لكم الله أيها الإصلاحيون !!
بقلم/ صادق امين
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 26 يوماً
الأربعاء 29 يونيو-حزيران 2011 07:15 م

هذه الكلمات أبوح بها إليكم أخوتي في الله وكل المسلمون إخوتنا , أقولها لكم أيها الدعاة , إليكم أيها الإصلاحيون , أقولها لكم وانتم تسيرون في طريق الدعوة إلى الله المليء بالأشواك , أقولها لكم في زمن أصبح ذكر الحزبية كبيرة من الكبائر في وطن ينادي بالدولة المدنية ويا للعجب !! أقولها وانتم تسيرون واثقي الخطى مهما حصل , صابرين على الأذى والكثير يهجوكم – بقصد أو بغير قصد - أقولها وأنا أرقبكم وأرقب الثورة من خارج الوطن الحبيب وكلنا فخر بهذا الشعب الأبي, أقولها لكم واستأذن كل ثائرٍ في الساحات بأن أوجه هذه الكلمات خاصة لأفراد فصيل أصيل من هذه الثورة المباركة هو التجمع اليمني للإصلاح .

أقول لكم الله أيها الإصلاحيون , يا من حملتم هم وطنكم والنهوض به – مع غيركم- وجعلتموه هدفاً لكم , يا من حملتم منهاج الإسلام طريقاً إلى تحقيق الحياة الكريمة للإنسان وتحقيق العدالة , يا من جعلتم شعاركم ( يمن نبنيه , شرعٌ نعليه , أوضاع نصلحها ) واخترتم النضال السلمي وسيلة لكم ورفعتموه شعاراً منذ تأسيس حزبكم .

لكم الله أيها الإصلاحيون , عندما تسمعون الشبهات من حولكم من هنا وهناك , من الصديق والعدو , في ظل هذه الحملة المسعورة لتشويه سمعتكم عند الناس , يذمون الحزبية ويقصدونكم أنتم دون الأحزاب الأخرى – والبعض منهم قد ينتمي لحزب- , يذمون المشترك وينعتونه والمقصود هو الإصلاح , لأنهم يعرفون أن من يتأثر بهذه الشبهة هم الناس أصحاب التدين الغير منظمين لحزب , لكن تذكروا قول الله تعالى : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .

عندما ترون الكثير يرددون , انتم أيها الإصلاحيون هدفكم السلطة , وانتم في الوقت ذاته تعطون من أموالكم وتدفعون اشتراككم المالي لهذه الدعوة , تذكروا أن هدفكم اثنان : إيصال الإيمان إلى قلب الحاكم , أو إيصال المؤمنين إلى الحكم , ولعدم تحقق الأولى فالثانية وجبت والمؤمنون من كل الأطياف والألوان وليس من حزبكم فقط , وتذكروا ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم ) .

لكم الله أيها الإصلاحيون عندما يصفونكم بقلة العلم الشرعي وانتم في لقاءاتكم يكون محاورها القرءان وتفسيره والحديث والسيرة النبوية وغيرها من العلوم الشرعية والتي تتدارسونها أسبوعيا من أصغر وحدة تنظيمية إلى أعلى هرم في قيادة الحزب , تقيمون المراكز الصيفية , وتديرون دور القرءان الكريم وتربون الأجيال من حفظة القرءان وعندما لقيتم فرصة الجمعيات الخيرية لم تألوا جهداً في خدمة شرائح واسعة من هذا الشعب , تدعمون الفقير وتساعدون المحتاج وتساهمون في تنمية المجتمع بشرياً بالدورات وغيرها من الأنشطة , والتي يشهد لها من كان منصفاً ومتجرداً عن الهوى , ورغم ذلك تتلقون الأذى صباح مساء وتواجهون حملات ممنهجه لتقويض جهودكم بإثارة الشائعات حولكم , وتذكروا قوله تعالى ( قال سأستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم ).

لكم الله ايها الاصلاحيون , ومقراتكم تعمر بالأنشطة الإيمانية كقيام الليل والندوات العلمية والدورات المهنية , وهذا ما تعلمته منكم منذ التحاقي بمحاضنكم الدعوية , التي علمتمونا فيها على الإيمان والإخلاص وحب الخير للآخرين وعلى فهم معاني الإسلام وتعاليمه الأصيلة .

لكم الله أيها الإصلاحيون عندما تسمعون من يقول أنكم فئة يقودها مجموعة من القبليين وتناسوا هؤلاء أنكم في حزب مؤسساتي منظم لا للفردية مكان فيه , تنتخبون مجالس شوراكم كل أربع سنوات وتتعلمون على معاني الشورى وتغرسونها في نفوسكم وجعلتم الشورى ملزمةً لكم في كل قراراتكم , قال تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) .

الكلام يطول ولكنها خواطر أبعث بها إليكم وأنتم في ساحات الحرية في جميع أنحاء اليمن مع إخوانكم من الثوار من الاتجاهات الأخرى فالله الله في أخوتكم والتعاون فيما بينكم .

أقول كلمة لقومنا , حتى لا يفهم من كلامي أن هولاء الإصلاحيون ملائكة , أقول أننا تجمع بشري قد يكون بيننا من دخل بنية الإفساد , فينا الطامع في الدنيا , فينا المذنب , فينا أصحاب المصالح , قد يكون في بعض المناطق من شوه سمعتنا بتصرفاته , ولكن هولاء هم قلة قليلة , لا تلبث الدعوة أن تصفي نفسها منهم وهو أسرع الناس تساقطاً على الطريق , والحكم على الناس يكون بالغالب وليس بالقلة أو الشذوذ .

وحق لكم أيها الشعب اليمني أن تفتخروا أمام العالم العربي أن عندكم مثل هذه المؤسسة الحزبية التي تدعى الإصلاح , تلك المؤسسة المرتبة المنظمة التي يحمل كثير من أفرادها شهادات علمية عالية , ووعي ثقافي وسياسي وتنموي , وهذا الكلام يصدقه كل منصف وعالم بالأمور .

ولكن .. هناك بعض التوصيات العابرة لتزيدنا ثباتاً على الطريق , عليكم أن تكونوا أكثر انفتاحا على الشعب اليمني بكل فئاته , عليكم أن تتقبلوا رأي الآخرين والنقد البناء لكم حتى تقوموا الاعوجاج , كونوا خير الناس لقومهم , أحبوهم في الله جميعا حتى من عاداكم فاعذروه , وليكن في تجربة حزب العدالة والتنمية التركي مثالاً لكم في الانفتاح على الآخرين , عرفوا الناس بكم وبمنهجكم , وأولا وقبل كل شيء قووا علاقتكم بالله وأكثروا من الطاعات فالمسئولية أصحبت أكثر حملاً عليكم فاستعينوا بالقرب من الله عليها .

في الأخير اخترت لكم هذه الكلمات علها تكون بلسما للجراح وشارحة للصدور واعذروني على طول الإقتباس لأنها كلمات في غاية الدقة , قالها الإمام البنا في الثلاثينات من القرن الماضي في رسالته - بين الامس واليوم - تحت عنوان : العقبات في طريقنا :

(( أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم كثيرًا من المشقات، وسيعترضكم كثير من العقبات .. في هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات .. أما الآن فلا زلتم مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد .. سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم .. وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله .. وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجوهكم كل الحكومات على السواء، وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم، وأن تضع العراقيل في طريقكم ..

وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم، وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة والأخلاق الضعيفة والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالإساءة والعدوان ..

وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلام الاتهامات، وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة، وأن يظهروها للناس في أبشع صورة معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }..

وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان .. فتسجنون وتعتقلون وتشردون وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم .. وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثابة العاملين المحسنين : { ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ... فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين }.. فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله ؟ .))