في اليمن مفسدون يقتاتون على جثث ضحاياهم (1-2)
بقلم/ عبدالقادر محمد الحميري
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 02 يوليو-تموز 2012 07:48 م

عصر أمس الأحد اندهش اليمنيون وهم يتابعون قنوات الإمارات العربية المتحدة التي خصصت حملة إغاثة مباشرة لدعم كارثة المجاعة في اليمن . في حين الاعلام اليمني والشخصيات والسياسية مهتمين بأمور أخرى. فأما الشخصيات السياسية فلا تزال مشغولة بالحديث عن فساد 33سنه . واعتبار المجاعة دليل حي ونتيجة طبيعية للفساد الذي يتحدثون عنه وقد اخذ كل وقتهم .

أما الإعلام فيعيش الإنذهال منذ هبوط المبادرة الخليجية , ومن الرئيس منصور هادي الذي حول مجلس الأمن الدولي الى شرطي ينفذ قراراته التي توصف إعلامياً بالمواقف السياسية او التحديات الجريئة للنظام السابق .

في الحقيقة كنت منبهر بالمبادرة الخليجية لكن الاصوات الخارجة من القنوات الإماراتية زلزلت كياني , لا ماء... لا طعام ... لا دواء... لا ماء .. لا طعام ... لا دواء... هذا الصوت المؤلم لم يفقد فاعلية انبهاري بالمبادرة فحسب وانما جعلني ابتكر فكرة الأزمة الاجتماعية على غرار الأزمة السياسية التي جاءت بسببها المبادرة الخليجية او مبرره لها.

فإذا كانت الأزمة السياسية تعتني بكبار الساسة اليمنيين .. فالأزمة الاجتماعية يجب ان تهتم بالمواطن ..

فكرتي تتمحور حول تطوير المبادرة الخليجية وإدخال عنصر فعال يلبي متطلبات الأزمة الاجتماعية المستفحلة وهذا التطوير سيكون سندا للمبادرة وليس عبئاً عليها وهذا لا يعني إضعاف حكومة الوفاق او الدولة اليمنية بقدر- ما هم في حالة ضعف – ولكن تقوية الضعف وتغيير المسار وتفعيل الأدوار الحقيقية كدولة .

لكن قبل ذلك دعونا نتساءل ماذا استفاد اليمنيون من كل الشخصيات السياسية المعاصرة استفادة حقيقية من اول ظهور لها على مسرح السياسة . وهي كل الشخصيات الحزبية من النظام السابق والمعارضة والمؤسسات المدنية

فمثلا عندما تتحدث هذه الشخصيات عن الفساد . أتساءل أين موقعها منه .؟ وما دورها في تفشيه.. ؟ ليست عملية سطو حدثت بين يوم وليلة ..انه فساد ومفسدين لثلاثة عقود ..

لماذا لم تتحرك هذه الشخصيات التحرك الايجابي في حينه وتفرض كلمتها التي تجسد إرادة الجماهير تدعي أنها تمثلها..؟

ولماذا لم تقم بعملية توعوية تستهدف ما هو ابعد من مطالبة الجماهير بتأييد مواقفها والقبول بها والدفاع عنها ..؟

ان ابسط ممارسة تستطيع ممارسته الأحزاب هو العمل على توفير أوسع وأعمق توعية ممكنة للجماهير وعلى ان يرافق ذلك القضاء على الأمية في صفوف الجماهير قضاءً تاما . فبدلا من ذلك وهي مطالبه بممارستها اصدق ممارسه . استعيض بتنشئة وزرع الحقد والكراهية , والحث على الجهل والتخلف . وبرهنة ذلك فبدلا من إقناع الجماهير بحقيقة المبادرة وأنها حل خارجي ويجب ان يكفوا عن الصراع والتأزيم السياسي الذي أنهك البلاد وافقد مركز اليمن السياسي وإبداله بالمبادرة كمركز الانطلاق سياسي فوق إنقاذ الكيان السياسي المنهار.. فبدلا من ذلك عمدوا الى إيقاظ كافة الأحقاد والنعرات بانتهازية واضحة , . ثم ان الغموض الذي اكتنف المبادرة والحديث المكرر عن الأخطاء والسلبيات والافتقاد الى الموضوعية دليل أخر على ان المبادرة تحالفت مع مراكز قوى ذات لبوس حزبي استغلت أمية الجماهير واستغلت ثغرات التنمية الوطنية والكفاءة المحدودة للقائمين عليها وهي فئات مستفيدة من المستنقع السياسي الذي القينا فيه او انزلقنا إليه.

هناك سؤال منطقي وهو عندما غدت المبادرة مرجعية أساسية للمسار السياسي في اليمن لا بد وان تبرز جدليه بماذا يجب ان نبدأ الاقتصاد ام السياسية أيهما يمكنه ان يصلح الأخر.. ؟ ان الذين يفشلون بإدارة الدولة اقتصاديا حتما سيفشلون في كافة مناحي الحياة ..وان الناجحون سياسيا لهم رصيد كبير بالاقتصاد والمجال الخدمي . لكن السياسيون اليمنيون لا يتميزون بهذه الميز ة وإنما يتميزون كدعاية سياسية متحركة لا فنيه .