قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
جماعة المعارضة تراهن علىالرئيس بالوكالة عبدربه وجماعة المؤتمر تراهن بـ عبدربه نائب الرئيس, اما عبدربه النائب فعلى ذمة القناة الفضائية اليمنية يبدو انه يراهن على صالح, لأنه يدرك بعد خدمة 17 عام, كما اشار في كلمته امام قيادات المؤتمر وحلفاءه الأسبوع الماضي, يدرك من واقع الخدمة: ان الشر والخطر على حياته يأتي من لدن صالح لهذا اراد بكلمات المدح والثناء التي ارتجلها, تجنب عش الدبابير, وحتى نتحرى الدقة نقول ان هذا ما ظهر من عبدربه النائب, اما الباطن فما زال ببطن عبدربه الرئيس بالوكالة.
فالرجل المكلف بالنهوض باعباء الرئاسة خلال تزمينات المبادرة الخليجية يمتلك الرغبة في احداث التغيير المرجو منه الا انه لا يمتلك الجرأه ولا القدرة التي تتماشى مع تلك الأراده, فالأمور الاساسية تتفاعل بعيدآ عن المعادلة التي اريد له من خلالها ان يتجاوز الوضع المأزوم, الذي يعصف باليمن, فبانوراما المشهد المتمخض عن التوقيع الذي تم في الرياض, في 23 نوفمبر الماضي, وان بدى بأنه مجهول الهوية, الا انه معلق بمعادلات القوة التي بدأت تتبلور على الارض على نحو غير مبشر وستستمر خلال قادم الايام.
فالرجل يدرك المطلوب منه من قبل طرفي الصراع وفي ذات الوقت يدرك ما يستبطناه له, وهو عندما يلقي نظره بمن هم حوالية يتبين له مدى ضعفه في خضم هذا التناحر للفوز بالكرسي الذي يسعيان لتسفيره منه بعد فترة (ترانزيت) تطول او تقصر حسب تطورات الاحداث, تسفيره ليس الى قصره في صنعاء او بيته في عدن, ولا الى قريته في محافظة ابين, وانما الى الحياة الاخرة, فالرئيس لا يتصرف كمن يوشك على انهاء حكمه, ومركز القوة في المعارضة يتصرف كمن يوشك على استلام الكرسي, وعبدربه هو "المحلل" الذي يراهنان عليه ومما يزيد المشهد تعقيدآ ان المعارضه نفسها منقسمة على نحو اكثر من انقسامها مع الرئيس الذي عملوا جميعآ تحت امرته لعقود طويلة, اما الأطراف التي تعرف بـ (الحاكمة), فهي مخطومة بلجام الرئيس الواحد الاحد, ومشكلة هؤلاء المخطومين: ان لهم جيوب وليس لهم ايادي حتى يمدوها للأخرين كما وليس لهم ارجل حتى يسيرون بها الى منتصف طريق الاخرين فمنهم من احترق ومنهم من ينتظر.
اما تخريجة رئيس بلا صلاحيات, ونائب رئيس بصلاحيات رئيس التي عادوا لنا بها من الرياض فهي تخريجة اكثر هزلية من المؤتمرات الصحفية الاسبوعية لنائب وزير الاعلام عبده الجندي, وستضل هزلية اذا لم يتم بلورة وسيلة عزل كلي تحاصر صالح عن ممارسة اي صلاحيات رئاسية, اكان بشكل مباشر او غير مباشر, وستضل هزلية اذا لم يتم اقناع عبدربه ليس بالقول وانما بالفعل بالخروج من حالة الخنوع الحزبي, باعتباره رجل المرحلة التوافقيه وليس الرجل الثاني في حزب الرئيس, واقناعه بأنه حتى يتعامل الجميع معه كرئيس مكلف, عليه ان يتعامل مع نفسه على اساس هذه المهمة الموكله اليه من العالم كله وليس من صالح وحسب, ما دون ذلك ستضل الفكره خرقاء وارضيه لمزيد من الخلاف والتشتت, وسيضل الحال هو الحال, وستكون اشهر الفترة الأنتقالية عباره عن استراحة محارب, فالوقائع تؤكد بأنه لم يعد هناك اتفاقية لا خليجية ولا يحزون, وانما هناك آلية صالحية مزمنة لأسترداد الزمام.
اهم نقيصه تثقل كاهل عبدربه هي عدم الولاء للأسرة الحاكمة في السعودية, باعتبار ان ولاء كهذا هو المقوم الاهم لحاكم اليمن, وما الموافقة السعودية على قيادته الشكلية لهذه التوليفة التي يختلف اطرافها حول كل شيء فيه مصلحة لليمن في الوقت الذي يتفقون فيه على كل شيء فيه مصلحة للأسرة الملكية الحاكمة, فحوارتهم اما في السفارات او برعاية السفير, واتفاقاتهم يوقعوها اما في عمان او في الرياض, وما موافقة السعودية تلك التي جاءت على مضض وبعد تردد استمر لبعضة اشهرالا مجرد سد مؤقت للخانة الرئاسية المتناحر عليها من قبل هؤلاء الأتباع, لأن عبدربه جنوبي وتجربة السعودية في العرض والطلب مع الجنوبيين منذ استقلال الجنوب عن الأستعمار البريطاني وحتى حرب صيف 94م لا تسير بالظرورة وفق مصلحة الاسرة الحاكمة! زد على ذلك خلفية الرجل مدنية وليست قبلية اي انه غير قابل للبيع والشراء في سوق ملف السعودية في اليمن.
واجمالآ يمكن القول: ان التقييم السعودي لتطورات الاحداث في اليمن يمكن قراءته في وجه ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز, الذي كان متجهمآ خلال مراسم حفل التوقيع على الأتفاقية الخليجية, فالرجل الذي انتقلت اليه مسئولية الملف اليمني, بعد وفاة الأمير سلطان, وبكونه المسئول عن الملف الأمني لشبه الجزيرة العربية, يدرك صعوبة ملىء الفراغ بعد وفاة شيخ المشايخ, وبعد ان احترق كرت ووجه صالح, تجهم وجه الأمير الاكثر نفوذآ يعكس ربكة الاسرة المالكة في الأيفاء بالمهمة بالطريقة التي تعودوها, منذ نهاية ستينات القران الماضي, كما ويعكس تخبطآ في العثور على عنوان يقود اليمن بذات الطريقه التي تشارك فيها صالح وشيخه, خلال العقود الماضية .. من هذا المنطلق قبلت السعودية عبدربه كرجل مرحله انتقالية, ريثما تقف على رجل من اتباعها, يكون محل اجماع اولئك الاتباع, وليس بالضرورة يكون محل اجماع اليمنيين بالتوافق او بالأنتخاب.