فشل اول ثوره سلمية في الربيع العربي، والمعارضة سرقت الثورة
بقلم/ عامر بن شرحبيل الشعبي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الجمعة 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:55 م

كنا نعلم بان إطالة أمد الثوره في الجمهورية العربية اليمنية لن يكون في صالح الثوره والثوار ومن يدعى بان الثوره قد نجحت فهو مخطئ !

ورغم انها جاءت في وقت مناسب وجهزت لها كل سبل النجاح من دعم مادي ومعنوي داخليا وخارجيا" وسخر لها الاعلام المحلي والعربي والدولي كل امكانياته الا انها فشلت رغم صدقها ، ولو كان كتب لها ا لنجاح لغيرت وجه التاريخ العربي والعالمي لسبب بسيط وهي انها جاءت وانطلقت من بلد فقير، لازالت تحكمة قوانين القبيلة، وشعب مسلح لم يعرف معنى الديمقراطيه في حياته اوالحراك السلمي ولكان اليمنيين قد ضربوا اروع الامثال عن ثورتهم وعن انتصارها ولكانت غطت على ثوره تونس ومصر. واصبحت من ضمن الثورات العالمية التي سيتحدث عنها التاريخ طويلا " لانها ستؤثر في المحيط الاقليمي والدولي .

ومن قراء عن الثورات القديمة التي حدثت واستمرت سواء كانت سلمية ام غير سلمية سيرى انها لم تتوقف في ساحة التغييراو التحرير على سبيل المثال بل انطلقت الى ابواب القصورودكت الحصون والقلاع المحكمة الاغلاق !.

 ورغم اننا نعلم بان كل هذه الامكانيات لم تكن تسخر لها هو ماجعل البعض منها تتاخر بضع سنوات ولم تكن تقام لولا دعم المنشقين عن جهاز الدول وتحولهم لثوار مع الطبقة الكادحة والمظلومة في البلد ومن هذه الثورات على سبيل المثال في العالم الاسلامي ثورة ايران 1977التي استطاعت الاطاحة بالرئيس محمد رضا بهلوي عندما استطاعت المعارضه اخراج اكثر من تسعة مليون للشارع وقوبل الجيش بالورود والذي تحول لصف الشعب والمعارضه ، مما حداء بالرئيس للهروب ومغادرته ايران وهي ثورة شبيهه بثورة اليمن لو كانت واصلت انطلاقتها! ولم يوقفها زحف المتسلقين !، وايضا هروب ديكتاتورالفلبين ماركوس بعد محاولته تزوير ا لانتخابات ..وهناك كثير من البلدان التي قامت الثورات السلمية فيها من قبل المدنيين مثلا " في التشيك واستونيا عام 1989 وثورة 1905 في روسيا بقيادة جورجي جابون وثورة عمال سكك الحديد الالمان عام 1923 وثورة المهاتما غاندي عام 1931 ضد بريطانيا والتي لم تراق فيها دماء كما هي ثوره السلفادور عام 1944 ولاننسى هنا ثورة مارتن لوثر ضد التمييز العنصري وكثير من الثورات التي لايتسع المجال لمناقشتها هنا .

وعودتا" لموضوعنا المتعلق بثوره اليمن ، فنحن بكل اسى وحزن ننعى خبر مقتل الثوره في اليمن ولم يعد لجائزة نوبل التي حصلت عليها الزميله توكل كرمان اي اهمية لانها لم تتوج بالقبض على هذا السفاح واستطاعت باعطائها الجائزه ابعادها عن ساحة النضال !!! .

لقد اعطيت جائزة نوبل لاقوى امراءه معارضه في اليمن مقابل توفيرالحماية لهذا الطاغيه .

ولاننا كنا نامل انها ستكون في مصاف النساء التي حكمن اليمن بلقيس واروى ونجحن اكثر من الرجال في ان يكون العدل هو الاساس وكنا نامل بان المراءه اليمنية آن الاوان لها ان تكون على كرسي الرئاسة بعد ان مللنا من الحكام السابقين الذين لايعيشون الا على الدماء والقتل والتمسك بكرسي الرئاسه مدى الحياه . ولازلت انظر ان المراءه اليمنية هي اصلح من يحكم اليمن اذا مااراد الشعب ان يعيش في رغد وهناء .

نعم فشلت الثوره اليمنية وانتصر الراقص على رؤوس الثعابين في ان يجد له ولاولاده ومقربية كل الحصانه على كل الجرائم ا لتي ارتكبها خلال سنوات حكمة في حق الشعب اليمني وشعب الجنوب العربي ونجحت المعارضه في طوي صفحتها السوداء مع الرئيس وهذا ماكانت تريده المغفره لعلي عبدالله صالح واولاده عن جرائمهم والمغفره لها ايضا " ولاول مره سيتغير الشعار القائل ان ا لجرائم تسقط بالتقادم !!!، ويتحمل اسباب الفشل هذا قادة المعارضه الذين اوقفوا زحف الشباب واطفاءوا شمعتهم !!.وانقلبوا على الثوار!.وساندتهم السعودية وامريكا في ان يتحول طاغية وقاتل وسارق الى بطل وان يحمل معه الصكوك الحصانه واموال اليمن المنهوبه للخارج معزز مكرم !!!. هذه الاموال التي سيتخدمها ضد شعبه حتى وهو خارج السلطه ليستعيد مجده او يعطي لابنه المجد لاجل يكون رئيس لليمن من جديد وسيكون عامل عدم استقرار لليمن حتى وفاته وماكلمته التي القاها عند التوقيع الا برهان بانه تنازل مكره له ، وان روح الانتقام لازالت في نفسه ولازال يريد ان يظل عامل مساعد للحكومات القادمة وهو قادر ان يدير الحكم وهو خارج الحكم لان عبدربه منصور تعود ان لايعمل شيء الا بعد ان يشاوره في كل صغيره وكبيره .وستثبت الايام صدق كلامي هذا.

انها فعلا " جريمة في حق الشعوب التي ذاقت صنوف الذل والعبوديه من الحكام ومالقية على صالح من دعم خارجي بلا شك سيجعل كل رئيس يرتكب ابشع الجرائم مادام سيجد مخرج لجرائمة من خلال الحصانه ونهب اموال الشعوب ولانعتقد ان اليمن يستطيع ان يبني دوله حديثه لان ثورته لم تكتمل وستظل الفساد والرشوه والتحكم بمقدرات الشعب في يد حفنه صغيره من القاده والشيوخ والقبائل !. لان قيام الثورات هو تطهير الدول من انواع الفساد والرشوه والوساطه وسفك الدماء والظلم . ولو كان هناك عدل لانتزع منه الحصانه والاموال وحوكم على كل جرائمة ولنفي على صالح والمعارضه ا لتي شاركته التامر على الشعب في كل مراحل حكمة بمساعدة السعودية ،ولو كانت المعارضه صادقه فيما تقول لتنازلت على كل مفاصل الحكم ولقامت باسترجاع كل الاموال المنهوبه والاراضي لخزينة الدوله ولنفذت ماقالته مرارا باننا استعمرنا الجنوب وعلى الجنوب ان يقر مصيره الان من خلال استفتاء على الاقل ستحفظ ماء وجهها بعد ان كذبت على شباب الثوره بانها ستحاكم على صالح اينما ذهب.

من كل هذا وماسعى اليه صالح ونجح فيه نستنتج ان الثوره فشلت وان دماءالشهداء ذهبت هدرا " وانتصر على صالح ومعارضوه . والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن ان يضحي الشعب مره اخرى بالغالي والنفيس وبدماء ابناءه اذا راى ان سياسة المصالح احسن مليون مره من قطره دمة و ليس العكس، لذا فالمعارضه هي السبب وتتحمل هذا الفشل مادام رضيت ان تتدخل وتمسك باركان الثوره وناقص شيء لم تعمله المعارضه بعد وهو ان تقيم حفل وداع لعلي صالح واسرته ، وكان الاجدر بها ان تترك الشباب هم من يقرر ويصنع اهداف ثورته .. نعم ذهب الرئيس الفاسد وبقى الفاسدون حتما " والذي لن يحاكمون وسيكون فساد اكبر من ذي قبل ومادام العبره لم تكن فلن يكون من يعتبر !!!. ولم يكن انضمام المعارضه للثوار الا هروب مما ينتظرهم فيما اذا سقط الرئيس لان كل جريمة ارتكبها الرئيس كانت بمشاركة ومباركه من بعض اقطاب المعارضه .

م. عبدالرحمن العوذليالإعلام الحر والجزيرة
م. عبدالرحمن العوذلي
مشاهدة المزيد