بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
الطريق مزدحمة إلى خمر قلب قبيلة حاشد، منذ نقيل الغولي، وعلى طريق خارف وبني صريم، والسمنتين، وحتى مشارف مدينة السلام، والقبائل تتداعى لحضور تنصيب صادق الأحمر شيخاً لقبيلة حاشد، خلفاً عن والده الفقيد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.
والبيجوت تخترق الجبال القاحلة كان الوالد علي طاهوش، وهو سائق قديم للإمام وللشيخ عبد الله يتحدث حول قوة حاشد واستمرار وحدتها وضعف بقية القبائل، وسبب ذلك اجتماعهم على كلمة واحدة، ورأس واحد وقناعتهم بأن الاختلاف فيما بينهم هو سبيل الضعف.الحديث دار عن الملكية والجمهورية، ودور حاشد في الوقوف مع الجمهوريين، رغم أن حجمها أقل بكث
ير من قوة بعض القبائل التي تشكل طوقاً على مختلف اتجاهات مداخل صنعاء، التي وقفت بجانب الملكيين.
عندما سألت العم «طاهوش»، ومعه ركاب البيجو عن وجهتهم قالوا: «كلنا رايحين نشيخ الشيخ صادق، نحن الآن سايبين، وحاشد لا بد لها من زعيم، والقبائل با تضيع بدون شيخ». على جانب الطريق، كانت المتسولات يتخذن من مواقع المطبات محطات للبحث عن ما يسد الرمق، يمددن أيديهن إلى المارة، ليترك أحدهم الحديث عن القبيلة والشيخ صادق ليعود للتأكيد على حقيقة «أن الفقر وحد الجميع» ولم يعد التسول من نصيب القابعين في المدن فقط ولكن التسول أيضا على الطريق التي تمر في عمق القبيلة.
ويتخيل الركاب مرور الثوار والمناضلين من ذات الطريق إلى مؤتمر خمر الذي عقد عام 65م مستعيدين دور حاشد في التغيير حينها.ساحة مدرسة السلام، حيث تأتي الوفود بزواملها، وبلافتاتها التي تعلن فيها عن تأييدها للشيخ صادق، اضطررنا للدخول إليها من فوق السور، حتى نتجنب زحام القبائل التي ملأت شوارع ومداخل المنطقة.
تمر القبائل موكبا تلو الآخر أمام الشيخ صادق وتعلن عن تأييدها له وهو يرد عليهم بالتحية وعن يمينه الشيخ أحمد أبو حوريه، وأمامه الشيخ علي مقصع، وهما ممثلان عن قبيلة سنحان التي ينتمي إليها الرئيس ويحيط به كبار مشايخ حاشد ، وبجانبه جميع إخوانه باستثناء حسين الموجود خارج البلاد، وأبناء الشيخ مجاهد أبو شوارب.
المتحدثون في الحشد، كانوا يؤكدون على ضرورة وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وفتح صفحة جديدة، ونسيان الماضي لضمان بقاء حاشد قوية أمام ما يحاك لها، تخوفاً مما قد يحدث بعد غياب رموزها. فمثلما كان أبوه وأجداده، عاهد النائب جبران مجاهد أبو شوارب على مبادلة الشيخ صادق الوفاء بالوفاء باسم قبيلة حاشد بعدما أصبح شيخ المشايخ الذي تم تنصيبه من جميع مشايخ القبيلة، داعياً للحفاظ على وحدة الصف وإرث القبيلة وأخلاقها الكريمة.
وعن قبيلة سنحان التي ينتمي إليها الرئيس، وجه النائب أحمد أبو حورية باسم حاشد نداءه لتكاتف وتعاضد أيدي أبنائها، باعتبار القبيلة جوهر كبير للمجتمع اليمني والعمق الاستراتيجي للدولة، التي دافعت عن اليمن واستقلاله حتى قامت الثورة.
ومن عاصمة قبيلة حاشد خمر، أعلن أبو حورية الشيخ صادق الأحمر كبيراً على كل قُبل حاشد كما كان أجداده، داعياً للتعاون معه في كل شؤون الحياة الاجتماعية.وفيما يتعلق بالخلافات التي كانت تحصل بين بعض مشايخ حاشد، أكد أبو حورية على ضرورة الترفع عن الصغائر واعتبار الماضي صفحة مطوية، كما كان الشيخان عبد الله ومجاهد أعلاماً لا لـ»حاشد» فقط وإنما لكل القُبل اليمنية.
وفي أول خطاب له أمام قبيلة حاشد التي جاءت لتنصيبه، كان الشيخ صادق يخاطب الحاضرين بلغة الآباء والإخوة، مطلقاً صفات الرجال الأوفياء ومشايخ وعقال حاشد الأبية، والأبطال الشرفاء، والسباقون عند الشدائد والمحن، والسند والظهر المنيع.
ومع معاهدته للحاضرين على الوفاء حاضراً ومستقبلاً وصدقه وصراحته ومحبته وثقته لأبناء حاشد، اعتبر الشيخ صادق أن الثقة المتبادلة سر قوة حاشد ووحدتها، مستدركاً «وهو ما يدعو للاتحاد والمحافظة على وحدة الكلمة، ووحدة الصف حتى نساهم جميعاً في البناء والتنمية على مستوى المنطقة وعموم بلادنا الحبيبة». ووعد الحاضرين بأن المرحلة القادمة ستشهد عملاً جاداً لتعزيز دور حاشد ومكانتها، وتعاونها مع بقية القبائل، وإن كانت التعددية الحزبية والسياسية قد فرضتها الوحدة المباركة، إلا أن الشيخ صادق أكد إيمانه بحق أبناء الشعب اليمني قاطبة بالتحزب «إننا سنظل نعتبر العلاقات الأخوية بيننا فوق الحزبية».
ولم ينس زعيم حاشد الجديد التأكيد على التعاون وبذل الجهود مع «أ الأخ الرئيس الرمز المشير علي عبد الله صالح» وتأكيده على ضرورة تعاون الآباء والعقال لإيجاد الحلول المناسبة والمرضية حسماً للخلاف وإغلاقاً لباب الشر الذي يدخل منه الشيطان.
وقال إن الشيخ عبد الله قبل أن يحول الأجل بينه وبين أبنائه، أوصى بضرورة «توحيد دولتنا وصفوفنا، وتوجيه جهودنا لخير منطقتنا ولإصلاح مجتمعنا، والترفع فوق الحساسيات، والمكايدات.
الشيخ صادق وعد بالانفتاح على بقية القبائل والتعاون معها على الخير والصلاح، وعلى أن يظل مناصراً للقضايا الإسلامية العادلة. وأثبت حضور جميع وجهاء حاشد كالشيخ علي مقصع، وأبو حورية وأبناء الشيخ مجاهد أبو شوارب، والشيخ حمود عاطف، وجميع وجهاء القبيلة على أن كلمة حاشد واحدة، وأرسلت بذلك رسالة قوية بوحدتها.
وبحضور جميع أبناء الشيخ عبد الله إلى جانب الشيخ صادق، فقد زالت التكهنات عن وجود خلافات أو منازعة بين أبناء الشيخ عبد الله، الذين أكدوا باجتماعهم حول أخيهم أنهم سيتعاملون معه كما تعاملوا مع والدهم الذي حسم أمرهم الداخلي قبل موته.
وأسند الجميع حتى المقربين من الحكومة الأمر لصادق، لاعتبار أن ضياع المشيخ من أسرة آل الأحمر سيكون ضياع لحاشد، وبايع عدد من الهاشميين الشيخ صادق شيخاً على مشائخ حاشد.
وجود عدد من قبائل بكيل كضيوف عكس مدى أهمية الحدث، إذ أشارت كلمات الحضور وحديثهم أن الشيخ عبد الله كان حامياً للمنظومة القبيلة في اليمن.
صادق الأحمر خريج الطيران المدني الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة وشارك في حروب الجبهة بالمناطق الوسطى غدا شيخ مشائخ حاشد.
* صحيفة الأهالي