اخي العزيزالعميد الركن فضل علي البجيري (ابو معتز)
انا شاكر لك وضوحك وصراحتك لأن الموقف اليوم يستدعي ذالك ولكن بجانب الوضوح والصراحة يجب ان نمزج معهما الإنصاف دعني أناقش ما طرحته في النقاط التالية
١- سأبداء معك من عدد الأسرى الذين ألقيتم القبض عليهم في العند وهم 472وجدتم منهم 62 من تعز وهم يمثلون نسبة حوالي 13% من مجموع الأسرى ويمثلون 0.002 من مجموع سكان تعز بهذه النسبة اخي العزيز تجدهم ليسوا شيئاً يذكر
وكم كنت أود ان اعرف مناطق ونسب بقية الأسرى لعدالة المقارنة.
٢- مهما بلغت بنا العداوة والبغضاء لا يحق لنا ان نصف بعضنا بعضاً بالكلاب فهذه ليست من أخلاق العرب ولا القبائل فما بالك بأن تصف أسير حرب لديك وانت العسكري المتمرس بلفظة كلب أنا هنا لا أدافع عنهم كمنتسبين للإنقلابيين فهم مجرمي حرب أنا أدافع عن الأخلاق والقيم والإنسانية.
٣- انا قضيتي الحق والإنسان والوطن فكتاباتي لا تنتمي لعصبية حزبية ولا قبلية ولا مناطقية ولست مؤمن بأي منها وإنما اؤمن بدين الإسلام الذي جمع بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وابن عوف القرشي في أُخُوة واحدة. فكل هذه العصبيات الثلاث طحنتنا بحروب ذهب ضحيتها ميئات الألاف جنوباً وشمالاً ولا مخرج لنا الا بمحاربة هذه العصبيات .
٤- بخصوص الهوية والوطن فالهوية بحسب ما أعرفه هي الناتج الكلي لثقافة الإنسان وأهمها المعتقد والعادات والتقاليد والأعراف التي تحكم مجموعة من البشر على ارض مشتركة يعيشون عليها وعندما ابحث في هذه المكونات وجذورها اجدها متقاربة الى حد التطابق وتشذ حين تحاول عصبية ما أن تستأثر وتهيمن على الأخرين . ٥- بخصوص الإنفصال لست من دعاة الوحدة أو الموت وانا من الذين عارضوا الوحدة الإندماجية وتقدمنا حينها بمشروع وحدة فيدرالية تحت تسمية نحو وحدة يمنية لا مركزية ورفض الحزب الإشتراكي هذا المشروع ونشر بكتاب عام ١٩٩٠م كما تقدم الأستاذ عبد الغني مطهر اول محافظ لتعز بعد ثورة سبتمبر برسالة نصيحة بعدم الوحدة الإندماجية وتم تسليم رسالته لعلي عبدالله صالح كما قدم المناضل صالح الحارثي رؤية مشابهة وتم تقديمها لعلي عبدالله صالح وتم التخلص منه بحادث سيارة. وعندما تم اعلان الإنفصال عام ٩٤م وقفت مع الإنفصال وعملت على إعداد المؤتمر الصحفي لدولة حيدر ابو بكر العطاس في فندق مريديان هليوبوليس في القاهرة حينها وأسألوا عن مواقفي حينها كل الذين نزحوا للقاهرة. ما أقوله اليوم وما قلته سابقاً، حيث كنت ارى في نظام صنعاء نظام يقوم على ثقافة الفيد والإخضاع أما اليوم فعندنا شرعية الرئيس هادي ومشروع دولته الإتحادية وهما لا يمثلان هذه الثقافة. الإنفصال عمل سياسي له أليات سياسية ليس من ضمنها تزييف التاريخ والواقع والكراهية يمكنكم ان تطالبوا بالإنفصال بعمل سياسي يخدم الإستقرار للدولة المنفصلة والمنطقة، هذا العمل الذي يورث الحقد والكراهية انا ضده لأنه لا يخدم الإستقرار الذي يهم كل العقلاء.
٦- بخصوص الشرعية ومشروعها اليوم نحن نحضى بفرصة تاريخية وإجماع تاريخي إقليمي ودولي بتبني شرعية الرئيس عبده ربه منصور هادي ومشروعه بالدولة الإتحادية التي قدمت حلاً من وجهة نظري لكل مشاكل اليمن ولذالك تحالفت ضد هذا المشروع قوى من الشمال والجنوب اسميها قوى الفيد والإخضاع والهيمنة وتم الإنقلاب على هذا المشروع من قبل الإنقلابيين الذين ارتبطو بالمشروع الصهيوني الصفوي مما استوجب قيام التحالف العربي بقيادة المملكة الشقيقة لاستعادة الشرعية ومشروعها وانا هنا أدافع عن هذه الشرعية ومشروعها لأني ارى فيهما المستقبل الواعد لبناء دولة اتحادية تكفل الإستقرار لليمن والإقليم وأي اختلاف في هذه الرؤية لا يصل الى حد الخلاف.
٧- بخصوص الحراك
من وجهة نظري أنا ارى الحراك فصيلين فصيل مرتبط بقضيته وأرضه وله قضية مع مخرجات وحدة عام ٩٠م وخاض نضاله المعروف، وأنا مع هذا الحراك وقضيته وفصيل أخر مرتبط بالإنقلابيين صالح والحوثي وإيران ولا احد يستطيع أن ينكر هذا الأمر فهو أمر ثابت وموثق في قنوات عدن لايف والعالم والمسيرة والمنار وليس في مخيلتي وانا لست مع هذا الفصيل لأنه ارتبط بالممشروع الصهيوني الصفوي المدمر للهوية العربية وقام التحالف العربي بمواجهة هذ المشروع.
٨- بخصوص مصطلح الجنوب العربي ومفهومه فأنا لم أتي بقول من عندي قط وإنما رجعت لأدبيات أصحاب المصطلح وهم أول من نادى به شعاراً ومصطلحاً وتسمية وهم رابطة الجنوب العربي بقيادة الزعيمين محمد علي الجفري وشيخان الحبشي في الخمسينات والذي { يعني الجنوب العربي الكبير (اليمن الطبيعية) ليشمل الجنوب والشمال وكانت أول هيئة تطلق
على المنطقة سياسياً اسم اليمن الطبيعية. وفي محاضرة مؤسس الرابطة الزعيم محمد علي الجفري في اتحاد طلبة الكويت بتاريخ ٢٨ ديسمبر ١٩٥٦ يقول( في واقع الأمر بل وفي مصطلح الحركة الوطنية في الجنوب يطلق - الجنوب العربي- على اليمن الطبيعية لكافة أجزائها ونواحيها فحدود - الجنوب العربي- إذن هي المملكة العربية السعودية شمالاً، وبحر العرب جنوباً، والخليج العربي شرقاً، والبحر الأحمر غرباً وبذالك تشمل كلمة - الجنوب العربي- المملكة اليمنية المتوكلية، عدن، وما يسمى محمياتها الشرقية والغربية وعمان) } هذا ما كتب في ادبيات الحركة الوطنية يمكنكم مراجعة ذالك.
٩ - ليس في هذا القول حذلقة أو تذاكي سياسي وانما توصيف لحقائق ليس بمقدور احد إنكارها .
ختاماً أحبتي لما لا تكون لغة التحاور بيننا قائمة على بالتي هي احسن والكلمة الطيبة فنحن اما مواطنون معاً في مشروع الرئيس هادي الإتحادي أو جيران في مشروعكم الإنفصالي ولغة الكراهية والسب والقذع لا تخدمنا في المستقبل كمواطنين أو جيران
لك كل المحبة ولكل الجنوب وأهله محبتي