ايها المدوٌخون.. صباح النور
بقلم/ علي عبدالملك الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الأحد 08 مايو 2011 07:36 م

بدايه , اعترف اني لا اجيد الكتابه بلغة "كونديرا"وحبر الحداثه عن ليبرالية العيش وعلاقاته الذكيه , غيراني مجيدها بلغة قرقرة "امغال " الجياع بمداد القلب ودموع المقهورين .

واعترف , بعدم اجادتي صياغة نص حداثي اهديه لصديق عن مساءآتنا , وروعة موسيقى " بتهوفن " ليلة عيد ميلاد " حماده " , بيد اني بارع في تاليف قصيده موصوله باحلام الجموع , وعن ميلاد صبح يجسد خلاصة نضالات ابو حاتم وفتاح والقميري , يصدح بالحان فيصل وايوب ومنى علي , بجمال قصائد القمندان وروائع الفضول .

لا ارى مايعيب في كوني , لاافقه التفريق بين عبوات العصائر وقناني العمر , في مقابل قدرتي التمييز بين قطرات دم ملوثه , ناتجه عن تحرش جنسي في سهره صاخبه , ودماء طاهره تراق في ساحات الحريه وميادين التغيير .

بهذا التواضع , اردت المرورسريعآ على بعض الكتابات التي تطرقت لما تعرضت له الاخوات اروى عثمان وزميلاتها , ولا اقل ادانه ورفضآ لهكذا تصرف , وان من المهم القيام بما لايسمح بتكراره مرة اخرى .

وفي الوقت الذي نوجه فيه التحيه للاخت المناضله والفاضله اروى , على تعاطيها الناضج بعدم تحميلها ماحصل اكثر مما يحتمل , وموقفها المتقدم في النظر الى كل من في الساحه على اساس انهم يستقلون قطارآ واحدآ , وتاكيدها على حق التنوع والاختلاف كعامل رئيس وضامن الوصول قطارنا الثوري الى محطته الاخيره , ونفس التحايا للاخت هدى العطاس لموقفها المماثل , نستغرب في ذات الوقت , موقف الاخت وداد البدوي لذهابها بعيدآ في استغلال الحادثه , وبما قدمها في صوره من يتلمس طريق الشهره , مع ان ذلك لايرقى بها , باي حال من الاحوال , ولو الى الحد الادنى من نضالات اخريات , كما انه لايؤهل لاي من الجوائز الدوليه .

الى وقت قريب , كنت اظن بان " الميكله " مرتبطه فقط بقص الشعر ونوع الملابس , لكنها على مايبدو قد طالت الفكر والثقافه وقضايانا الانسانيه , وصولآ الى "الميكله" السياسيه ومفردات اللغه .

هذا ماعكسته بعض كتابات من تطرقوا للموضوع من الكتاب الكبار " بالعمر" , متجاوزين بمضامينها النقد البنا والحرص على سلامة الثوره .

ويبقى السؤال: هل ما حدث يستحق هذا القدر من الاثاره والحماس؟.

لا اظن ذلك , اذا كان الاجدر بهم كمثقفين مفترضين , التعاطي مع الامر في اطار التوجه العام للمجتمع المتلهف للتغيير , واملاءات الراهن الوطني بكل الامال المعقوده عليه , بما يفرضه على الجميع من التحلي بروح المسئوليه ويساعد على نجاح الثوره ويحافظ على مسارها . او على الاقل النظر , الى ماحصل على مجرد كونه نتاجآ لعقود من السياسات الرسميه الممنهجه لجهة تزييف الوعي الجمعي على كل المستويات , واستيعابه ضمن ماتبقى من رواسب الماضي السياسي تجاه الاخر.

متجاوزآ في هذا السياق , ما يمكن ان يتبعه الطرف الاخر من اساليب اقلها الدفع بافراد في مهمه الاساءه للثوره وعلي محسن والمشترك , ومن داخل الساحه والفرقه الاولى مدرع , واحتمال قيام الناشطات بفعل اللحظه الثوريه للمسيره , بما قد ينظر اليه من بقية بعض المشاركات والمشاركين , على انه افراط في المدنيه ووصاية عليهم لايتحمله الوعي العام التقليدي.

مع ذلك لم نقراء لهؤلأ ماله علاقه بالثوره من الناحيه الاجابيه , لم نقراء مايدين عنف السلطه تجاه المتظاهرين , وسيل الدماء التي سفكت في شوارع مدن الجمهوريه سبيلآ للوصول الى دوله مدنيه ومواطنه .

لم نقراء شيئآ تجاه ماصدر عن رئيس الجمهوره بحق المعتصمات , في اشارته الواضحه للنيل من شرفهن , مع ان الفتوى الرئاسيه استهدفت اهم مرتكزات ثقافتهم " الليبراليه " المتعلقه بتحريرر المراءه ومشاركتها في النشاط السياسي والمدني .

على العكس , استلوا اقلامهم ومضوا " ولازالوا " في توطيف الحادثه العرضيه اياها , بما يسئ لموقف الفرقه وقائدها الشجاع , والنيل من المشترك عمومآ , بصيغه اشبه بما تتضمنه تقاريرهم التي يتطوعون في تقديمها للسفارات الاجنبيه عن الثوره وسيطرة " الاخوان" عليها .

احتفاء الصحف الرسميه بهذا النوع من الكتابات واعادة نشرها على صفحاتها الاخيره , يوكد التقاء الطرفين في مهمه اجهاض مسيرة الثوره ،ومحاولة تشويه قياداتها الحزبيه والشبابيه , وما كتب عن الاخت توكل تاكيد على ما نذهب اليه في هذا الشان , حد التركيز على نبرات على صوتها في اتصال هاتفي مع قناة الجزيره , والتعليق على اشارتها الى مكان تواجداها انذاك في خيمتها في ساحة الحريه , لكانه كان يفترض بها الرد بصوت ودلع " روبي " وتاكيد تواجدها في صاله لعرض الازياء .

مع ان نشاطها لايخفى على احد من تبني قضية مهجري الجعاشن وغيرها , اللى تشكيلها مع مجموعه من الناشطين النواه الاولى لثورة الشباب الشعبيه . في وقت كان اخرون يتسمرون امام التلفزيون حتى الفجر لسرقة ما يمكن من جمل الافلام المترجمه لتوظيفها في مقاله قادمه ونهارهم في مجالس القات يفاخرون باتصالات احمد علي و طارق , ويتبارون باهتمامات يحي بكل منهم .

نستوعب ماذا يعني نظام كهذا يتغذى على شراء الذمم , بالنسبه لمجموعة كسالى وغير منتجين , الفوا العيش على مقالة مديح لراس النظام واخرى لذم الخصم السياسي , خاصة هذه الايام حيث الصرف لاحدود له .

لاتوصيف لموقف هولاء , سوى انهم مجموعه متربصين بما يمكن ان يحدث هنا او هناك من اخطاء , وتوظيفها كطعنات توجه الى ظهر الثوره وقلبها وكبدها , لافرق في ذلك بين مايقومون به ورصاصات قناصات صالح الموجهه الى صدور شباب الثوره .

ومع تسليمي واقراري بحق هولاء " المياكل " في التعبير عن انفسهم وقناعاتهم وامتلاكهم لكل المنابر المشروعه , غير انني لا استطيع اخفاء حقيقة ان معدتي الوطنيه لاتستطيع هضم ما يصدر عنهم , وساستمر في النظراليهم باعتبارهم بذره غريبه في بيئه لاتساعد خصائص تربتها الثقافيه والاجتماعيه والسياسيه على نمو هكذا نباتات لاتتسم باي جدوى .

Alshaibani51@gmail.com