آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

صغارنا .. كبار هذه الأمة
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 12 يوماً
الخميس 19 مايو 2011 11:09 ص

هذه رسالة جاءتني من الجزائر ورأيت أن انقل جملتها التي هزتني إليكم قبل أي حديث آخر

كان الصديق يكتب لي من وهران وقال :

رأيت شباب اليمن اليافع وهزني برجاحة عقله وبالإقدام الذي لا يوصف

 – يا سيدي هؤلاء هم كبار هذه الأمة - رأيتني أقول له ذلك واكتب لكم

اكتب عن واحدة من أجمل اللوحات الإنسانية التي يجب أن يفخر بها كل يمني وان يدع اليمنيون ( كل خلافاتهم جانبا التي لا معنى لها الآن ) ويدعون خوفهم من الماضي ويفرون من عجز قادتهم التاريخيون الذين لم يواكبوا اللحظة التاريخية ويذهبون إلى ساحات الحرية

ليروا هذا المارد الصاعد المثير للدهشة المسمى ( شباب التغيير والحرية والثورة )

هؤلاء الفتية ( الذين امنوا بربهم وامنوا بشعبهم ) وخرجوا ليعلمونا أجمل ما يمكن أن يتعلمه الإنسان يعلمونا .. إن حب الوطن ليس خطابات في منصات القاعات المنمقة

ولا في أناشيد فرق الإعلام الرسمية بل في الوقوف مع شباب الأرصفة والباعة المتجولين ( والشقاة ) الذين على باب الله يقامون التجويع والإفقار ويرفضون الذل

..فتية صغار جلهم خاض غمار السياسة للمرة الأولى ولكن كشفت المحنة التي نحياها إن خبرتهم تفوق سنوات عمرهم وتتجاوز كثير من الكبار الذين توقف فيهم الزمن عند محطات التردد والخوف ..

 فتية اظهروا إن يومهم يا أهل السياسة بألف سنة مما تعدون

يا الله كم أتسمر وأنا أرى في أي محفل أو شارع بأي مدينة في العالم أرى شباب وشابات اليمن يتحدثون بثقة ومنطق واقتدار  وحكمة وشجاعة

( يا الله ما أروعكن وأروعكم ) وانتم تقولون للعالم

-نريد وطن خال من الخوف والقهر نريد دولة مدنية تنتمي إلى العصر

-نريد جعل العدالة والمساّواة للجميع ونريد الكرامة قبل الخبز

هل هناك طرح أجمل من هذا ؟؟

تأتي فتاة صغيرة لتطل بوجهها الأسمر الذي قد من جمال هذه الأرض لتقول

يا شعوب العالم ويا عرب قفوا مع الناس لا مع الحكام لأن الشعب باق والأشخاص زائلون – إيه والله يا صغيرة زائلين – صدقت

التفت إلي مراسل القناة العالمية ونحن نرقبها على الشاشة في المقهى الباريسي

وقال هامسا ( لو كان للنخبة الحاكمة   نصف شجاعة هذه الفتاة ونصف حكمتها لكان اليمن بألف خير 

ورأيتني امتلئ فخرا بعد جلسة بائسة ومحبطه للجامعة العربية

بل قل يا صاحبي لو كان لقادة هذه الأمة ربع حكمة الشباب الذي يفيض بالحماسة في اليمن لكانت امتنا بالفعل خير امة أخرجت للناس !

وها أنا أعيد عليكم ما يقوله الناس عنكم بفخر وما تعلمناه منكم يا شبابنا الكبار

تعلمنا هذا الإيثار العظيم المنكر للذات وحب الآخرين والتفاني بالعطاء

تعلمنا كيف نرفع الرأس مع هذه الملايين التي تضحي بالنفس والمال والجهد ولا تريد منصبا ولا تبحث عن جاه هم فقط يريدون الحرية والكرامة لهم وللآخرين

هل هناك عظمة اكبر من هذه ؟

تملكتني الغصة وأنا اسمع معلمة من تعز تقول بالهاتف أنهم تعمدوا تجويع المدرسين بقطع مرتباتهم ليس فقط لإذلالهم ولكن ليكفوا عن دعم ساحات الحرية وإنها لم تحزن على عدم القدرة على دفع إيجار البيت بل لأنها لم تتمكن من دعم الغداء للساحات !

وان عزيمتها صارت أقوى وهي ترى صغيرتها تخلع أقراطها الذهبية وتعطيها لتكمل مشوار العطاء

وتقول الصغيرة هذا من اجل البنات في الساحة تبرع مني

ضحكت فرحا لأخفي دمعة سالت مني

هل هناك سخاء أكثر من هذا ؟

أين صاحب الملايين المتردد عن دعم مستشفى ميداني من سخاء هذه الصغيرة ؟ أليس هذا من أعظم الدروس في الكرم والعطاء ؟

*عندما سقط جارنا ( الشاب خلدون برصاص الغدر ) في تعز أمس الأول ترددت كثيرا في الاتصال بوالده الجار القديم خفت أن يصدمني صوت النحيب ولكن تغلبت على خوفي واتصلت للتعزية فجاء صوته هادئا وان غلبه الحزن قال :

الوطن يستحق زهرات القلوب ليحيا بحرية !!

لم ارد كان الصمت ابلغ من ملايين الخطب فلحظة الصدق اكبر من أي حديث - يا راشد –

الآن تعلمت أن لا اسمع حديث الخائفين المرعوبين على صفقة أو قليل من الربح قلت لنفسي دعني اسمع شباب الساحات يعيدون للمرء الأمل فهولا الفتية هم كبار اليوم وحدهم

ومن يخاف على التضحية عليه أن يتذكر إن شباب بعمر الورد فقدوا أغلى ما يملكون فقدوا حياتهم من اجلنا .. لندرك ونرى بعدها إن كل تضحية أو دعم لا شيء يذكر !

*هل هناك ثورة أعظم من فعل عظيم فجر بالناس قيم الخير والمحبة وأعاد لهم مفردات قاموس الكرامة الذي كان قد فقده الجميع

*أعاد إلى مفردات لغتنا جمل وكلمات انقرضت .. مثل العطاء.. والنبل ..والإيثار والحب

*أحيت في الناس قيم الترفع عن أمراض الخوف والتمزق والترفع عن الصغائر ورفض خطابات الكراهية والحقد أليست كل هذه ثورة كاملة حتى الآن بغض النظر عن التفاصيل المقبلة من تغيير

*يا شباب هذه الأمة ابقوا على ما انتم عليه من صبر وقوة وثبات ومن تمسك بقيم الخير والجمال

سموا الأشياء بأسمائها

المراوغة ليست مهارة سياسية والكذب تصرف مذموم وليس ذكاء سياسي والنفاق حقارة وليس مرونة والخوف ليس حكمة

والعنف سلاح الضعيف والجبان والشجاعة تبدأ بكسر حاجز الخوف

وانتم أدرى منا جميعا بكل القيم النبيلة التي تطبقونها ولا تكتفون بقولها انتم من تصنعون حكمتكم بالتجربة والمعاناة وهذه قدرات تفوق ألاف المرات عن أي تعلم عبر النظريات !

يا فتيات وفتيان ساحات الحرية والتغيير

انتم من يستحق أن نخلع له قبعاتنا وننحني احتراما له  بحب وصدق

شكرا لأنكم أعدتم لجيلنا الثقة في إن قيم الحق والخير لا تزال موجودة

وان غد آخر مشرق ممكن أن نراه

يا صغارنا .. انتم كبار هذه الأمة