سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
بعد أن استنفد كل حيله، يمسك الزعيم القلم ويهم بالتوقيع على المبادرة.. يتوقف.. يقلبه بيديه قليلا.. يعيده إلى غمده.. يخرجه مرة أخرى ويهم بالتوقيع.. نظرة إلى الزياني.. أخرى إلى السفير الأمريكي.. ثالثة إلى الورقة وما تضمنته من بنود.. يضع القلم على الطاولة ووجه بين كفيه.. تتقافز إلى ذهنه حياة الرئاسة بكل تفاصيلها.. بكل تفاصيلها.. يفكر: لماذا عليَّ أن أفقد كل هذا بجرة قلم؟!.. لماذا؟.. يرمي بالقلم من النافذة ويغادر المكتب غاضبا.. ثم يعود الزياني من حيث أتى.
يعود إلى المقيل.. يدخل في حالة صمت طويلة.. يفكر: لكنني قد أفقد كل هذا بجرة شعب.. يسأل نفسه: ما معنى بجرة شعب.. من أين أتيت بهذا الأسلوب؟.. لا يجد جوابا.. يواصل التفكير: قد أفقد حتى خروجي المشرف من السلطة، ثم إني سأتركها يوما، ولو دامت لغيري لما وصلت إلـيَّ.. ينشـغل قلـيلا بـترديد هـذه الأغنية وبـصوت مسموع: "لو دامت لغيـرك مـا وصـلت إليـك.. وآدانة لدانة وادانة لدان".
الذين حوله لم يسمعوا من تفكيره سوى هذا المقطع الغنائي.. يلتفت البركاني يمينا وشمالا ثم يهم بسؤاله.. يشير له نعمان دويد: "أصه".. يسكت البركاني.
علـى مـقربة منه ينـاقش حـمود عباد وحـمود الصوفي مخـاطر التوقيع علـى المبـادرة الخليجية.. يفعلان ذلك بصوت مسموع لتخفيف الضغط عن الزعيم.. يوردان في كلامهما بعض الأسماء المستفزة له، توكل، حميد، علي محسن، لرفع الضغط باتجاه معاكس.
لازال الزعيم يفكر، يتخوف، يقرر في نفسه، يتراجع عن قراراته، في نفسه أيضا، يصل إلى طريق مسدود، ثم فجأة يلتفت إلى البركاني ويسأله: ذلحين كيف؟
ـ البركاني: شتسبر، وشنخرجك من الأزمة كالشعرة من بين العجين.
ـ الزعيم: أو من القصر
ـ الحضور: هههههههههههههه
ـ الزعيم: وأنتم.. من عيخرجكم؟
ـ ياسر اليماني: من العجين أم من القصر؟
ـ الزعيم ساخرا: من "العصر"
ـ الجميع: هههههههههههههه
يجلس في طرف المجلس نائب وزير الإعلام، عبده الجندي، وبيديه ثلاثة تلفونات سيار، وإلى جانبه اثنان أرضي.
ـ الجندي: يا أختي قلت لك الرئيس سيوقع.. لا تكوني تصدقي أحزاب اللقاء المشترك.. تشتي أحلف لك بالطلاق أنه سيوقع؟.. أنا مستعد.
ـ المذيعة: توقيع صالح سيحدد مصير بلد، لكن عدم توقيعه سيحدد مصير أسرة إن كنت ستحلف بالطلاق يا سيد عبده الجندي، ولا نريد أن نكون سببا في مشاكل اجتماعية من هذا النوع.
ـ الجندي: هيا من هذا الخبر!!.. ثم يعود لمواصلة التخزينة مع الشلة
ـ الزعيم: حتى لو كنت حلفت يا عبده لن يتم الطلاق إذا لم أوقع على المبادرة الخليجية.. لأن الحديث يقول "لا طلاق في إغلاق" أي حينما يتغلق العقل، ونحن نعيش حالة مشابهة.
ـ الجندي: لا تكون هذه من فتاوى السبعين؟
ـ الجميع: ههههههههههههههههه
يقتنع الزعيم أن من حوله لن يوصلوه إلا إلى طريق أكثر انسداد.. يطلب من الزياني أن لا يغادر.. يعيده إلى المجلس.. يأخذ القلم.. ينظر في الورقة.. تتقافز إلى ذهنه كل تفاصيل حياته في الرئاسة مجددا.. يحك بالقلم رأسه.. يدخله في أذنه.. يدخله في جيبه.. يخرجه.. يعيده.. ينظر إلى الزياني: لا أحد يوقع على قطع رأسه.. يغادر الزياني المجلس غاضبا.
يتعانق الحمودان.. الصوفي وعباد، يعتقدان أن نقاشهما أثر على الرئيس.
يشير لهما دويد: "برافو".
يسجد الجندي سجدة الشكر ثم ينتصب ضاحكا: قاكنتو شاطلق المرة.
يستعد الجميع لمناقشة المرحلة التالية في تخزينة قادمة.
تدخل الشغالة الأثيوبية لتنظيف المجلس، فيمازحها الزعيم، بحسن نية، كعادته.
ـ الشغالة: أنت متى لازم يرهل؟
ـ يبتسم الزعيم ويمازحها مرة أخرى، بحسن نية، كعادته، ثم يخاطبها بلغتها: أنا ما في رهل من يمن.. أنا في يبقى يبقى يبقى.. سهيل ما في صدق أنت.. أنت لازم يشوف "سبأ" و "فضائية يمنية".
ـ الشغالة: وعبده جندي؟
ـ الزعيم: مش دائما.. أحيانا هو في دلزة
ـ الشغالة: بس زياني هنا عشان لازم أنت وقع على مبادرة رحيل أنت
ـ الزعيم: لا كلاس.. زياني روه.. ما في رجع
ـ الجندي: يا أختي الرئيس لن يوقع.. الرئيس لن ينقلب على الجماهير التي منحته ثقتها.. الرئيس يستند في بقائه على الشرعية الدستورية.. هذا ليس حقا له بل حق للجماهير.. للشعب.. لتلك الملايين التي تحتشد لمناصرته في ميدان السبعين.
ـ الزعيم: اهدأ يا عبده.. هذه ليست منتهى الرمحي.. هذا الشغالة سرجيسا
ـ ياسر اليماني: صحيح.. هذه ليست سيدتي العزيزة منتهى.. أعرفها جيدا
ـ الزعيم: مادام أن العقليات التي حولي تفكر بهذا الشكل.. أعتقد أن الرحيل أصبح واجبا
ـ الشغالة: شوف.. إذا أنت روه أنا لازم روه.. رئيس ثاني هنا أنا ما في شغل.. أنا لازم رجع الهبشة.
ـ يلتفت الزعيم إلى من حوله مبتسما: والله إنها أكثر وطنية من توكل كرمان
ـ أحمد الصوفي: ومِـن حسن باعوم
ـ الزعيم: ما دخل باعوم في هذا الموضوع.. أشتي أدرى؟
ـ الصوفي: بس زمان كنا نروج أنه أثيوبي.. قاسم مشترك الهوية
ـ الزعيم: عيجبرها بس
ـ الصوفي: من هي.. ما معنى هذا؟
ـ عبد الكريم الإرياني: هذا أسلوب صنعاني يقصد به التهكم، والأساليب والأمثال لا تؤخذ بحرفيتها. فعندما نقول بالانجليزية " when the cat away , the mice will play " وهذا مثل انجليزي معناه إذا غاب القط لعب الفأر، لا يعني هذا أننا نتحدث حرفيا عن صراع بين قط وفأر، وإنما عن حالة عامة يتسبب فيها غياب المسئول.
ـ الصوفي: عيجبرها بس
ـ حمود عباد يهمس في أذن الصوفي: هذا الذي أبقى مثل هؤلاء الهرمين في السلطة حتى اليوم.. يزيدون من مثل هذه الفلسفات ويوهمون الزعيم بأنهم المثقفون العباقرة وبأنه الأمي، ليشعروه بحاجته لهم.
ـ الصوفي: ربما لهذا السبب يحرص أصحاب الشيخ حميد الأحمر على القول بأنه يتقن اللغة الانجليزية نطقا وكتابة عندما يتحدثون عن سيرته الشخصية.. مسكين هذا الزعيم، حتى في موقعه كتبوا أنه تلقى دراسته في كتاتيب القرية.
ـ عباد: وعاده قبل أمس يقول إن الزنداني ليس عالما وإنما صيدليي.. وزاد طيَّـنها حين قال إنه لا يملك حتى دبلوم في الصيدلة.
ـ الجندي: الآن أيش أقول لوسائل الإعلام وقد سددتم عليَّ كل الطرق؟
ـ الزعيم: تواصل مع وزير الأشغال العامة والطرق وخليه يشوف لك طريق
ـ الجندي: أو مع وزير المالية
ـ الزعيم: داري ما قصدك.. الخزانة بح.. كم جهدي أصرف.. أهلكتوني.. مانش معمر القذافي
ـ الجندي: بالفعل منتش معمَّر القذافي.. أنت "معمِّـر الطاسة" الآن
يخرج الزعيم مسدسه و"يصوِّب" عبد الجندي في كتفه
ـ مذيعة سبأ: سلامات أستاذ عبده.. مالي أرى الخصر ينحل.. عفوا، قصدي.. ما لي أرى الكتف مربوط؟.
ـ الجندي: يا أختي.. ليلة أمس تقدم المعتصمون إلى مبنى وزارة الإعلام، وأرادوا اقتحامه، وقبل أن أغلق الباب استل أحدهم سهمًا من كنانته ورماني في كتفي.
ـ المذيعة: ومن أين تسلح هؤلاء القتلة بالسهام؟
ـ الجندي: أكيد من معسكر الفرقة الأولى مدرع
ـ المذيعة: لكنهم يهتفون: سلمية.. سلمية
ـ الجندي: أنتم تسمعون غلط يا أختي.. هاذوم يهتفون: سهمية.. سهمية
ـ المذيعة: طيب..هل كان الرامي راجلا أم راكبا؟
ـ الجندي: لا هذا ولا ذاك.. كان "زاحفا".