مثلك لا يولدون كل يوم يا أيوب طارش
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 17 يوماً
الخميس 29 مارس - آذار 2012 07:15 م

alboox@gmail.com

ايوب طارش..صوتك يشبه ضوء الفجر الخفيف الذي يتسرب بين اشجار القرى.يتخلل مسامات حشائش تلال الجبال المطلة.ويحلق مع سهوب السحب البيضاء المسافرة.

يا ايوب كم مرة ينهض صوتك من البحر.ويسير بين الجداول.يقطع الوطن،يبث الاثير الروحاني للكلمة من اقصاه الي اقصاه على وقع وتر.

يتخلل ارجاء روح التربة والزرع والمطر.و نبض الارواح.ويبعث في الإنسان اليمني شعورا عميقا بمعنى الحياة..بمعنى النغم الاصيل في حب الوطن.

 زار حمود سعيد المخلافي وعبد القوي الشيباني ايوب طارش عبسي.التقطوا معه صورة تذكارية في منزله.و لطالما زار الشيخ المخلافي ايوب طارش،والتقطوا صور لثلاثتهم.

انا على يقين بأنها صورة عفوية و(قفشه)ليست الاولى للرجل الذي يعشق ايوب طارش ويتمتع معه بصداقة طيبة.هو اليساري الرائع عبد القوي الشيباني.وهذا الاخير مثله مثل المخلافي لا اعرفهم ولا هم ايضا يعرفونني.لكن ما يتردد على الدوام بأن عن علاقة رجل الاعمال الشيباني الودود مع الفنان طارش خاصة. 

لقد زاروا ايوب،وانتهى.لكن من الضروري ان يجري التشويش على هذه اللحظة الودية الصافية،ويقوم احد اولاد نظام الرئيس السابق بشيء يذكر.حدث هذا.يتصل نجل علي صالح،و تباغتنا الاخبار بأن"قائد الحرس الجمهوري يطمئن على صحة الفنان ايوب طارش"

هذه حالة جديدة من المماحكات السياسية.تنتقل مباشرة من الساحة الثورية الي منصة الفن وعبر احد اهم فناني الوطن؛ان لم يكن ايوب الفن والفن ايوب.لكنها مناكفات.اتبدو كذلك من طرف واحد.وما يبرر مثل هذا القول من يقوم بالملاحقة و محاولة احدث جلبة من نوع خاص.كأن يلحق باسم احمد علي صفة قائد الحرس الجمهوري.في مثل هذا الظرف الحرج. وما يواجه الرجل من ممانعة شرسة من جميع الساحات المليونية عن افساد بقاءه وفصله عن هذه الصفة التي باتت اكثر من تراجيدية موغلة في سلقه.تفسد عليه تطامنه الشيق الذي سكنه منذ سنين.ويجري الآن فصل الصفه عن الموصوف وبكل الطرق. 

وبصراحة،حتى لا يفهم الكلام هنا بأنه مديح لطرف بعينة.فأنا هنا لا اتحدث عن الشيخ المخلافي.او الشيباني ولا غيرهم. فانا لا اعرفهم البته.لكنه كشخص محسوب ربما على جهة معينة تعرف بالتزامها.لا تهتم بالفن ولا يهمها ان يكون مصدر لجذب الأضواء.كما وان هناك اجنحة او جناح بعينه لا يزال يعد الطرب نوعا من انواع الغواية ومزمار الشيطان.

 المخلافي ربما احد قياداتها في تعز يمثل صورة مغايرة هنا.و زيارة فنان او (مغني)في منزله.يقدم معنى مختلف.هذا اداء جديد جيد،ولو استمر سيكون في قادم الايام نوعي.وماذا لو ذهبنا ابعد من ذلك،وجعلناها دعوة لحزب حزب الاصلاح (ذا التوجه المتدين)بأن يقدم منحة علاجية متكاملة للفنان ايوب طارش،ويتصدر الخبر موقع صحيفة الصحوة،والصحوة نت.بأن ايوب يخضع للعلاج في احد مستشفيات لندن او نيويورك. ربما ستكون هنا فكرة النوعية تحققت.كون هذا الحزب دخل في اتجاه آخر وقرر بأن يخضع فنان عملاق للعلاج المتكامل.ويتخلص من فكرة ان يكون طرف قد اخذ بهذه القامة على محمل نكاية سياسية سيئة.

ولاشك بأن من يفوت فرصة كهذه من جميع الاطراف بما فيهم الحوثيين والحراك الجنوبي.سيكون كمن يتخلى عن صوت النشيد الوطني،ويذهب ليبحث له عن منشدين مغمورين يفصلون له مجرد زفة عنصرية لإحياء مناطقيته ليس إلا.

اقول إذا لم ننجح بهذه الدعوة للرئيس عبد ربه هادي او حكومة با سندوه للمسارعة في انقاذ ايوب،سيكون هناك خيار أخير.سنكتب فيه مرة اخرى.طلب الي"ام ألعز"لتقوم بما يجب من تقديم منحة علاجية للفنان ايوب طارش.هذه السيدة عرفت بهذه الصفة.ولا نعلم من تكون.لكن كل ما نعرفه عنها،بأنها تخوض غمار المنافسة في كل إعلان لمزاد جديد،له علاقة بمناخ الثورة.مؤخرا اشترت كاميرا الصحافي جمال الشرعبي ب(5000.000ريال يمني)وقبلها دفعت(3000.000ريال يمني)كقيمة لحذاء شهيد مسيرة الحياة.لاشك-ستكون الكتابة اليها ولها بما يشبه التوسل.لكن لا خوف من ان يقدم الصحافي تنازلات في هكذا حالة.و يكون التعاون من اجل انقاذ حياة الفنان الكبير ايوب طارش من انتكاسته القائمة.و قبل ان ينتصر علينا وعليه المرض.

انا هنا لا اقدم فنان بحجم ايوب طارش على انه مدعاة للشفقة والعطف.يتسول من اجل البقاء.على القدر الذي يستحق ان تكون قامت الدولة والسلطات المحلية والمؤسسات والمراكز الثقافية والفنية لتقديم الرعاية الصحية الكاملة لفنان الوطن.

انه صوت الارض والسماء في وطن عجزت فيه الامهات ان يقدمن نموذجا خلاق لشجن حنجرة يتغلغل منذ زمن في دمنا،مثلك يا رجل لا يولدون كل يوم.انت كثيرا،متمددا فينا ومتسع.صوتك تجاوز فائض آلات الموسيقى.قادنا في ممرات،دروب خارطة الوطن.المخضرة منها والمجدبة.

يا عقلاء هذا البلد ومجانينها..لا نريد امر فادح ان يقع مع هذا الوطني المتواضع.لا يمكن ان تستمر معاناة هذا الصوت النوراني المشع حبا وجمالا،غزلا وعشق.وطرب.انه مجموعة مشاعر إنسانية خجولة ومعقدة في آن واحد.انه فنان السهل الممتنع.

 أخبرنا يا ايوب:إن كان الامر له صلة بالعبقرية الفنية المتفجرة وحسب.لهان.لكنه في تصوري(ليس وحدي،بل مئات الالاف من معجبيك)ابعد من إنسان فنان خامته نادرة،وقماشته على طريقته هو.انت إنسان مرهف يمتلك من الصوت ما لا يقسوا على زهرة بل يراقصها..لا يؤذي نخلة لكنه يتسلقها ليروضوها.انت صديق الفراشة والضوء..رفيق الليل والمسافرين.انت ببساطة إنسان كأنه مخلوق من طينة سماوية،لا أرضية.ولذلك لك دوما علاقة بكائنات مرتفعة عالية.في الذوق والشجن والغربة والحنين.

 اعرف ان ايوب ليس مخلدا.او بعيدا عن متناول المرض.لكن لا نريد كل هذا الادعاء بأسمه،و بتأريخه الفني. كما ولا نريده بوابة تنميق شخوص النظام القديم المتجدد.و تلك هي طريقة الانظمة الدكتاتورية والأشخاص.

لا نريد ايوب بتأريخه المشرق النظيف.ان يتحول الي حائط مبكى لتطهير القتلة من اصحاب الرتب العليا والألقاب و النياشين.انتهاء زمن المزايدة والاتصالات الفوقية.فلا تصرفوا جرائمكم عبر هذه الصبغة الوطنية الخالصة.لن يكون ايوب طارش بوابة تعز،منفذها السيئ لتجميل صورة القائد و حرسه الاشاوس فاقدي الضمير.

دع الرجل يمضي مع المرض الي حيث يريد،و كما يحب هو.لا تفسدوا عليه وجعه.

من تعود ان يصدر التوجيهات والاتصالات لقتل الشعب.لا يمكن له ان يتحدث مع فنان مرهف كأيوب طارش؛انه بمثابة القيمة المضافة للشعب.

من يطلاق الرصاص ليس كمن يغرد بالحب.فرق واضح في الصفات والألقاب.المهمة هنا ومع ايوب؛لها علاقة بالحب والجمال حتى وان كان يشوبها المرض والوجع.لكنها معكم وبكم يافندم لا تبعث سوى على الموت والخراب.فهل نترك ايوب ينعم بهدوء بدون نغمات اتصالات الاطمئنان المرتفع.المقلق.