آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

القصة الكاملة لأحداث دماج
بقلم/ عبد الرب ناجي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
الخميس 08 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:45 م

50 يوماً يرابط فيها عشاق الدم فوق أسوار المقابر

الهجوم والحصار المفروض على دماج أماط اللثام عن الخفايا التي يبطنها الحوثيون لكل من يخالفهم الفكر والعقيدة ، وكشف سوأتهم وأظهر الكم الهائل من أقنعة الزيف والخداع التي يرتدونها ، ففي الوقت الذي كان فيه الناطق الرسمي للحوثيين يتباكى عازفا على وتر الدفاع عن النفس ؛ كان المئات من أتباعه القادمين من مختلف مديريات محافظة صعدة يتدفقون إلى الضواحي الجنوبية لمدينة صعدة \" حيث يقع دار الحديث بدماج \" بأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ؛ والتي كان من بينها \" الدبابات التي جيء بها من مطره – مركز قيادة الحوثي - وكذلك المدفعية الثقيلة وعربات الهمر ومصفحات الجيش السعودي وقاذفات الصواريخ \" الكاتيوشا \" التي تم الاستيلاء عليها في المواجهات السابقة في محافظة صعدة وحرف سفيان أو حصلوا عليها – بطريقة أو بأخرى - من قبل جهات مرتبطة بالنظام العائلي الذي حكم اليمن لثلاثة عقود ماضية .

الشرارة الأولى وبداية الصراع.

لم تكن المواجهات بين الحوثيين وأهالي دماج والإعداد لها وليدة اللحظة، بل أن التحرش المستمر والاستفزاز المتكرر الذي يقوم به الحوثيين ضد السلفيين في منطقة دماج كان هو الدافع الأول لخلق مثل هكذا صراع.

فالحوثيون منذ 13 / أغسطس / 2011م سعوا إلى إيقاد الشرارة الأولى مع السلفيين عندما قاموا بقتل يوسف الصنعاني\" احد مشائخ العلم بدار الحديث السلفية الواقعة في منطقة دماج بمديرية الصفراء جنوب مدينة صعدة واقتادوا اثنان آخران كانا برفقته إلى مكان مجهول أثناء قيامهم بالتسوق في مدينة صعدة القديمة، متذرعين أن الدافع لقتل الصنعاني يعود الى رفضه تسليم سلاحه الشخصي مما أدى إلى تبادل إطلاق النار بينه وبين المسلحين الحوثيين, ما أسفر عن مصرعه .

هذا وكان مواطنون من أبناء منطقة \"دماج\" ومشائخ وطلبة المركز والجماعات السلفية بوجه عام قد استنكروا قتل الشيخ يوسف الصنعاني واعتبروا ذلك خطوة تصعيدية من قبل الحوثيين واعتداءاً آثماً لا ينبغي السكوت عليه حسب تعبيرهم.

وبحسب مصادر فإن قبائل دماج ومشائخها ووجهائها تداعوا حينها لاجتماع عاجل لمناقشة الحادثة خلص إلى رفض استلام جثة القتيل حتى تسليم القتلة.. لولا تدخل الشيخ الحجوري حقناً للدماء وإلحاح فارس مناع محافظ محافظة صعدة على استلام الجثة .

رسالة الحجوري القشة التي قصمت ظهر الحوثي:

تتالت الخطب المنبرية والتحقيقات الصحفية الإستباقية للحوثيين قبل حصارهم وهجوم أنصارهم على دماج ، فقد اتهم الحوثيون مركز دار الحديث بتلقي دعم من المملكة العربية السعودية، ثم تطور ذلك إلى إتهام مركز دار الحديث إلى أنه «يدعم نظام صالح، ويعطيه الشرعية من خلال علماء المركز \"

كما اتهم الحوثيون، في بيان لهم، مركز دماج باستحداث نقاط أمنية والتمترس في مناطق مرتفعة واستقبال مجاميع من عدة مناطق وتسليحهم، باتفاق مع نظام صالح، والنظام السعودي، مرفقين رسالة مدبلجة قالوا بأن رئيس المركز، يحيى الحجوري، أرسلها إلى كل من علي مقصع، وطارق محمد عبد الله صالح، ويحيى محمد عبد الله صالح، بخصوص التنسيق لحرب الحوثيين، وهي الرسالة التي نفاها مكتب الشيخ الحجوري، وقال بأنها رسالة مزورة، ولا أساس لها من الصحة، وأصدر نفياً مسجلاً في شريط صدر له مؤخراً.

حينذاك وجه الحوثيين أنصارهم بالتمترس واستحداث نقطة عسكرية – الخانق - في مدخل وادي دماج ، بهدف ضرب الحصار على السلفيين كونهم ينفذون مخطط للمملكة العربية السعودية يهدف إلى محاربة الحوثيين، وقيامها بنشر جيش شعبي مزود بالسلاح لأول مرة على حدودها، وفتح معسكرات تدريب للصوماليين»

لجنة الوساطة الأولى :

بعد عشرين يوما من الحصار والقنص المتبادل تمكنت لجنة وساطة من التوصل إلى اتفاق بين السلفيين والحوثيين يقضي، بانسحاب الحوثيين من مواقعهم التي استحدثوها في محيط دماج، وفتح الحصار المفروض على المنطقة. وإيقاف إطلاق النار وعمليات القنص ، وقررت لجنة الوساطة التي يقودها الشيخ مبطي العوجري، والشيخ صالح الوجمان،البقاء بالقرب من منطقة دماج لمراقبة الوضع عن كثب، بحيث لا تتم أي خروقات للهدنة بين الطرفين، حتى يتم تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجانبين

وفي الوقت الذي كانت قافلة غذائية قادمة من المهرة وحضرموت وعدن ولحج وتعز وإب وذمار والحديدة وعمران والمحويت ومأرب والجوف وحجة والضالع والبيضاء، قادمة إلى صعدة ، تفاجأ الجميع برفض الحوثيين الانسحاب من المواقع التي أستحدثوها في محيط منطقة دماج، وهي موقع المشرحة، وموقع الوطن، وموقع النقوع وموقع قهرة الذيب والعقار – حسب ما هو متفق عليه في بنود الصلح -مما أدى ذلك إلى عودة الاشتباكات وتوقف قافلة الإغاثة من الدخول إلى دماج .

وساطة ثانية ووفد إعلامي وحقوقي يكشف المستور :

منذ الإعلان عن سيطرة الحوثي على مدينة صعدة، عملت جماعة الحوثي على استضافة وفود من شباب الثورة، في بادرة سعى شباب الثورة من خلالها الاطلاع على وضع المحافظة في ظل حكم الحوثي ، وإشعار أبناء صعدة بالتعاطف مع ما تعرضوا له من حروب طيلة الأعوام الماضية، فيما كان الحوثيون يهدفون من إستضافتهم هو الترويج لأنفسهم في مختلف ساحات الثورة، باعتبارهم جماعة تقبل التعايش مع الآخر، ويسعون إلى تضليل الشباب من خلال إبراز رغبتهم في المشاركة في إقامة الدولة المدنية التي ينشدها اليمنيون.

وكان من تلك الوفود وفد إعلامي وحقوقي هَدِف من خلال زيارته لمدينة صعدة تلبية الاستغاثات التي أطلقها أهالي دماج ،للاطلاع على الأوضاع الإنسانية التي يعيشونها.

وقد تزامن وصول ذلك الوفد إلى صعدة في 23من الشهر الماضي مع تشكيل لجنة وساطة ثانية قام بها مشايخ من همدان بن زيد، وخولان بن عامر، برعاية محافظ صعدة فارس مناع، وقد تم الاتفاق على عدد من النقاط وقع عليها من جانب الحوثيين (( عبد الله يحيى الحاكم )) أبو علي ، فيما وقعها من جانب السلفيين الشيخ يحيى الحجوري، بحضور لجنة من شباب الثورة، والصحفيين وقد أحتوى الاتفاق على:

1. إنهاء التمترس من كلا الطرفين عدا حراسة أهل دماج لمركزهم ومنازلهم والمرافق التابعة لهم غير المنشئات الحكومية.

2. النزول من الجبال المتعلقة بالخلاف من الطرفين مع بقاء عساكر في البراقة بنظر العميد حسين خيران قائد اللواء الأول مدفعيه.

3. فتح نقطه الخانق وإنهاء الحصار على دماج وعلى الطرفين فتح الطرق العامة دون استثناء.

4. التعايش السلمي بين الجميع وإعادة الأوضاع إلى حالها الطبيعي.

5. إيقاف الحملات الإعلامية من قبل الطرفين والحرية الفكرية متاحة للجميع وكلا على عقيدته ومنهجه.

6. بعد تنفيذ الاتفاق يتم رفع نقطه الخانق.

7. الإنصاف من قبل أهل دماج فيما يدعيه الحوثيون من الاعتداء على أحد أتباعهم.

وما أن استبشر أهالي دماج خيرا بالاتفاق حتى عاد الخلاف من جديد حول موقع البراقة المطل على دماج حيث قضى الاتفاق في البند الثاني منه أن يسلم لجهة محايدة في الجيش \" العميد حسين خيران قائد لواء المدفعية في صعدة\" وأن يتم اختيار 40 جنديا 20 منهم من القوات المسلحة و20 آخرين مجندين تعود أصولهم إلى منطقة دماج .

من جانبها أكدت مصادر محلية: أنه عندما وصول الجنود الذين تم اختيارهم لاستلام الموقع قام الحوثيون في نقطة الخانق بمنعهم من الدخول إلى المنطقة، بذريعة أن فيهم أناس غير مرغوب فيهم .

. وأضافت المصادر: بأنه وعقب التواصل مع محافظ المحافظة، فارس مناع، تم الاتفاق على أن يتم اختيار الجنود الـ 40 من غير أبناء المنطقة، ومجددا تم رفضهم من قبل أهالي دماج هذه المرة بحجة أنهم اختيروا بخلاف ما تم الاتفاق عليه.

واتهم أهالي دماج الحوثي بأنه يريد اختيار الجنود من الأفراد الموالين له بالاتفاق مع أحد القادة العسكريين -موالي لنظام علي صالح وتربطه علاقات جيدة مع الحوثيين - وهذا ما يحرص السلفيون على أن لا يتم نظرا لكون الموقع مطل على دار الحديث، وقال بأن تسليم الموقع للجيش حيلة يريد الحوثي من خلالها السيطرة على الموقع. وهو ما دفع الحوثيين إلى شن هجوماً عنيفاً بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وأسفر عن مقتل العشرات من أهالي دماج وطلاب دار الحديث .

من جانب آخر تعرض شباب الثورة والحقوقيين والإعلاميين ولمن سبقهم لمضايقات وصلت إلى حد التهديد بالحرق . حيث ذكر أعضاء الوفد أنه : \" فور وصولهم إلى صعدة، قاموا بالتواصل مع أحد شباب الثورة من جماعة الحوثي، المعروف بنشاطه في ساحة التغيير بصنعاء، حيث قام بتسهيل مقابلتهم للقائد الميداني لجماعة الحوثيين في صعدة، عبد الله الحاكم، المعروف بـ«أبو علي الحاكم».

وأوضح الوفد خلال مؤتمره الصحفي بأن تم مقابلة أبو علي الحاكم ؛ لأخذ الإذن منه بدخول دماج، في إطار مهمة إنسانية بحته. كونه الحاكم الفعلي لصعدة، و للنفوذ الكبير الذي يتمتع به

وأكد وفد شباب الثورة للحاكم بأن زيارتهم لدماج تنطلق من كون الحوثيين أحد مكونات ثورة الشباب السلمية، وأوضحوا له بأن الزيارة تهدف إلى الإطلاع على حقيقة ما قيل عن حصار مفروض من قبل جماعة الحوثي على أهالي دماج وطلاب دار الحديث، واستيضاح حقيقة منع الحوثيين لقافلة إغاثية غذائية وطبية متعثرة منذ أسابيع على مشارف المحافظة.

وعن المضايقات والتهديدات والعراقيل التي تعرضوا لها من قبل الحوثيين فقد أشاروا إلى أن الحاكم حاول منعهم في بداية الأمر من زيارة دماج، وقال لهم بأن الحوثيين لا يمنعون دخول الغذاء والدواء، وبأن الحصار المفروض لمنع دخول السلاح فقط. ملوحاً بأن قضية دماج قضية شائكة وبأن أطرافا إقليمية ومحلية تشترك في إثارتها، مهدداً لهم- بعد أن عجز عن ثنيهم عن الدخول إلى دماج - بأنه لا يضمن حياتهم، إذا حاولوا الدخول، وبعد أخذ ورد، أخبرهم بأن هناك لجنة وساطة قبلية، وتم السماح للوفد بحضور جلسة التوقيع على الصلح .

وقد قام الوفد بمرافقة لجنة الوساطة المتوجهة نحو دماج، لحضور تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض، ورغم فشل لجنة الوساطة في تنفيذ الاتفاق جراء الاختلاف على تنفيذ البند الخاص بتسليم جبل البراقة، إلا أن الشباب تمكنوا من الوصول إلى دماج.

وفي تلك الفترة – اقل من ساعة - التي سمح لمندوبين من وفد شباب الثورة بالدخول فيها إلى دماج، شاهدوا ما هالهم واتضح لهم أن هناك كارثة إنسانية قد حلت بالمنطقة بسبب القصف والحصار المفروض عليها، فقاموا بتوثيق ما شاهدوه فوتوغرافيا،إلا أن ذلك أثار حفيظة الحوثيين فقاموا بمصادرة جميع ذواكر الهواتف والكاميرات التي تم استخدامها في التوثيق.

وتعرض أحد الصحفيين للاختطاف من قبل نقطة الخانق التابعة للحوثيين على مدخل دماج،فاعترض الشباب على ذلك فقام الحوثيين بتسليمه إلى فارس مناع، ليخضع الجميع بعدها لإجراءات تعسفية من قبل الحوثيين، في محاولة منهم لمنع خروج أي معلومات عن الأوضاع المأساوية في دماج.

وخلال الأيام التي خضع فيها وفد شباب الثورة للتوقيف من قبل جماعة الحوثي، تعرض بعضهم لأشبه ما يكون بمحاكم التفتيش والتحقيق مع أبو علي الحاكم حيث كانت تؤخذ تلفوناتهم ويتم تفتيشها والاطلاع على الرسائل التي فيها وكذلك مساومة الشباب إصدار بيان يتم فيه إدانة أهل دماج مقابل تأمين خروجهم من صعدة، وفرضت رقابة مشددة عليهم،من قبل حراسة كانت تراقبهم حتى وهم في غرف نومهم في الفندق الذي أقاموا فيه، وفقا لإفادة بعضهم خلال المؤتمر الصحفي .

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هدد أبو علي الحاكم بإحراق أعضاء الوفد وقطع لسان الصحفي محمد الأحمدي فيما لو عقدوا مؤتمراً صحفياً لكشف المأساة التي شاهدوها في دماج .

وفد التلميع الحوثي:

في خطوة تكشف عن حجم الكارثة التي حلت بالحوثيين نتيجة ما قام به الوفد الحقوقي والإعلامي لشباب الثورة من فضح جرائمهم في دماج ؛ فقد سعى الحوثيون جاهدين إلى استدعاء فريق إعلامي وحقوقي – تابع لهم أيدلوجياً يقوده عبد الكريم الخيواني– للنزول إلى صعدة لكي يقوم بتلميع وجه الحوثي من جديد .

مصادر حوثية – كانت موجودة في إجتماع الحوثيين مع وفد الخيواني الجمعة الماضي– أفادت أن أبو علي الحاكم أعطى الوفد قصاصة ورقية – في محاولة لتضليلهم -ذكر فيها أنه تم إرسال كمية من المواد الغذائية إلى دماج ولابد من إيضاح ذلك للناس ، وهو ما أنعكس ذلك سلباً على تصريح الصحفي الزرقة مع قناة الجزيرة مساء الجمعة الماضي ، رغم أن دبابات ومدفعية الحوثي في تلك الأثناء كانت تدك بنايات ومتاريس أهل دماج في قمة جبل البراقة وهو ما همس به أحد أنصار الحوثي إلى أذن أحد القادة الميدانيين خلال الاجتماع فقام بإسكاته حتى لا يسمع الحاضرين. وعندما تساءل أحد الحاضرين من عن سر دوي أنفجارات في تلك الإثناء رد أحدهم بقوله:\" هذه أعراس .. السيد = في إشارة الى الحوثي – امر بتخفيظ المهور فترى عشرات من الشباب يقبلون يومياً على الزواج وبعض الأحيان تستمر الأعراس الى الصباح \"

هذا وقد استنكر الكثير من أبناء محافظة صعدة \" منطقة دماج \"التحيز الواضح للفريق الإعلامي والحقوقي وعدم نقلهم للحقيقة ، مطالبين كل من عبد الباري طاهر وأمل باشا والزرقة وغيرهم بتحري المهنية وعدم الانجرار – ترهيبا وترغيبا –وراء تظليل الحوثيين ، أو الرضوخ للإملاءات التي يتم فرضها عليهم . مؤكدين أنه من سيتواطأ مع العدوان الحوثي على دماج فلو تمكن من النجاة من الحساب الدنيوي ، فانه لن ينجو من حساب الله يوم القيامة وسيلقى الله وهو مشارك في قتل الأبرياء من النساء والأطفال .

قافلة الإغاثة تصل دماج، ودوي الانفجارات يعود من جديد .

أفادت مصادر محلية في منطقة دماج بمحافظة صعدة بأن الحوثيين سمحوا -على مضض- بعد غروب شمس الجمعة الماضي بدخول قافلة إغاثة تابعة للصليب الأحمر الدولي تضم 7 ناقلات إلى منطقة دماج المحاصرة منذ أكثر من 50 يوما.

هذا وقد أكدت تلك المصادر دخول القافلة ،إلا أنها ذكرت أن الصليب الأحمر سمح لقيادي حوثي \" يدعى محمد مقود وآخرين \" بأخذ جزءاً كبيرا منها.

من جانبه أشار المتحدث باسم أهالي دماج إلى : أن عبد الملك الحوثي لم يسمح بدخول القافلة إلا بشرط أن يكون ثلث قافلة الإغاثة لمقاتليه في المنطقة، مبديا تخوفه على حياة الجرحى الذين تم نقلهم إلى صعدة، وقال بأنه لم يتم السماح بنقلهم إلا بعد أخذ ضمانات من الصليب الأحمر.

وأضاف المتحدث المكنى بـ«أبو إسماعيل» بأن القافلة ليست كلها للمحاصرين في دماج، وإن الحوثيون يروجون لذلك إعلاميا، مؤكدا بأن ثلث القافلة ذهبت إلى مواقع الحوثيين المتمركزين في المنطقة.

من جانبه أكد مصدر مقرب من محافظ صعدة، فارس مناع، بأن دخول القافلة يعتبر تتويجا للمبادرة التي تقدم بها مناع، للتهدئة في دماج. إلا أن شهود عيان أكدوا عودة القصف المكثف على دماج بعيد خروج قافلة الإغاثة من المنطقة وهو ما أكده ناطق السلفيين في دماج أبو إسماعيل موضحاً: أنه لا يوجد أي هدنة أو وقف لإطلاق النار.

حب الاستئصال يفشل خطوات المصالحة:

كم هو جميل شعار الحوثي \" الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل \" حينما يظهر على حقيقته . ففي الوقت الذي كان فيه جزء من أنصار الحوثي يرسمون مفردات ذلك الشعار على الجدران والبيوت وفي الأسواق كان الجزء الثاني منهم يقتحم دار القرآن بعاهم محافظة حجة وجزء ثالث يحاصر دار الحديث بدماج وكأن أمريكا وإسرائيل – من وجهة نظر الحوثي – هي القرآن والسنة . الذي يسعى الحوثي إلى إماتته.

ويتضح ذلك مما ذكرته مصادر محلية وشهود عيان أن أحمد محمد عريج- القائد الميداني للحوثيين في الطلح – \" الملقب بالفقية \"طلب قبل أسبوعين من القبائل مد العون والمساندة لقتال السلفيين في دماج قائلاً لهم في حشد حضر معزياً أسرة أحد المتوفين في منطقة الطلح – مركز مديرية سحار (( يا رجال الحمد لله صعدة صفيناها من العملاء والخونة – يقصد المشائخ والوجهاء وأبناء القبائل الذين دخلوا في صراع مع الحوثي طوال السنوات الماضية – باقي معنا الوهابيين في دماج وجامع ربحه \"دار لتحفيظ القران الكريم في صعدة \" الوهّابي في نظر الحوثيين كل شخص يعتقد أن الضم والتأمين من سنن الصلاة على أي مذهب كان – وهو ما جعل المئات من الحاضرين يغادرون أماكن العزاء بعد ردهم عليه قائلين: (( زدتوا علينا سبع سنوات واحنا نقاتل الجيش \" دفاع عن الحوثي \" لكن الهجوم على دار القرآن أو دار الحديث بدماج منكر وما احنا معاكم فيه))

دماج مأساة إنسانية تجأر بالشكوى.

الجميع في دماج يشكون وطأة الحصار وتكالب الخصوم ، يصرخون ألماً من شدة الجوع ونقص الدواء ،أوضاع كارثية امتزجت فيها المأساة بالمعاناة واصطدمت آنّات الجرحى -وهم ينزفون حتى الموت-ببكاء الثكالى وآهات المكلومين. قنص للنساء والأطفال ، جثث تحللت وأخرى بدأت في التحلل ، محلات صغيرة \" حوانيت\" لبيع المواد الغذائية نفد ما بداخلها وأخرى توشك على النفاد، عيادة لاثاني لها لا يوجد بها حتى قطعة شاش ، كثير من ذوات الأحمال أجهضت حملها من هول الانفجارات . وموت للأطفال والمواليد، وولادة أطفال ناقصي الوزن، بالإضافة إلى إصابة الكثير بسوء التغذية الحاد وانعدام تام لحليب الأطفال. وقطع أنبوب الماء الذي يصل إلى المنطقة ، إطلاق نار على سيارة للإسعاف حاولت الدخول إلى دماج لإسعاف الجرحى كما يؤكد مصدر محلي ، ومصدر طبي يؤكد لموقع مأرب برس الإخباري :أن طفلا توفي في نقطة الخانق، جراء منع الحوثيين إسعاف امرأة إلى صعدة، كانت في حالة مخاض، ما تسبب في وفاة طفلها في النقطة العسكرية للحوثيين. وغياب حاد في أدوية السكر والضغط، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بالإسعافات الأولية للجرحى، مثل مادة المورفين، والبوتجين، والمطهرات والخيوط الجراحية والمشارط والمضادات الحيوية.

أما الطعام فأسر لا تجد ما تأكل غير بعض حبوب الذرة الغير مطحون مع جرعات قليلة من الماء ، واسر تعيش طوال يومها على حفنة من الزبيب المدخر من الخريف الماضي. كل ذلك في دماج وما خفي كان أعظم.

طلاب دماج مناشدات أجنبية وتساؤلات يمنية

ذكرت مصادر محلية من منطقة دماج أن عدداً من الطلاب الأجانب قاموا بالتواصل مع سفارات بلدانهم في صنعاء طالبين منهم سرعة الضغط على الحوثيين حتى يتم إيقاف العدوان عليهم، محملين الحوثي والحكومة اليمنية المسؤولية الكاملة كونهم دخلوا إلى اليمن لطلب العلم بطريقة رسمية ، ومؤكدين أنهم لن يسكتوا عن دماء زملائهم التي سفكت في دماج ، مشيرين إلى إعدادهم ملف موثق ومتكامل بالانتهاكات والجرائم التي قام بها الحوثيون على أمل أن يقدمونها – عن طريق سفاراتهم – إلى محكمة الجنايات الدولية كجرائم ضد الإنسانية .

وتأتي هذه المناشدات بعد مقتل 2أندونيسيين ، و2أمريكيين وروسي وطفل جزائري نزف حتى الموت ، وفرنسي ، وإماراتي ، وبريطاني ، وماليزي .

من جانب آخر استنكر العشرات من الطلاب اليمنيين المتواجدين في دار الحديث بدماج تلك الافتراءات التي يروج لها الحوثيون : مفادها أنهم يدافعون عن أنفسهم ، متسائلين من الذي يدافع عن نفسه؟ الذي أتى من خولان أو رازح أو منبه أو همدان أو غيرها من المديريات بكامل عتاده -في إشارة إلى الحوثيين - أم من هو في منطقته وفي منزله ؟.

وتهكم الطلاب على تلك التصريحات قائلين : نحن لم نهاجم ضحيان !! ولم نداهم منزل الحوثي !! ولم نعتدي على مطرة \" مركز قيادة الحوثي \" حتى يتشدق الحوثيون ويتعللون كذباً وزوراً – حسب قولهم – بانهم يدافعون عن أنفسهم.

وختاماً :

يستمر القصف ، وتزداد المعاناة ، وتنزف الجروح ، ومع ذلك لا بد أن يُدِمع دخان الكارثة عيون من سعى إلى ايقاد نيران الحرب ، ولزاماً على من يعشق رائحة الدم ويتمترس خلف شعارات الزيف والخداع أن يتحمل نتائج الموت والدمار . ... والى لقاء متجدد إن شاء الله .