الحوثي في العاصمة .. وبنفس منطق الحرب وأدواتها !!
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 15 يوماً
الجمعة 28 سبتمبر-أيلول 2012 05:15 م

اعترف الجميع بالتيار الحوثي كجماعة سياسية ، بينما يرفض هو الاعتراف بنفسه !!

خمسون عاماً والأنظمة الثورجية المزيفة تجعجع بالشعارات ضد العدو الصهيوني وراعي البقر الآمريكي ، وفي نهاية القصة الطويلة الدامية تكشف لنا انهم عملاء لامريكا حكموا شعوبهم بالحديد والنار والشعارات الجوفاء تجاه الخارج ومصادرة الحقوق والحريات وإهدار حياة البشر في الداخل

ولم يكن القذافي هو النموذج الوحيد ، ولكنه الأكثر صخباً وضجيجاً في هذا الوادي ، بينما اكتفى نظرائه بمستوى أقل من الضجيج يكفي لاستثمار العنوان القومي كأحد متطلبات تضليل الداخل وتسويق النظام ، فيما يقايضون أمريكا وإسرائيل في الغرف المغلقة بالمصلحة الوطنية والقومية وكل شئ مقابل دعمهم للبقاء في السلطة وتوريثها .

الآن وفي لحظة انتفاضة الشعوب العربية وقيامتها الكبرى من أجل الحرية والكرامة واستعادة الدولة العربية المختطفة ، يقفز لنا المذهبيون العنصريون ليزايدوا بشعارات الموت لامريكا وإسرائيل كطريق عبور جديد لكبح جماح الشارع العربي الثائر ، وممر آمن لاعادة الإمامة الغابرة الى سدة الحكم بعد أن تهاوت الإمامة الجمهورية تحت صرخات شباب الثورة الشعبية السلمية

في العراق تسربلت إيران بشعارات العداء لامريكا ، وتحالفت معها في الغرف الخلفية لذبح العراق وشعبه من الوريد الى الوريد بالاحتلال الامريكي والتشظيات المذهبية والحكم الطائفي التابع لطهران وواشنطن ، العاصمتين المتناقضتين ، من طريق واحد .

في صنعاء سيواجه الحوثي اليمن كلها بتعبير نائف حسان .

فالشاب عبدالملك وتياره لم يقدموا أنفسهم حتى الآن خارج إطار السلاح والتعبئة المذهبية المقترنة بالشعار كأحد لزوميات التخفي لتيار لم يفصح عن أهدافه ورؤيته السياسية حتى الآن .

اعترفت الدولة والأحزاب وجميع القوى بالتيار الحوثي في محاولة لمساعدته في الخروج من ثنائية السلاح كأداة حضور ، والتعالي على الحياة السياسية واستحقاقات الدخول الى باحتها من خلال الهروب الى دمج نفسه بالشعار العمومي والأحجام عن تقييد نفسه بتأسيس حزب وبلورة برنامج سياسي يميزه عن بقية القوى

وفي هذا السياق جاءت خطوات متعددة لعل اهمها اختيار ممثلين عنه في لجنة الحوار الوطني ، فضلاً عن عدد آخر ممن يعتقد أنهم مواليين له أو قريبين منه ، ولا ضير في ذلك ، فقط ليفصحوا عن رؤية وبرنامج وحزب ، ويعرضوا أنفسهم على اليمن من أقصاها الى أقصاها ويقدموا أنفسهم لكل مواطنيها دونما فرز أو تصنيف ، ودونما هروب من تأسيس حزب والإقرار بالعمل السياسي السلمي كأداة وحيدة للنشاط.

ومع ذلك ديبدو أن الجميع يذهبون للاعتراف بالحوثي وتياره فيما هو يرفض الاعتراف بنفسه كجماعة سياسية

الجميع يذهبون للمضي في خطوات وإجراءات تتجاوز منطق الحرب والمواجهة والعنف والتعبئة عليه ، فيما الحوثي وتياره يصر على التمترس بأدواته ومنطقه وطرائقه آثناء حروب صعده ، فالسلاح الذي برره آنذاك بالدفاع عن النفس ، استمر كأداة أساسية في التوسع الى محافظات حجة والجوف وعمران وحتى تعز ، ولم يستطع أن يقدم نفسه في هذه المحافظات وغيرها عن طريق وسائل العمل السياسي السلمي

وطالما وملامح حضور الحوثي خارج صعده قد تبدت طوال الاشهر الماضية على شكل معارك مسلحة في الجوف وحجة وعمران ، وتوتر وتوزيع أسلحة في تعز وإحياء الانتماءات العرقية والسلالة كمدخل أساسي للاستقطاب والتعبئة ، والتماهي مع الدور الإيراني وأجندته ؛ طالما والمؤشرات كذلك فلن يكون حضور الحوثي في العاصمة مخالفا لهذه المؤشرات ، حتى وان بدأ على شكل شعارات ولافتات من هناك ، من أمريكا واليهود وإسرائيل

فهل يسمح أبناء صنعاء القديمة أن يكونوا منطلقاً لهذا الفرز الذي يجهد التيار الحوثي لإنجازه في العاصمة ، بالتوازي مع مشروعهم التوسعي للدخول الى محافظات حجة وعمران عبر السلاح والشعار المزيف والاجندة المذهبية الطائفية ، وليس عبر العمل السياسي السلمي والرؤية البرامجية ووسائل النضال السلمي المدني !!