مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة تحركات يمنية لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتكليف بوضع خطة التعافي إسقاط مسيرة أمريكية من طراز إم كيو-9 شمال اليمن
تنويه هام: عادة امضي 4 أو 5 أيام بلياليها في إعداد أي مقال: من تحضير افكاره, إلى جمع المعلومات التي سيتضمنها, إلى التأكد من صحتها قبل نشرها, إلى صياغة العبارات بحيث تكون أفضل صياغة ممكنة فتعبر عما في ذهني من جهة, ومن جهة ثانية تكون مفهومة لأبسط القراء ثقافة.
ومنذ 20عاماً أبعث مقالاتي للصحف مكتوبة بخط يدي, ولاحظت أن مجهودي في كتابة المقال يضيع كله أو بعضه نتيجة للأخطاء عند صفه على الآلة الكاتبة! فصرت أحرص على أن لا تنشر أي صحيفة مقال لي إلا بعد موافاتي به مصفوفاً لأراجعه وأصحح ما به من أخطاء الصف فأحياناً حرف واحد أو رقم خاطئ ينسف المقال! فمثلا ذات مرة نشرت "الأيام" أحد مقالاتي التي ابين فيها التزويرات التي شوه بها المدعو علي سنان القاضي تاريخنا الوطني في الجنوب من خلال نشره سلسلة مقالات في "الأيام" مدعياً انها وثائق سرية بريطانية! ففضحت أمره بنفس الصحيفة بأنه يقوم ب "تحريف" الوثائق البريطانية المنشورة من قبل في مراجع عديدة وقمت بإثبات ذلك للأخ هشام باشراحيل - شفاه الله- والدكتور ابو بكر السقاف - وتحياتي له فلم أره منذ سنين – والأستاذ المرحوم زين السقاف وغيرهم من المثقفين بمقيل الأيام بصنعاء فأمر هشام بإيقاف نشر حلقات علي سنان القاضي وبناء على رغبة الجميع بالمقيل أخذت أكتب للأيام مقالات تثبت تزوير القاضي للوثائق, مع تقديمي للوثائق الحقيقية وتفسيرها ..وكان أن أخطأ الصفاف في كتابة عام ما (عام 1989) فكتب عاماً آخر مما نسف المقال بالكامل! فأوضحت ذلك للأخ هشام وأقتنع بأنه لاجدوى من تصحيح التاريخ فقط في العدد التالي فأعاد نشر المقال كاملا.
وقبل قليل صدرت صحيفة"الثوري" وبها مقالي بالعنوان أعلاه (وأنا أحرص أن أوافي "مأرب برس" بمقالي فور نشره بأية صحيفة وقد فعلت ذلك في الثمان حلقات "لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد" التي نشرت في "الشارع" فلا يسبق أحدهما الآخر فالصحيفة ستأخذ وقتا للوصول للمكتبات بينما الموقع يكون أسرع في إنزال المقال, ناهيك عن أن الموقع مقرؤ خارج اليمن على عكس بعض الصحف فالثوري مثلا لم تنشر بالنت منذ3 أعداد! و"الشارع" غير متواجدة بالنت مطلقاً!)..المهم هو انه نتيجة لعدم قيام "الثوري" بموافاتي بالمقال مصفوفاً مساء البارحة رغم تواصلي معها طوال اليوم – ورئيس تحريرها خارج اليمن – لذلك صدرت اليوم وبها مقالي مكتظاً بالأخطاء وكثير منها ينسف المعاني السياسية والتاريخية التي أردت تقديمها للقراء الكرام! وأتصل بي كثير من القراء ليستفسرونني عن سبب ما وجدوه من تناقض تارة وغموض تارة أخرى بالمقال ناهيك عن الأخطاء في الكلمات والأرقام فأوضحت لهم بأن "الثوري" لم توافني بالمقال مصفوفاً لأصحح أخطاء الصف وبالتالي لست مسؤولا عن التناقضات والغموض التي أكتنفت المقال .
وبناء على ما تقدم قمت بتصحيح كل تلك الأخطاء لأقدم المقال هنا سليماً وبنسبة 100% بإذن الله بحيث يستطيع القارئ المهتم توثيقه على مسؤوليتي. والآن إلى نص المقال:
(ما كاد أخي أبو قحطان يعلن صراحة ما آلت إليه عدن والجنوب من أوضاع مزرية ستدفع بمن يتمسكون بالوحدة أن يخسروا جنوباً، حتى انهال البعض عليه وعلى عدن وأبناء الجنوب بالشتائم وتمجيد النظام، ولا يهمهم سوى القول إننا يمنيون ووحدويون.. وهم يعلمون علم اليقين حجم أخطاء النظام!)
الفقرة السابقة بين قوسين هي من مقال الأخ السفير محمد السندي "عدن عاصمة الجنوب.. رسالة لإخواني أبناء الشمال" الذي نشر – ولا يزال منشوراً- بمواقع النت الإخبارية الشهيرة هذا الأسبوع.
مقال وحدة تخسر جنوباً الذي نشرته الثوري على حلقتين أحدث ردود أفعال كثيرة لدى القراء وكان معظمها والحمد لله طيباً وهو ما يستدل عليه من تعليقات القراء سواء باتصالهم المباشر بي من داخل الجمهورية ومن خارجها أو من التعليقات التي تأتي بعد نهاية كل مقال ينشر في مواقع النت (وقد تابعت بعضها بعشوائية فقد كانت كثيرة) كما كتب البعض مقالاً خاصاً إما لتأكيد ما جاء في مقالي أو لاستهجانه، وكانت ردود الفعل الجنوبية كلها تقريباً ايجابية أما الشمالية فكان الايجابي منها قليلاً على الرغم من أنني أعلنت تفضيلي للوحدة اليمنية على الانفصال إذا ما كانت صنعاء ستصلح الأوضاع المختلة ضف لذلك أنني كتبت منذ أسابيع في صحيفة " الشارع" بأنني لست مع الجنوبيين الذين يهاجمون الشماليين وأنه لا فرق عندي بين جنوبي وشمالي وتجمعني بكثير من الشماليين صلات صداقة حميمة وصلات مصاهرة.. عموماً فقد أبدى قليل جداً منهم تأييداً لمقالي فيما انهال بعضهم شتائماً علي وعلى عدن والجنوب مثلما أوضح الأخ محمد السندي.
وأشكر كل من أيدوا ومن استنكروا بأدب، عدا نفر قليل هاجموني ببذاءة لكن دون أن يجرؤ أحدهم أن ينفي نهب ثروات الجنوب أو إذلال أبنائه، وهناك من هددني (باسم الجبوبي) والعميد الخضر الحسني بالقتل لارتدادنا عن الوحدة! وقد كتب ذلك في "مأرب برس " كتعليق على مقال الخضر " أفصح الله لسان نجيب قحطان" وأقول له "دق رأسك بالجدار" (فالبعض يصير غضنفراً يزأر بل ويهدد ويشتم طالما هو يتخفى وراء اسم مستعار) وعموماً فإن غيري يحدث معه أكثر وأسوأ من ذلك، فللأسف لا تطبق المواقع الالكترونية معاييراً لنشر التعليقات سوى انها تنشر شرطاً بالابتعاد عن البذاءة وما يمس الأديان السماوية ولكنه شرط لا يعمل به، وكم من مرة طالبت الاخوة أصحاب مواقع النت الهامة أن يحجبوا التعليقات غير الموضوعية كالتي تتضمن سباباً أو تتحدث خارج الموضوع، لكن دون جدوى!
هناك منتديات الكترونية كثيرة للمعارضة الجنوبية ويمكنك أن تطالع فيها شتائم كثيرة موجهة لأبناء شمال اليمن مما يشعرني بالضيق وغالباً لا أواصل قراءة بقية الموضوع، وبعد نشر مقالي هذا سيطلع من يشتمني في تلك المنتديات لأنني دافعت عن "اليمنيين" أي الشماليين (فهم يسمونهم اليمنيين على اعتبار أن الجنوبيين ليسوا يمنيين) فليشتمونني كما يحلو لهم فأنا أكتب ما أنا مقتنع به، والبذاءة مرفوضة وقد كتبت في مقالي "وحدة تخسر جنوباً" عبارة اعجبت كل الجنوبيين وسرت في المنتديات الجنوبية كما تسري النار في الهشيم وهي " ان كرامة الناس هي أغلى من الوحدة اليمنية ومما هو أكبر من الوحدة" وللأسف هي أعجبت الجميع لكن الكثيرين لم يعملوا بها فقد ظلوا يكتبون الشتائم والتلفيقات للآخرين ولبعضهم البعض مع ان ذلك هو محاولات للنيل من كرامة الناس!
حول عدن عند احتلالها
وبعض أدعياء العدنية قاموا بشتمي أيضاً لأنني كتبت بأنه عند احتلال بريطانيا لعدن في 1839م كانت عدن إحدى قرى السلطنة العبدلية (اللحجية) ويسكنها 600 نسمة تقريباً بينهم بعض اليهود والأوروبيين العاملين كوكلاء للبنوك (وكلها كانت حينئذ أجنبية) والشركات الملاحية وكان بقية السكان هم من أبناء قبيلة العبدلي اللحجية ويعملون في صيد الأسماك وكانت مساكن عدن قليلة معظمها من القش وكانت عدن هي كريتر فقط ولم يكن بين سكانها أحد يحمل صفة "عدني".
بعض أدعياء العدنية يشعرون بأنهم دخلاء على مدينة عدن وذلك لأنهم لم ينصهروا فيها بعد، رغم أن جميع سكان عدن هم من أصول غير عدنية (فكما قلت لم يكن هناك شخص يحمل صفة عدني في 1839م) لكنهم تآلفوا وتزاوجوا وانصهروا في العيش في مدينة جديدة ونسوا البلدان التي قدموا منها هم أو آباؤهم، لكن ظل البعض يشعر بخجل لأنه من أصل غير عدني (مع ان الجميع من أصول غير عدنية وكلنا عايشين في عدن بشكل طبيعي رغم أننا من أصول ريفية جنوبية) لذلك تولدت لديه عقدة يحاول أن يخفيها بإظهار حب كاذب ومبالغ فيه جداً نحو عدن!
عموماً، الحقائق حول وضع عدن في 1839م استفزت أدعياء العدنية المعقدين (وهم قليلون جداً) واعتبروها إهانة في حق عدن والعدنيين! الله أكبر! فعدن على حد زعمهم كانت مزدهرة عبر التاريخ (وهذا غير صحيح) وأنها ذكرت في القرآن الكريم (وهذا غير صحيح) وأن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم عين أحد العمال على عدن خصيصاً لأنها مدينة كبيرة جداً (وهذا أيضاً تخريف).
وقد راح بعضهم يستدل بمراجع تاريخية تبين ازدهار عدن في القرن 17م وعند ظهور الإسلام وهذا صحيح وأحب أن أضيف إليه بأنها أيضاً كانت مزدهرة قبل ظهور الإسلام بمئات السنين وبلغت أوج ازدهارها في أوائل القرن 16م عندما حاول البرتغاليون احتلالها (1513م) وأنا بنفسي في كلمتي في "حقات" في مهرجاني الانتخابي كمرشح رئاسي في 1999م أشرت بإصبعي إلى الجبال المحيطة بكرتير وقلت بأنها كانت في فترات من التاريخ تشهد على عظمة الازدهار الذي بلغته عدن، فقاع كريتر كان يزدحم بالمباني فيزحف العمران ليغطي معظم المرتفعات الجبلية المحيطة بعدن (كريتر).
لقد تحدثت في مقالي عن حالة عدن عندما احتلها البريطانيون في 1839م بأنها كانت قرية صغيرة فقيرة وهذه حقيقة تاريخية تثبتها المراجع المحترمة والوثائق البريطانية من مراسلات ومسوحات واحصاءات ناهيك عما قام به بعض البريطانيين من رسوم يدوية تبين جوانباً من مساكن عدن وحواريها، ولكن البعض ينفي ذلك كون عدن كانت مزدهرة عند ظهور الإسلام وفي القرن 17م! فافهموا ياجماعة أن عدن هي من ضمن مدن كثيرة في العالم عرفت عبر تاريخها عهوداً من الازدهار كان يعقبها عهوداً من الانحطاط فعدن لم تكن مزدهرة على الدوام. لقد أجدت الكتابة والمطلوب من غيري أن يجيد القراءة فلا أحدثه عن سوء حالة عدن في 1839م فيرد نافياً صحة ذلك مستشهداً بأنه قرأ في المكان الفلاني بأن عدن كانت مزدهرة عند ظهور الإسلام!
بل إن بعض أدعياء العدنية نفوا واستهجنوا و" تزبطوا" لقولي بأن عدن عند احتلالها كانت جزءاً من سلطنة لحج! فهل نترك كل الوثائق السليمة لنصدقهم حتى نرضي نزعاتهم المناطقية التافهة وتأففهم من كون عدن جنوبية أو يمنية؟ لكن الحق على سلطة دولة الوحدة اليمنية فهي التي شجعت النزعة الانفصالية العدنية لكنها لم تكسب رضا العدنيين بل وخسرت الجنوبيين الذين كانوا يؤمنون بالوحدة إيماناً صادقاً فوجدوا أنه فوق نهب صنعاء لثروات الجنوب وفوق اذلالها لهم فإنها أخذت بنفسها تشجع النزعة الانفصالية العدنية ثم من جانب آخر ترفع شعار " الوحدة أو الموت" ! (وهذا سأتناوله في مقالي القادم بإذن الله والذي سيكون بعنوان " الوحدةبين الشرعية والمشروعية").
الاستعمار والأئمة لم يجزئوا اليمن
وقد ذهب بعض أدعياء العدنية إلى حد الادعاء والحلف بالله بأنه لم يكن للسلطنات وجود عند احتلال عدن في 1839م وإنما هي ظهرت بعد ذلك! وأؤكد هنا للقراء الكرام بأن السلطنات كانت قائمة قبل احتلال عدن وأن عدن كانت جزءاً من لحج فهناك بدلاً عن الوثيقة مائة وثيقة صحيحة ومنها ما يثبت أن الكوماندور ستافورد هينز حاول في 1838م شراء عدن من السلطان محسن العبدلي سلطان لحج أي أن عدن كانت جزءاً من لحج وأن السلطنة العبدلية كانت موجودة قبل 1839م , وكمثال آخر فإنه في عام 1802م استطاع مندوب بريطانيا في الجزيرة العربية (السير هوم بوفام) ان يعقد اتفاقاً تجارياً مع حاكم عدن سلطان لحج (أحمد عبدالكريم العبدلي) حصلت بموجبه بريطانيا على امتيازات ضخمة في عدن ومينائها، إذاً فعدن كانت جزءاً من لحج وكانت السلطنة قائمة في لحج قبل احتلال عدن.
وكانت السلطنات قائمة أيضاً في غير لحج وعندما احتلت بريطانيا عدن تخلى معظم سلاطين الجنوب عن عدن وتركوها للبريطانيين وباركوا ذلك، بل سارعوا للتقرب إلى حاكم عدن (هينز) لنيل رضاه وعطاياه ومنهم مثلاً سلطان الحواشب (مانع بن سلام) الذي وقع تعهداً بالطاعة للبريطانيين في 14 يونيو 1839، والسلطان أحمد عبدالله الفضلي الذي وقع تعهداً مماثلاً للبريطانيين في 8 يوليو 1839 ودماء أبناء لحج من الشهداء والجرحى في معركة صد الاحتلال في 19 يناير 1839 لم تجف بعد!
ملاحظة: كان الفضلي قد أبدى معارضته للاحتلال وأعلن أنه سيناضل ويضحي لدحر الاحتلال وتحرير عدن لكن لم تمر 6 شهور إلا وقد تناسى الاحتلال وعدن وقضية عدن وتصالح مع قائد الاحتلال ساعياً لنيل رضاه!
لم أكتب ما تقدم لمجرد الرد على جهل بعض أدعياء العدنية ولكن أيضاً لأفيد القراء المهتمين بعدم صحة الزعم بأن اليمن شمالاً وجنوباً كان موحداً قبل احتلال بريطانيا لعدن وان الاستعمار والأئمة هم الذين جزؤوه لشطرين! فالحقيقة هي أنه عند احتلال عدن لم يكن الشمال والجنوب موحدان في دولة واحدة بل أن الجنوب بنفسه كان مجزأً لسلطنات ومشيخات تعد كل منها دولة مستقلة.
*يتبع بعد أسبوع إن شاء الله.