ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء طهران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟ من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية
التقيت في بيروت الشهر الماضي البرلماني اليمني الشاب صخر الوجيه على هامش الندوة التي نظمها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية تحت رعاية الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد حيث قدمني إليه الزملاء الصحفيون نبيل الصوفي وعبدالكريم الخيواني وجمال عامر.
استرعى انتباهي حديثه الشيق وطروحاته العقلانية فبدأت في تلك الساعة أراجع حساباتي، وساءلت نفسي إذا كان هذا الرجل من رجالات المؤتمر الشعبي العام فلماذا أنا متحامل على هذا الحزب الرائد، أليس من الإنصاف الاعتراف بوجود عناصر جيدة في المؤتمر الشعبي تسعى لخير اليمن؟!
أخفيت إعجابي بالوجيه الإنسان وبالوجيه السياسي بل وتجنبت تجاذب أطراف الحديث معه خوفا من أن يؤثر ذلك عليه لأني معروف بحدتي في انتقاد الذات الرئاسية في حين أنه محسوب على الحزب الحاكم.
وقد أشفقت عليه من الوقوف إلى جانبه، لكن حديثه ترك في نفسي أثرا طيبا خلال دقائق معدودة وأزاح عن أذني بعض الأذى الذي لحق بها من متابعتي لتصريحات أمين عام المؤتمر عبدالقادر با جمال وزميله القيادي المؤتمري سلطان البركاني.
لم يمض من الوقت طويلا إلا وخيب الوجيه ظني في المؤتمر وتأكد لي مجددا حظ اليمن العاثر في هذا الحزب الحاكم فقد جاءت الأخبار المفاجئة بعد أسابيع قليلة من مغادرتي بيروت وعودة الوجيه وزملائه إلى صنعاء حاملة نبأ استقالته من المؤتمر لأن توجهاته تتناقض مع توجهات الحزب الحاكم فشعرت ساعتها بالأسى ليس على الوجيه وإنما على المؤتمر لأن المؤتمر خسر وجها وجيها وصوتا مقنعا، وشخصا مقبولا.
نعم لقد خيب صخر ظني في المؤتمر لأني كنت أعتقد أن الحزب الحاكم مازال قادرا على استيعاب الكفاءات الجيدة وأصحاب القدرات المتميزة في الإقناع ومكافحة الفساد، لكني لا ألوم قادة المؤتمر على ردة فعلهم الغاضبة فقد وجه لهم الوجيه صفعة أخلت بتوازنهم في موسم انتخابي يحتاجون فيه لكل صوت نزيه وما أقل أصحاب هذه الأصوات بينهم.
ومهما كانت الأسباب فقد أحسن صخر الوجيه صنعا فمكانه الطبيعي لا يجب أن يكون بين الفاسدين، بل بين الشرفاء من أبناء الوطن سواء في المعارضة أو خارجها.
وأستطيع أن أتنبأ هنا أن ينعكس خروج الوجيه من المؤتمر الشعبي بوضوح على نتائج الانتخابات المقبلة لأن ردة فعل المؤتمر كانت انفعالية وغبية ولم يكن في مصلحة الحزب أن يرد على استقالة هادئة عقلانية محترمة بانفعال وتخوين واتهامات جزافية تسئ لقائليها.
ونحن نعتبر الإساءات التي قيلت في حق الوجيه بعد خروجه الميمون من المؤتمر أوسمة له يستطيع أن يعلقها على صدره لأنه في الأساس كادر من كوادر هذا الوطن، ولا يستحق المؤتمر أن يكون الوجيه من رجالاته، وسيأتي دور الوجيه في عهد خال من الفساد يستحق رجالا من أمثاله.
ويبقى التساؤل قائما هل صخر الوجيه هو آخر الرجال المحترمين في المؤتمر أم أن التطورات السياسية ستشهد استقالات أخرى لمزيد من الشرفاء الصامتين؟
في رأيي الشخصي أن المؤتمر الشعبي يزخر بكثير من الأصوات المكبوتة ولا أستبعد مطلقا أن تذهب أصوات نصف كوادر المؤتمر لبن شملان في الانتخابات الرئاسة المقبلة، ولا ندري من سيكون صاحب الاستقالة المقبلة، فقد آن الأوان لشرفاء المؤتمر أن يقدموا استقالاتهم بعد أن تاكد لنا جميعا ان المؤتمر ليس سوى تاكسي توصيل فاسدين ومظلة لذوي الأحلام الدنيئة.