حول المجلس الانتقالي والمجالس الأخرى
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 27 يوليو-تموز 2011 07:13 م

في البدء لا بد من الإقرار أن تشكيل المجلس الانتقالي الذي أعلن من قبل مجلس شباب الثورة السلمية قد جاء بعد عشرات المسيرات التي عمت أكثر من 20 مدينة ومحافظة يمنية، وجميعها تطالب بتشكيل مجلس انتقالي يمثل شرعية الثورة التي أسقطت الشرعية الزائفة لنظام الأسرة الحاكمة التي أمعنت قتلا وتجويعا وترويعا وابتزازا وفسادا في الشعب اليمني والأرض اليمنية شمالها وجنوبها وشرقها وغربها.

 وحيث إن تشكيل هذا المجلس الذي حاز كاتب هذه السطور على شرف اكتساب ثقة الذين أعلنوه وأيدوه، ، قد جاء كمبادرة من قبل فصيل واحد امتلك زمام المبادرة فإن من حق بقية الفصائل والقوى والأحزاب أن تكون حاضرة إما في الاشتراك في تكوين هذا المجلس أو في اختيار تشكيلاتها التي ينبغي أن تكون مكملة لهذا التشكيل وصورة من صور إغنائه وتعميق تجربته، ذلك إنه لا يحق لأي مكون أو فصيل أن يلغي سواه أو يصادر حقهم في اختيار طريقة التعبير عن رؤاهم السياسية والعملية؛ لأننا عندما أعلننا ثورتنا السلمية وفي يومها الأول كان العنوان الأساسي لها هو رفض الإقصاء والاستبعاد واستعادة الشراكة الوطنية التي غيبها حكم العائلة والنخبة الفاسدة، وهو ما يجعلنا نتشدد في مسألة التأكيد على أهمية أن يكون أي عمل جماعي منفتح على كل الأطياف والألوان والرؤى والتيارات السياسية والفكرية والشبابية وعلى كل القوى الحزبية والسياسية والمجتمعية المنخرطة في الثورة السلمية.في عموم ساحات التغيير وميادين الحرية في الجمهورية اليمنية.

بعد الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي بيوم واحد صدر بيان تكتل أحزاب اللقاء المشترك وشركائه في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بالدعوة لتشكيل مجلس وطني لقوى الثورة والتغيير، وأقر هنا أنني قد كنت في غاية السرور وأنا أسمع خبر تشكيل هذا المجلس، لأن هذا الموضوع قد مضى علينا أشهر ونحن نسعى من أجل الوصول إليه، وبعد هذا بيومين سمعنا عن إعلان أكثر من اثني عشر ائتلاف في ساحة التغيير بصنعاء عن تشكيل ما أسموه بالمجلس الثوري الذي يفترض أن يرأسه كل من الأستاذ محمد عبد الوهاب القاضي والكاتب الصحفي الأستاذ عبد الباري طاهر.

إن جميع هذه التشكيلات وغيرها مما يمكن أن ينشأ خلال الفترة المقبلة قبيل أو بعد الحسم الثوري القريب إن شاء الله، لا يمكن أن تكون إلا تعبيرا عن تبلور وغنى اللحظة الثورية التي تعيشها البلد، وهي في كل الأحوال تعبر عن قوى واتجاهات سياسية حقيقية لها حضورها وفعلها الملموس على أرض الواقع، وفي سياق الحالة الثورية التي تشهدها الساحة اليمنية، ولذلك علينا أن لا ننظر بامتعاض أو بخوف إلى تعدد هذه التشكيلات، لأن ما يجمعها هو الحلقة المركزية في كل الثورة اليمنية الراهنة وهو العمل على تسريع إسقاط النظام، ونقل السلطة سلميا إلى أصحابها الحقيقيين وهم الشعب اليمني الذي خرج بالملايين هاتفا "الشعب يريد إسقاط النظام" وسيسقط هذا النظام الذي لم يعد يتقن أي وظيفة سوى وظيفة القتل والترويع والسلب والنهب والترهيب والفساد.

ومن المؤكد والحديث يدور عن تشكيلات للقوى الثورية الحاضرة في ميادين التغيير وساحات الحرية، أن هذه التشكيلات لا يمكن أن تحقق حلم الراغبين في وأد الثورة وتفكيك قواها وتجفيف نهرها المتدفق بالعزيمة والإصرار على إنجاز مهمتها المركزية المتمثلة بالتغيير ونقل السلطة إلى أصحابها الحقيقيين، ومن هنا يأتي الإصرار على جعل التشكيلات المختلفة أداة من أدوات تعميق العملية الثورية وتمتين بنيانها وانفتاحها على كل الرؤى والاتجاهات السياسية والفكرية الثورية.

برقيات:

* أقدم رئيس جامعة عدن الزميل د. عبد العزيز بن حبتور على إيقاف المستحقات المالية لأستاذ المعلوماتية المشارك الزميل د. يحيى محمد الريوي وإعفائه من مهمته كنائب عميد لكلية العلوم الإدارية، على خلفية اشتراكه في فعاليات ولقاءات عبر قناة الجزيرة والجزيرة مباشر يؤيد فيها الثورة الشبابية السلمية, وهذه الخطوة تمثل نوعا من العقاب السياسي الذي يتنافى مع كل المقاييس الأكاديمية والعلمية.

* استسلام الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في محافظة أبين للعناصر المسلحة التي يقال إنها تابعة لتنظيم القاعدة، مع واستمرار قصفها لمناطق تعز وأرحب ونهم بهذه الشراسة, يطرح أكثر من سؤال حول جدية حديث الحكام عن الشراكة اليمنية في محاربة الإرهاب.

* يقول الشاعر العباسي أبو العتاهية:

إذا المرء لم يعتق من المال نفسهُ تملَّكهُ الـــــمال الذي هو مالكُ

ألا إن مال الـــــمرء ما هو منفقٌ وليس له المال الذي هو تاركُ