آخر الاخبار

أطفال مأرب يطالبون الأمم المتحدة القيام بدورها الانساني تجاه أطفال غزة ويعلنون التضامن مع منظمة الاونروا الخزانة الأمريكية توجه أقسى عقوبة على رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر وتضع 9 من شركاته في قوائم العقوبات تعرف على قائمة الهوامير الذهبية التي تضم أسماء 25 قياديا حوثيا تم مناقشة الإطاحة برؤسهم وكيل محافظة مأرب يكشف عن أكبر تهديد بيئي واجتماعي يهدد عاصمة المحافظة المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر تسع محافظات يمنية من الأمطار والسيول لأول مرة في تاريخ الغرب.. طوفان من التأييد الأوروبي لغزة وإيبال توثق26 ألف فعالية في 20 بلدا أوروبيا خلال عام الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء الأرقام الحقيقة... واشنطن تغرق إسرائيل بالمساعدات العسكرية تعرف على ابسط الأرقام حريق مخيف يلتهم أحد حافلات النقل السياحي بمحافظة أبين كانوا في طريقهم الى السعودية تاجر الموت بموسكو يعقد أكبر صفقة لبيع الأسلحة الروسية للمليشيات الحوثية في اليمن لضرب الملاحة الدولية وزير الدفاع يفتح ملف التعاون مع أمين التحالف الإسلامي العسكري بالرياض

جمعة الشواء
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 30 يوماً
الأحد 07 أغسطس-آب 2011 11:05 م

اقشعرت أبدان كل المتابعين لخطيب الجمعة الأولى من رمضان في جامع السبعين الذي يحتشد فيه أنصار علي صالح والمتعاطفين معه والموظفين لديه، لدى سماعهم هذا الخطيب وهو يهدد المعارضة بشي جلودهم وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، عقابا لهم على مطالبتهم بالتغيير واستعادة الحقوق التي افتقدوها منذ ثلث قرن تماما، وتعجب الكثيرون ممن سمعوا خطيب الجمعة وهو يهدد ويتوعد ويكشف عن عبقرية جهنمية في ابتكار أشكال التنكيل بالخصوم من خلال شوي الجلود وقطع الأيدي والأرجل لكل من قال لا للمنكرات ونعم لإحقاق الحقوق.. تعجبوا كيف لم يخطر ذلك على بال نيرون، وموسوليني وبوكاسا وتشاوشيسكو وهم يواجهون خصومهم، وأكثر ما أثار الاستغراب هو أن الدعوة للشواء تأتي في جمعة أطلقوا عليها "جمعة التراحم" وهو ما جعل بعض الساخرين يقترح أن تسمى هذه الجمعة بجمعة الـ"شواء" حتى تتناسب التسمية مع المسمى.

الداعي إلى الشواء وتقطيع الأيدي والأرجل ليس جزارا يتاجر بلحوم الأبقار والأغنام المذبوحة، وليس صاحب شواية، يقدم لزبائنه اللحوم المشوية، بل هو إمام مسجد يطلق عليه "جامع الصالح" والبعض يطلق على صاحب الدعوة فضيلة الشيخ، وصاحب الفضيلة، وهو ما يؤكد ما قلناه مرارا أن الكلمات في اليمن لا تحمل بالضرورة ما يدل عليه المعنى اللغوي لها فلا جمعة التراحم قالت شيئا عن التراحم ولا فضيلة الشيخ أظهر أي علاقة له بالفضيلة.

خطيب الجامع الذي يدعو لشوي جلود المعارضين، ليس خطيبا في جامع اعتيادي في حارة صغيرة يمكن أن تمر الخطبة على عدد من المصلين وينسونها بعيد ساعات، إنه جامع من يفترض أنه حتى الأمس القريب رئيسا طبيعيا للجمهورية، وقد نقلت الخطبة على الفضائية الرسمية، وهذا يأتي ليؤكد أن سياسة شوي الجلود ليست اجتهادا شخصيا لخطيب الجمعة بل إنها سياسة رسمية هلل لها الكثير من أنصار بقايا السلطة وهرعوا بعد نهاية الخطبة مباشرة ليشعلوا نيران الشواء في حي الحصبة حيث يقيم الشيخ صادق الأحمر وإخوانه وفي قصف منزلي أخويه حمير وحسين الأحمر والبدء بشن حرب جديدة في تعز ، كتدشين لعملية الشواء التي صدرت بها فتوى من خطيب أشهر جامع في اليمن الحديث، فضلا عن مواصلة الحرب على أرحب وأبين والحيمة الداخلية.

عقلية الشواء تأتي لتؤكد للمرة الألف زيف الدعوات إلى الحوار التي ما انفك خاطفو السلطة في اليمن يعتقدون أن العالم يصدقهم وهم يدعون إليها بينما، يواصلون سياسة القتل وقصف القرى والمدن وتسليم بعض المدن والمحافظات لمسلحين كلفوهم بأن يتقمصوا دور القاعدة، بعد أن فشلوا في قمع حركة الشباب السلمية هناك، فهي تبين لنا نوع النوايا التي يضمرها من تبقى من مغتصبي السلطة تجاه كل من يعارضهم حتى لو كان هؤلاء المعارضون لا يحملون سوى اليافطة والقلم، في حين يقف هؤلاء الذين يدعون أنهم يمثلون الشرعية عاجزين عن مواجهة المسلحين الخارجين عن أي عرف وقانون ويتنازلون لهم عن عواصم المحافظات التي لا تعجبهم أو لا يعجبهم سكانها ومواقف أهلها .

برقيات:

* بمقارنة بسيطة بين منطق خطيب الجمعة في شارع الستين حيث شباب الثورة وقرينه في ميدان السبعين حيث وجال السلطة المتهالكة، يمكن أن نلاحظ الفرق بين مشروعين متناقضين جذريا، فحين كان الأول يدعو إلى التآلف والمؤازرة ونصرة المظلومين، والتبرع للمعسرين والمستضعفين، كان الآخر يهدد بالشواء وقطع الأيدي والأرجل ، . إنه الفرق بين عقلية الثورة وعقلية الاستبداد.

* حينما كان خطيب جامع الرئيس يتحدث عن المعجزة الإلهة بنجاة على صالح، لم يقل لنا شيئا عن مصير أكثر من 80 مسئولا بعضهم في مقدمة صفوف نظام الحكم، وهو ما يعني أن الإنسان لا قيمة له عند هؤلاء حتى لو كان رئيسا للوزراء أو للبرلمان أو من كبار خدام الحاكم .

* قال الشاعر:

 تتوبُ عن الذُّنوب إذا مرضتَ وترجع للـــذُّنوب إذا بُرئتَ

أما تخشى بأن تأتي المــــــــنايا وأنت على الخطايا قد ذُهبتَ