مُذ كان نائبا للرئيس السابق لم يُحسن الكثيرين قراءة الرجل، وعندما أصبح رئيساً كذالك لم تُحسن كل القوى المتنفذة والحراك قراءة الرجل كلٌ حاول استخدام الرئيس هادي بإسلوبه وجعله أداة في سبيل مشروعه وإخراجه من كونه رئيساً للجمهورية ويخدم الوطن كل الوطن والشعب كل الشعب الى رئيس يخدم هذه القوى المتنفذة أو تلك وتفاجاء الجميع، بأنه أخرجهم جميعاً من كونهم قوى متنفذة، وجردهم من كل مقومات القوة والنفوذ في السلطة والثروة من خلال مشروع بناء دولة اتحادية من ستة أقاليم بديلة لدولة الفيد والإخضاع، ومضى بخطى ثابته نحو تنفيذ مشروعه وتثبيته دستورياً. وحاول تجنيب الوطن ويلات صراع دامٍ بمحاولاته التوفيقية وحَسَبت هذه القوى مواقفه تلك ضعفاً منه وحينما أدركت قوى ثقافة الفيد والإخضاع والهيمنة في الشمال والجنوب خطورة الوضع وأن مشروع إنهاء دورها ونفوذها أَت لا محالة راهنت على قرائتها الخاطئة فعمدت إلى إختطاف الدستور والإنقلاب على الشرعية والمشروع، ففوجئت هذه القوى بالتحالف العربي وعاصفة الحزم وتوابعها وفعلت بهم ما فعلت.
اليوم أجد بعض الإخوة الجنوبيين يقعون في نفس الخطاء الذي وقعت فيه قوى ثقافة الفيد والإخضاع والهيمنة شمالاً وجنوباً، ووقعوا فيه سابقاً برهانهم بعدم نجاح مؤتمر الحوار ونجح الحوار وقَدّم مشروعه، ولم يدركوا أو لم يقرأو مشروع الدولة الإتحادية أو لم يكونوا يريدون قراءة المشروع وما يقدمه للقضية الجنوبية، وذالك لإرتباطهم بمشروع الإنقلابيين وإيران. ولم يُحسنوا قراءة الواقع والوقائع،وكانوا يعتبرون الرئيس هادي رئيس دولة الإحتلال وقائد جيش الإحتلال، وشُنت حملة شعواء على الرئيس هادي وأنه خان القضية الجنوبية، وسار الرجل في مشروعه للنهاية برغم القيل والقال.
فماذا قدم مشروع الشرعية للقضية الجنوبية،لقدتم تصحيح مسار الوحدة الخاطيئ بإجراءات يتم تنفيذها من خلال مخرجات الحوار ودستور الدولة الإتحادية.وتم تغيير النظام من دولة وحدة إندماجية الى دولة اتحادية من ٦ أقاليم، وتم إعادة الجنوب من إقليمين ضِمن الدولة الإتحاد ليحكمه أبنائه،ويحق للإقليمين الإندماج والتوحد مستقبلا ، وضمن لأقاليم الجنوب المناصفة مع أقاليم الشمال الأربعة في المناصب السيادية في الدولة الإتحادية وفقاً لم تم التوافق عليه،وعمل على صياغة دستور يعالج كل أخطاء الماضي لكل مواطني الدولة الإتحادية ولكل مناطق اليمن، وكانت القضية الجنوبية ركيزة مؤتمر الحوار ومخرجاته.
واليوم الرئيس والنائب ورئيس الحكومة والدفاع والأمن القومي والكثير من المناصب السيادية يُمثلها إخوة جنوبيون ولا توجد حساسية في الأمر، وقام أولئك البعض بشن حملة لمنع وزير الداخلية من دخول عدن لأنه شمالي، ماذا أبقيتم لعنصرية الإنقلابيين.
وإلى هؤلاء البعض من الأخوة الجنوبيين أقول لهم لا تخطئوا قراءة الرئيس عبده ربه منصور هادي ومشروعه، والواقع والوقائع مجدداً كما أخطاء قرائته الإنقلابيين وغيرهم. إن قيامكم بحملة عنصرية ضد الشمال بالمطلق وجعلكم من الشمال كل الشمال شراً مطلق وأنتم تُمثلون الخيرالمطلق، وليس فيكم من باع وأرتهن للإنقلابيين ولإيران ولا من سلم واستسلم فهذه العنصرية التي تؤججون أوارها هي الوجه الأخر لعنصرية الإنقلابيين هم يدعون أنهم أنصار الله وأنتم تدعون أنكم أخيار الله، بمحاولتكم تصوير الحرب بأنها بين الشمال كله والجنوب كله،وأن لا مقاومة إلا مقاومة الجنوب وأن عاصفة الحزم والتحالف وظيفتهما نُصرة الجنوب على الشمال وفصل الجنوب عن الشمال، متناسين أنكم تؤدون دوراً يخدم قوى الإنقلابيين وصرتم جزء من جيشهم المقاتل في صفحات التواصل الإجتماعي محققين لهم بذالك أهدافهم من إفراغ الشرعية والمشروع والتحالف من شرعيتهم ومضامينهم. متناسين حقائق الواقع ووقائعه بأنه لولا شرعية الرئيس هادي وشرعية قوى التحالف وتدخلها في المواجهة لما استطاع لا الشمال ولا الجنوب التقدم شبراً واحداً في مواجهة قوى الفيد والإخضاع والهيمنة وما أعدت له من وسائل مواجهة.
أقول للجميع في الجمهورية اليمنية هناك شرعية ومشروع ( ولمن لا يعرف فالشرعية هي الرئيس هادي ونائبه رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح وحكومة الكفاءات، أما المشروع فهو مخرجات الحوار الوطني والدولة الإتحادية ) هذه الشرعية والمشروع قامت عليهما شرعية قوات التحالف وعاصفة الحزم وإعادة الأمل والسهم الذهبي وما سيتبعها.وهذه الشرعية والمشروع أتت لإستعادة الدولة من الإنقلابيين وأتت لكل الوطن، ولسلامة وأمن الوطن والإقليم. ولن يسمح أحد بضياع أمن وسلامة اليمن والإقليم ما بين أنصار الله وأخيار الله.
ليُعيد الجميع قراءة الرئيس هادي ومشروعه والواقع والوقائع جيداً ومجدداً فلم يعد من الممكن تحمل دورة صراع عنصرية وكراهية جديدة تحت أي مسمى تهدد اليمن والإقليم.