خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
نفى الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر أي تدخل سعودي في قضية صعدة أو أي خلافات داخل أسرة آل سعود بشأنها. وقال إن إيران هي من تدعم الحوثي، إضافة إلى دول عربية أخرى، لم يسمها.
الشيخ حسين الأحمر، الذي عاد من السعودية قبل أكثر من شهر متوجهاً إلى "خمر" يحشد القبائل إلى ساحة المعارك، عاد قبل 3 أيام إلى العاصمة، وتحدث إلى "النداء" عن مبررات مشاركته في هذه الحرب. وفي هذه المقابلة قال إنه يتحدث عن نفسه وليس باسم قبيلة حاشد أو مجلس التضامن، مثلما أكد أن أخاه الشيخ حميد في مقابلته الأخيرة مع قناة "الجزيرة"، لم يكن يعبَّر إلا عن نفسه هو.
لكن، وهو يتحدث عن نفسه، اعتذر عن الإجابة على سؤالين ألحقتهما إليه عبر التليفون أمس، يتعلقان بحجم الدعم الذي يتلقاه من الرئيس للجيش الشعبي الذي يتولى هو (الشيخ حسين) قيادته، والاتهامات التي وجهها إليه شيخ من بكيل باستخدام هذه الحرب ذريعة لتصفية حسابات مع سفيان.
لكنه لم يخفِ امتعاضه حيال الآراء والمواقف التي أعلنها شقيقه حميد الأحمر النائب والقطب المعارض، في برنامج "بلا حدود" بقناة "الجزيرة"، الشهر الماضي، والتي طالب فيها الرئيس بالاستقالة وتسليم السلطة إلى نائبه اللواء عبد ربه منصور هادي، إذ شدد على أن ما ورد في الحوار لا يعبر سوى عن وجهة نظر حميد، مطالباً إياه "بعدم شخصنة الأمور".
زرته، الأحد الماضي، في منزله المكتظ حوشه وبواباته برجال حاشد المسلحين. وبعد أن أجريت معه هذا الحوار، الذي استغرق نحو ساعة، استقل سيارته الحديثة، وتوجه، تتبعه عدة صوالين مسلحة، لتلاوة الفاتحة والدعاء على قبر والده المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر.
* حـــــوار: عـــلي الــضبيبــي – النداء
* كل الإساءات للأشخاص في الصحف الحكومية مصدرها مطبخ الرئاسة، والأحرى بهذه الإدارة أن تحل الأزمات التي يمر بها البلد أفضل مما تظل تسيء للناس
* اتفاقية الدوحة كانت "فلتة" من الدولة لأنها غامضة ومطاطية
وتتيح للحوثي أن يفسرها كيف يشاء
* ندعو مشائخ وقبائل بكيل أن يستعيدوا المديريات الـ3 التي سيطر عليها الحوثي في الجوف وأن يتضامنوا مع سفيان
* الغلط ليس في حشد القبائل للقتال إلى صف الدولة ولكن في أن تزج بمتطوعين إلى الميدان وبعد نهاية الحرب تتركهم
* حميد في "الجزيرة" عبر عن وجهة نظره هو والمهم أن الشخصنة لا تجوز
* الاشتراكيون يسعون إلى الانفصال وإلى استعادة دولة، وحزب الحق إلى إنشاء دولة لهم في صعدة، والإصلاح متخبطون
> نبدأ من نهاية الحرب الخامسة، عندما انتقدت بشدة القرار الرئاسي لوقف إطلاق النار، وحملت الرئيس مسؤولية ذلك القرار، والآن الحرب السادسة عادت بشراسة. فهل أثبتت عودة الحرب صحة موقفك ذاك؟
- في الحقيقة عندما وقفنا ضد وقف إطلاق النار في الحرب الخامسة، دون حل جذري للتمرد، كان بدافع وطني. فقد أثبتت التجارب السابقة في الحروب الأولى والثانية والثالثة والرابعة، أنه كلما أوقفت الدولة الحرب تأتي الحرب التي تليها والمتمردون أكثر استعداداً وجاهزية. وهذا ما نخشاه، ولا بد على الدولة ممثلة بالقيادة السياسية أن تخمد هذا التمرد بكافة الأشكال والوسائل دون تأخر أو تسويف، لأن هذا التمرد أنا أعتبره سرطاناً ينهش في الجسد اليمني ويسبب معضلة كبيرة لليمن.
> لكن، ألا ترى أن الحروب السابقة فشلت، ولم تحقق الحرب سوى تمدد أكبر وأوسع للحوثي؟ ألا ترى أن هذه الحرب في جولتها السادسة، قد لا تؤدي إلا إلى حرب سابعة، خاصة وهي لم تحقق أي نصر حتى الآن؟
- بالعكس. الحرب الأولى والثانية كان التمرد قد اندحر وانتهى الحوثي بنسبة 98%، ولم يبق هناك أي حركة للحوثي أو أي مؤشرات بقاء.. كان هناك فقط حوالي 15 أو 20 شخصاً توجهوا إلى صنعاء وأولهم بدر الدين الحوثي وعبدالملك الحوثي. وطوال كل الحروب كانت الدولة تحقق نصراً وتكاد تنهيه تماماً. وأنا أؤكد لك أنه لا يوجد حل أمام الدولة إلا القوة، لأن هؤلاء المتمردين لهم أبعاد وأهداف كبيرة. ولم يقبلوا الرضوخ لمنطق العقل وللدستور والقوانين وللحوار، وأن ينزلوا من المواقع ويسلموا السلاح الذي أخذوه على الدولة، وأن يفتحوا الطرق ويمارسوا الحياة المدنية التي كفلها الدستور مثل كل القوى السياسية، ويعملوا لهم منظمة أو مؤسسة أو حزباً.. الآن أصبحوا مشكلة تهدد الأمن الاجتماعي، وأصبح أي قاتل أو قاطع طريق أو مطلوب للعدالة يفر وينضم إلى الحوثي. أصبح الحوثي مأوى لكل المجرمين والفارين من وجه العدالة.
> الحوثي يؤكد أنه كان ملتزماً باتفاقية الدوحة وأن السلطة هي من تنكرت لهذه الاتفاقية وتنصلت منها..
- هو يلتزم باتفاقية الدوحة حسب هواه، لأن الاتفاقية كانت مطاطية وغامضة وليست واضحة، ولذلك تمكنه أن يفسرها كيف يشاء. وكانت فلتة من الدولة أن تعمل اتفاقية الدوحة مع متمردين. ولكن نتمنى من الحوثي أن يرجع إلى المنطق وإلى العقل، وينصاع وينزل من الجبال ويفتح الطرق. ونحن مستعدون أن نقوم بواجبنا عند الدولة، وأن نحل مشكلته نحن وغيرنا من المشائخ والعلماء والمنظمات وكل الناس.. لكن أنا متأكد أن أي جهد يبذل في هذا الاتجاه لن يجد من الحوثي إلا التنصل ومحاولة كسب الوقت وإعادة ترتيب صفوفه ومن ثم كسب جولة وراء جولة حتى يصل إلى أهدافه.
> طيب، الحرب السادسة اندلعت بشراسة، وهي في أسبوعها الثالث أو الرابع، ولم تحقق شيئاً. بالعكس يعلن الحوثي كل يوم سقوط مواقع للجيش وسيطرته على معسكرات، ويؤكد ذلك للرأي العام من خلال الصورة والصوت وعرض مختلف الأسلحة التي استولى عليها، إذن، أية جدوى من هذه الحروب كلها؟
- لا شك أن هناك سوء إدارة وعدم تنسيق جيد وتخطيط وتكتيك جيد للمعارك. ولكن لا يعني هذا أن الحوثي يحقق انتصارات. الحوثي في هذه الحرب السادسة تكبد خسائر كبيرة، وخسر مقاتلين وقادة ميدانيين، ومُني بخسائر مادية فادحة في كل الجبهات والمحاور. ولكن هناك بعض السرايا والكتائب في بعض المناطق تكون محاصرة، وبالتالي عندما تنقطع عنها الإمدادات والماء والأكل والشرب تضطر أن تنسحب. وحرب العصابات، كما تعرف، ليست سهلة ولا سريعة الحسم، والأمثلة كثيرة في أفغانستان وغيرها. وهي تحتاج خططاً مختلفة عن خطط الحروب النظامية، وتحتاج صبراً ووقتاً، وتحتاج إدارة جيدة، لأنها متعبة ومكلفة. والحوثي من خلال التجارب والممارسات اكتسب خبرات جيدة، وتعلم الصبر والشغل الدعائي، وتعلم أسلوب الكر والفر ونصب الكمائن وغيرها.. إننا في هذه الحرب لا نواجه حرباً نظامية، إنما نواجه أفراداً متمترسين في مواقع محصنة وفي مناطق حساسة ووعرة.
> أنت مكثت خلال الأسابيع الماضية في خمر، وربما أنك كنت تدير بعض المعارك بنفسك. ما مدى وحجم مشاركتك في هذه الحرب كقوة قبلية..؟
- (مقاطعاً) أنا معظم الوقت، وخاصة في رمضان، أخرج إلى البلاد وأقعد هناك، وهذا ليس جديداً. لكن بالنسبة لقضية التمرد، نحن مستعدون أن نتعاون مع الدولة بكل ما تريد. مستعدون برجال، بمال، بسلاح، بعتاد.. بكل شيء.
> ما صحة الكلام الذي قيل بأن الرئيس تكفل بتمويل للواء شعبي من رجال حاشد تحت قيادتك لقتال الحوثي؟
- قبيلة حاشد هي جزء من اليمن، وإذا كان هناك تجييش للقبائل فهو تجييش للكل. لا يوجد شيء اسمه تجييش لحاشد. هناك تجييش في حجة، في الجوف، في حاشد وعمران، في كثير من القبائل اليمنية.
> ما الداعي يا شيخ حسين لكل هذا التجييش والحشد القبلي! ألا تمتلك الدولة مؤسسة عسكرية قوية، ولديها جيش رسمي بموجب الدستور؟ ألا تدري أن هذا فعل خطير وغير دستوري، وله نتائج عكسية وسلبية على التماسك والأمان الاجتماعي، بل وعلى القبائل اليمنية نفسها، بل وحتى يضعف المؤسسة العسكرية؟
- الدولة لها الحق أن تستعين بالقبائل. والأفضل لها أن تجند وتحشد مقاتلين من مختلف الشرائح ومن مختلف القُبل، وأن تجند أفضل لها من أن تدفع بمتطوعين. عندما تدفع بمتطوعين فلن تكون أمورهم منظمة ومرتبة، لكن إذا جندت بشكل صحيح ودربت الناس سوف يكون أفضل، وستكون السيطرة عليهم أضمن. وأنا أؤكد لك أن التجنيد أفضل. وليس هناك أي ضرر أو خطأ، وليس هناك أي غلط. والغلط هو أنك تزج بمتطوعين إلى الميدان، وعند نهاية الحرب تتركهم. وهذه من السلبيات التي حصلت.
> سمعنا أن مجلس التضامن بعث برسالة إلى رئيس الجمهورية في نهاية الحرب الخامسة، حمله فيها مسؤولية حسم المشكلة وعدم الوقوع في المخالفات. ألا ترى أن هذه الحرب كان من أسبابها، كما قال البعض، هذه المذكرة، وكذلك مقابلة الشيخ حميد في "الجزيرة"؟
- الدستور يعطي الدولة صلاحيات الحفاظ على الأرض اليمنية، ومنع أي فتنة أو خروج عن الثوابت وقطع الطرق وسلب الممتلكات العامة والخاصة واحتلال مدارس الحكومة ومؤسساتها وإداراتها وما تم إعادة إعماره. كيف يكون هذا؟! علينا أن نكون واعين.. الحوثي نتمنى أن يرجع إلى صوابه وتعالج المشكلة سلمياً ويوقف نزيف الدم. نتمنى ذلك. من لا يتمنى أن تُحقن دماء أبنائه وإخوانه وآبائه، حتى لو يبذل الواحد كل ما عنده. لكن من خلال التجارب السابقة ألاحظ أن الحوثي غير مستعد لأي تجاوب.. هو يتجاوب إعلامياً لكن عملياً لا يتجاوب. والحوثي كان في البداية يقول إنه يدافع عن نفسه.. اليوم يشعل حرائق ومعارك في الجوف، في عمران، وكان في بني حشيش، وفي سفيان وفي حاشد، ويريد أن يسيطر على مناطق جديدة ويحتل مناطق جديدة بالقوة. هناك 3 مديريات في الجوف تحته تماماً، ومديرية في عمران سيطر عليها سيطرة كاملة. نحن لن نتخلى عن الدولة أمام أي مشكلة تهدد أمن واستقرار اليمن، حاشد وغيرها.
> تقول هذا بكل هذه العزيمة وأنت هوجمت بشكل عنيف في وسائل إعلام رسمية ناطقة باسم الدولة، وفي أكثر من مرة. فبعد رسالة مجلس التضامن إلى الرئيس شنت عليك إحدى هذه الصحف هجوماً لاذعاً لدرجة أن وصفتك بالعميل، وفي يوم زيارة الرئيس لحرف سفيان وكنت بجواره، هُوجمت ثانية من قبل صحيفة ثانية رغم أنك أعلنت تأييدك للرئيس، كيف تفسر لنا هذا التناقض؟
- في الحقيقة نحن نقف إلى جانب الوطن وليس إلى جانب الرئيس. ومثل هذه التفاهات لا تؤثر علينا ولا تصنع شيئاً. وإذا جاءت إساءة لنا في صحف الدولة فمصدرها يأتي من داخل مطبخ الرئيس، وإذا كانت هناك تفاهة فنحن نردها إليهم.. ما تأتي أي إساءة إلى أي شخص في اليمن إلا من داخل مطبخ الرئاسة، وهذه هي من سوء التوفيق وسوء النية، وليس من مصلحة مكتب الرئاسة أن يصنع للرئيس كل يوم خصوماً. ليس من مصلحته هذه التفاهات وهذه المقولات التي تضرهم أكثر مما تنفعهم.. والأحرى بهذه الإدارة أن تحل الأزمات والمشاكل التي يمر بها البلد أفضل مما تظل تسيء للناس وتتهجم على الآخرين.
> هناك من يعتقد أن هذه حرب ما بين دولتين، بالوكالة على أرض يمنية وبمقاتلين يمنيين، نيابة عن إيران والسعودية. وإلا إلام تعزو قوة الحوثي؟ وبالمقابل إلام تعزو اندفاع القبائل إلى ساحة المعارك؟
- إيران داعمة للحوثي. والدولة ساهمت في إنشاء الحوثي وخلق الظاهرة الحوثية، وهناك بعض الدول العربية، للأسف، تقدم لا شك للحوثي دعماً خفياً. سواء كان دعماً مذهبياً أو إعلامياً أو غيره. أما بالنسبة للإخوة في المملكة العربية السعودية، فأعتقد كان لهم موقف جماعي مع دول مجلس التعاون الخليجي، موقف ظاهر. ولا أعتقد أنه كان للسعودية دخل في هذه الحروب، لأنها تعتبر هذا شأناً داخلياً يخص اليمن. لكن إيران تصريحاتها، إعلامها ودعمها اللوجستي للحوثي بشكل ما نتصور.
> أنتم لا تستطيعون أن تقدموا أي دليل مادي محسوس من إيران، وهذا ما تحدَّاكم به الحوثي، في حين أنه (أي الحوثي) يعرض أسلحة على شاشات الفضائيات عليها ختم السعودية. وهذا شاهدناه.
- الحوثي يجيد الإعلام. والإيرانيون يدعمونه، ومنذ أكثر من 10 سنوات وآلاف من اليمنيين الذين درسوا في إيران، كانوا من أتباع الحوثي، ولا شك أن هناك إيرانيين يدرِّبوا في صعدة، وإذا لم يكونوا إيرانيين فهم أتباع لإيران من أي منطقة كانت، سواءً كانوا يمنيين أو غير يمنيين، فهم ينفذون توجيهات وأجندة إيرانية. ونحن ننصح إيران كدولة إسلامية أن تكف عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية، لأنها ليست ناقصة عداوة مع الوطن العربي. هي دولة لها طموحاتها ولها مشاكلها الداخلية والدولية، فالأولى بها أن تحل مشاكلها وأن تتفرغ لمشاكلها الخاصة أفضل من أن تتدخل في شؤون: لبنان، الكويت، البحرين، العراق، سوريا، واليمن، وغيرها. والأحرى بنا كأمة إسلامية أن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً، لا أن نثير الفتن والأحقاد، ونحيي المذهبيات والعرقيات والعصبيات الدينية وغيرها. يجب أن نقف صفاً واحداً إزاء ما تواجهه الأمة من مخاوف وهجمة شرسة على الدين وعلى الإسلام وعلى العروبة. فالأحرى بإيران أن تكون أكثر مرونة وأكثر حرصاً من التدخل في شؤون أي قطر عربي.
> إيران نفت ذلك، لكن هناك تسريبات بنشوء خلاف داخل الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية بشأن صعدة، أنت لك علاقاتك الجيدة مع هذه الأسرة وتواصلك الخاص بهم، كيف تفسر هذا الخلاف؟ وما هو الموقف الحقيقي للمملكة إزاء هذه الحرب؟
- لا أعتقد أن هناك خلافاً داخل الأسرة الحاكمة. هذه الأسرة تربطها ببعضها علاقة متينة وقوية، قائمة على التفاهم والاحترام، ولن يستطيع أحد أن يزعزع هذه العلاقة أو أن يوجد خلافاً داخل هذه العائلة.
> تقصد أن السعودية لها موقف موحد تجاه صعدة..؟
- (مقاطعاً) السعودية موقفها مع الدولة ومع أمن اليمن واستقراره، لأن أمن اليمن يهمها. وإذا جئنا للإنصاف فإن السعودية هي أكثر الدول التي دعمت اليمن واستقراره وأمنه وتنميته. إذا جئنا للمنح، إذا جئنا للمشاريع، إذا جئنا للتنمية، أكثرها بتمويل سعودي، كذلك المعونات.. وعندما تحصل لليمن أي قضية أو مشكلة تجد السعودية أقرب الدول العربية وغير العربية إلى اليمن.
> البعض من الحوثيين يقولون إن من أسباب عودة الحرب السادسة إلى صعدة مقابلة الشيخ حميد في قناة "الجزيرة"، وهو الذي قال إن الرئيس عجز عن تحقيق إنجاز من كل الحروب السابقة، وبالتالي اعتبروا هذا تحريضاً منه..
- الحوثي هو الذي دفع السلطة باتجاه الحرب. الحوثي هو من قام بقطع الطريق وقتل العساكر. الحوثي هو من قام بنهب الأموال العامة والخاصة. الحوثي هو من قام بترويع الآمنين. الحوثي هو من قام بإقلاق الأمن. الحوثي هو من قام باحتلال مديريات كاملة في عمران والجوف. الحوثي هو من سبّب هذه الحرب السادسة، بإصراره على تحقيق أهدافه وتحقيق طموحه وتطرفه، وأهدافه الرامية للسيطرة على البلد وعلى الدولة.
> هناك مخاوف من أن تتحول الحرب الآن، بعد دخول البشمرجة والقبائل إلى ساحتها، إلى حرب أهلية قبلية بين القبائل نفسها..
- هذا الحوثي الذي يتمنى ذلك ويبث هذه الدعاية. أما معظم القبائل اليمنية فإنها ستقف مع الدولة ضد الحوثي، سواءً كانت حاشد أو بكيل أو مذحج أو حمير، ستقف بجانب الدولة لإنهاء هذه المشكلة.. قد يكون هناك أشخاص يثيرون ذلك داخل بعض القبائل، لكن كمضمون عام، كتوجه عام، الكل مع الدولة.
> أضرب لك مثالاً: يوجد خلاف حاد بين حاشد وبكيل داخل منطقة حساسة جداً، ولا سيما أن هاتين القبيلتين تحكمهما علاقات تاريخية تتسم أحياناً بالتوتر والحساسية الشديدة..
- يوجد عقلاء في حاشد وبكيل يعرفون من هو المستفيد من هذه الدعاية، ويعرفون كيف يبنون مصالح بعضهم البعض، ولن يسمحوا لأي مغرض أن يسبب أو يشعل حرباً أهلية أبداً.
> هل موقفك الآن إلى صف الدولة هو موقف حاشد، أو أنه موقف مجلس التضامن الوطني فقط؟
- هذا موقفي الشخصي. وبالنسبة لأعضاء مجلس التضامن، فمعظمهم مع الدولة.
> تقصد اجتمع مجلس التضامن بخصوص هذه القضية واتخذ قراراً موحداً؟
- تناقشنا وتمخض عن ذلك الرسالة التي أعددناها معاً وأرسلناها لرئيس الجمهورية. وسيكون لنا اجتماع قريباً لمناقشة عدد من القضايا الوطنية، وعلى رأسها صعدة.
> ما رأيك بمقابلة الشيخ حميد في قناة "الجزيرة"؟ هل لفت انتباهك شيء فيها؟
- كل له وجهة نظر. هذا رأيه، والمهم أن التشخيص لا يجوز في أي قضية كانت. هذه وجهة نظره وهو يعبر عن رأيه ولا تعبر هذه عنا.
> يؤخذ على الرئيس أنه مهتم بحاشد أكثر من اهتمامه ببقية القبائل اليمنية الأخرى، ولاسيما بكيل، بل وحتى يقال إن السعودية نفسها مهتمة بحاشد أكثر، وهذا نلاحظه ونسمعه من كثيرين، وحتى من شخصيات كبيرة وذات وزن داخل بكيل.
- نحن ندعو إخواننا مشائخ وقبائل بكيل، الذين يقولون إن حاشد محل اهتمام الدولة لأنها تقف إلى صف الدولة، ويقولون إن حاشد تريد تصفية حسابات مع بكيل، ندعوهم ونقول إن الأحرى بهم أن يتضامنوا مع إخواننا في سفيان ويفتحوا الطرق ويستعيدوا المديريات التي احتلها الحوثي في الجوف، وهي 3 مديريات، وينهوا التمرد داخل تلك المديريات سواءً في الجوف أو في عمران، ويفتحوا الطرق أمام الدولة وأمام الخاص والعام.
> يبدو أن المشكلة تتوسع وتتفاقم إلى خارج صعدة، وهناك مخاوف وتوقعات أن هذه الحرب، وبدخول حاشد كطرف، قد تكون على الحرب رأس حاشد، لاسيما وأن هناك من يريد لحاشد كقبيلة أن تضعف سواءً من داخل النظام أو من خارجه. ألا يقلقك هذا الافتراض؟
- لا شك أن هناك حرباً قوية على حاشد. وحاشد، هي للأسف دائماً تساند الدولة، ولا تجني إلا شر الدولة، أما خيرها ماشي.. إن في شر إحنا شركاء، وإن في خير فهو لغيرنا. ولكن أريد أن أقول لك إن حاشد عندها الكفاءة والقدرة، ولا أحد يستطيع أن يضعفها، لا حوثي ولا غيره، وهي مستعدة أن تواجه وتدافع عن نفسها لوحدها وبدون دولة. وهي قلعة منيعة وتستعصي أمام كل من تسول له نفسه أن يحارب حاشد أو يدخل حاشد أو يضعف حاشد.
> ما رأيك بهدوء العاصفة الجنوبية، عادة عندما تندلع الحرب في صعدة؟ هل هذه معادلة يمكن أن نبني عليها رأياً؟
- لا تنسوا الإعلام. الإعلام عندما تسكت قضية صعدة يتوجه إلى الجنوب وينقل من هناك، وعندما تعود الحرب يغادر الجنوب ويوجه أنظاره نحو صعدة.. كله الإعلام، وإلا هناك حراك في الجنوب حاصل الآن. الإعلام ربما يبالغ كثيراً، ومن حق الإعلام أن يغطي ويبث.. ربما يكون هناك بعض التنسيق من قبل بعض القيادات، والمثال علي سالم البيض الذي يؤيد ذلك التمرد.
> ما رأيك في مقابلات علي سالم البيض الأخيرة؟
- علي سالم البيض شخص يكرر الأخطاء دائماً. هو أعلن الانفصال في 94 ويكرر الانفصال الآن. هو شخص يصر إلا أن يحرق نفسه.
> وموقف علي ناصر محمد وحيدر العطاس؟
- علي ناصر وحدوي، وموقفه أفضل. ومن حق أي إنسان أن يطالب بالتغيير، بمحاربة الفساد، لكن ليس من حقه أن يطالب بالانفصال.
>.. وموقف اللقاء المشترك. كيف تقرأه؟
- اللقاء المشترك لا أدري ماذا يريد.. أعتقد الإخوان في الحزب الاشتراكي يسعون إلى الانفصال ويعملون على بناء دولة. والإخوان في حزب الحق يعملون على إنشاء دولة في صعدة. والإخوان في الإصلاح متخبطون وفي حيرة لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، فقط يراقبون. وأنا أنصح الإخوة في المشترك أنه إذا لديهم خلاف مع السلطة فلا يعني ذلك أن نسكت أو نساهم في إقلاق أمن واستقرار البلد. هناك خلافات بين المعارضة والسلطة، ولكن لا يعني ذلك أننا نصبح أعداء للبلد.
> هم يستندون إلى موقف معروف. فهم يقولون إن الحرب غامضة، وحتى الآن الحوثي ليست مطالبه واضحة، والبعض يزعم أن هناك تصفية حسابات، وأن هناك متاجرة من وراء هذه الحرب..
- لا يوجد أي واحد من الإخوان، في الإصلاح بصورة خاصة، وفي المشترك بصورة عامة، إلا وهو مقتنع في داخله أن الحوثي على خطأ، كما أظن.. ولكن يُظهر غير ما هو مقتنع به بسبب خلافهم مع السلطة. وأنا أنصحهم: يجب ألا يسبب الخلاف مع السلطة، إلى وقوفهم مع دعوات الانفصال ولا إلى دعم التمرد، وأن يكون موقفهم واضحاً، وهذه قضايا واضحة. قضية الانفصال واضحة وجلية وليس فيها لبس. وأنا أستغرب المشترك حتى الآن لم يدن علي سالم حتى اليوم. ما يدينوش التمرد يعني هم متمردين. نحن ندين مثل هذه العمليات، وإذا كانت هناك ممارسة خاطئة من قبل الدولة من حقهم أن يدينوها.
> لكن ماذا إذا كانت الدولة تستثمر مثل هذه الإدانات والمواقف ولا تريد حلولاً على الأرض..؟
- الدولة والمشترك وكل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، أنا مع من يطالب بالحوار وبتصحيح الأخطاء وبتحقيق الشراكة، لكن ليس كل واحد على مفهومه الخاص. على ماذا نتحاور وتحت سقف أيش. مش كل واحد يريد أن نتحاور على ما يشتي هو، وتحت السقف الذي يريد هو، وبهذا لن نتحاور ولن يوجد حوار. كيف أنا أدعو للحوار وأقوم أسب السلطة بشكل غير منطقي، وأتكلم على رئيس الدولة وأتكلم على عياله وجهاله وأبنائه وإخوانه، وأنا أقول أشتي أتحاور. إذن، من فين أنت تجيد الحوار هذا! كيف أنني أسيء للناس وأقول تعالوا تحاوروا معي؟ الذي يريد أن يطلب حواراً لا يسيء للناس بهذا الشكل.
> إذن، حتى أنتم كيف توجهون السلاح إلى صدر الحوثي وبالتالي تدعونه إلى الحوار!
- الحوثي حالة خاصة ونادرة. أنا أتكلم عن الحوار مع الجنوب، الذين لا يزال عندهم شيء من قبول الحوار، وشيء من مصداقية الوحدة. أتكلم عن الأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية والنقابات والعلماء والزعامات الاجتماعية والشخصيات الاجتماعية المؤثرة. إذا كان عند الإخوان في المشترك رؤية أو باب مفتوح للحوار مع الحوثي ويستطيعون أن ينزلوه من المواقع والجبال والمدارس والمرافق الحكومية ويفتح الطرق ويطلق الرهائن، وسيعود مواطناً، ويعمل وفق الدستور وما كفله ونظمه القانون، فهذا شيء عظيم.. عليهم تقديم مبادرة وأن يذهبوا إلى صعدة ويلتقوا بالحوثي ويحلوا المشكلة ويتحملوا المسؤولية.
> كلمة أخيرة..
- الحقيقة نحن ننصح أولاً الإخوان في السلطة: لا بد من مراجعة حسابات، ولا بد أن نعترف أن هناك أزمة بحاجة إلى اصطفاف وطني وشراكة حقيقية وحوار جاد وصادق ومسؤول مع كل القوى السياسية. مع القوى السياسية التي عندها استعداد للحوار والقبول بنتائجه، وأما كل واحد يتمترس عند رأيه، كانوا سلطة أو معارضة أو غيرها، فالبلد سيؤول إلى نفق أسوأ. فالسلطة تتحمل مسؤولية، ومسؤولية كبيرة، والمعارضة يتحملون مسؤولية، وكل من هو قادر، من شخصيات وعلماء وزعماء ونقابات، يتحملون مسؤولية، لأن الجميع سيجني النتائج سواء خيراً أو شراً. فنأمل من السلطة أن تتقبل هذا الكلام، وأن يكون صدرهم واسعاً. وهناك عقلاء في اليمن لا بد أن يسعوا لحلحلة الأوضاع، ومن عنده فرصة يحل مشكلة صعدة بشكل ودي فليتفضل يحلها بشكل ودي، وتعطيه الدولة الفرصة ويتحمل المسؤولية. إن فشل يتحمل المسؤولية، وإن نجح نعطيه، مش فقط مكافأة وأكثر من المكافأة، ويكون هذا محسوباً له.