا ارغب بالبقاء طويلا هنا في مخلفه الصٌعيب.لأنه من الصعب ان اقنع فتحي بالتنازل عن مخلافه.إنه ملاذه الاخير وسط كل هذا الاستقطاع،والتأميم الروحي.. الزماني والمكاني.هذا المخلاف شرفة فتحي..طائرته الشراعية المحلقة،قاربه المسترخي هناك حيث مرفأ ألبوح في اقاصي لحظات الضجر والضجيج،والفرح،هذا المخلاف لي يا صديقي؛هكذا سيقول لي:اخاف ان تصادره المساءات القادمة على عجل،اخشى ان تخذلني موسيقاه الهاربة من فم الزمن..لا يتقنها سوى مثلي في مخلف الغرباء،هكذا سيتمدد فوق كلماته و يكرر ويعيد،ما يمكن وما لا يمكن ان التقطه.ويقفز في كل الاتجاهات في لحظة واحدة.وهو يردد انا رب هذا المخلاف..سأتركه"يا رب المخلاف ضيق مخلافك.." يا رب المخلاف انزع مخلافك"
وفي مثل هذا التأميم المجاني والمدفوع،و يجري في سهول وقلاع هذه الجمهورية الملغومة المختطفة والمنهوبة،كما تشهد حالتها التي تصطدم كل يوم بعناد أصحابها من الزملاء الصحافيين والكتاب المواظبين كل طلعت شمس،يجتر حون طريق عيوننا و وجوهنا،ممن ظلوا زمن مختبئين خلف خوفهم.لم يتبقى لي و في حوزتي سوى زيارة احمد الزرقة،اشعر الآن انه اقرب منكم جميعا يا ناهبي المساحات الخضراء والزرقاء من البقع والأراضي،في زمن الثورات والجمهوريات ،كأنكم تثأرون من كل هذا التغيير،تستحلوا حرمة الحبر وبياض الورق الناصع بأصم الحرية.تريدون ان تلطخوها في زمن الخلاص من الدكتاتورية،تطمحون للنهب والسلب،في لحظة يشهد فيها الوطن اعادة الحقوق الي اصحابها،هل يجري استعادة الشكل القديم لجمهوريتنا الضيقة،تحت اسم الانفتاح والتسامح.انا لا اشعر بذلك.سوى ان شيطان الظنون بدأ يوزع منشوراته السرية التحذيرية في الداخل.عليكم ان تثبتوا نيتكم وتتنازلوا عن هذه الاسوار المشيدة بعناوينها المرنجة،بكل الالوان.هل صارت غرف نومكم الصباحية والمسائية.من حقكم ان تستريحوا وتستصرخوا،لكن ليس على حساب اعصابنا وتطلعاتنا وأحلامنا التي نشعر بأنها تعاود التأجيل مجددا.
يا ناكري الثورة..يا ناهبي الجمهورية،اتركوا لنا ولو مساحة واحدة فوق جغرافية جمهوريتنا المترامية الأطراف.انزلوا،و تنازلوا قليلا عن سهوبها والتلال.وديانها الداخلية بشعابها ودروبها واسعة بما يكفي للحرث والزرع.ستنبتون هناك كما تحبون.
لم اعد ارغب بالإقامة الي جواركم،او حتى بالقيام برحلات صيد برفقتكم في واحة جمهوريتكم،جمهورية الجوارح و الهوام،لا افكر سوى ان اكون قيدا في زاوية الركن الصحافي القصي حيث ( بلا قيود) حتى ولو أصبح ذلك مدعاة للسجن والقيد في ظل صاحبة الجلالة.اجلها رب التحرير،وخلصها من كل المتنفيذين،من اصحاب المشاريع الإقطاعيين القداماء والجدد.الشاردين والشاهقين الخارجين عن المألوف والقائمين في نقطة وفاصلة هناك في مخلف صعيب أو تحت أعمدة أضواء الجمهورية السوداء وبعيدا عن قيودها المضروبة من الصفحة الأولى وحتى الأخيرة.