استهداف الأمم المتحدة واشتباكات دامية.. ماذا يحدث في جنوب السودان
بطارية نووية يمكنها العمل 100 عام دون شحن.. ما قصتها ؟
حرب الإقتصاد… زيادة الرسوم الجمركية بين أميركا وأوروبا تهدد بـ9.5 تريليون دولار سنوياً
300 مليون يورو مساعدة ألمانية لسورية
عشرات الوفيات بسبب عواصف تضرب عدة ولايات أمريكية.. تفاصيل
واتسآب يطور ميزة جديدة لتنظيم المحادثات الجماعية
اشتعال موجهات وحرب طاحنة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله ..تفاصيل
إسرائيل تترقب زلزالا سياسيا وأمنيا الأربعاء
البنك المركزي ينشر أسماء 8 بنوك كبرى قررت الإنتقال من صنعاء الى عدن
أول رد روسي على الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
ليس لأن الدم هذه المرة سال في تعز، لا ...، بل لأن تعز أعطت كل بقعة في اليمن دماً زكياً دفاقاً طاهراً ، لقد سقى أبناؤها أرض صنعاء دماً كما سقوا عدن والحديدة ولحج والضالع وإب وصعدة فلم يتركوا شبراً من اليمن إلا وعمدوه بالدم من أجل الكرامة والعزة.
إن تعز هي المحافظة التي اكتملت فيها كل شروط الثورة ، فلأبنائها في كل ميدان ثورة، وهي السيل الذي إذا تدفق فلا مرد له ولا عاصم للظالمين منه، وهي اليوم تصدر قبس الثورة لكل اليمن.
لم يدغدغها ترويض الملك الهالك من بيت حميد الدين حين اختارها دون صنعاء لتكون عاصمة له في أن تقود الثورة في وجهه ، بل لفظته إلى مزبلة التاريخ كما تُلفظ النواة، لأن أبناءها يأنفون من خنوع الذلة والانحناء والتقبيل والنفاق.
تعز اليوم يرسم أبناؤها أجمل لوحة ثورية يعبرون من خلالها عن طموحاتهم المستقبلية، وينشدون ذلك المستقبل الذي خطط له أباؤهم الذين ثاروا من أجله في 26 أيلول سبتمبر 1962م ثم سرقته حفنة خسيسة بنوا عليه مطامعهم الدنيئة، ولكن بنايهم الذي بنوه صار اليوم على شفا جرفٍ هارٍ سينهار في جهنم ثورة شباب اليمن.
إن ابن هذه المحافظة الثائرة الذي يشاهد جبل صبر، وجبل سامع، وجبل الصلو، وجبل شرعب، وجبل قدس، وجبل الوازعية، وجبل حبشي الشماء، كل يوم يأخذ منها درساً في الشموخ والعزة والكرامة بل يذهب إلى أبعد من ذلك فلو تزلزلت الجبال وصارت دكاً دكاً ما زحزح ذلك من إيمانه بالله وبعدالة نضاله شيئاً.
يا أيها الرئيس إذا غضبت تعز وأهلها عليك رأيت اليمن كلها غاضبة عليك وعلى نظامك الفاسد، فلا يغرنك حفنة مردت على النفاق جاءوك إلى صنعاء يلعقون فضلات تلقيها إليهم فإن ذلك ليس بمنجيك، ففي هذه الثورة المباركة تلفظ تعزُّ خبثها كما تلفظ النار خبث الحديد، وانك إذا راهنت عليهم ركنت إلى أعجازٍ خاوية.
يا أيها الرئيس الراحل إن شباب اليمن فتيه آمنوا بربهم وبقضيتهم فزادهم الله هدى وبصيرة، فلو قلت: إنهم شرذمة قليلون، ولو بعثت في أقاصي اليمن حاشراً أزلامك ما انثنى هؤلاء عن مطالبهم العادلة.
إنهم ليسوا بتابعين لوجهتك ولا لقبلتك فلو أنفقت ما في اليمن من ثروات لتدفع بها عن نفسك الرحيل ما كان ولن يكون ذلك مغنياً عنك شيئاً.
إنك اليوم تستطيع أن تنفق المال العام من أجل بقائك ولكن اعلم علم اليقين أنه سيكون هذا الإنفاق عليك حسرة يوم غدٍ عندما تخضع لمساءلة الشعب أمام محكمة العدالة وستكون عليك الإدانات القانونية شديدة الوطأة وسيضاف ذلك إلى رصيدك في الفساد الذي بنيت أركانه طوال 33 عاماً.
إن الله ناظر إليكِ يا بلد الحكمة وسيضع أجنحة النصر على ربوعك كلها عاجلاً غير آجل جزاء ما قدمت في سبيله وفي سبيل زوال الظالم الذي أكثر فيكِ الفساد، والذي باتت نهايته حتمية.