آخر الاخبار
حميد الاحمر:الوحدة يجب أن تنهي صراعات المرحلة الماضية وتؤسس لبناء دولة قوية موحدة
بقلم/ مأرب برس - الجمهورية نت
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 10 أيام
الإثنين 13 مايو 2013 10:25 ص
 أين توارى الشيخ حميد الأحمر في الفترة الأخيرة؟
أنا لم أتوارَ، أنا أمارس عملي السياسي، والعمل السياسي ليس بالمقابلات الصحفية، وليس بالتصريحات فقط، وإنما عبر الأطر السياسية التي ننتمي إليها، وأنا أنتمي للإصلاح، والإصلاح فعله مستمر على الساحة وفي مختلف الاتجاهات.
 أعلنت مقاطعة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يجري اليوم.. لماذا؟
 صدر عني بيان بذلك، حدد الأسباب التي جعلتني لا أشارك في هذا المؤتمر وبينت فيه هذه الأسباب بوضوح، واستمرار هذه الأسباب دفعتني للترتيب مع الإخوة في الإصلاح لتسمية عضو آخر بدلاً عني في المؤتمر، وقد تم تسمية الأخ هادي طرشان الوايلي كعضو بديل ضمن ممثلي الإصلاح، وهو من إخواننا من أبناء محافظة صعدة، وبإذن الله يكون من الأصوات التي تستطيع أن توصل جزءاً من الحقائق التي تدور على ساحة صعدة..
 ما هي الأسباب التي جعلتك تتحفظ عن مشاركتك في مؤتمر الحوار؟
من باب التذكير أنا أوردت ضمن أسباب تحفظي في البيان، أن هناك بعض الإجراءات التي لا تنسجم مع ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية واستبعاد لجهات كثيرة بشكل يتناقض مع المبدأ الذي كنا نتحدث عنه، ومن ذلك عدم تمثيل بعض من يجب أن يُمثل، مثلاً عدم تمثيل أبناء محافظة صعدة، ولأنه أوتي بجماعة الحوثي كطرف واحد من الأطراف ولم يؤت بالطرف الآخر وهم أبناء محافظة صعدة والذين دخلوا في اختلافات كثيرة مع الحوثي، ولاتزال مستمرة حتى الآن ..
 الحوثي يقول إنه يمثل قضية صعدة؟
- الحوثي يمثل طرفاً من الأطراف في صعدة، هناك طرف آخر هو علي عبدالله صالح الذي استخدم قوات الدولة ومعداتها لتحقيق أجندات خاصة به، والتي فتحت مسلسل الأحداث والحروب المتوالية في محافظة صعدة، وأيضاً الطرف الأهم الذي يعد الضحية الأساسية في المحافظة وهم أبناء المحافظة، وهؤلاء ليسوا في مجملهم على وئام مع الحوثي وهناك من يقدر أن الغالبية الكبرى ليسوا على وئام معه، وكما تعلم أن ممثلي جماعة الحوثي لم يكونوا كلهم من أبناء محافظة صعدة، الحوثي دخل كحركة ذات توجه معين وأهداف معينة وسمى أعضاءه من أكثر من محافظة، والذين دخلوا في أكثر من فريق من فرق العمل، فغياب أبناء محافظة صعدة واحدة من الثلمات، وغياب آخرين أيضاً.
تخيل أخي العزيز أن هذا المؤتمر بالرغم مما أعلن فيه من أن هناك حصصاً تمثل الشباب وحصصاً تمثل منظمات المجتمع المدني، وهناك حصص تمثل المرأة، وهذا الحوار يأتي كنتاج للثورة الشبابية الشعبية السلمية، وتخيل أنه لا يوجد في هذا الحوار من النساء أم شهيد أو أخت شهيد، أو ابنة شهيد أو شهيدة، ولا زوجة شهيد، لماذا لا نكرم الشهداء من الرجال والنساء ونمثلهم على الأقل بواحد من أقربائهم؟!! تخيل أن يخلو التمثيل من جرحى الثورة الذين صنعوا بجراحاتهم ما صنع الشهداء. وجود مثل هؤلاء في الحوار له رمزيته، لا تمثيل لا لذوي الشهداء ولا لجرحى الحرب من شباب الثورة، كم كنت أتمنى ألا يتم القفز على هذا الأمر، على الرغم أننا نبهنا مراراً وتكراراً ألا يتم إغفال ذلك، في الوقت الذي حصلت تراكمات لأسر معينة، وعدم حدوث تمثيل متوازن لكافة المناطق، واستبعاد لفئات مهمة، صوت العلماء اليوم غير موجود بالشكل المناسب، الفئات المجتمعية أين هي؟ رجال المال والأعمال أين هم؟ وإن كان ثمة أفراد من رجال المال والأعمال، لكن لا باعتبارهم كياناً مستقلاً في حد ذاته، مع أن المعضلة الاقتصادية اليوم واحدة من أهم المعضلات التي يعاني منها الجميع، وكان الاستئناس بآراء هؤلاء وإشراكهم مهماً جداً، كنا نتمنى أن يكون الحوار شاملاً، لا يستثني أحداً من أصحاب الحقوق، مع كل التقدير أنه قد بذلت جهود كبيرة من أجل أن يحضر البعض، وهذا شيء طيب، ولكنهم لم يحضروا، ومُنع آخرون من الحضور.
 إذن كيف تصنف الحوار وهو بهذه الصورة التي وضعتها أمامنا؟
 علينا أن لا نستعجل، وأن نقدم النصح والدعم حتى ينجح هذا الحوار ويلبي طموحات الشعب اليمني، وتحقيق مطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي كانت محطة مشرفة في حياة اليمنيين، ولاتزال فصولها تتوالى، وهي ثورة لديها من الوعي والديناميكية ما يمكنها من الاستمرار حتى تتحقق كل الأهداف المعلنة، نتمنى أن يخرج الحوار بنتائج تلبي تطلعات أبناء اليمن، وتحافظ على وحدته وأمنه واستقراره، تحافظ على نظامه الجمهوري، وتحافظ على مكتسباته التي أتت بتضحيات أجيال متتالية، وأن تقوم دولة العدل والمساواة والرفاه والبناء، وتعيد الحقوق لكل صاحب حق.. هذا الأمل لايزال موجوداً، وهذا هو الحوار الذي ستكون مخرجاته بإذن الله ملبية لاحتياجات أبناء اليمن.
 هناك من يقول : إن الشيخ حميد الأحمر قاطع المشاركة في الحوار لأنه كان لديه قائمة بأسماء وشخصيات مقربة منه تم رفضها؟
لم أتقدم بقائمة لأحد، ولم أقدم اسم شخص واحد، وأنتم كصحيفة رسمية ستصل إلى رئاسة الدولة وغيرها، وتستطيع الرئاسة أن تبين إذا كان ما قلته غير صحيح.
 أيضاً يقول آخرون: هذا الموقف جاء ملبياً لرغبة إقليمية تريد أن تفشل الحوار؟
بفضل الله سبحانه وتعالى أنا أنطلق من منطلق وطني، ولا أنتظر توجيهاً من أحد، لا في الإقليم ولا في غيره، ومن أجل الوطن قد نقطع علاقاتنا مع الجميع. ومن أجل الوطن نبني علاقات مع من في بناء هذه العلاقات مصلحة للوطن، نحن مع مصلحة الوطن بدرجة رئيسية.
 هل لديك رؤية خاصة حول هوية وشكل الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها اليمنيون؟
- معارضة المشروع الفردي المشخصن للنظام السابق هو واحدة من خطوات المشروع الذي أحمله لبناء الدولة المدنية الحديثة؛ لأنك لا تستطيع أن تبني دولة لا مدنية ولا غير مدنية وهي مصادرة من قبل جماعة بوليسية أو أسرية، فتحرير الدولة اليمنية من أسر السلطة الواحدة هي خطوة أولى للبناء والتحديث..
 أي أسرة تقصد؟
علي عبدالله صالح وأسرته..
 معذرة سيدي.. أنتم جزء من السلطة والحكم لثلاثين سنة مضت.. عن أية أسرة تتحدث ؟!
نحن ـ بفضل الله ـ موجودون في الأحداث السياسية ليس من ثلاثين سنة ولكن من قبل عقود من الزمن، ومن قبل علي عبدالله صالح بفضل الله، والتاريخ اليمني يزخر بدمائنا التي سُفكت من أجل اليمن واليمنيين، ورؤوس آبائنا التي قطعت أيام الأئمة وأموالنا التي نهبت، وبيوتنا التي دكت من الدول الظالمة أكثر من مرة شاهدة على ذلك.
لا تستطيع أن تلحقنا بعلي عبدالله صالح أبداً، لم يكن وجودنا أصلاً مقروناً بوجوده؛ بل إنه حاول أن يتجاوز مثل هذا الوجود الذي هو قائم من تحقيق مصلحة للوطن، ومن التفاف جماهيري حول الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومن قبله بما كانوا يمثلونه.
هذا التواجد السياسي قد استمر معنا بعد انتقالنا للعمل السياسي من خلال أحزاب وتنظيمات وهي واجهة أساسية للمجتمع المدني، وهي الواجهة الوحيدة التي استطاعت الصمود أمام الصلف العدواني للحكم الفردي العائلي، إذاً فوجودنا ليس وجوداً مستمداً من وجود علي عبدالله صالح، أو محسوباً عليه.
 قد أقبل منك أنت بحكم السن والمواقف الأخيرة لك أنك مناوئ لعلي عبدالله صالح، لكن على الأقل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان شريكاً لعلي عبدالله صالح خلال الفترة السابقة؟
من حقه أن يكون شريكاً، وهذه الشراكة لم تكن إلا مصدر خير لليمن واليمنيين على كافة المستويات، وغياب الشيخ عبدالله - رحمه الله- أربك البوصلة التي كانت أساساً مرتبكة، وزاد دخول اليمن في النفق المظلم في عهد علي عبدالله صالح؛ لأن من كان مساهماً كشريك في ألا تدخل البلاد هذا النفق المظلم قد غاب، وكان الشيخ عبدالله -رحمه الله - أول من حذر من خطورة السير في غياهب ذلك النفق.
 الواقع أنكم شاركتم الرئيس السابق الحكم ثم انقلبتم عليه مؤخراً ليكون هو الضحية بمفرده؟ ! بمعنى آخر.. شاركتموه في المغنم وتركتموه وحيداً في المغرم ؟!!
المشاركة عندما لا تكون باستحقاق تكون نتائج كلفتها جائرة يتحملها الوطن، لكن أن تشارك في إطار ما يمليه عليك ضميرك وواجبك الوطني فهي شراكة في إطار الواجب، وهو الواجب الذي نحن ملزمون به شرعاً وديناً أن لا نتخلى عنه؛ لأنه من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، فما بالك حين يكون الشخص بحجم الشيخ عبدالله، الشيخ عبدالله ما كان ينبغي له أن يكون إلا خصماً أو سنداً لأي سلطة؛ لأنه بتاريخه وقدراته يحتم عليه أن يكون مسانداً أو معارضاً لهذه السلطة، وقد عارض كما ساند، وكان بالشكل الذي إن عارض، فكان يعارض من خلال قدرته على التخفيف من الأخطاء أو إيقافها، وهو الشيء الذي لم يعد مقبولاً بعد فترة من الفترات من تضخم الذات لدى الرئيس السابق، فهي شراكة في الخير.. شراكة في تصويب الأمور، لم يكن ـ بفضل الله تعالى ـ شريكاً في تقاسم مناصب، على غرار اعطني هذا المكان وخذ ذاك المكان أبداً، بقدر ما كانت في اتجاه الحفاظ على اليمن واليمنيين، والشيخ عبدالله - رحمه الله - عندما قامت الوحدة المباركة وبدأ نهج التعدد الحزبي كان لديه اتجاه سياسي واضح، وأسس مع إخوانه حزب الإصلاح، وبالتالي فله الحق أن يكون شريكاً في الائتلاف مثلما له الحق ألا يكون شريكاً فيه.
 الشيخ عبدالله كان شريكاً للرئيس السابق بصفته الشخصية لا بكونه رئيساً لحزب الإصلاح؟
 حجمه كان يؤهله لذلك، قلت لك الشيخ عبدالله - رحمه الله - لم يكن الشخص الذي مطلوب منه موقف المحايد أو المتفرج، وهو في أي وضع موجود، إما أن يكون مسانداً أو معارضاً، فإن كان مسانداً فإن لمساندته دوراً كبيراً، وإن كان معارضاً فإن لمعارضته أيضاً دوراً كبيراً.
 لولا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لما كان علي عبدالله صالح رئيساً، وهذا الكلام من مذكرات الشيخ نفسه؟
 قد ربما، لكن نظرة الشيخ عبدالله حينها من أجل أن تستقر اليمن في ذلك الوقت، كون اليمن خرجت بعد الثورة من دورات صراع، وهذا دليل على أن الشيخ عبدالله - رحمه الله - لم يكن يحمل أطماع السلطة، وإلا لاستطاع بهذا الثقل الذي ذكرته أنت أن يكون هو الرئيس بنفسه، لكن الشيخ عبدالله لم يكن همه السلطة أبداً.. كان همه الوطن.
 الشيخ عبدالله وجد بغيته من خلال علي عبدالله صالح حينها، وبالتالي فالأمر سواء أن يكون رئيساً أو يكون شيخاً للرئيس؟
ما هي بغيته؟ أنت إذا استطعت أن تأخذ الشيء بنفسك فإنك لا ترضى أن يكون لك شريك آخر فيه، ولكن الهم لم يكن السلطة، الهم كان اليمن.
 فيما يتعلق ببرامج ورؤى الأحزاب السياسية المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، هل أنت راض عن تلك الرؤى؟
هي رؤى تُقدم وفقاً للبيانات المتاحة عند هذا الطرف أو ذاك، ووجهة نظر قابلة للحوار، نحتاج اليوم لجهد طيب في التوفيق فيما بينها لكي يخرج الجميع بمشروع يمثل أفضل ما في هذه الرؤى، وهو مشروع يجب أن يلبي في الأساس مطالب الثورة الشعبية الشبابية السلمية، ويجب أن يحافظ على كل مكتسب نضالي لليمن واليمنيين، يحافظ على يمن موحد مستقر قوي، يحافظ على النظام الجمهوري الديمقراطي السليم، يحقق لليمن واليمنيين ديمقراطية حقيقية ومساواة وعدالة وإنصافاً، ويمنع تكرار أي مآسي من دورات الصراع السابقة، يعطي لصاحب الحق أن يكون له طموحه المشروع وأن يتكافأ في فرص الوصول وتحقيق هذا الطموح بالتكافؤ مع غيره، مشروع يضع – أيضاً - الموانع والكوابح أمام أي طامع في اليمن.
 يردد البعض أن الشيخ حميد الأحمر لم يبدأ بمعارضته لعلي عبدالله صالح إلا بعد أن بدأ يقلص من نفوذه ويحاربه في تجارته؟
لم يكن لي نفوذ خاص حتى يقلصه، أنا عضو في مجلس النواب، وعضو قيادي في حزب الإصلاح، وبالتالي فإذا كنت تتحدث عن موقف شخصي بالنسبة لي فلم يكن الخلاف مع علي عبدالله صالح من جانبي صراع نفوذ.
 أنت تاجر وقد بدأ يحاربك في تجارتك؟
 هو بدأ يحارب الناس كلهم وليس أنا فحسب، لكن المتابع يفهم أني اختلفت مع علي عبدالله صالح في ظل وجود الشيخ عبدالله، وأنا اختلفت معه ومصالحي التجارية تملأ اليمن، وهي مصالح مشروعة، ولم آخذ شيئاً من علي عبدالله صالح ولم يعطني شيئاً، وأنا واحد من أبناء الشعب اليمني، وهناك من تجارته أوسع من تجارتي، ومن ثراؤه أوسع من ثرائي، ومن حصل على فرص أكثر، وبعضهم قد حصل عليها بطرق غير صحيحة، وبالنسبة لي أنا مارست حقي كمواطن يمني وفقاً للدستور والقانون، وكل ما يُشاع عني في كلام المخلوع غير صحيح، وقد حاربتني دولة علي عبدالله صالح بأكملها، ولم تستطع أن تدينني بأي شيء أبداً.
 قال عنك يوماً ما إنك جحدت جميله وصنيعه.. منحك يوماً ما حق بيع النفط اليمني عبر شركة “اركاديا” بأقل من السعر الحقيقي من فترة طويلة حتى العام 2009م؟
 لم يمنحني علي عبدالله صالح أي شيء، أنا في كل أعمالي التجارية أسير وفقاً للنظام والقانون، وبالنسبة لمشاركتي في الدخول في مناقصات بيع النفط اليمني، فأنا بفضل الله سبحانه وتعالى وبهذه المشاركة حميت بيع النفط اليمني من أطماع علي عبدالله صالح لأكثر من عشر سنوات، وكان النفط اليمني يباع بأعلى سعر في العالم..
 عفواً.. في العام 2009م وبعد أن تم تأسيس اللجنة العليا لبيع وتسويق النفط الخام ارتفع سعر النفط اليمني بواقع دولارين تقريباً للبرميل الواحد؟
 من قال هذا ؟ من قال أنه ارتفع؟ ارتفع سعر النفط العالمي، لكن آلية البيع التي ساهمت بفضل الله تعالى بالحفاظ عليها في أحسن وضع، وأعلى أسعاراً، مع العلم أني لست المشتري الوحيد، فالشركات التي أمثلها تشتري كما يشتري غيرها، عبر مناقصات معلنة، أنا لم ألتف على شفافية تلك المناقصات، لم أسمح أو أشارك بفضل الله في أية عملية فساد.
 ثمة برقية للسفير الأمريكي الأسبق “ستيفن ستش” عن مسئول حكومي يمني وصف أنه مهم، أن حميد الأحمر هدد بخطف مندوبي المنافسين من الشركات الأخرى..؟
هذا ليس صحيحاً، وإذا كان هذا الأمر مثبتاً من جانبه فإن لي الحق أن أقاضيه، وإذا تكرمت علي بإثبات أن هذا صدر عنه، فلي حق مقاضاته. لم يحصل أن اختطفنا أحداً لمصلحة شخصية بفضل الله.
ــ ما الذي قدمه التاجر حميد الأحمر للثورة اليمنية؟
من غير الصحيح أن أتحدث عما قدمته، ولكن بإمكانك أن تسأل غيري في كل ساحة من ساحات اليمن، تسأل من ناضل بصدق عن شركائه في هذا النضال، ويمكن أن تعود إلى دفاتر الساسة وتسأل.. عد إلى أرشيفك الصحفي باعتباركم صحيفة رسمية وستجد ما هو الإسهام الذي قام به حميد الأحمر.. الواقع أن علي عبدالله صالح كان يريد لنفسه أن يبقى صنماً، وصنميته تلك سعيت ـ بفضل الله سبحانه وتعالى ـ إلى تحطيمها من أول وهلة، وأن أكون أول من يقف في وجه هذه الصنمية، وقد طالبته أن يترك موقع الرئاسة لغيره؛ لأنه غير صالح للاستمرار فيها، صرحت بهذا الكلام في الوقت الذي لم يكن يجرؤ أحد على الحديث بمثل هذا الكلام..
 أتكلم عما قدمته خلال فترة الثورة؟
الثورة قام بها كل الثوار في أنحاء اليمن، والثورة لم تقم بجهد فرد أو مال شخص أو حزب، هي ثورة اليمنيين، ثورة الشعب اليمني كله، أعد لها من أعد، غرس مفاهيم النضال السلمي من غرس، وهذه الثورة هي نتاج نضالات ومحطات متراكمة، ومن باب الإنصاف أذكر أن واحدة من أهم محطات الثورة الشعبية الشبابية السلمية كانت تأسيس اللقاء المشترك؛ لأنها الخطوة الجبارة، فقد تمكنت القوى السياسية الهامة أن تحرم علي عبدالله صالح من أن يستخدم هذه القوى ويشغلها بصراعاتها الداخلية فيما بينها البين، حتى لا تقوم بواجبها تجاه الشعب.
ــ نعرف أنك أسهمت بقدر ما من المال.. هل لنا أن نعرف مقدار هذا المال؟
أسأل الله أن يتقبل ذلك في ميزان الحسنات، بفضل الله لم أدخر جهداً، وكيف لشخص مثلي، كان تحت القصف، أولاً القصف الإعلامي لسنوات، ثم القصف العسكري بعد ذلك لبيوته وشركاته وأسرته وإخوته ومحبيه، كيف لي أن أبخل بالمال وقد قدمنا وقدم غيري ماهو أغلى من المال، أسأل الله أن يجعل ذلك العمل خالصاً لوجهه الكريم.
 كم أنفقت على وجه التحديد؟
لا أستطيع أن أحدد.
 هل يطمح الشيخ حميد الأحمر لأن يكون رئيساً للجمهورية؟
من حق أي مواطن يمني أن يطمح، وليس من حق غيره أن يتهمه بالطموح؛ باعتبار أن الطموح حق مشروع لكل شخص، ونحن هنا يجب أن نؤسس لهذا الأمر، وأن أطمح أو لا أطمح هذا الأمر، يأتي الحديث عنه عندما نكون على أعتاب عملية سياسية جديدة لانتخابات رئاسية، وبالتالي تكون من المصلحة معرفة من هي الوجوه التي تنتوي الترشح، ولكن أن نتحدث عن هذا المبدأ كمبدأ، فأنا أعارض الحديث عنه كمبدأ، فمن حق أي يمني أن يطمح وأن يرشح نفسه..
 بمن فيهم حميد الأحمر؟
بمن فيهم حميد الأحمر.. فلا يوجد ما يمنعني عن ذلك، ولكني أوكد هنا أن طموحي الأساسي يكمن في أن تستقر اليمن وتبنى الدولة المدنية الحديثة التي نحلم بها جميعاً.
 طيب .. أنت طالما دعوت إلى أن يكون رئيس الجمهورية شخصاً من الجنوب؟
كما قلت لك كطموح من حق أي إنسان أن يطمح، ولكني تكلمت في هذا صادقاً كرؤية سياسية وكواجب وطني، وانطلقت منه من واقع معرفتي وتقديري أن الوحدة هي أثمن مكسب استطاع اليمنيون أن ينجزوه، ولا يجب أن نتعامل معها على أنها مصلحة فردية لشخص أو لجهة أو لمنطقة بعينها على حساب منطقه أخرى، ولا يجب أن ننظر إليها على أنها وحدة يمكن أن تملأ جيب هذا على حساب ذاك، فالوحدة حدث مستمر مئات السنوات، وينقرض أولئك الذين يتهمون بمحاولة جني أطماع من ورائها وهي تبقى.
 والوحدة يجب أن تنهي صراعات المرحلة الماضية وتؤسس لبناء دولة قوية موحدة، ولكونها أثمن منجزات ومكتسبات اليمنيين فالحفاظ عليها مقدم على غيرها، وعلي عبدالله صالح أحدث في جسد الوحدة شرخاً كبيراً، وندوباً غائرة، مما لا يخفى على أحد، وأوصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه في مجملها وفي جميع جزئياتها، وفي مقدمتها جانب الوحدة.. وكان من المهم أن نكون صادقين في خطوات المعالجة، وعندما أبديت رأيي في أن يكون على رأس الدولة رئيس من المناطق الجنوبية، فإني انطلقت من منطلق أن هذا سيكون واحدة من المعالجات أو إحدى الخطوات في الاتجاه السليم، وأنا اليوم أؤكد أننا لازلنا بحاجة إلى أن يرأس البلاد رئيس من أبناء المحافظات الجنوبية، ولأكثر من دورة قادمة.
 شيخ حميد أنت وإخوانك متهمون في حادث جامع النهدين في رئاسة الجمهورية الذي أصاب رئيس الجمهورية حينها وأغلب كبار رؤساء أجهزة الدولة؟
 مرد هذا الاتهام أن هذا الحادث حصل ونحن تحت قصف قوات الدولة التي يديرها علي عبدالله صالح، ذلك القصف والتنكيل غير المسبوق في تاريخ اليمن، فالناس قالوا : من الذي له الحق يومذاك للدفاع عن نفسه بالوصول لعلي عبدالله صالح أينما كان غير أولاد الشيخ عبدالله، فمثل هذا الظرف الموضوعي الذي كان يعطينا الحق في الدفاع عن أنفسنا بالوصول إلى هذا الشخص الذي يستخدم إمكانيات الدولة في محاولة إزهاق أرواحنا وتدميرمنازلنا وممتلكاتنا ونحن في وسط العاصمة دون أن يكون هناك مبرر قانوني يعطيه الحق في أن يشن علينا تلك الحرب الشعواء وعلى سكان منطقة الحصبة ككل وصوفان وحدة، وللعلم لا توجد مذكرة قانونية واحدة تطلب حضور أحد أولاد الشيخ عبدالله للمثول بين يدي الدولة لأية قضية كانت سبقت حرب الحصبة، تعطي الدولة الحق في إرسال طقم شرطة إلى منزل أي منهم.. فما بالك أن تقصف، كما أن تلك الحادثة حصلت ونحن تحت القصف الجائر، وعلينا أن نفكر كيف لأولئك الذين تحت القصف أن يصلوا لعلي عبدالله صالح إلى معقله في الرئاسة؟ من المستفيد؟ ومن الذي أعد لقصف منزل حميد الأحمر في حدة في الليالي التي سبقت حادثة النهدين؟ كان الحادث يوم الجمعة، ويوم الخميس كانت قوات علي عبدالله صالح وأبنائه تخلي التباب المطلة على بيتي في حدة وتضع عليها آليات عسكرية استعداداً لضرب بيتي، من الذي كان يهيئ أنه في يوم الجمعة سيكون فيه حدث..
 لاشك أنكم ظُلمتم في هذه الحرب، لكن قد يقول قائل حادث النهدين رد فعل لظلمكم الجائر؟
 عموماً علينا جميعاً في هذا الإطار أن تستمر مطالبتنا بالتحقيق العاجل في كل الأحداث التي حصلت خلال عامي 2011م و 2012م بما في ذلك حادث الرئاسة، لكن لا يجوز ولا يصح أبداً أن نتحدث عن هذه الحادثة دون الحديث عن كافة الأحداث والمآسي التي حصلت منذ سقوط أول شهداء الثورة في عدن في فبراير 2011م إلى مسيرة الحياة وما بعدها، كل تلك الأحداث بما في ذلك ما جرى داخل الرئاسة، هي من الأمور التي لازالت الثورة تطالب بالتحقيق في كل هذه الملفات، طبعاً ليس التحقيق الذي أعده من حول علي عبدالله صالح من المتهمين بالتدبير للحادثة أنفسهم، في غياب الأجهزة الضبطية والأمنية، ولكن التحقيق الذي يتم بشكل صحيح وسليم وحيادي وشفاف.
 طيب وأنت تنفي عن نفسك هذه التهمة.. برأيك من الذي أقدم على فعل كهذا؟
 دعنا لا نستبق الأحداث والتحقيقات ستكشف هذا.
 أنتم في قيادة اللقاء المشترك لا تعرفون الحقيقة؟
 مثل هذا الأمر لا تعلمه الأحزاب.. هذا من عمل النيابات والتحقيقات إذا أجريت، وهي لم تجر حتى الآن.
 ألا ترى أن ثمة ملامح بصمات لأطراف إقليمية أو دولية في هذا الحدث، نحن لم نتعود في الداخل أن نصنع حدثاً بهذا الحجم بعيداً عن علم الخارج أياً كان هذا الحدث؟
أفضل أن ينصب الجهد في أن يُلبى مطلب الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومطلب الأشقاء والأصدقاء الذين رعوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أن يتم إجراء تحقيق صريح وشفاف في كل الأحداث التي حصلت وبشكل صحيح.
 شيخ حميد.. يتسلم حزب الإصلاح ـ بحسب تصريح للشيخ حسين الأحمر ـ ثلاثة ملايين ريال سعوي شهرياً.. مقابل ماذا؟
 ممن؟
 من المملكة العربية السعودية.
 هذا غير صحيح.
هذا حديث موثق للشيخ حسين في أحد لقاءاته الصحفية سابقاً؟
كلام الأخ حسين إن كان هذا ورد على لسانه.. ليس حجة علينا، وهذا غير صحيح.
 قناة سهيل تتبع من؟ الإصلاح أم الشيخ حميد؟
 قناة سهيل تتبع الشعب اليمني والثورة اليمنية..
 شخصياً أعترف بدور قناة سهيل الكبير في الثورة اليمنية، وهو دور تُشكر عليه.؟
وهذا ما يجعل السؤال تتبع من أمراً غير ذي أهمية، سهيل ـ بفضل الله سبحانه وتعالى ـ أدت دورها، وقد تميزت الثورة اليمنية أنه كان لها منبر خاص بها لم يتحقق للثورات الأخرى التي جرت في نفس الفترة. وساهمت إسهاماً كبيراً في صناعة أحداث الثورة وفي رعاية الثورة.
 يقال إن الشيخ حميد الأحمر رفع دعوى على الحكومة اليمنية أو النظام السابق مطالباً بالتعويض جراء خسارته في الثورة؟
أبداً لم أرفع حتى الآن أي دعوى، نحن تعرضنا لشتى أنواع التنكيل والتعسف، أنت ذكرت قناة سهيل، وقناة سهيل قصفت وأحرقت، سبأفون قصفت مكاتبها، وقتل أحد موظفيها - رحمه الله - في محافظة ذمار تم قصف وتدمير أكثر من مائتي موقع من مواقعها ودون أي مسوغ قانوني، قطعت علينا خدمات الاتصال الدولي والثابت مع الانترنت لقرابة عام كامل، كثير من شركاتنا تم الدخول في مكاتبها ونهب محتوياتها وتدميرها، على سبيل المثال شركة أبوللو للمعارض التي نهبت بشكل كامل، وأريد أن أذكر هنا لفتة أثناء قيام الثورات، أن اليمنيين قطع عنهم كل شيء الكهرباء والبنزين والماء والطرقات إلا الاتصالات، في الوقت الذي كانت فيه الاتصالات أول شيء يقطع على الثورات الأخرى ولا يُقطع عليها شيء غير ذلك!! علي عبدالله صالح لم يستطع أن يقطع عن الثورة اليمنية الاتصال؛ وذلك نتيجة لوجود سبأفون وللجهد الكبير الذي بذل من قبلنا، وهو جهد نسأل الله أن يكتبه في ميزان حسناتنا، ليس لي وحدي فقط ولكن لزملائي في شركة سبأفون كلهم، مع أن الإخوة القائمين على سبأفون تعرضوا لشتى المضايقات ومروا بأوقات عصيبة وكانت حياتهم في خطر، فقد عملوا ليلاً ونهاراً وفي أحلك الظروف من أجل أن تبقى هذه الشركة موجودة تقدم الخدمة للناس، وأدعوك أن تتخيل كم سيكون حجم الأضرار والضحايا في المسيرات السلمية لو لم يكن هناك خدمة الاتصالات، يحذر الثوار بعضهم البعض ويستطيعوا تحديد مسارات المظاهرات بدقة حتى لا يتعرضوا للخطر، وبعيداً عن تخطفات، وكمائن قوات الأمن الشرسة.
 ورد اسمك في واحد من التقارير البرلمانية ضمن مجموعة من المتنفذين وممن سطوا على الأراضي في الحديدة بطريقة غير مشروعة.. بم ترد؟
بفضل الله سبحانه وتعالى لا يوجد تحت أيدينا شبر واحد تملكناه بطريقة غير شرعية، لا في صنعاء ولا في غيرها. وهذا الأمر تم تداوله قبل حوالي ثلاث سنوات من قبل إعلام الرئيس المخلوع..
 “مقاطعاً” أم السابق؟
 المخلوع.. كيف تقول السابق بعد كل هذه الثورة؟ عندما نلقب علي عبدالله صالح بالسابق فنحن ننتقص من قيمة الثورة؛ لأن الثورة هي من خلعته ولم يتمكن من أن يلتقط اللحظة التاريخية ويكون الرئيس السابق. لو كنا موجودين وتحت أيدينا أرضاً لمواطن أخذناها تعسفاً، لا يوجد مانع لهذا المواطن أن يتقدم ويشكونا سواء في الحديدة أو غيرها، ونحن اليوم في فضاء جديد ويستطيع أي شخص أن يعبر عن رأيه بأكثر من طريقة.. وأنا أؤكد لك أنه بفضل الله أننا لا نمتلك شبراً واحداً في أي مكان إلا وتملكناه بطريقة شرعية وصحيحة.
 يردد البعض اليوم أن ثمة خلافاً بين الشيخ حميد الأحمر وبيت هايل سعيد.. ما الحقيقة؟
 بيت هايل سعيد قصة من قصص نجاح اليمنيين، بيت هايل سعيد مفخرة يعتز بها كل يمني، الحاج هايل سعيد - رحمه الله - رجل خير ورجل مبروك وصلت خيريته وخيرية أسرته التي غرسها إلى معظم مديريات اليمن، وهذا الأمر يستوجب من الناس موقف تقدير إزاءهم، وهم في نفس الوقت ممن يحرصون على ألا يدخلوا في خصومة مع أحد، ما وجدناهم سائرين مع أحد في خصومة بطريقة غير صحيحة، لكن هذا لا يعني أن لا يكون للناس خلافات فيما بينهم البين، وأنا تربطني ببيت هايل سعيد، ابتداء من الوالد الشيخ علي محمد سعيد إلى الجيل الثالث منهم علاقة مودة خالصة، أعرف كثيراً منهم، وآخرين لا أعرفهم، ولكني أبادلهم المودة من بعيد.
 أفهم أنه لا خلاف بينكم؟
 أكيد لا خلاف.
 حسناً.. أشرت إلى خيرية بيت هايل سعيد وهي بحق كذلك، لكن بالمقابل أين خيرية التاجر حميد الأحمر لاسيما وهو يمتلك امبراطورية مالية كبيرة قد تضاهي مجموعة هايل؟
الحمدلله رب العالمين، نحن نخرج ما نستطيعه وفي أوجه مختلفة، وقد يكون الوضع الذي عندي ليس عند غيري، إن الجهاد السياسي بالمال ليس مما يعلن عنه، ولكن نسأل الله أن يمكننا أن نسهم ما استطعنا أن نبذل مما رزقنا في أوجه الخير المختلفة، وعودة إلى موضوع بيت هايل سعيد، أنا أشكرك أن طرحت هذا السؤال، ومن خلالكم أؤكد مجدداً كما أنه لا يوجد خلاف بيني وبين بيت هايل سعيد عموماً، فلا يوجد خلاف بيني وبين الأخ شوقي، وما يُنسب إلى أنني طرف من أطراف الصراع في محافظة تعز أمر غير صحيح، وكما يعلم الله أني لست طرفاً ولم أسع إلى تأجيج هذا الصراع، بل إن كان لي من دور فإنه ينصب على ردم الهوة بين أطراف الصراع.
 وأنا أقول: إن محافظة تعز لا يوجد لغيرها من محافظات اليمن سهم في هذه الثورة كسهمها، وقد كانت رأس الحربة، كمنطقة بين المناطق اليمنية المختلفة، وأنا أشاهد موقف تعز تذكرت الشيخ عبدالله عندما كان يقول لي دائماً: اليمن هي تعز. فعرفت معنى تلك الكلمة بما تحمله من عمق كبير في نصرة الثورة الشعبية الشبابية السلمية، فكيف أكون طرفاً في إيذاء أبناء تعز بعد هذا الفهم، وبإذن الله لن أكون إلا حريصاً على خيرها سواء أنا أو الإصلاح.
 وأنا أدعو أطراف المنظومة السياسية في تعز أن ينصفوا أبناء تعز، وينصفوا دورهم الثوري، بأن تكون أهداف ثورتهم متحققة بالتوافق فيما بينهم، وأيضاً أن يلتفتوا لاحتياجات أبناء تعز من الخدمات، وأن يسعوا في خدمتها، واستكمال بنيتها التحتية، ويساهموا في تجاوز مشكلاتها، وأكبرها مشكلة مياه الشرب، وأنا أقول: إن بيت هايل عندما ينتدبون واحداً منهم كالأخ شوقي فهذا شيء يطمئننا؛ لأن بيت هايل سعيد ناجحون، ولهم الحق أن ينجحوا في العمل السياسي كما نجحوا في العمل الاقتصادي، وهذه الخلافات السياسية تعيقهم من النجاح، وأنا متأكد أن بيت هايل سعيد وشوقي هايل حريصون على النجاح حتى إذا ترك الأخ شوقي هذا المكان يتركه بقصة نجاح لبيت هايل، خاصة وأنهم كانوا عازفين عن العمل السياسي، تعز اليوم يبدو أن هناك من يريد أن يعاقبها، وهناك من يحاول أن يثير البلابل فيها، وهناك من يريد أن يخلق لنفسه موطئ قدم ممن لهم تاريخ من العداء مع تعز، وهي المنطقة الهامة من مناطق اليمن، وأدعو الدولة أن تعوض المتضررين من تعز، وأن تعيد ما تهدم من المنازل، وأن تلتفت لأسر الشهداء والجرحى، وأدعو إلى إنهاء أي وجود عسكري يمكن أن يثير إشكالاً أو مثار إشكال في مدينة تعز.
 الرئيس السابق توجه إلى المملكة العربية السعودية قبل أيام .. ما دلالة هذه الزيارة من وجهة نظرك؟
الذي أفهمه أنها كانت زيارة للعلاج، وما أفهمه أيضاً ـ وأعتقد أن هذه هي الحقيقة ـ أن القيادة السياسية تجد صعوبة في أن تستضيف أية دولة من الدول علي عبدالله صالح لفترة طويلة، وأنا لا ألوم هذه الدولة أبداً - “يضحك” - على عدم رغبتها في استضافة هذا الرجل..
 لكنها استضافته؟
استضافته للعلاج وليس للبقاء فيها. نأمل أن يكون ما قد تم كافياً أن يرسل رسالة واضحة لعموم اليمنيين وخاصتهم أن التغيير بدأ بإذن الله ولن يتوقف، وهذه الثورة ثورة شعبية مطالبها واضحة، وعندها إصرار الشباب الذين ضحوا من أجلها، وهذا إصرار يفوق عناد أي معاند، فعلينا أن نهيئ أنفسنا لليمن الجديد، والذي لن يتم بشكل سلس إذا تماهى أحد ما مع أفكار الماضي، وطموحات من لم يعد له حق في الفعل السياسي في قادم الأيام.
 أنت وإخوانك ومعكم اللواء علي محسن زرتم عبد ربه منصور هادي عقب حادث النهدين، بينما كان علي عبدالله صالح وأركان حكمه في المملكة للعلاج، وطلبتم منه تشكيل حكومة جديدة غير الحكومة القائمة حينها، وهي حكومة تصريف أعمال كما هو معروف.. ماذا تريدون تحديداً من هذا التشكيل؟
 لم يتم هذا الأمر، نحن زياراتنا حين كانت تتم كانت تتم من أجل أن يقوم الرجل بما يجب عليه في الحفاظ على اليمن وعلى اليمنيين، وقد قام، أما عن تشكيل الحكومة التي تتحدث عنها في تلك المرحلة التي أتت بعد توقيع اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية، فالمبادرة كانت تنص على أن تشكل حكومة وفاق من الأطراف الموقعة، وبالتالي فما ذكر هو كلام غير منطقي.
 هذا الكلام نشر في كثير من الصحف والمواقع منسوباً للرئيس نفسه؟
 لا أعتقد، وإذا ورد مثل هذا الأمر منسوباً للأخ الرئيس قد يكون نسب إليه بطريقة غير صحيحة؛ لأنه يفهم أننا حينما كنا نذهب إليه، أننا ما كنا نتحدث عن مناصب.