سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
قبل حوالي سنة كاملة لم نكن نتوقع ما يحدث اليوم في اليمن أو في جميع بلدان الثورات العربية ، فالمنطقة العربية تواجه سلسلة من الأحداث غير المسبوقة ، فلقد أظهر لنا الربيع العربي حياة أخرى غير التي كنا نعيشها فقد كانت آمالنا وتطلعاتنا تقتصر عند تغيرات وإصلاحات سياسية فقط !! ولم نكن نتوقع ما يحدث اليوم من تغير كبير في الأدبيّات والأفكار والتوجّهات ، ولقد أضطر الكثير ممن يحملون هذه الأفكار والتوجهات إلى تعديل أفكارهم وتوجهاتهم حتى تتناسب مع الحدث الكبير الذي يحدث الآن ( الربيع العربي ) .
إذاً كل شيء تغير .. فلقد ظهرت الكثير من الأفكار والجماعات والأحزاب والشخصيات التي كانت إما في السجون أو في المعتقلات أو كانت مهمشة أو كانت محظورة ، ولقد ظهر الكثير من الإبداع الذي كان مختفي تحت أطنانٍ من الرماد ، وظهرت الكثير من الرؤى والتطلعات التي لا يحجبها الأفق ولا يمنعها قصر النظر ، لقد رأينا اليوم الكثير يتكلم ، والكثير يخطط ، والكثير ينتقد ، والكثير يعتصم ، والكثير يقول ( لا ) ، وكل ذلك رائع، وجميل، فلم يعد اليوم هناك مجال لمصادرة الحريات ولا مجال للطغيان والظلم ، فالقيد الفكري من أبشع القيود التي تعطل عقل الإنسان من التفكير والاجتهاد ، . فجمود الفكر ، يوازيه جمود في الحضارة . وهذا مخالف لفطرة الله فالتغيير سنة من سنن الله في الكون .
إذاً كل شيء تغير ، زعماء في السجون ، وزعماء في المنفى ، وزعماء قتلوا واحرقوا ،، كل شيء تغير شعوب صحت من سبات عميق ، العدو أصبح حذر بعدما اتكل وأمن ، ومفسدون ولصوص أصبحوا تحت مطرقة العدالة ، وعالم غربي يحسب حساباته للعالم العربي ، وأحزاب ومنظمات تُعدل من أطروحاتها لكي تتلاءم مع الوضع الحالي ، وحتى الإسلاميين اعتدلوا في تصريحاتهم فهم يصرحون الآن بالتحالف مع العلمانيين أو التعاون مع الغرب ، والتعايش مع جميع الأصناف وحتى لو كانوا مخالفين لهم في الاعتقاد .
اليمن كان لها نصيب كبير من هذه التغيرات ، فلقد رحل علي صالح ، ورحلت حكومته التي أحرقت مع محرقة جامع دار الرئاسة التي لا نعلم إلى الآن من قام بها ، لقد اجتمع جميع فئات الشعب اليمني في ساحة واحدة ، ورددوا عبارة واحدة ، وأكلوا لقمة واحدة ، لقد ظهرت حكومة جديدة لم تكن على مستوى طموحات الثّوار في السّاحات ولكن هي الأنسب في الوقت الراهن فالمصلحة تقتضي أن نرضى بها مع أمنيات أفضل في المستقبل القريب . فاليمن تتغير .. فلقد بدأ الحق يصدح ويصبح هو الصوت الأعلى ولا صوت أعلى منه ، فهاهو وزير الداخلية يعلن عن الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ، ووزير الإعلام يعلن عن إعادة جميع الموقوفون عن العمل على خلفيّة انضمامهم للثّورة الشعبيّة ، والدولار يتناقص والريال يتصاعد ، والكهرباء يعد الوزير بإصلاحها خلال بضعة أيام كما قال ، ووزير العدل يريد التعاون من الجميع . المهم المؤشرات تدل على نجاح أهداف الثورة والمرحلة تتطلب الصبر ومد يد العون ، ومثلما كانت الثورة بالتعاون كان قطف الثمار لا يتم إلا بالتعاون.
رسالتي للثوار في الساحات والسياسيين على طاولات السياسة :
كلّنا حريصون على أن تنجح الثورات العربية ، ومن أجل ذلك يتوجب علينا أولاً أن لانكون إقصائيين فنمنع الآخر من الحديث أو التعبير عن رأيه فالثورة لم تقم إلا على ذلك ويجب إشراك الجميع في خدمة الوطن ويجب أن لا ننشغل بمحاكمة وملاحقة من خالفنا ولا يعني ذلك من كان له صلة في إراقة الدماء فالدماء لا تصالح فيها وهي من أعظم الحرمات عند الله .
ثم يترتب علينا الاهتمام بالأولويّات والأهم فالمهم ومن أبرز الأولويات تحسين الوضع الاقتصادي للوطن، فالشعب يعاني من أزمات اقتصاديّة خانقة.
ثم يترتب علينا عدم التعجّل في تطبيق (الحدود والقصاص)، والأخذ بمنهج التدرّج والحكمة في التغيير، فاليمن مرَ عليه عقود من الزمن طغى عليه الفقر والجهل والظلم على كل مناحي الحياة .
أخيراً : نستطيع أن نبدأ رحلة التغيير سويًا ونستطيع أن نعيش بحب وإخاء سوياً ونستطيع أن نسابق الأمم سوياً ونستطيع أن ننعم بالعيش الكريم سوياً ونستطيع أن نقول لا في الوقت والمكان المناسب سوياً ، فالوحدة عزة وقوة ورفعة للأوطان والشعوب والفرقة والتشرذم ضعفاً ووهناً وعجزاً وتخلفاً وإنحطاطاً ، ولكي نقطف ثمار ثورتنا الشعبية المباركة من دون خراب وإفساداً لتلك الثمار يجب علينا أن نبدأ بالأهم فالمهم ويستحسن الترتيب التصاعدي 1 _2 _ 3 ..... وهكذا .