ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس - خاص
تملك شعوبنا الإسلامية والعربية كثيراً من الطاقات والإمكانيات والثروات ، إلا أنه للأسف باتت بعض النخب الفكرية فيها معطّلة الفاعلية بل والتفكير أحياناً ، تستقبل كل شيء من الغرب على أنه الأفضل والأصلح والأجود دوماً ، لا لشيء إلا لأنه غربي ، قادم من بلاد "الخواجة" من سيارات ومعدات مستهلكة وملابس وخردوات..الخ، انتهت صلاحيتها في الغرب ، وبدلاً من أن يقذف بها الغرب إلى المحيط ، يصدّرها إلى بلداننا الإسلامية، خشية من تلويث أجوائه بالنفايات والمواد المشعة!! ، التي أثبتت الدراسات أنها أهم أسباب أمراض السرطانات والأوبئة والأمراض المستعصية ، فيتخلص منها بهذه الكيفية العبثية ، المعبرة بلسان الحال والمقال عن عنصرية غربية مقيتة ، وحقد دفين ، وغيبوبة لأجهزة الأمن والرقابة الوطنية لدينا ، على أقل تقدير ، وعلى فرض حسن النية اللامتناهية .
ومع أن الجريمة فادحة ، بحجم أعداد المرضى والمصابين والمتوفين بفعل هذه المواد الفاسدة ، والنفايات المشعة ، التي يرسل بها إلينا أصدقاؤنا في الغرب ، كل يوم ، إلا أن ثمة مواد أكثر إشعاعاً وفسادا يحرص الغرب على إعادة تسويقها وتصديرها إلينا في الشرق الإسلامي ، وأعني بها المواد الفكرية الملوثة أو المنتهية صلاحيتها ، والتي استعملها الغرب طويلاً ثم وجد أنها مواد فاسدة لا تصلح للاستخدام الآدمي ، فأعاد تصديرها إلينا على عادته في تصدير المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية ، أشير هنا على عجل إلى بعضها:
أولاً: بعضاً من طلابنا المبتعثين إلى الغرب الذين ابتعثناهم ليعودوا إلى أوطانهم بالعلم والتكنولوجيا والصناعة وأفكار التطوير والبناء ، فعاد بعضهم إلينا بالحداثة والتغريب ، ونفايات الغرب وزبالاته الفكرية ، وعاد – إن عاد – إلى أمته حربا على هويتها وثقافتها وتاريخها ، وكل ما فيها من خير ونور وجمال ، إن ملف المبتعثين إلى الخارج ملف يحتاج منا إلى إعادة نظر وترتيب صحيح ورسم لسياسة إستراتيجية له ، إن كثيراً من مبتعثينا إلى الخارج أحد ثلاثة: منهم من يعود إلى وطنه وشعبه بغير الوجه الذي ذهب به ، وهم الأقلية الذين تلفظهم الدول الغربية أو الدول الغنية لضحالة علومهم وخيبتهم ، فيعود أحدهم عودة المضطر إلى بلده ليعيش فيها مع ما لديه من الأوباء والعلل والأسقام واللوثات الفكرية التي يحملها .
وبعضهم وهم الأكثرية الكاثرة من ذوي الكفاءات العلمية المتميزة التي ترقى أحياناً إلى مرتبة العبقريات ، ما أن يتخرج أحدهم حتى يكون قد رتب أوضاعه للاستقرار والعيش في الغرب حيث يجد العلم والتكنولوجيا ، وقبل ذلك يجد معها العيش الرغيد ، ويرى العودة إلى وطنه مغامرة خاسرة لا يقوى عليها ، من كل جهة وعلى كل التقديرات ، الاقتصادية والفكرية والسياسية ، فيفضل العيش في الغرب بسلام وأمان ، بعيداً عن وجع الرأس .
وطائفة ثالثة: وقليل ما هم من ذوي الهمم الفولاذية والطاقات الوطنية الفذة منهم من يعود إلى وطنه ويحمل مع شهاداته العلمية إيمانه بثقافته وهويته وأصالته ، يعود ليبني الوطن وليشيد له مجداً ، وليقدم خدمة لأمته وشعبه ، بيد أن الظروف القاسية تجبره على العودة من حيث أتى ، فتحرم الأمة ثانية وثالثة ورابعة من هذا العلم وهذه الطاقة ، التي لو هيأت لها الأجواء السليمة والنظيفة وحظيت بالرعاية لأسهمت كثيراً في رفعة الأمة وتقدمها .
إنني أزعم أيها السادة أن مجتمعاتنا الإسلامية والعربية مجتمعات طاردة أكثر مما هي مستوعبة ، لا سيما لأبنائها ، ولا سيما منهم للعلماء والعباقرة والكفاءات العلمية فيها ، وللتأكد من هذه الحقيقة أرجوا من قارئ هذه الأسطر أن يقارن مقارنة عابرة وبسيطة: كم هو راتب الأستاذ الجامعي عندنا ، كعرب ، وعندهم كغرب ؟!، وما هي الحقوق والحريات والامتيازات التي يحظى بها الأستاذ الجامعي – فضلا عن غيره - عندنا وعندهم ، إنه من البديهي والطبيعي جدا أن نسمع في صحافتنا محاولات اغتيال لأستاذ جامعي ، أو تصفية جسدية ، أو سجن أو اعتقالات ، أو دهم وتفتيش في منتصف الليل ، بلا مبرر شرعي أو قانوني ، أو غيرها من "المرمطات" المعتادة في عالمنا العربي ، أو نسمع عن بعض أساتذة جامعاتنا أنه يعمل في التدريس الخصوصي مقابل بضع دراهم عساها تسد حاجته وحاجة أبنائه ، ولذا فالكثير من أساتذة جامعاتنا العربية يرددون "ربنا أخرجنا منها فإنْ عدنا فإنا ظالمون" .
لا أعتقد أننا خرجنا بعيداً عن موضوعنا نفايات الغرب ، فالغرب له أثره الكبير في هذه العملية المأساوية في كثير من جوانبها ، فهو يصدّر إلينا نفاياته الفكرية عبر مبتعثينا الفاشلين في الأغلب ، حيث يعودون إلينا عبارة عن قنابل فكرية ، وسموم وأدواء ، فيما يأخذ أحسن ما لدينا من عقول وخبرات وطاقات وعلماء وعباقرة ومخترعين ، مما تتحدث به الإحصائيات المبثوثة في كل مكان.
والمعالجة الصحيحة للمشكلة التي يصعب تجاوزها إلى غيرها قبل المحاولة لذكر العلاج الذي هو فيها ، لكن نذكّر به وهو أن تتحول مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وأنظمة التعليم والإدارة لدينا إلى مجتمعات وأنظمة جاذبة ومستوعبة لطاقاتها وكوادرها وعلمائها ، وأن تضمن لهم العيش الكريم و تضمن لهم الحقوق والحريات الفكرية والسياسية والعلمية وفق ثوابتنا وأصالة ترابنا الوطني ، وأن تضع الاستراتيجيات الكفيلة لبناء هذه الطاقات علميا ودينياً ، وأن تحافظ على ثقافتهم وهويتهم ، وأن تضع أيضاً القوانين والنظم التنظيمية والحقوقية الكفيلة بعودة هذه الطاقات العلمية لبناء الأمة والوطن .
وإذا كنا نحذّر من مخاطر الابتعاث في حق أبنائنا ، فهو أشد خطورة في حق فتياتنا ، على أنني أرى أنه ليس بالضرورة دوماً الابتعاث إلى أمريكا ، فالعلم لا وطن له على الحقيقة ، فيمكننا أن نجده في كثير من دول العالم ، سنجده في بعض الجامعات العالمية الإسلامية في ماليزيا والباكستان وإيران مما يغني عن اللجوء إلى الغرب ونفاياته .
إن كثيراً من علامات الاستفهام تضع نفسها بالضرورة في هذه الآونة بالذات عن سبب فتح الأبواب على مصراعيها للابتعاث إلى أمريكا دون غيرها ، وإذا أمكننا أن نفهم الابتعاث إلى أمريكا لأجل طلب العلم ، لكنه يصعب علينا فهم إرسال كثير من فرق جيوشنا العسكرية والأمنية إلى أمريكا ، هل من أجل إجراء عمليات غسيل للدماغ الوطني لهم باسم مكافحة الإرهاب؟! أم لأجل الإفادة من خبراتهم المتقدمة والمتطورة في وسائل التعذيب ، أم ماذا؟ مجرد تساؤل بريء .
ثانياً: ثمة قضايا فكرية كثيرة يحرص الغرب كذلك لإعادة تصديرها إلينا رغم أنه قد انتهت صلاحيتها لديه ولفظتها مجتمعاته ، لكن لم يجد لها منفى إلا دول العالم الثالث ، التي لديها القابلية في استقبال نفاياته الفكرية والتي منها:
قضايا المرأة والطفل: إن من غرائب القول المناداة بتولي المرأة الولاية العظمى ، رئاسة الدولة أو أن تتولى وزارة كل ما فيها رجال ، كوزارة الكهرباء على سبيل المثال ، حيث لا تجد فيها امرأة واحدة مهندسة أو فنية!! نعم يمكننا أن نقبل بلا إشكال شرعي أو عرفي أن تتولى المرأة وزارة كوزارة تعليم البنات أو وزارة كوزارة المرأة والطفل ، أو وزارة مّا غالبية من فيها نساء ، أو أن عملها يتطلب الاحتكاك بالأسر ، كما في فلسطين التي فيها وزارة خاصة بشؤون الأسرى ، أو نحو ذلك مما تتطلبه ظروف العمل .
إن من الأمور المستنكرة عقلاً وواقعاً أن يتولى رجل وزارة تعليم البنات ، فكيف نسلّم بولاية امرأة لمؤسسة أو وزارة غالب من فيها من الرجال!! ، حتى الغرب مع إغراقه في المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة إلا أنه لم يستطع أن يتجاوز هذه الإشكالية ، لقد وقف الغرب بكل ما لديه من انحلال وفساد عاجزاً عن أن يحقق المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة فكيف ينادي بعض تلاميذه في بلداننا بما عجز عنه دهاقنة الغرب في بلدانهم ، مع الفارق بين طبائع بلداننا الإسلامية المحافظة ، والبلدان الغربية المنحلة .
قل هذا كذلك في إقحام المرأة في كثير من المجالات الأمنية والعسكرية والمرورية ، حيث تجد أنه لا مبرر لإقحام المرأة في هذه الأوساط ، إلا أن تكون عرضة لنهش الذئاب الضالة ، والكلاب المسعورة ، أو أن المبرر أن هذا النظام جاء فقط من بلاد عموا "خواجة" .
إننا ننادي بأعلى أصواتنا أننا أمة ذات استقلالية فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية ، وأننا أصحاب ملة ودين ، وأننا أمة ترفض نفايات الحضارات وأوساخ وقاذورات الأمم ، وأننا أمة تهوى العلم وتقدس المعرفة ، وتأخذها من أي وعاء جاءت .
قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 .
والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،
Moafa12@hotmail.com