خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
منذ شهر يوليو1978م ، صعد إلى سدة حكم اليمن الشاب العسكري علي عبدالله صالح عفاش، ذلك الشاب دون شك كانت له أحلام ترتبط بكرسي الرئاسة وتبعاته ، تلك الأحلام بدأت بتكوين شبكة من العلاقات مع مراكز النفوذ والقوة التي تصادمت مع الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي ، وبالتالي حاول الإستفادة من ما يعتبرها مواقف الحمدي الصلبة من قوى النفوذ والتي دفع ثمناً لها حياته ، إذن الرئيس صالح حاول الإستفادة من الماضي الذي كان جزءً منه ، وفعلاً تمكن صالح من نسج تلك الشبكة من المصالح مع مراكز النفوذ السياسية والقبلية وفق استراتيجية أطلق عليها(الرقص على رؤوس الثعابين...ولعب الكروت) فسخر التيار الإسلامي والقبلي لمواجهة الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى والحروب بين الشمال والجنوب ، ثم ساعدته الصراعات في المحافظات الجنوبية وسقوط المعسكر الإشتراكي على التقدم في اتجاه الوحدة اليمنية ، وفعلاً تحققت الوحدة اليمنية الخالدة بشراكة وطنية تأريخية بين القيادتين الشمالية والجنوبية ، وكانت القيادة الجنوبية أكثر وحدوية وسخاءً حينما وافقت على الوحدة الإندماجية ، ومن ثم كان عام 1990م العام الذهبي الذي وسع من أحلام صالح ، فاليمن تضاعفت مساحته وموارده والغنيمة زادت ، تلك كانت لحظة فاصلة في حياة علي عبدالله صالح ، وعلى الرغم من تقاسم السلطة السياسية وتوقيع اتفاقية الوحدة ، إلاَّ أن تلك الإتفاقية كانت تكتيكاً مرحلياً ، تأكد ذلك في الأيام التالية التي حاول من خلالها الرئيس صالح إلغاء المجلس الرئاسي والعودة مرة اخرى إلى حكم الفرد ، ونتيجة لذلك تصاعدت حدة الخلاف مع شريك الوحدة نائب الرئيس علي سالم البيض وتطور الخلاف بعودة النائب إلى مدينة عدن ، واندلاع حرب صيف 1994م ، والتي إنتهت بحسم المواجه لصالح تيار الوحدة في الشمال والجنوب ، ولكن ومما يؤسف له أن جزءً من ذلك التيار حول ذلك الحسم إلى فود ومغنم ، فتم السطو على الأموال العامة والخاصة وتحولت مساحات بالكيلومترات إلى استثمارات لكبار المتنفذين في الدولة ، بينما حرم أبناء تلك المحافظات حتى من مساحة صغير لمسكن يؤي أسرته ، ذلك السلوك الذي ينافي الشراكة الوطنية دفع ببعض أبناء المحافظات الجنوبية إلى رفض التبعية والإنتهازية من أولئك المسئولين وتطور الأمر حتى ظهر الحراك الجنوبي الرافض لكل التجاوزات التي تناقض مبدأ الشراكة الوطنية في السلطة والقوة والثروة.
أما في المحافظات الشمالية فقد أدت سياسية لعب الكروت والثعابين إلى بروز تيار الحوثيين الديني في محافظات صعدة والذي خاض عدة حروب مع السلطة ، أنتهت بخسار تقدر بمليارات الدولارات والألاف من اليمنيين بين شهيد وجريح ، ثم كانت محافظة صعدة أولى المحافظات اليمنية التي خرجت عن سلطة صالح واختار أبناؤها محافظاً جديداً.
إتبع علي عبدالله صالح استراتيجية أخرى تقوم على الاستعانة بالموالين ، ثم أبناء المنطقة ، فالمقربين ، فالعائلة ، فالأبناء ، وذلك وفق مراحل تنتهي بالتخلص من الجميع وحصر السلطة في الأبناء من خلال الهيمنة على أبرز القوات العسكرية وتوريث الحكم ، وكانت خطوة تأهيل الأبناء في أبرز المرافق التعليمية العسكرية جزءً من ذلك الجهد الذي كبح نتيجة فشل الإبن الأكبر في مسعاه الدراسي في الولايات المتحدة واستكمال الدراسة في المملكة الأردنية ، وعلى الرغم من ذلك سلم له قيادة الحرس الجمهوري ، وتم إشراكه في العمل السياسي من خلال خوض انتخابات مجلس النواب وعمل حملة إعلامية تهدف إلى تهيئة الشعب اليمني لقضية التوريث ، وفعلاً أصبح شعار بعص انصار صالح يرددون (مالنا إلاَّ أحمد علي) ، وتبعاً لتلك الإستراتيجية عدد الزوجات وزاد عدد الأبناء ، وأرسل بعضهم للدراسة العسكرية في الخارج ، كل ذلك لحلم راوده وهو التوريث وأن تصبح العائلة حاكمة لفترات قادمة ومعتمدة على الهيمنة العسكرية والقوة ، وبشكل مرحلي سلم للإخوة وابناء الإخوة والأقارب بعض المناصب العسكرية والمدنية الهامة ، على أمل أن يكبر الأبناء وأولادهم ويستحوذوا على كل كل تلك المناصب ، ومن ثم تتحول الدولة الصالحية من حلم إلى حقيقة ، وكانت البدايات لقيام تلك الدولة بإنشاء مؤسسات ترمز إلى إسم صالح مثل (جامع الصالح ، جامعة الصالح ، جمعية الصالح الخيرية ، ومدينة الصالح السكنية ، وعدد آخر من الجمعيات والمنشآت التي سميت بإسم صالح )ولكن تلك الإستراتيجية كانت القاصمة ، لأن كثير من الأصحاب والموالين عسكريين ومدنيين تحولوا على خصوم بمجرد كشف تلك النوايا ، وعلى الرغم من محاولة المعارضين الوقوف ضد ذلك الطموح وتلك الأحلام ، لم يتمكنوا من إثناء صالح عن تحقيق تلك الطموحات ، وكان التيار المؤيد لتلك التوجهات الأكثر تأثيراً ، وما مقترحات التمديد التي عرفت بقلع العداد لصاحبها(البركاني) إلاَّ تحدياً لقوى المعارضة السياسية والقبلية .
أمام جمود الموقف وإقدام علي عبد الله صالح على إجراء الإنتخابات وإقرار تعديلات التمديد الدستورية ، تندلع الثورة التونسية ثم المصرية ، وتصل شرارتهما إلى اليمن ، ويخرج عشرات الشباب مدشنين الثورة اليمنية ، عندها قال صالح اليمن ليست مصر ولا تونس محاولاً تجاهل تنامي الثورة الشبابية ، ولكن ما لم يكن في الحسبان أن تلك الأعداد البسيطة من الشباب الذين تربوا وترعرعوا في عهد صالح ستسحب قوى الشعب الحية إلى ساحات التغيير والحرية ، وبما لايتوقعه علي عبدالله صالح وأركان نظامه ، اتسعت الخيام وتضاعف أعداد المنضمين ، ومحاولة لإستدراك الموقف حاول أنصار صالح وقف تمدد ساحات التغيير والحرية في بعض المحافظات ، وكانت النتيجة مذبحة جمعة الكرامة ، ومحرقة ساحة الحرية بتعز ، ومجازر ساحات الحرية بعدن والأحداث المماثلة في الساحات الأخرى ، ولكن ظل الحلم يبتعد وإرادة شباب الثورة لا تلين وصمودهم وسلميتهم تتفوق على الآلة العسكرية القاتلة التي تحاول التشبث بتلك الأحلام الساقطة ، ولكن أخيراً ومع اشتداد الضغوط الداخلية والخارجية وقع علي عبدالله صالح عفاش المبادرة وسقطت أحلامه الملكية في توريث الحكم وأشياء أخرى ، حتى وإن حاول الإلتفاف على التوقيع كما حدث في سابقة وثيقة العهد والإتفاق فإنه لن يتمكن من ذلك ، لأن الأوضاع على الأرض لن تمكنه من ذلك ، نحمد الله حمداً كثيراً على رحمته ، ونرجوه تعالى أن يوحد اليمنيين على كلمة الحق إنه على ما يشاء قدير.