|
مائة وخمسون يومًا بلياليها والملايين من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال بصدورهم العارية وأجسادهم النحيلة واقفون في ساحات الكرامة تحت لفحات الشمس المحرقة, معرضين أنفسهم للبرد والحر يطالبون العالم بالنظر إلى ثورتهم ومطلبهم بصياغة حياة كريمة لهم وغدًا مشرق لأبنائهم. يناشدون العالم بإزاحة كابوس جاثم على صدورهم منذ 33 عامًا؛ هي أعوام مليئة بالقتل وسفك الدماء وإذلال شعب وامتهان كرامته.
إن هذه الثورة السلمية المجتمعية التي انطلقت في كل ساحات التغيير منذ خمسة أشهر بأرض الحكمة في جميع المحافظات اليمنية لهي جديرة بان تدرس في أرقى الجامعات وسيكتبها التاريخ بماء الذهب, لا لكونها ثورة مجتمعية شاركت فيها كل شرائح المجتمع, بل لأن هذا الشعب العظيم يمتلك من أدوات التدمير ما يكفي لزلزلة الأرض تحت أقدام الطغاة المستبدين بكل سهولة, لكنه لم يفعل لسبب بسيط وهو أن هذا الشعب يريد صياغة ثقافة السلم الاجتماعي للجيل القادم وللأجيال القادمة. يريد العزة والكرامة دون سفك للدماء ودون تدمير لممتلكات الشعب, لذا نقول لإخوتنا: حذاري من التآمر على ثورتكم وتمكين الوجه الآخر من الفساد, وهي المعارضة من ركوب موج البحر على سفن تجار المصالح ومن ثم خطف ثورتكم وإفراغها من مضمونها الإنساني النبيل.
لقد حان الوقت أيها الأخوة بعد نحو نصف عام من الصمود في ساحات العزة والكرامة وتقديم أعز شبابنا شهداء لهذه الثورة المباركة أن تشمروا السواعد, فالساحات مليئة بالدكاترة الوطنيين المخلصين.. سارعوا إلى تأسيس مجلس وطني انتقالي, فالعالم ينتظر منكم أهم خطوة, فلا تنتظروا العالم لأن يقدم لكم شيئًا أنتم لم تستطيعوا تقديمه لأنفسكم.. عليكم الإسراع نحو إدارة مدنية شعبية, وموضوع الفاسدين إلى ما بعد.
حذاري الانتظار أيها الأخوة فالجميع من صعدة إلى الضالع إلى عدن إلى المهرة ينتظرون الخطوة التالية. لقد أنجزتم الخطوة الأولى وهي الأصعب, فلا تترددوا في انجاز الخطوة التالية. لا تنتظروا طويلا البدار البدار.
في الجمعة 01 يوليو-تموز 2011 11:15:09 م