تفاجئ الأمريكان وتسقط مشاريعه
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و يوم واحد
الخميس 22 سبتمبر-أيلول 2011 04:02 م

ثورات شعبية عارمة كسحت أنظمة العمالة والاستبداد .. وبالتالي الشعوب العربية والإسلامية أصبحت تعي ما تقوم به وتتحرك لآجلة .. فهتفت بصوت الحرية والخلاص من أنظمة ظلت ولا زالت مستبدة وظالمة .. وفي نفس الوقت أمريكا ودول الاستكبار العالمي قامت بصنع هذه الأنظمة الفاسدة وفق الأطر \"الأمريكية الصهيونية \" ..

في المقابل أمريكا وأزلامها في المنطقة تحاول دون الحيلولة في نجاح هذه الثورات .. والتي أقضت مضاجعها وخلطت أوراقها ومؤامراتها الشيطانية .. فالسعي الحثيث والكبير من قبل أمريكا في المحاولة لإحباط وإفشال هذه الثورات .. ومن ثم الالتفاف عليها وتغيير مسارها الصحيح .. فأمريكا أمام ثورة الشعوب العربية تسعى إلى تفريغ حالة الغضب .. وإجراء تعديلات شكلية تحافظ على بقاء الأنظمة المستبدة وتحتوي بذلك البلدان المتبقية وتبتزها لتقديم تنازلات ...كما أن أمريكا تتحايل على الشعوب وتعلن عن وقوفها معهم لاحتوائهم وتقديم بدائل جديدة تخدم المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة ...

أن إرادة الشعوب فوق كل الإرادات وأمرهم بأيديهم ويتحركون وفق الأطر القرآنية البحتة ، فما حدث في تونس ومصر يثبت بأن الشعوب قادرة على التغيير في ظل مشروع قراني إسلامي يمنع الاختراق .. فأن دل هذا على شيء فإنما يدل على وعي هذه الشعوب في التحكم على حياتهم الكريمة التي كفلها لهم الله سبحانه وتعالى في \" القران الكريم \".. بحيث يتحركون في إطار الوعي القرآني الذي ينبثق منه التحرك للتغيير وتصحيح مسارات هذه الشعوب .. والمضي في طريق الفوز والفلاح ليعيشوا كرماء أحرار من جبروت الطغاة والعملاء .. فأمر الشعوب بيد الشعوب إذا أرادت التحرك والتغيير.. في نفس الوقت هي مسألة أساسية في قدرتها على التغيير.. فالأحداث الراهنة في تونس ومصر أثبتت ذلك وعلى الشعوب تحمل المسؤولية المترتبة عليها .. حيث أن التحرك بدون مشروع قراني بحت سيفشل ويكون مخترق من قبل أعداء الإسلام \"أمريكا وإسرائيل \" .. وستسنح الفرصة لهم في ادلجت التغيير الذي دأبت به الشعوب وتحركت من أجله .. وسيقدمون المشروع البديل \"الصهيو الأمريكي \" المعروف لدى كل المسلمين بأنه ينشر ثقافة الإلحاد والكفر والفساد بأشكاله المختلفة..

فما قدمه الشعب التونسي وكذلك الشعب المصري من نموذجان رائعان للتحرك للتغيير والانتفاضة .. وانفرد الشعبين بصورة فوتوغرافية جميلة يشدوا بها أبناء كلا الشعبين ويتحقق بعد ذلك المبتغى في كسح وإسقاط نظامين عميلين في خلال أيام قليلة ومعدودة ، هنا تولدت معادلة أساسية ومحورية لانطلاقة الشعوب في الانتفاضات والتحرك نحو التغيير.. فالشعب التونسي وكذلك الشعب المصري أعادا للشعوب العربية والإسلامية أمجادها في التحرك و التغيير والانتفاضة .. حيث قاوموا كل أشكال الظلم والتجبر وهتفوا بصرخة الحرية التي كسرت زجاجة الظلم والجبروت ..ولعَلَّ بداية انتفاضة الشعب التونسي والمصري تكون بادرة خير طيبة .. و شرارة حرية للشعوب الأخرى المسلمة فتبعث روح قوية في جسد هذه الشعوب ليتحركوا ويقفوا أمام هذه الأنظمة الملطخة بأيادي الظلم والقتل والعمالة .. فلا بد للحق أن يظهر علناً، ويسود كل بلدان الإسلام والمسلمين .. ويأتي الصبح الموعود لهذه الأمة المسلمة لكي تحيي واقع \" القرآن الكريم\" من جديد ويكون الدين عند الله الإسلام ..

إن ما حدث في تونس ومصر هو درس على الجميع استيعابه شعوباً وأنظمة .. وأيضا تذكير لكل حاكم أو زعيم مستبد في الحكم على شعبه .. وتذكيراً في نفس الوقت لكل هؤلاء الزعماء الذين ظلوا ولا زالوا يكمحون شعوبهم ويقهرونهم .. فعليهم مراجعة حساباتهم وأن يستفيقوا من غفوتهم وأحلام اليقظة التي تكمن في عقولهم الشيطانية والعميلة .. حيث أن بطشهم بشعوبهم لكي يتم السيطرة والاستحواذ لمقدرات وثروات هذه الشعوب.. كيف لا وهم من يسعون بكل ما أوتوا من قوة لضرب الشعوب وإذلالهم بشتى الطرق والمحاولات المختلفة .. فمحاولات الضرب بيد من حديد لإسكات شعوبهم لن تجعلهم بمنأى عن العقاب وسيتحقق المستحيل في انقلاب المعادلة وانعكاس الأمور على أيدي المستضعفين من أبناء شعوبهم ..

وبالتالي ما حصل في مصر وتونس كان أمر مفاجئ لأمريكا اقض مضاجعها واسقط مشاريعها ومؤامراتها في المنطقة .. هنا لم تستطيع أمريكا أن تعمل أي شيء للمحافظة على زعيمين بنتهم أمريكا لسنوات طويلة وأصبحوا حلفاء استراتيجيين لها .. في المقابل ركبت أمريكا موجة التغيير وحاولت الالتفاف على الثورة التونسية وكذلك المصرية لتبحث من جديد لموطئ قدم في مصر وتونس .. وفي نفس الوقت استحسنت الشعوب العربية نموذجي تونس ومصر في التحرك للتغيير .. فدأبت الشعوب العربية في التحرك صوب التغيير والمطالبة بإسقاط الظالمين والعملاء ..لكن هنا تباين الموقف الأمريكي والصهيوني تجاه هذه الصحوة ليتحركوا بحفاوة وجد لكبح الثورات العربية وتغيير مسارها وتحويلها من سلمية إلى صراعات ومواجهات مسلحة لتوحي بعد ذلك لعملائها من الزعماء اقمعوا شعوبكم وقتلوهم وارتكبوا بحقهم المجازر البشعة وبالتالي يظهر موقف أمريكا ودول الاستكبار العالمي في المرادفة للأنظمة والمحاولة في الحفاظ عليها فأن تم ذلك وإلا يتحركون في الاتجاه المعاكس ويقدمون أنفسهم كمخلصين لهذه الشعوب من جبروت هؤلاء الزعماء كما حصل في ليبيا وما سيحصل في اليمن .. فهنا ثورتين نجحت بدون تدخل خارجي استعماري \"كتونس ومصر\" وفي المقابل ثلاث ثورات عمدت أمريكا أن تلعب الأدوار والسيناريوهات المختلفة فيها كاليمن وليبيا والبحرين ..

ثمة مفارقة عجيبة في تنوع الموقف الأمريكي تجاه صحوة الشعوب وإرادتها الصلبة في الانتفاضة والتغيير .. حيث أن الشعوب الإسلامية تحركت وانتفضت في كلا من \"تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا \" فتونس ومصر نجحت الثورة والتغيير في غضون أيام معدودة كما تفاجأ الأمريكيون وكذلك الأوربيون بهذه الثورات ولم يستطيعوا أن يتحركوا وينشطوا لكبحها وتحويل مسارها الصحيح .. في نفس الوقت لم يجدوا خيار إلا أن يركبوا موجة التغيير ويثبتوا موقفهم مع شعبي تونس ومصر .. ليكن بعد ذلك التفاف على الثورة ومبادئها وسلميتها ونموذجها الرائع الذي احتذى ــ حذوه بقية الشعوب الأخرى .. فشكلت هذه الثورات خطراً كبيراً وانعكست الأمور سلباً على المشروع \"الصهيو أمريكي\" في المنطقة ..

فما تقوم به الأنظمة العربية من تعسف ضد أبناء شعوبهم بات واضحاً وأصبح أمرا مسلماً به من قبلهم .. فالظلام الدامس الذي يتحركون فيه يملأ سماء شعوبهم وبلدانهم العربية والإسلامية .. فيسعون لحجب النور والتبصر عن شعوبهم لكي لا يتطلعون على العالم .. ويعرفون ما يدور في البلدان الأخرى فأنسوهم كل ما هو جميل وجعلوهم بدون كرامة ولا حياة رغدة يعيشون فيها .. حيث أن هذه الأنظمة تسعى إلى قتل وتصفية الشعوب وتتخذ سياسة التجويع والجرع الاقتصادية لكي لا تستطيع الشعوب أن تحمل موقف ضد أعداء الإسلام \"أمريكا وإسرائيل \" .. لأن الأنظمة القائمة اليوم في البلدان العربية والإسلامية قد اتخذهم العدو عملاء له يهيئون ويدجنون الأمة الإسلامية لتقبل هذا العدو الذي لا يريد الخير لهذه الشعوب الإسلامية .. وقد كشف الله سبحانه وتعالى نفسية هذا العدو الخبيثة في \"القران الكريم \"

فعلى الجميع أن يعي جيداً انه لا حل للشعوب الإسلامية والعربية إلا بالعودة إلى القرآن وتفعيله في واقع حياتهم .. وفي نفس الوقت لا يمكن أن ينجح تحرك أو تغيير للشعوب إلا في ظل مشروع قرآني بحت يمنع الاختراق ويبني أمة قوية مترابطة .. ويكون الدين عند الله الإسلام ويربي نفسيات المسلمين لتكون راقية متحدة .. تعمل جاهدة في إعلاء كلمته الله لتكون العلياء وكلمة الذين كفروا السفلى ..فلا بد من الاصطفاف أمام هذا العدو المتربص والماكر ..

وبالتالي على الزعماء العرب أن يستجيبوا لمطالب شعوبهم ويعرفوا أن هذه الثورات حقيقية وسوف تعصف بكل عملاء وأيادي أمريكا في المنطقة ..

مشاهدة المزيد