الدلاز الثوري سينتصر !!
بقلم/ محمد صادق العديني
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الإثنين 16 مايو 2011 02:21 م

هو شخصية تأسرك ببساطتها .. ونقاء سريرتها .. ويقظة ضميرها ..

يشعرك منذ الوهلة الأولى أنك تعرفه منذ زمن , وأنك لم تلتقيه للمرة الأولى .. وبأنك كثيرا" ما سمعت ضحكته من قبل ...

... انه مشاكس بتميز .. قاض بروح صحافي , مدافع حقوقي بدرجة "مشارع " , برلماني جريء .. مصادم ومغامر .. صوته جهور في الحق .. وليست لديه حسابات "استثمارية", أو تصنيفات "مريضة" أو أحكام مسبقة ضد هذا أو ذاك .. لذلك تجده مبتسما دائما" .. ومتضامنا دوما ..

هو أول محاور شعبي للمجانيين ( صاحب كتاب : مجانين اليمن ) , وسباق في ملاحم المناصرة والمساندة دفاعا عن حقوق منتهكة وحريات مستهدفة وكرامة مستباحة وآدمية مسلوبة ومواطنه مسروقة ..

مبادر إلى حد يجعلك تضرب له "تعظيم سلام "!!

انه من نوعية نادرة بدأت رموزها تنقرض من يمننا هذا "المطب"!!.. نوعية من البشر لم تعد قممها السامقة شموخا" وكبرياء تجدها إلا في حضرة شخصيات تعد بأصابع كف واحد .. أبرزها نقاء" ومروءة وشجاعة عميد الصحافيين وكبيرنا الذي علمنا الابتسامة في وجه الألم الكبير عبدالباري طاهر, وخط الدفاع القانوني الأول الذي لا يخشى "هنجمة" العصابات الكبير محمد ناجي علاو ..

انه باختصار أحمد سيف حاشد ..

أسس في البدء ورأس تحرير "القبيطة"- صحيفة نوعية تصدر عن الجمعية التعاونية الخيرية لأبناء مديرية القبيطة – إلى أن أوقفتها عن الصدور "قسرا" وزارة الاع........لام!!, بعد أن استطاعت "القبيطة" منافسة كبريات الإصدارات الصحافية .. لأنه لا يستسلم انطلق مؤسسا" لمؤسسة "المستقلة للإعلام والنشر " واصدر صحيفة "المستقلة" الصحيفة الشعبية الأولى والوحيدة في اليمن : تطبع عشرات الآلاف من النسخ , كصحيفة تتربع على قائمة المطبوعات الصحفية اليمنية .. أكثر طباعة وأوسع انتشارا" وتوزيعا" والأعلى سعرا "..

في 2007 أعتقل بعد أن ضبطته "أشاوس" الأمن وهو يوثق فوتوغرافيا" واقع سجناء الجوازات .. وفي عام آخر تعرض لذات المشهد بينما كان يصور إحدى "محاوي المهمشين ".. وفي كل مرة تجده مدفوعا" بحسه الصحفي الناقد والفاضح لمظاهر الفساد .. ومندفعا بإيمانه بوجوبية مناهضة الانتهاكات ..

له صولات وجولات في البرلمان وصلت حد ا لتصادم مع "راعي" مجلس النواب , وتعرض لكثير من محاولات الإقصاء .. كما نالته حملات الشتم , وطالته "موضة" التكفير ..

ولأنه "حاشد" الإنسان وليس القبيلة.. القاضي السابق والبرلماني الحالي, عضو لجنة الحقوق والحريات بمجلس النواب,الممثل المستقل للدائرة" 70 " بعزلتي القبيطة والعبوس محافظة لحج .. فانه لا يتنازل أبدا" عن صدارة المواقع المتقدمة,والأفعال المتميزة,والتصرف الاستثنائي..مهما كان الثمن ..

مواقفه , تجاه قضايا الدفاع عن الحقوق, متطرفة , وغير مسبوقة ...

مطلع العام الماضي , وتحديدا" يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 14 أبريل 2010 , أعلن النائب المستقل أحمد سيف حاشد , كأول برلماني – ليس على مستوى اليمن وحسب , ولكن على المستوى الإقليمي , أعلن اعتصامه وسط قاعة مجلس النواب , وتحت قبة المؤسسة التشريعية الأولى في البلاد, مضربا" عن الطعام , احتجاجا" ضد استمرار تجاهل البرلمان والسلطات الرسمية مأساة عدد من مواطني منطقته الانتخابية,وتعمد تمييع جريمة الاغتيال البشعة التي استهدفت ثلاثة من أبناء القبيطة, عندما أقدمت عصابة معززة بالسلاح والحقد والانتماء الوظيفي العسكرية, كماتردد, على تصفية وقتل كل من المواطن حميد سعيد ونجله فائز وقريبها خالد القباطي..خلال النصف الثاني من العام 2009 , في واحدة من أبشع جرائم الحقد المناطقي هزت وجدان المجتمع وجرحت حد الإدماء ضمائر البشر ..

كذلك أعتصم احتجاجا ضد عدم تمكينه من حقه البرلماني في استجواب مسئولي الحكومة المباشرين , ومنعه من زيارة السجناء المعتقلين خارج الإطار القانوني والمحرومين من حقهم الدستوري في التقاضي وفرص المحاكمة العادلة ..

أحمد سيف حاشد , رئيس منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات , هو أول برلماني ورئيس منظمة حقوقية ,يعلن اعتصاما" وإضرابا" عن الطعام , احتجاجا ضد تجاهل معانات وماسي وشكاوى مواطنين "عاديين" من هذا البلد المثخن أهلها بالانتهاكات والألم ..والمصادرة حقوقهم , المهدرة كرامتهم ..

• " حاشد " أراد أن يصرخ محتجا" بأعلى مواجع جرحنا .. وآلامنا ..

وبقدر ما عرى بطريقته الاحتجاجية غير المسبوقة لأقرانه,من مجاميع الحاصلين على الحصانة البرلمانية , يمثلون من خلال عضويتهم النيابية آمال وتطلعات ملايين من الناخبين اليمنيين .. بقدر ما وضع خيارات متعددة أمامنا جميعا .. إن كنا صادقين في رفض كل هذا الفساد والعبث الجاثم على أرواحنا ..

ومع مطلع هذا العام 2011 بدأ يقود مسيرات الاحتجاج والتظاهرات المطالبة بالتغيير .. ومع نفر قليل من الشباب الطامح بمستقبل نظيف خالي من نظام العائلة الصالحية .. أستمر يقود مسيرات الاحتجاج والرفض مشعلا الشرارات الاولى لثورة اليمن الجديد وحين كان في مقدمة الصفوف صارخا بأعلى ايمانه , ومن خلفه ذلك النفر القليل من الشباب , :

- " الشعب يريد أسقاط النظام "..

- " الشعب يريد أسقاط النظام "..

- " الشعب يريد أسقاط النظام "..

كانت بلاطجة النظام .. المعززون بأرتال من قوات الامن بمختلف تسمياته ( بدء" من الامن القومي مرورا بالامن السياسي وصولا الى الامن المركزي والنجدة ) كانت تلك القوات المسلحة ومعها بلاطجة الحاكم يعترضون طريقه مجربين على جسده ومن معه مختلف أنواع الضرب بالعصي المكهرب وأعقاب البنادق والملاحقات في جولات وأزقة الشوارع .. لايام طويلة كان يتكرر المشهد : عزيمة لا تنثني في مواصلة مسيرات التظاهر المشفوع بصرخات الرفض والهتاف بشعار التحرر الجديد:"الشعب يريد أسقاط النظام".. ومعها كانت أيضا عزيمة "البلاطجة " وقوات الامن بمختلف التسميات تتواصل في مهمة الضرب والملاحقات كواحدة من المهام الوطنية الكبرى التي لا تجيد تلك القوات

غيرها ولا تحسن سواها ..

ومع كل مسيرة مثخنة بألوان الضرب والعدوان كانت معظم ان لم يكن كل قيادات ما تسمي نفسها ب"أحزاب المعارضة" تتابع ما يحدث ولكن من على كراسي المشاهدة والفرجة التي لم تخلو في كثير من الاوقات من التهكم والسخرية والشماتة أيضا .. واصفين القاضي أحمد سيف حاشد ومن معه ب"المداليز"!! .. و"المجانين"!! .. و"يستاهلوا من قال لابتهم يخرجوا الى الشوارع .. قلك يطالبوا ب"اسقاط النظام " !! ..

غير أن مسيرة أولئك "المداليز" بقيادة حاشد واصلت تظاهرات "الجنون" لتلتحق بعدها الملايين من أبناء شعب اليمن الذي "يريد اسقاط النظام" .. ويصل "الجنون" و"الدلاز" الى قيادة تلك التي تسمي نفسها ب"أحزاب المعارضة" فتكون من ضمن أولئك الحشود المليونية الثائرة !!! ..

ومع أن حاشد ومن معه من "المداليز" و"المجانين" كانوا في مقدمة وأوائل المتظاهرين والمعتصمين في ساحة التغيير .. جاء "المداليز" الحقيقيين .. "قيادة ما يسمون أنفسهم ب"أحزاب المعارضة" يتقدمهم "أخواننا في الله" .. ليمارسوا في حق حاشد وصحبه وأخرين وأخريات "الجنون الذي على أصوله" .. جاعلين منه ومن معه ومن الجميع أشبه بمعتقلين عليهم الالتزام والتقيد بنظم وقواعد "الاعتقال" وطاعة وتنفيذ أوامر " الباسطين على المنصة" , المغتصبين مساحات الخيم ..

ولانها ثورة وليست هوشليه .. يعزهم الله بجند لم يكونوا في الحسبان .. فيعلن القائد العسكري الكبيييير والكبير جدا اللواء علي محسن الاحمر "العامود الفقري للنظام ويد الحاكم الباطشة.. يعلن الانشقاق عن الحاكم .. ملتجئا" بفرقته المسلحة وقوات جيشه المغوار الى شباب الساحة مؤكدا دعمه لهذه الثورة ومن عليها .. وحتى يكتمل المشهد "المعجزة" يعلن الكثير من القيادات الحكومية والمحسوبين على "نظام متهاوي" وحزبه الحاكم من وزراء وقيادات عسكرية وبرلمانين ومدراء عموم ورؤساء مؤسسات والعشرات منهم "أوغاد" وأصحاب "ذمة وااااسعة" !! .. يعلنون استقالاتهم وتبرأهم من "نظام الحكم المتهاوي" ودعمهم الساحة ومن فيها من الثوار الذين لم يبخلوا من جانبهم الهتاف في وجوه أولئك بالترحيب الشهير "حيا بهم .. حيا بهم .. حيا بهم "!!!..

وبرغم سلسلة المأسي ومشاهد ظلم "ذوي القربى" المفترضين .. يواصل القاضي أحمد سيف حاشد – الذي أصبح حاليا" رئيسا" للتحالف المدني للثورة الشبابية - يواصل "دلازه" و"جنوانه"دون أن يفقد الامل بأن الثورة ستخلصنا من كل "المداليز" الجدد "الباسطين على المنصة" .. "المغتصبين ساحة الاعتصام ومساحة الخيم"!!! .. ستخلصنا الثورة من كل "الاوغاد" .. فقط يجب ألا يفقد "المداليز"الاوائل" الامل .. وأن لا يفرطوا بحقهم في مواصلة "الجنون الثوري الاحتجاجي " حتى يتحقق النصر ..!!!

أذن .. علينا جميعا" : مواطنون ونشطاء أفراد وهيئات ومؤسسات ألا نتجاهل أو نتجاوز إمكانياتنا وقدرتنا على الاحتجاج المؤثر ..

فسلام عليك يا أحمد .. وسلام على كل من يؤمن بكرامة وحقوق البشر .. وبأن للحرية باب يدق بيد مضرجة بالدم .

----------------------------------------------------------

* الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF

- رئيس تحرير صحيفة "السلطة الرابعة",و" شبكة CTPJF للحريات الإعلامية "