ليلة القبض على هادئ..!
بقلم/ عبدالوهاب العمراني
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 13 يوماً
الخميس 18 ديسمبر-كانون الأول 2014 02:03 م

منذ وصول هادي للسلطة كانت الآمال معلقة عليه للخروج من المأزق واحتواء الثورة المضادة للحرس القديم ولكنه بمرور الزمن كشف عن حقيقته بأنه مجرد نائب للرئيس السابق والرئيس الفعلي ، وقد كانت (المبادرة الخليجية) سيئة الصيت فقط منح حصانة لصالح وأعوانه ومنهم هادي نفسه ، فالنظام لم يتغير قيد انمله فقط تغيرت بعض الوجوه ولازال صالح فاعل أساسي في أحداث ما بعد الربيع العربي فقط من اجل السلطة والتوريث والذي كان سبب لانشقاق الجنرال العجوز ، وكذا اختلاف صالح مع القبيلة التي كانت يمثلها ال الأحمر ، ومنذ نهاية الحوار الوطني الذي طال أمده كان يفترض التسريع بعجلة التغيير والهيكلة الحقيقة وكذا هيكلة حزب المؤتمر نفسه والضغط بتجديد قياداته لا ان يكون مجرد مسمار جحا للرئيس السابق وكأن هذا الحزب هو صانع المعجزات بحيث أصبح تماسك الحزب وقوته وكذا رئيس الحزب اهم من الوطن نفسه ، وحقيقة فأن الأحزاب اليمنية الفاعلة في اغلبها غير ديمقراطية ، اما حركة الحوثي او ما يسمون أنفسهم أنصار الله فهم ليسو حتى بحزب بل في القانون الدولي مجرد جماعة متمردة طائفية استولت على مقاليد الامور بقوة السلاح وقفزت على مخرجات الحوار وخلطت الأوراق وإعادة المشهد اليمني للمربع الأول ، ووضعت البلاد على شفاء حرب أهلية للأسف.

منذ بضعة أشهر تعاون كل من الرئيس هادي والرئيس السابق مع أنصار الله في سقوط عمران اولا ومن ثم سقوط عمران ، ويبدو ان كلاهما ( صالح وهادي) يعظان أصابع الندم ويخسران ماتبقى ممن يتعاطف معهما .

وبالأمس القريب القى السيد عبدالملك الحوثي خطابا ناريا يعتبر خطاب حرب وهو بمثابة خطاب الرئيس صالح عشية العدوان على المحافظات الجنوبية في عام 1994م والتي كانت أول مسمار في نعش الوحدة الوطنية وكان انقلاب سبتمبر الماضي آخر مسمار في نعش اليمن كله .

السيد الحوثي اتهم هادي بدعم معسكرات تنظيم القاعدة وسفراء الدول العشر يدعون لدعم شرعية هادي... إذاً على السفراء أن يحددوا موقفهم من الطرفين، أما أن يدينون خطاب الحوثي ويقفون مع هادي.. أو يصمتون وبذلك يعترفون ضمنياً أن هادي ضالع بتمويل الإرهاب

وهكذا اذا كان هادي بمثل مايصرح به الحوثي فاذا فيفترض ومنطقيا ان تكون أول خطوات أنصار الله إزاحة هادي من السلطة ويحلون مكانه ، واللافت لم يحدث في تاريخ العالم المعاصر بأن شرائح كبيرة من الشعب والسلطة تعرض على جماعة متمردة الانقلاب وهي لا تقبل بذلك لانهم باختصار لايستطيعون ادراة دولة بمفردهم.

الجوء مهيأ لانقلاب أنصار الله بعد انقلاب سبتمبر الماضي الذي خلط الأوراق وأعاد اليمن للمربع الأول ، ولكن الإشكال هنا بعد تمكنهم من السيطرة بمساعدة الرئيس السابق وإلا فكانوا لا يستطيعون الخروج من كهوف صعدة ، واللافت أيضا بأنهم قد اختلفوا مؤخرا لفترة مابعد الانقلاب أي لمن تكون الغلبة وهذا هو الذي اجل الإطاحة بهادئ.

نعم لقد وصلت الأمور في المشهد السياسي اليمني الى نقطة اللاعودة بمعنى على أنصار الله ان يصدروا إعلان دستوري او البيان رقم واحد ويستملوا السلطة كاملة ( الجمل بمحمله) فالوضع الحالي ليس في مصلحتهم ولا مصلحة الوطن لانهم فقط يسيطرون بدون سلطة ، فوصول أي جهة للسلطة هي مسئولية كاملة وطنية وأخلاقية ، وعليهم ان يتحملوا المسئولية فالسلطة مغرم وليست مغنم ، لسان حال الشعب اليوم هو ان يستملوا السلطة كاملة ويرونا كيف سيحكمون فقوتهم فقط في الفتوحات وليس في إدارة دولة فاليمن ليست الوقوف في تقاطعات الطرق واشارات المرور ومحاكم وإرجاع حقوق مظلومين الدولة هي اكبر من هذا بكثير هي تنمية وثلاثون وزراة مختلفة التخصصات وهي تنمية وعلاقات دولية ومجتمع دولي وتفاعل مع ما حولنا وهذا مايفتقده أنصار الله ، واليمن كبير قد لايستوعبهم ومذهبيا أكثر من ثلاثة ارباع اليمن من غير المذهب (الزيدي) ، واليمن فيسفساء وطنية متنوعة ولا يشكل الحوثيين سوى جزاء يسير من هذا الفسيفساء

الإشكال اليوم بأن تطلعات الحرس القديم لرجال صالح وأنصار الله يريدون تقاسم السلطة بعد الإطاحة بهادي وتشكيل مجلس إنقاذ وطني مؤقت وقد لا يحظى بدعم ورضاء إقليمي ودولي لان صالح غدا ورقة محروقة إقليمياً ودوليا وأما أنصار الله فالخارج الإقليمي والعربي له وجهة نظر حولهم ، ( والمشكلة ألان تحالف صالح والحوثيين بداء ينهار فكل منهما يريد ان تكون له الغلبة لمرحلة مابعد الانقلاب !
وهكذا فساسة اليمن سواء كانوا متفقين او مختلفين ينعكس ذلك سلباً على هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره والمخدر بنبتة القات، ولاول مره في تاريخ الامم المعاصرة يعلن عن انقلاب قبل وقوعه إنها من مفارقات الوضع المزري في اليمن ومن هنا فأحداث 13 يناير تلوح في الأفق وربما تسبق 13 يناير المقبل وحينها ستكون بداية الحرب الأهلية لاسمح الله ولكن للأسف مؤشراتها ومعطيات الواقع تشير الى ذلك ،  أما الانفصال والتشضي فسيكون تحصيل حاصل ، هذه هي نتيجة من يقفز على خيارات الشعب ونتائج الحوار وكنا على وشك الاستفتاء على الدستور والخروج من الفترة الانتقالية والولوج لدولة مدنية لولا انقلاب سبتمبر الماضي.

اتمنى ان يكون تشاؤمي في غير محله ، ولكن ليس هناك بالفعل ما يدعو للتفاؤل!