كنا نعيش في مستنقع من الخيانة...ثورة الشباب كشفت المستور
بقلم/ د: حسين عبدالقادر هرهره
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
الخميس 23 يونيو-حزيران 2011 04:04 م

كشفت الثورات العربية عن اسرارها، وكشرت نظم الحكم عن انيابها، وراينا حقائق الامور التي كانت مخفية عنا، شعوب مغلوبة على امرها، وانظمة قمعية ارهابية تظهر على حقيقتها، كنا نعتقد ان الاوضاع الدولية والاقتصادية هي السبب الرئيس في تخلف هذه الامة، وكنا نعتقد ان موارد البلاد العربية غير كافية لأي نهضة اقتصادية او علمية او صناعية لهذه الامة، وكنا نعتقد ان حكامنا ثورجيين وانهم وطنيين وانهم يحبون شعوبهم ويسهرون الليل والنهار يدبرون امور دولهم، وكنا نعتقد ان استمرارهم في الحكم ضرورة فرضتها الظروف وان صلاح الشعوب يتطلب بقائهم، وكنا نعتقد انهم لا يفرطوا بسيادة اوطانهم ، وكنا وكنا وكنا.

ولكن بدأت الفاجعه من تونس، فهذا الرئيس الذي صم آذاننا بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان فاذا به اول سارق لاموال الشعب التونسي، وقد هالني ما رايت في منزله عندما تم تفتيشه من قبل رجال الامن والمباحث وتم تصوير الخزائن السرية ورأيت المجوهرات والذهب والهدايا الثمينة والاموال السائلة من كل العملات الاجنبية ، وقد حملت السيارات من قصره فقط مايزيد عن اربعين مليون دولار غير الاموال العينية التي لم تقيم باسعارها، ثم توالت الاخبار عن المليارات في البنوك الاجنبية، والمصيبة والكارثة ان بن علي المجرم لم يكن حرامي اموال بل متهم بغسيل الاموال وبيع المخدرات ورفعت ضده اكثر من تسعين قضية في المحكمة وصدر ضده حكم مبدئي ب خمسة وثلاثون عاما بالسجن هو وزوجته، وكان ذلك في عدة تهم فقط وهناك تهم سوف تحول الى القضاء العسكري وسوف يحكم عليه ايضا باحكام اخرى قد تصل الى الاعدام، هذا غير ماتكشف من سيطرة اقارب زوجته على مفاصل الاقتصاد التونسي وعدم السماح للمستثمرين باي نشاط الا من خلال مشاركتهم.

اما الفاجعة الثانية فقد كانت في مصر المحروسة، ورئيسها مبارك وما ادراك ما مبارك، الشعب المصري يعيش بين المقابر ويقدر الذين يعيشون في منطقة المقابر في مدينة القاهرة بين مليون ونصف الى ثلاثة ملايين ونصف، وفي آخر زيارة لي الى قاهرة المعز رأيت بعيني هذا البؤس وهذا الشقاء الذي يعيشه اخواننا واهلنا في مصر، وهذا المجرم يحتكم على اكثر من سبعين مليار دولار في البنوك الاجنبية، ويشاركه ابنائه جمال وعلاء وزوجته سوزان .

الخبراء الماليون يقولون حسب التقارير التي نشرتها الصحافة الاجنبية ان جمال ووالده بنيا امبراطورية من العقارات والثروات في بريطانيا ولديهم حسابات مالية في البنوك السويسرية ونيويورك ولوس انجلوس وغيرها، وسلسلة عقارات في منهاتن نيويورك وبيفلرلي هيلز في كاليفورنيا، بالاضافة الى المدن المصرية السياحية المطلة على البحر الاحمر،وعمولات في صفقات سلاح وصفقات عقارية مشبوهة في القاهرة ومناطق الاستثمار السياحي في الغردقة وشرم الشيخ"، وتشير التٌقارير إلى أن "ثروة مبارك بلغت في العام 2001 نحو عشرة مليارات دولار أغلبها أموال سائلة في بنوك أميركية وسويسرية وبريطانية مثل بنك سكوتلاند الإنجليزي وبنك كريديت سويس السويسري ". وتؤكد المصادر الصحفية أن جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم في مصر، يملك وحده "ثروة تقدر بـ17 مليار دولار موزعة على عدة مؤسسات مصرفية في سويسرا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا ". ووفق المصادر فإن "جمال يملك حسابا جاريا سريا في كل من بنك يو بي أس وآي سي أم وتتوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولايات المتحدة وبريطانيا منها مؤسسة بريستول آند ويست العقارية البريطانية، ومؤسسة فايننشال داتا سيرفس، التي تدير صناديق الاستثمار المشترك ". أما السيدة سوزان مبارك فتقول الصحف نقلا عن "تقرير سري تداولته جهات أجنبية عليا" إن سوزان دخلت نادي المليارديرات منذ العام 2000، "وتتراوح ثروتها بين 3 و5 مليارات دولار معظمها في بنوك أميركية، إلى جانب عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي ". وتشير الصحيفة إلى أن قيمة ممتلكات علاء مبارك وأمواله الشخصية داخل وخارج مصر تقدر بنحو 8 مليارات دولار، منها عقارات تعدت قيمتها 2 مليار دولار في شارع روديو درايف بلوس أنجلوس - أحد أرقى شوارع العالم-، وفي ضاحية منهاتن في نيويورك، بالإضافة إلى امتلاكه طائرتين شخصيتين ويخت ملكي تفوق قيمته 60 مليون يورو .

عدا ذلك اغلب رجال الحزب الوطني المنحل ومجموعة المنافقين والدجالين الذين يديرون الصجف القومية والقنوات الاعلامية الرسمية الذين لايقل ثرائهم عن مبارك وعائلته والذين صموا آذاننا عن القومية ومحاربة الصهيونية العالمية واستهداف مصر من قبل القوى الظلامية(يقصدون الاسلاميين)، وفي الاخير ينكشف المستور فاذا بهم مجموعة من الحرامية وقطاع الطرق ومن الذين تربوا في (كارات) اللصوص، وشعبهم يموت من الامراض والمياه الملوثة والسرطان، وهم يعيشون في القصور لا يرف لهم جفن.

ومرورا بالقذافي الذي لايمكنني ان اوفيه حقه مهما كتبت عن افعاله في الليبيين وعبثه باموال الشعب هو وابنائه الفاسدين الذين تمتلىء صحافة الغرب بفضائحهم ومجونهم ثم انتهى به المطاف الى تجنيد مرتزقة لقتال الشعب الليبي العظيم صاحب البطولات والتاريخ واحفاد عمر المختار امير المجاهدين .

واخيرا علي صالح وشلته من الحرامية وابنائه وابناء اخوانه واخوان زوجاته وابناء عمومته وبقية اسرته، وهناك انباء متضاربة عن ثروة الرئيس صالح وعائلته وقد ذكرت مصادر متخصصة في الشؤون اليمنية التوصل إلى معلومات مهمة عن ثروة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والتي تقدر 37.3 مليار دولار والتي تم جمعها خلال حكمة والممتد 33 عام ومعظم الثروة تم جمعها بعد اجتياحة للجنوب عام 94م. وتلك الاموال موزعه بين أرصدة واستثمارات عقارية متعددة وصفقات غير مشروعه في عدة دول حسب تلك المصادر ومنها منظمة الشفافية الدولية ومن شخصيات مقربة من الرئيس صالح والتي كان يعتمد عليها في إدارة استثماراته إلى فترة قريبة وإن الرئيس صالح ومستشاريه الاقتصاديين قد استثمروا أمواله بطريقه في غاية السرية تحسبا من الملاحقة القانونية إن تم الكشف عن هذه الأموال وطريقة كسبها الغير مشروع وقالت هذه المصادر إن الرئيس استثمر تلك الأموال بأسماء خمسة بيوت تجارية يمنية وبيت تجاري سعودي خليجي يمني وبالمشاركة مع رجال أعمال خليجين كبار وكذالك بعض المؤسسات المالية الخليجية واموال اخرى تم استثمارها في مصر وأوربا ودول شرق أسياء وقال المصدر إن 22 شخصية مالية يمنية تقوم بإدارة تلك الأموال وأضافت تلمك المصادر إن أكثر من 246 شخصية يمنية من ضمنها أبناء اخوة الرئيس صالح وأشقاء الرئيس من الأم وبعض المسئولين المتنفذين في الحكومة اليمنية وبعض المشايخ المقربون من الرئيس اليمني صالح والتي تقدر ثروتهم مابين 18 مليار دولار و22مليار دولار وهناك أسماء أخرى لازال البحث والتأكد منها وحجم الأموال التي تمتلكها ولها صلة كبيرة في مركز القرار اليمني

الجدير ذكره إن اليمن تأتي في المرتبة (146)  قبل الأخير في قائمة الفساد المالي وبدرجة 2.2 درجة وهي درجة متدنية في التقييم الدولي حسب تقريرالمنظمة لعام 2010 م وجدير بالعلم أن مؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية يقيم ويرتب الدول طبقا لدرجة إدراك وجود الفساد بين المسئولين والسياسيين في الدولة، وهو مؤشر مركب يعتمد على بيانات ذات صلة بالفساد تم جمعها عن طريق استقصاءات متخصصة قامت بها مؤسسات مختلفة ومستقلة وحسنة السمعة. و يعكس أراء أصحاب الأعمال والمحللين من جميع أنحاء العالم متضمنا المتخصصين والخبراء من نفس الدولة الجاري تقييمها. ويقوم البروفسور جون قراف لامسدورف ، من جامعة باساو في ألمانيا وهو باحث ومستشار لمنظمة الشفافية الدولية، على العمل على مؤشر مدركات الفساد بطلب من منظمة الشفافيه الدولية ويأتي الرئيس اليمني صالح من ضمن الزعماء الأكثر ثراء وفسادا في العالم

كما ذكر موقع شبكة صوت الحرية ان مسؤولون غربيون يكشفون للرئيس صالح في الرياض عن معرفتهم بوجود ثروة مالية ضخمة له تقدر ب 27 مليار دولار وارصدة يحتفظ بها في العديد من البنوك العالمية .

تصوروا معي هذا المستنقع من الفساد والمفسدين الذي كنا نعيش فيه، لقد كنا نعيش في وهم كبير اسمه النظام الرسمي العربي، وقد اكتشفنا اننا كنا نغط في سبات عميق واستيقظنا منه على فاجعة ان الحرامية والمجرمين وقطاع الطرق وعديمي الانسانية وقليلي المرؤة هم الذين كانوا يحكموننا، واكتشفنا ان الفقر والمرض والانهيار الاقتصادي والعلمي والاخلاقي والهزائم العسكرية والفساد الاجتماعي الذي نعيشه له عنوان واحد هو هذه الانظمة الفاسدة وهؤلاء الحكام المجرمون.

تحية للثوار في كل الميادين وعلى طول الساحة العربية وعرضها، لقد كشفتم المستور ودفعتم دمائكم وارواحكم ثمنا لهذا الكشف من اجل ان تحيا امتكم وتكتشف نفسها من جديد.